لجريدة عمان:
2025-07-04@20:59:49 GMT

« باربي».. وتحديات ريمكس عربي !

تاريخ النشر: 6th, September 2023 GMT

يطرح الفيلم الأمريكي الجديد «باربي» الذي ملأ الدنيا وشغل الناس، هذه الأيام، للمخرجة الأمريكية جريتا جيرويج وبطولة الممثلة الأسترالية مارجو روبي ورايان جوزلينج، جدلا متجددا حول الكثير من موضوعات علاقات الجنسين، في ضوء رؤية حاولت أن تختبر عبر الفانتازيا قضية النوع وكيفية مقاربتها من منظور نسوي.

لكن الفيلم يشتبك في الكثير من القضايا الإنسانية المتصلة بالهوية والمصير والمعنى والوجود، إلى جانب رؤية واقعية للفيلم تنطلق من لحظة تسجيلية معاصرة لمجتمع أمريكي حيال الأسئلة التي تطرحها تحديات النسوية بصورة عامة، بيد أن المشترك الإنساني للفيلم قد يطرح الكثير من التحديات حيال قضية تلقي محتوى الفيلم في مجتمعات أخرى كالمجتمع العربي.

وإذا صح القول: إن الأسئلة الفلسفية التي يطرحها الفيلم في قضية النسوية والتمثيلات المختلفة لوعي فكرة النوع، هي أسئلة بطبيعتها مثيرة للكثير من النقاش المستحق حول ما يطرحه الفيلم فقد نجد كثيرا من المراجعات التي ستطرأ حولها علامات استفهام فيما لو تصورنا طبيعة الأسئلة التي ستثيرها ردود فعل الفيلم في النقاشات التي يمكن أن نتصورها في أوساط المجتمع العربي.

إن فكرة كفكرة المساواة بين الجنسين هي بالتأكيد مشترك إنساني يطرحه الفيلم ويمكن تمثلها بكيفيات مختلفة حيال ما يثيره الفيلم حولها، لكن في الوقت ذاته ربما تكمن أهمية النقاش حول الفيلم ليس في قياس أثر ردود الفعل الانفعالية الفورية المفعمة بالحماس التي يمكن تصورها بين الشابات المتعلمات والمتحمسات تأثرا بنظرة الفيلم فور مشاهدته، فذلك بالإمكان فهمه في سياق التأثر اللحظي بالفيلم، لكنه بالضرورة لن يكون مفيدا إذا ما احتيج، في الوقت ذاته، لإعادة قراءة محتوى المشترك الإنساني للفيلم من منظور مقارن.

في هذه النقطة تحديدا ثمة الكثير من الأسئلة والتحديات تطرح نفسها! ولا نحتاج اليوم إلى التأكيد بأن ثمة فارقا مهما في الرؤية إلى العالم بين المجتمع العربي لجهة هويته الحضارية - نظريا - وبين المجتمع الغربي.

وفي تضاعيف الاختلاف بين المجتمعين ستنشأ أسئلة تشتبك في مجالات بعضها ملابس لمعنى المقارنة الإنسانية لجهة المعاصرة ومفردات الحياة اليومية المشتركة، على الأقل، لكن بعضها ملتبس لجهة التحديات التي يمكن أن تقف أمام أي محاولة تعبير عربية عن الفيلم فيما لو أرادت تلك المحاولة السينمائية العربية الاشتغال على إنتاج فيلم عربي مقارن لفيلم باربي من خلال أسلوب الريمكس.

قد لا يؤدي النقاش حول موضوعات الفيلم وما يثيره من أسئلة داخل المجتمع العربي حتى ولو انفتح النقاش على آفاق نظرية واسعة، كالذي يمكن أن يؤديه أثر فيلم ريمكس عربي يعيد تأويل موضوعات فيلم باربي في قالب فني ومحتوى متقن ومحكم.

هذا التحدي المذكور آنفا هو الذي سيردنا بالضرورة إلى الواقع وإلى كيفية التفريق بين ردود الفعل الحماسية التي يمكن أن تشتعل في نفوس الفتيات والنساء اللواتي حال تأثرهن البالغ بالفيلم فور مشاهدته، وحال الصدمة التي تتركها الإفاقة من تلك الرومانسيات الجميلة على واقع عربي لحياة اجتماعية تحكمها علاقات واقعية.

وحيال تحدٍ كهذا؛ نتصور أن قدرة المجتمع العربي المتفاعل مع هوية المعنى الحديث للسينما وأسئلتها، والواعي، في الوقت ذاته، بطبيعة واقعه المشدود إلى حالات اجتماعية معينة والمهجوس - أي ذلك المجتمع - بكيفية تمثيلها في إطار التفاعل مع موضوعات فيلم كفيلم باربي؛ هي تحديدا القدرة التي تنقص ذلك التحدي الذي يطرحه المعنى الإنساني المشترك لفيلم باربي في المجتمع العربي!

لقد أثر فيلم باربي في كثيرين بأنحاء العالم، ولقي ذلك التفاعل بسبب نجاحه في طرح أسئلة وقضايا إنسانية عابرة للمجتمعات، ولكنها في الوقت نفسه هي أسئلة تثير الكثير من تحديات التلقي والتأويل في مجتمعات إنسانية مغايرة.

بطبيعة الحال، تعكس مادة هذا المقال سياقا خاصا حول أسئلة لتصور الاحتمالات الممكنة حال محاولة إعادة تأويل عربية لمحتوى فيلم باربي، لتنبه إلى المساحة التي يمكن أن نعرف من خلالها الموقع الحقيقي الذي يحدد مستوى تفاعلنا كمجتمعات عربية لناحية التحدي والاستجابة لذلك التحدي الذي يطرح فكرة المشترك الإنساني لفيلم باربي وأسئلته!

ويكفي لمعرفة درجة التأثير الذي صنعه فيلم باربي في العالم أن نرى الروائية العالمية إيزابيل الليندي، تقف بكامل أناقتها الوردية وقد تجاوزت الثمانين عاما أمام إحدى دور السينما الأمريكية استعدادا لمشاهدة «باربي»!

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: المجتمع العربی فیلم باربی فی التی یمکن أن الفیلم فی الکثیر من فی الوقت

إقرأ أيضاً:

رفض عربي واسع لدعوات إسرائيلية لتطبيق خطة الضم في الضفة الغربية

أثارت تصريحات لوزير العدل الإسرائيلي ياريف ليفين، ردودا عربية رافضة بشأن تطبيق "خطة الضم" الاستيطانية في الضفة الغربية، مؤكدة أنها انتهاك صارخ للقانون الدولي، وتصعيد خطير يقوّض فرص السلام.

وعبّر المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة، عن رفضه لتلك الدعوات "والتي تأتي في إطار حرب شاملة ضد الشعب الفلسطيني"، محذرا من أنها "ستبقي المنطقة على فوهة بركان"، بحسب ما أوردته وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية.

وقال أبو ردينة إنها تتنافى مع قرارات الشرعية الدولية والقانون الدولي، "والتي تأتي في سياق الحرب الشاملة التي تشنها سلطات الاحتلال ضد شعبنا وأرضنا، وتمثل محاولات إسرائيلية حثيثة لتنفيذ مخططاتها الرامية لتصفية القضية الفلسطينية".

من جانبها، أعربت السعودية عن إدانتها واستنكارها لتصريحات المسؤول الإسرائيلي، معتبرة ذلك انتهاكا صريحا لقرارات الشرعية الدولية.

وأكدت على موقفها الرافض لأي محاولات للتوسع في الاستيطان على الأراضي الفلسطينية، مشددة على ضرورة "إلزام السلطات الإسرائيلية بالقرارات الدولية".



وجددت السعودية موقفها "الثابت والراسخ" في دعم الشعب الفلسطيني لاستعادة حقوقه المشروعة وفق قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية، بما يضمن إقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود عام 1967، وعاصمتها القدس الشريف.

بدورها، أدانت قطر تصريحات الوزير الإسرائيلي، واعتبرتها "امتداداً لسياسات الاحتلال الاستيطانية والاستعمارية والعنصرية، وانتهاكاً سافراً للقانون الدولي، وقرار مجلس الأمن رقم 2334".

وأكدت الدوحة "الحاجة الماسة لتضامن المجتمع الدولي للتصدي لسياسات الاحتلال التصعيدية الخطيرة التي تهدّد أمن المنطقة، بما في ذلك جرائمه المستمرة في الضفة الغربية، وانتهاكاته للمقدسات الدينية، ومخططاته لتهويد القدس".

وجددت تأكيدها على موقفها الدائم "في دعم القضية الفلسطينية وصمود الشعب الفلسطيني الشقيق، المستند إلى قرارات الشرعية الدولية وحل الدولتين، بما يضمن إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية".

كما ‏أعربت الكويت عن إدانتها واستنكارها الشديدين "للتصريحات التي أدلى بها عدد من ممثلي سلطات الاحتلال الإسرائيلي، والتي تدعوا من خلالها إلى توسيع نطاق الاحتلال ليشمل أراضٍ تقع في الضفة الغربية بدولة فلسطين".

وعدّت الكويت تلك التصريحات "انتهاكا جسيما لقرارات الشرعية الدولية"، ودعت مجلس الأمن للاضطلاع بدوره في صون الأمن والسلم الدوليين، والذود عن قرارات الشرعية الدولية.



أما مصر، فأعربت عن رفضها القاطع لتلك التصريحات، وقالت إنها منافية للقانون الدولي، "وتهدف لترسيخ الاحتلال غير الشرعي للأراضي الفلسطينية، ولتقويض حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة على خطوط 4 يونيو 1967 بالضفة الغربية وقطاع غزة وعاصمتها القدس الشرقية، في تجسيد للوحدة الإقليمية لكافة الأراضي الفلسطينية".

كما أكدت رفضها للانتهاكات الإسرائيلية في الضفة، بالتزامن مع ما يجرى في قطاع غزة من جرائم "تستهدف تقويض كافة مقومات حياة الشعب الفلسطيني المناضل".

وطالبت مصر المجتمع الدولي بالتدخل الفوري "لوضع حد لتلك الانتهاكات السافرة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني على أراضيه".

وشددت على ضرورة تكاتف جهود المجتمع الدولي لتحقيق تطلعات الشعب الفلسطيني وعلى رأسها إقامة دولته المستقلة على كامل ترابه الوطني.

بينما أعرب الأردن عن رفضه القاطع وإدانته للدعوات الإسرائيلية لضم الضفة الغربية الفلسطينية المحتلة.

وشدد على أن "هذه التصريحات تعتبر خرقا فاضحا للقانون الدولي، والتزامات إسرائيل، باعتبارها القوة القائمة بالاحتلال في الأرض الفلسطينية".

وقال الأردن إنها "اعتداء مرفوض على حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة ذات السيادة على خطوط الرابع من حزيران (يونيو) 1967 وعاصمتها القدس المحتلة"، مؤكدا أنه "لا سيادة لإسرائيل على الأرض الفلسطينية المحتلة".



وفي وقت سابق، قال وزير العدل الإسرائيلي، خلال لقائه رئيس مجلس مستوطنات شمال الضفة المحتلة يوسي داغان، إن "الوقت حان لفرض السيادة" على الضفة الغربية، وفق ما نقلته صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" العبرية.

وتؤكد الأمم المتحدة أن الاستيطان في الأراضي المحتلة "غير قانوني"، وتحذر من أنه يقوض إمكانية معالجة الصراع وفقا لمبدأ حل الدولتين، وتدعو إسرائيل منذ عقود إلى وقفه دون جدوى.

وبالتوازي مع الإبادة بقطاع غزة، صعد جيش الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنون اعتداءاتهم بالضفة، بما فيها القدس، ما أدى إلى استشهاد 988 فلسطينيا على الأقل، وإصابة نحو 7 آلاف آخرين، وفق معطيات فلسطينية.

ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 يشن الاحتلال حرب إبادة جماعية بغزة، تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية كافة وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.

وخلفت الإبادة، بدعم أمريكي، أكثر من 191 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين بينهم عشرات الأطفال.

مقالات مشابهة

  • البرلمان العربي يدعو المجتمع الدولي لفتح تحقيق مستقل في جرائم الاحتلال
  • غليان عربي في أفق غائم
  • رفض عربي واسع لدعوات إسرائيلية لتطبيق خطة الضم في الضفة الغربية
  • عرض عربي أول لفيلم آية للمخرجة ماية عجميه بمهرجان عمّان السينمائي
  • نجاح مهني وتحديات شخصية.. توقعات برج الأسد لشهر يوليو 2025| خاص
  • عرض عربي أول لفيلم " آية " للمخرجة ماية عجميه بمهرجان عمّان السينمائي
  • مجلس الوزراء اليمني يقر خطة طارئة لمعالجة انهيار العملة وتحديات الكهرباء والمخدرات
  • ٣٠/ يونيو، ليلة القبض علی جَمْرَة!!
  • الغندور: ياسين بونو أحسن حارس عربي ومن أفضل حراس العالم
  • الجنسية البرتغالية ستصبح واحدة من أصعب الجنسيات التي يمكن الحصول عليها في أوروبا