سبتمبر 5, 2023آخر تحديث: سبتمبر 5, 2023

المستقلة/- اعلن النائب الاول لمحافظة النجف الاشرف هاشم الكرعاوي، المباشرة بعمليات التفويج العكسي من كربلاء المقدسة إلى المحافظة.

وقال الكرعاوي في تصريح لوكالة الرسمية و تابعته المستقلة اليوم الثلاثاء، إنه “تم تجهيز كافة الامكانات من اجل عملية التفويج العكسي للزائرين”، لافتا الى أنه “تم توجيه الأجهزة الأمنية بمحاسبة أصحاب عجلات النقل الخاص الذين يستغلون الزائرين ويتلاعبون بأسعار الأجرة”.


وأضاف أنه “تم التواصل مع السفير الايراني لتوفير عجلات نقل ركاب ايرانية نتيجة لاعداد الزائرين الايرانيين”، مشيرا الى ان “العجلات وصلت وتمت المباشرة بنقل وتفويج الزائرين الايرانيين إلى الحدود العراقية الإيرانية”.
وأكد الكرعاوي ان “هناك مئات من العجلات داخل ساحة التفويج العكسي قرب عمود (662) تنقل الزائرين العائدين من كربلاء المقدسة الى النجف الأشرف بشكل مجاني”، مبينا أنه “تم تخصيص محطة وقود لتجهيز المركبات التي تسهم بالتفويح العكسي بالمجان ضمن لجنة مختصة”.

المصدر: وكالة الصحافة المستقلة

كلمات دلالية: التفویج العکسی

إقرأ أيضاً:

دروس من كربلاء

 

 

 

جابر حسين العُماني **

jaber.alomani14@gmail.com

 

تعد كربلاء من أهم المدن التي ذكرها التاريخ الإسلامي؛ إذ إنها ليست مجرد مدينة عادية رسمت على الخارطة العالمية؛ بل هي من أبرز المعالم الخالدة التي ارتبط اسمها بأعظم فاجعة في التاريخ، وذلك عندما قُتل على أرضها سبط رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وريحانته من الدنيا الإمام الحسين ومعه أهل بيته وأصحابه. واقعة تعد من أهم الوقائع التاريخية التي وقعت في التاريخ؛ يوم العاشر من شهر محرم الحرام سنة 61 للهجرة، والتي فيها تجسد الحق وزهق الباطل.

في واقعة الطف تمثل صوت الحق في شخص الإمام الحسين بن علي، بينما تمثل صوت الباطل في أعداء الله ورسوله، فأصبحت كربلاء رمزًا للحق والتضحية والعدل، والإلهام والإصلاح، بل واستطاعت عبر العصور المتعاقبة أن تقدم للأمة دروسًا عظيمة تستحق أن تدرس في مدارس وجامعات الأمة العربية والإسلامية.

فيا ترى ما أهم تلك الدروس المستفادة من واقعة كربلاء، والتي ينبغي الاستفادة منها وعدم تجاهلها؟

الدرس الأول: الانتصار ليس مرهونا بالكثرة العددية

وهو ما تجسد في ملحمة كربلاء الخالدة، ويتبين ذلك جليا للباحثين والمتأملين الذين يقرأون الحقائق بعين الإنصاف، فالحسين وقف في واقعة الطف مع قلة قليلة من المؤمنين الأشاوس من أنصاره الذين قدموا له من أجل الدفاع عن الإسلام كل ما يملكونه من مال وأولاد وعتاد، وهم يقفون أمام جيش ظالم جرار لا يعرف من الدنيا إلا الظلم والتكبر والغطرسة، ومع كل ذلك كانت الغلبة لصوت الحق رغم التضحيات التي قدمها الإمام الحسين مع أهل بيته وأصحابه، وانتصر الدم على السيف. قال الله تعالى: {كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ}.

الدرس الثاني: مصير الظالمين الهلاك

اليوم عندما نتأمل الأسماء الظالمة التي شاركت في مقتل الإمام الحسين وأهل بيته، نجد أن الله تعالى عاقبهم في الدنيا قبل الآخرة، بما سفكوا من دماء زكية، وأما الحسين بن علي وأصحابه الكرام الأوفياء فقد بذلوا مهجهم لنصرة الإسلام؛ مما جعل من أسمائهم لامعة ومشرقة تتردد في الأسماع عبر التأريخ.

الدرس الثالث: التضحية من أجل القيم والمبادئ الإنسانية

وهي من أهم الدروس والعِبر التي قدمتها لنا كربلاء؛ فالقيم الإنسانية تستحق من الجميع أن يضحوا من أجلها بالغالي والنفيس، كما ضحى الإمام الحسين بنفسه وأولاده وأصحابه من أجل إعلاء كلمة الحق واحترام مكانة الأمانة والعدل والرحمة والصدق والمساواة وغيرها من الصفات النبيلة التي حث عليها الإسلام، والتي من خلالها يتم الحفاظ على الخير والرفاهية الإنسانية في المجتمع.

الدرس الرابع: الثبات على المبدأ

المتأمل في مواقف الإمام الحسين في واقعة كربلاء، يتضح له جليًا حجم العروض المادية والدنيوية التي قدمها له الأعداء في محاولة منهم لزعزعة مبادئه وقيمه ومواقفه البطولية والإنسانية، ومع كل تلك العروض المغرية والتهديدات المتكررة بإراقة دمه ودماء أهل بيته ومن معه، ولكنه كان ثابتاً ومتمسكاً بمبادئه وقيمه التي آمن بها وسار عليها.

الدرس الخامس: كرامة الإنسان أعز من الحياة وما فيها

تُعد الكرامة الإنسانية قيمة أساسية متأصلة في واقع كل فرد من أبناء المجتمع، فلا يجوز المساس بها أو الانتقاص منها، بل ولا يصح أن يتنازل عنها الإنسان مهما كانت الظروف، وهو ما أثبته ودافع عنه الإمام الحسين في واقعة كربلاء إلى آخر لحظة من حياته، حيث كان يقول: "إِنِّي لاَ أَرَى اَلْمَوْتَ إِلاَّ سَعَادَةً، وَاَلْحَيَاةَ مَعَ اَلظَّالِمِينَ اَلْبَاغِينَ إِلاَّ بَرَمًا"، فما أجمل الإنسان عندما يكون صاحب عزة وكرامة.

الدرس السادس: أن يكون الولاء لله فوق كل ولاء واعتبار

ويتجلى هذا المفهوم واضحا في شخصية الإمام الحسين، الذي جسَّد ولاءه لله الواحد الأحد أثناء صراعه مع الظلم والظالمين، وليس للسلطة أو لتحقيق مكاسب دنيوية، كما يتضح ذلك في قوله عند توجهه إلى كربلاء: "أَنِّي لَمْ أَخْرُجْ أَشِرًا وَلاَ بَطِرًا وَلاَ مُفْسِدًا وَلاَ ظَالِمًا وَإِنَّمَا خَرَجْتُ لِطَلَبِ اَلْإِصْلاَحِ فِي أُمَّةِ جَدِّي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ أُرِيدُ أَنْ آمُرَ بِالْمَعْرُوفِ وَأَنْهَى عَنِ اَلْمُنْكَرِ".

وأخيرًا.. علينا أن نفهم كربلاء جيدًا؛ فهي ليست مجرد معركة عادية؛ بل هي ملحمة عظيمة حملت معاني الفداء والصمود والوفاء والإخلاص؛ فأصبحت منهج حياة يدعو الناس للإصلاح ومحاربة الفساد والفاسدين، ومواجهة الظلم والظالمين، والاعتراف بالحق، وأن الحق لا يقاس بالعدد؛ بل بقيمته الحقيقية والمعنوية التي تأتي من خلال الإيمان بالله والتخلق بأخلاق أهل "لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله".

** عضو الجمعية العُمانية للكتاب والأدباء

رابط مختصر

مقالات مشابهة

  • وفاة امرأة مصابة بالحُمى النزفية في النجف
  • العرباوي يجدّد في إشبيلية دعم الجزائر لقيام الدولة الفلسطينية المستقلة
  • العرباوي يجدد في إشبيلية دعم الجزائر لقيام الدولة الفلسطينية المستقلة
  • دروس من كربلاء
  • القبض على عدد من تجار المخدرات في كربلاء المقدسة
  • القنصل الإيراني في النجف:السوداني وقف مع بلادي في حربها مع إسرائيل وأمريكا
  • الرئيس السيسي: السلام في الشرق الأوسط لن يتحقق إلا بإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة
  • أحكام بالسجن بحق ضباط ومنتسبين بعد هروب موقوفين من أحداث النجف
  • كربلاء.. خطة صحية للوقاية من الأمراض خلال عاشوراء
  • فنادق النجف وكربلاء تستعد لاستقبال الزائرين وسط تحديات الطاقة