هل تنجح وساطة بايدن في تطبيع العلاقات بين السعودية والاحتلال؟
تاريخ النشر: 5th, September 2023 GMT
نشرت صحيفة "الفاينانشيال تايمز" تقريرا يشير إلى ترسخ رغبة الولايات المتحدة في التوسط في اتفاق تطبيع العلاقات بين الاحتلال الإسرائيلي والمملكة العربية السعودية، مشددا على أنه لم تبقّ سوى انطلاق إدارة الرئيس بايدن في هذا المسار.
ورأى الكاتب غيديون راتشمان، في تقريره الذي جاء بعنوان "مساعي بايدن الضائعة للتوصل إلى اتفاق سعودي إسرائيلي"، وترجمته "عربي21" أن "واشنطن مستعدة لتقديم ضمانات أمنية للرياض، فضلا عن مساعدتها في برنامج نووي مدني من أجل تحقيق اتفاق التطبيع".
أما عن إسهام الاحتلال في الاتفاقية، قال راتشمان إنه "سيتمثل في عرض بعض التنازلات للفلسطينيين".
وأضاف: "يقول أنصار الخطوة إن اتفاق جو بايدن الكبير يبرز مكاسب تبدو مغرية، ومن شأنه أن يعزز السلام والرخاء والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، كما يدعم الولايات المتحدة في صراعها على النفوذ العالمي أمام الصين، فضلا عن كونه يعد إنجازا دبلوماسيا يتفاخر به بايدن في الوقت المناسب قبل الانتخابات الرئاسية عام 2024".
ورأى الكاتب أن "واقع الاتفاق أقل جاذبية بكثير من ذلك، وقد ينتهي الأمر بالولايات المتحدة إلى الوعد بالدفاع عن حكم استبدادي غريب الأطوار في السعودية، ودعمها لحكومة إسرائيلية تتآكل ديمقراطيتها بسرعة".
واعتبر راتشمان الاتفاق بأنه "مجرد وهم كبير" لأنه من الممكن "عدم تحقق المكاسب المنشودة، المتمثلة في مواجهة الصين وإحراز تقدم على الجبهة الفلسطينية".
وأضاف أن الحديث عن اتفاق مرتقب "يأتي في وقت اتسمت فيه العلاقات السعودية الأمريكية بالتوتر في ظل إدارة بايدن، بعد أن أعرب الحاكم الفعلي للسعودية، ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، عن غضبه من نشر تقرير من جانب الحكومة الأمريكية اتهمه بالتورط المباشر في اغتيال الصحفي السعودي جمال خاشقجي، الأمر الذي دفع إلى وصف الاستقبال الرسمي للرئيس الصيني، شي جين بينغ، عندما زار السعودية، بأنه أكثر دفئا بشكل ملحوظ من الاستقبال الذي حظي به بايدن."
و"كانت الصين، وليس الولايات المتحدة، هي التي ساعدت في التوسط في إبرام سلام بين إيران والسعودية في مارس/آذار الماضي، كما أعلن السعوديون مؤخرا أنهم سينضمون إلى مجموعة بريكس، وهو ما يبدو على نحو متزايد وكأنه رد بكين على مجموعة السبع"، وفقا للكاتب الذي أكد "أن كل هذه الخطوات هيأت حالة من عدم الارتياح لدى واشنطن".
وأضاف أن "إدارة بايدن أرادت الانفصال عن الشرق الأوسط والتركيز على صعود الصين، بيد أن مغازلة الرياض وبكين ساعدت في إقناع البيت الأبيض بأن إعادة الانخراط في المنطقة خطوة ضرورية، وجزء من المنافسة العالمية على النفوذ أمام الصين".
وقال راتشمان إن "هناك مخاطر للاتفاق الأمريكي السعودي الإسرائيلي على الرغم من عوامل الجذب التي تبدوا من ورائه".
كما نوه إلى أنه على النقيض من الدول الأخرى التي تعهدت واشنطن بالدفاع عنها، مثل اليابان أو ألمانيا، فإن السعودية لا تمثل دولة ديمقراطية على الإطلاق، ولا يزال سجلها في حقوق الإنسان سيئا، فضلا عن إصدار منظمة هيومن رايتس ووتش مؤخرا تقريرا اتهمت فيه السعودية بقتل مئات اللاجئين الإثيوبيين بالرصاص.
وتابع: "حتى الحلفاء المقربون لبايدن في واشنطن لا يشعرون بارتياح، مثل السيناتور، كريس ميرفي، الذي أوضح مؤخرا أن لديه أسئلة كبيرة بشأن ضمان حماية دولة كبيرة في الشرق الأوسط تميل إلى شن معارك مع جيرانها في كثير من الأحيان".
ومن جانب الاحتلال، أضاء الكاتب على "وجود إشكالية أخرى، لاسيما وأن الحكومة الحالية بزعامة بنيامين نتنياهو، تواجه انتقادات على نطاق واسع بتقويض الديمقراطية الإسرائيلية".
كما ذكر أن ائتلاف الأخير يضم "أحزابا عنصرية صعبة" تعمل على تسريع وتيرة التوسع في المستوطنات الإسرائيلية، على حساب الفلسطينيين، في حين يتصاعد العنف في الأراضي المحتلة.
وأشار الكاتب إلى أن "محاكمة نتنياهو بتهم فساد تدق ناقوس إنذار في البيت الأبيض في عهد بايدن، بيد أن الشيء الوحيد الذي قد ينقذ موقفه السياسي الداخلي كرئيس وزراء هو النهوض بدور رجل الدولة الذي في عهده تزعم اتفاق سلام تاريخي مع السعودية".
"ويرى مؤيدو الاتفاق أنه سيتعين على إسرائيل تقديم تنازلات للفلسطينيين، ومن الممكن أن يؤدي ذلك إلى إحياء حل الدولتين، في حين يجبر نتنياهو على الدخول في ائتلاف يضم عددا من الأحزاب الأكثر اعتدالا"، بحسب معد التقرير .
بيد أن هناك العديد من الطرق، وفقا للكاتب، التي يمكن لنتنياهو من خلالها المراوغة وتفادي تقديم أي تنازلات نظرية للفلسطينيين، فضلا عن الشكوك في أن يكون لدى السعوديين أو الأمريكيين الوسائل أو الإرادة لفرض تقدم حقيقي نحو حل الدولتين.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة الاحتلال السعودية بايدن التطبيع امريكا السعودية الاحتلال التطبيع بايدن صحافة صحافة صحافة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة بایدن فی فضلا عن
إقرأ أيضاً:
بعد تمديد المهلة.. الاتحاد الأوربي يسعى لاتفاق تجاري مرض مع واشنطن
حصل الاتحاد الأوروبي على مهلة من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب فيما يتعلق بالرسوم الجمركية البالغة 50 بالمئة التي هدد بفرضها على التكتل، ولكن لا يزال من غير الواضح كيف سيوازن الاتحاد بين مساعيه للتوصل إلى اتفاق تجاري مفيد للطرفين وبين مطالب واشنطن بتقديم تنازلات كبيرة.
وتراجع ترامب عن فرض الرسوم على واردات الاتحاد الأوروبي اعتبارا من أول يونيو حزيران بعد مكالمة هاتفية مع رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، ليرجئ الموعد النهائي إلى التاسع من يوليو تموز للسماح للمحادثات بين الولايات المتحدة والاتحاد الذي يضم 27 دولة بالتوصل إلى اتفاق.
وقالت المفوضية الأوروبية، التي تشرف على السياسة التجارية للاتحاد الأوروبي، إن المكالمة أعطت دفعة جديدة للمفاوضات التي اتفق الزعيمان على تسريعها.
لكن لم تظهر مؤشرات واضحة على إحراز ترامب وفون دير لاين أي تقدم يُذكر، إن وجد، نحو التوصل إلى حل تفاوضي للنزاع التجاري.
ويضغط الاتحاد الأوروبي من أجل التوصل إلى اتفاق يضمن المنفعة المتبادلة ويمكن أن يشمل انتقال الجانبين إلى عدم فرض رسوم جمركية على السلع الصناعية وشراء الاتحاد الأوروبي المزيد من فول الصويا والأسلحة والغاز الطبيعي المسال مع الاستغناء التدريجي عن جميع واردات الغاز الروسي بحلول نهاية عام 2027.
وقال أحد مسؤولي الاتحاد الأوروبي إن التكتل يمكن أن يشتري المزيد من لحوم الأبقار الخالية من الهرمونات كما فعلت بريطانيا في اتفاق تجاري أبرمته مع الولايات المتحدة في وقت سابق من هذا الشهر.
وقالت المفوضية الأوروبية اليوم الاثنين إنها ستقدم حججا قوية لعرض إلغاء الرسوم الجمركية نهائيا من الجانبين، بما في ذلك في مكالمة هاتفية مقررة اليوم بين المفوض التجاري الأوروبي ماروش شفتشوفيتش ووزير التجارة الأمريكي هوارد لوتنيك.
وقال متحدث باسم المفوضية الأوروبية “نعتقد أن هذه نقطة انطلاق جذابة للغاية لإجراء مفاوضات جيدة يمكن أن تؤدي إلى فوائد على جانبي الأطلسي”.
كما يرى الاتحاد الأوروبي أيضا إمكانية التعاون في قضايا مثل الطاقة الإنتاجية الزائدة للصلب، والتي يلقي الجانبان باللوم فيها على الصين، فضلا عن التكنولوجيا الرقمية مثل الذكاء الاصطناعي.
ويتطلع الاتحاد الأوروبي لوقف رسوم جمركية تبلغ 25 بالمئة على الصلب والسيارات وأن يتخلى ترامب عما يسمى بالرسوم الجمركية “المضادة”، والتي جرى تحديدها مؤقتا عند 20 بالمئة بالنسبة للتكتل ولكن بقيت عند 10 بالمئة خلال فترة توقف لمدة 90 يوما تنتهي في يوليو تموز.
جريدة الرياض
إنضم لقناة النيلين على واتساب