لجريدة عمان:
2025-05-18@04:47:01 GMT

« باربي».. وتحديات ريمكس عربي !

تاريخ النشر: 6th, September 2023 GMT

يطرح الفيلم الأمريكي الجديد «باربي» الذي ملأ الدنيا وشغل الناس، هذه الأيام، للمخرجة الأمريكية جريتا جيرويج وبطولة الممثلة الأسترالية مارجو روبي ورايان جوزلينج، جدلا متجددا حول الكثير من موضوعات علاقات الجنسين، في ضوء رؤية حاولت أن تختبر عبر الفانتازيا قضية النوع وكيفية مقاربتها من منظور نسوي.

لكن الفيلم يشتبك في الكثير من القضايا الإنسانية المتصلة بالهوية والمصير والمعنى والوجود، إلى جانب رؤية واقعية للفيلم تنطلق من لحظة تسجيلية معاصرة لمجتمع أمريكي حيال الأسئلة التي تطرحها تحديات النسوية بصورة عامة، بيد أن المشترك الإنساني للفيلم قد يطرح الكثير من التحديات حيال قضية تلقي محتوى الفيلم في مجتمعات أخرى كالمجتمع العربي.

وإذا صح القول: إن الأسئلة الفلسفية التي يطرحها الفيلم في قضية النسوية والتمثيلات المختلفة لوعي فكرة النوع، هي أسئلة بطبيعتها مثيرة للكثير من النقاش المستحق حول ما يطرحه الفيلم فقد نجد كثيرا من المراجعات التي ستطرأ حولها علامات استفهام فيما لو تصورنا طبيعة الأسئلة التي ستثيرها ردود فعل الفيلم في النقاشات التي يمكن أن نتصورها في أوساط المجتمع العربي.

إن فكرة كفكرة المساواة بين الجنسين هي بالتأكيد مشترك إنساني يطرحه الفيلم ويمكن تمثلها بكيفيات مختلفة حيال ما يثيره الفيلم حولها، لكن في الوقت ذاته ربما تكمن أهمية النقاش حول الفيلم ليس في قياس أثر ردود الفعل الانفعالية الفورية المفعمة بالحماس التي يمكن تصورها بين الشابات المتعلمات والمتحمسات تأثرا بنظرة الفيلم فور مشاهدته، فذلك بالإمكان فهمه في سياق التأثر اللحظي بالفيلم، لكنه بالضرورة لن يكون مفيدا إذا ما احتيج، في الوقت ذاته، لإعادة قراءة محتوى المشترك الإنساني للفيلم من منظور مقارن.

في هذه النقطة تحديدا ثمة الكثير من الأسئلة والتحديات تطرح نفسها! ولا نحتاج اليوم إلى التأكيد بأن ثمة فارقا مهما في الرؤية إلى العالم بين المجتمع العربي لجهة هويته الحضارية - نظريا - وبين المجتمع الغربي.

وفي تضاعيف الاختلاف بين المجتمعين ستنشأ أسئلة تشتبك في مجالات بعضها ملابس لمعنى المقارنة الإنسانية لجهة المعاصرة ومفردات الحياة اليومية المشتركة، على الأقل، لكن بعضها ملتبس لجهة التحديات التي يمكن أن تقف أمام أي محاولة تعبير عربية عن الفيلم فيما لو أرادت تلك المحاولة السينمائية العربية الاشتغال على إنتاج فيلم عربي مقارن لفيلم باربي من خلال أسلوب الريمكس.

قد لا يؤدي النقاش حول موضوعات الفيلم وما يثيره من أسئلة داخل المجتمع العربي حتى ولو انفتح النقاش على آفاق نظرية واسعة، كالذي يمكن أن يؤديه أثر فيلم ريمكس عربي يعيد تأويل موضوعات فيلم باربي في قالب فني ومحتوى متقن ومحكم.

هذا التحدي المذكور آنفا هو الذي سيردنا بالضرورة إلى الواقع وإلى كيفية التفريق بين ردود الفعل الحماسية التي يمكن أن تشتعل في نفوس الفتيات والنساء اللواتي حال تأثرهن البالغ بالفيلم فور مشاهدته، وحال الصدمة التي تتركها الإفاقة من تلك الرومانسيات الجميلة على واقع عربي لحياة اجتماعية تحكمها علاقات واقعية.

وحيال تحدٍ كهذا؛ نتصور أن قدرة المجتمع العربي المتفاعل مع هوية المعنى الحديث للسينما وأسئلتها، والواعي، في الوقت ذاته، بطبيعة واقعه المشدود إلى حالات اجتماعية معينة والمهجوس - أي ذلك المجتمع - بكيفية تمثيلها في إطار التفاعل مع موضوعات فيلم كفيلم باربي؛ هي تحديدا القدرة التي تنقص ذلك التحدي الذي يطرحه المعنى الإنساني المشترك لفيلم باربي في المجتمع العربي!

لقد أثر فيلم باربي في كثيرين بأنحاء العالم، ولقي ذلك التفاعل بسبب نجاحه في طرح أسئلة وقضايا إنسانية عابرة للمجتمعات، ولكنها في الوقت نفسه هي أسئلة تثير الكثير من تحديات التلقي والتأويل في مجتمعات إنسانية مغايرة.

بطبيعة الحال، تعكس مادة هذا المقال سياقا خاصا حول أسئلة لتصور الاحتمالات الممكنة حال محاولة إعادة تأويل عربية لمحتوى فيلم باربي، لتنبه إلى المساحة التي يمكن أن نعرف من خلالها الموقع الحقيقي الذي يحدد مستوى تفاعلنا كمجتمعات عربية لناحية التحدي والاستجابة لذلك التحدي الذي يطرح فكرة المشترك الإنساني لفيلم باربي وأسئلته!

ويكفي لمعرفة درجة التأثير الذي صنعه فيلم باربي في العالم أن نرى الروائية العالمية إيزابيل الليندي، تقف بكامل أناقتها الوردية وقد تجاوزت الثمانين عاما أمام إحدى دور السينما الأمريكية استعدادا لمشاهدة «باربي»!

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: المجتمع العربی فیلم باربی فی التی یمکن أن الفیلم فی الکثیر من فی الوقت

إقرأ أيضاً:

صيف الأولاد..بين دفء العائلة وتحديات الوقت الضائع

بقلم : الحقوقية انوار داود الخفاجي ..

مع حلول العطلة الصيفية، تُفتح أبواب واسعة من الوقت أمام الأطفال والشباب في العراق، وقتٌ يحمل في طياته إمكانات لا محدودة، تتراوح بين الاستفادة والنمو، أو الضياع والانفلات. وهنا تبدأ العائلات العراقية رحلتها السنوية في محاولة توجيه هذا الوقت الثمين، وسط ظروف اقتصادية واجتماعية تختلف من بيتٍ لآخر، لكنها تشترك في سؤالٍ واحد كيف نمنح أولادنا صيفاً مفيداً وآمناً؟

في الأحياء الشعبية كما في المناطق الراقية، تتنوع أساليب العوائل في التعامل مع عطلة أبنائهم. بعض الأهالي يحرصون على إدخال أولادهم دورات صيفية، تتراوح بين تعلّم الحاسوب، وكرة القدم أو اللغات الأجنبية، أو حتى دورات القرآن الكريم، وهي ممارسات تُعبّر عن رغبة واضحة في استثمار العطلة ببرامج تعليمية وتنموية.

في المقابل، هناك من يركّز على الجانب الترفيهي، فيأخذ الأبناء إلى السفر داخل العراق، كزيارة مدن كردستان أو الأهوار أو العتبات المقدسة، ما يعزز الروابط العائلية ويمنح الأطفال فرصة التعرف على تراثهم وتاريخهم. وتلعب الحدائق العامة والمولات والمسابح دوراً كبيراً في يوميات الأطفال، خصوصاً مع ارتفاع درجات الحرارة في أشهر الصيف الطويلة لكن لا يمكن إنكار التحديات التي تواجه بعض العوائل، خصوصاً تلك التي تعاني من ضيق الحال أو انشغال الأبوين بالعمل. في هذه الحالات، قد يُترك الأطفال لساعات طويلة أمام الشاشات أو في الشوارع، مما يعرّضهم لأخطار متعددة، سواء كانت سلوكية أو صحية. كما يُلاحظ في بعض المدن تصاعد ظاهرة “العمالة الصيفية” لدى الأطفال، حيث يضطر بعضهم للعمل لمساعدة أسرهم، وهو ما يفتح باباً واسعاً للنقاش حول حماية الطفولة.
ولعلّ أبرز ما يميز تعامل العائلات العراقية مع عطلة أولادهم هو تمسّكهم بقيم العائلة والتقاليد، إذ تحرص معظم العائلات على مشاركة أبنائها في المجالس العائلية، وحضور المناسبات الاجتماعية، مما يعزز انتماء الطفل إلى محيطه الثقافي والاجتماعي.
ومع تطور وسائل التواصل الاجتماعي والانترنت، بدأت بعض العوائل تعتمد على محتوى تعليمي أو ترفيهي رقمي، حيث يشارك الأبناء في ورش عمل افتراضية أو مسابقات ثقافية عبر الإنترنت. لكن هذا الانفتاح يضع الأهل أيضاً أمام مسؤولية الرقابة والتوجيه، لتفادي المحتوى الضار أو الإدمان الرقمي.

إن العطلة الصيفية ليست فقط وقتاً للراحة، بل فرصة ذهبية لبناء مهارات الأطفال وصقل شخصياتهم. وبينما تسعى العائلات العراقية بكل طاقتها لتحقيق التوازن بين التعليم والتسلية، يبقى الأمل قائماً بأن تُعزز الجهات الحكومية دورها في توفير برامج صيفية منظمة وآمنة، تُساند الأهالي وتفتح أمام الأبناء آفاقاً أوسع للنمو والإبداع.

ختاما صيف العراق ليس مجرد حرارة، بل موسم لصناعة الأمل في قلوب الجيل القادم.

انوار داود الخفاجي

مقالات مشابهة

  • متخصص: يجب فهم الكتالوج الخاص بك لمعرفة الأشياء التي يمكن التحدث عنها ..فيديو
  • وزيرة التخطيط: التكامل العربي ضرورة لمواجهة الصدمات التي تعصف بالعالم
  • “أسئلة الرواية السعودية”.. قراءة نقدية في تحوّلات الواقع عبر السرد
  • ماهي الأدوار المهمة التي يمكن أن يلعبها الإعلام في السودان في فترة ما بعد الحرب
  • صيف الأولاد..بين دفء العائلة وتحديات الوقت الضائع
  • أسئلة عميقة لطرحها يوم الجمعة للعائلات
  • أكبر 10 محطات كهرباء في الوطن العربي.. عملاقة الطاقة التي تقود 5 دول نحو المستقبل
  • إلى الزعيم المزعوم كيكل: إليك أسئلة «كلام رجال» والصحافة الحرة
  • بلومبيرغ: 8 أسئلة لتوضيح ما يجري في سوريا وسبب رفع ترامب العقوبات عنها
  • مسرح الطفل وتحديات التكنولوجيا