مخاوف إسرائيلية من طوفان تسلل عبر الحدود الأردنية.. أرقام متصاعدة
تاريخ النشر: 7th, September 2023 GMT
كشف تقرير إسرائيلي، عن تصاعد المخاوف الأمنية الإسرائيلية من زيادة "التسلل" عبر الحدود بين الأردن وفلسطين المحتلة، وهي الحدود الأطوال التي ينشط فيها جيش الاحتلال، لكنه يفشل في منع ظاهرة التسلل التي تتصاعد يوما بعد يوم.
وأكد تقرير جديد صادر عن "مركز سياسة الهجرة الإسرائيلية"، أن "إسرائيل توجد في مرحلة حرجة في معالجة التسلل من الأردن"، وفق ما أوردته صحيفة "إسرائيل اليوم" بعنوان: "التسلل من الحدود الأردنية يهدد بالتحول إلى طوفان".
ونبهت أن "التقرير يعرض صورة مقلقة على نحو خاص"، مضيفة: "بينما في عامي 2017 و 2018 قلة فقط من المتسللين دخلوا إلى المناطق في إسرائيل عبر الحدود الشرقية (مع الأردن)، في 2019، ارتفع العدد لعشرات وفي 2022 يدور الحديث عن مئات الأشخاص الذين تسللوا من الأردن".
وقال المحامي يونتان يعقوفوفيتش مؤسس مركز سياسة الهجرة الإسرائيلية": "نحن في هذه اللحظة في بداية الإقلاع الشاهق للرسم البياني، في 2006 كنا في وضعية مشابهة على الحدود المصرية، في تلك السنة تسلل 220 مواطنا سودانيا واريتريا فقط، العدد اتسع حتى وصل لأكثر من 16 ألف متسلل في 2011، أصحاب القرار لا يفهمون خطورة الوضع وكأننا لم نتعلم شيئا".
وتابع: "إلى جانب الارتفاع الشاهق في الكمية، طرأ تنوع في الدول الأصلية للمتسللين، في بداية الطريق وصل المهاجرون للعمل من الأردن وتركيا فقط، الآن قائمة الدول الأصلية اتسعت إلى أوزباكستان، جورجيا، سيريلانكا، أوغندا، غانا، مولدوفا ، وفي الأشهر الأخيرة أيضا إثيوبيا، إريتريا والسودان، كل هذا بفضل شبكات التهريب التي اتسعت وأصبحت مهنية، وللشائعة المنتشرة في العالم عن الإمكانية السهلة والمجدية للتسلل إلى إسرائيل".
في حزيران/يونيو 2022، رفع المركز طلبا للحصول على معلومات حول "المتسللين إلى إسرائيل من حدود الأردن في الأعوام 2017 – 2022، المعطيات التي وصلت وتنشر هنا لأول مرة، تشير إلى ميل واضح في الصعود في عدد أحداث التسلل التي شخصتها قوات الجيش الإسرائيلي على حدود الأردن"ز
وبحسب الصحيفة، يتبين من المعطيات، أنه "في غضون 5 سنوات طرأت قفزة واسعة في عدد أحداث التسلل؛ من 3 أحداث شخصها الجيش في 2017 إلى 25 محاولة تسلل في 2021 و 19 حدثت في النصف الأول من 2022".
وزعمت أن "الجيش ينجح في إحباط التسلل في ثلث الحالات المشخصة فقط (يفشل في نحو 66 في المئة)، وفي كل الأحوال يدور الحديث عن معطيات جزئية فقط، لأن معظم الأحداث لا تلحظ، ومن يتسلل لا يمسك به على الاطلاق عند اجتيازه الحدود، هذه الفجوة واضحة من معطيات سلطة السكان والتي بموجبها في 2022 امسكت السلطة بـ 63 أجنبيا تسللوا عبر الحدود مع الأردن".
وذكرت "إسرائيل اليوم"، أنه "مع اتساع ظاهرة التسلل من قبل الحدود الأردنية، بدأ قضاة محكمة المحميات التحذير منها؛ وفي قرار في شهر كانون الثاني/يناير 2023، كتب القاضي آساف نوعم: "نسخة من هذا القرار سترفع في أقرب وقت ممكن إلى علم مدير عام سلطة السكان والهجرة، لغرض فحص ملابسات تسلل العديد من الأجانب الى إسرائيل مؤخرا عبر الحدود الأردنية، الحديث يدور عن ظاهرة واسعة النطاق تنال الزخم".
والأحد الماضي، ذكر رئيس وزراء الاحتلال، بنيامين نتنياهو، أن "إسرائيل" تعتزم بناء سياج حدودي جديد على طول الحدود مع الأردن، على غرار ما فعلته دولة الاحتلال عند الحدود المصرية.
وأوضح نتنياهو عبر منصة "إكس"، أن تل أبيب بصدد بناء سياج على طول الحدود مع الأردن، لضمان عدم التسلل إلى المناطق الإسرائيلية، لافتا أن السياج الحدودي مع مصر، ساعدها في إيقاف أكثر من مليون متسلل من أفريقيا "كان من الممكن أن يدمروا إسرائيل"، على حد زعمه.
وجاء إعلان نتنياهو، بعد أيام من مزاعم إسرائيلية، تحدثت عن أن جيش الاحتلال أحبط الشهر الماضي عملية تهريب "غير عادية" من الأردن إلى فلسطين المحتلة، شملت "عبوات ناسفة إيرانية".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة الحدود الاحتلال فلسطين الاردن فلسطين الاحتلال حدود صحافة صحافة صحافة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الحدود الأردنیة الحدود الأردن عبر الحدود من الأردن مع الأردن
إقرأ أيضاً:
غزة ومصر: ماذا تريد إسرائيل من مصر؟
منعطف تاريخي ولحظة فاصلة في إعادة الصراع
في ظل المشهد الإقليمي المشتعل، تعيش المنطقة لحظة مفصلية تحمل بين طياتها أبعادًا أمنية وجيوسياسية غاية في التعقيد.الحشود الغزّاوية المتزايدة على الحدود مع مصر جنوب قطاع غزة لم تعد مجرد ظاهرة مؤقتة أو تداعيات حرب مستمرة، بل أصبحت علامة إنذار أمام تحولات محتملة، تقف فيها مصر على مفترق طرق حاسم.
الحشود على بوابة رفح.. .إلى أين؟ما يجري جنوب قطاع غزة لا يمكن قراءته خارج سياق الضغط الإسرائيلي المستمر منذ السابع من أكتوبر، والذي لم يكتفِ باستهداف بنية المقاومة، بل تمدد ليطال المجتمع المدني والبنية التحتية، وصولًا إلى خنق القطاع من جميع الجهات. والآن، تتجه الأنظار نحو معبر رفح، حيث تتصاعد التوترات مع اقتراب آلاف الفلسطينيين من الحدود المصرية، في مشهد يثير أسئلة صريحة:
هل نحن أمام نكبة جديدة بنكهة "الترانسفير"؟ وهل ستُفرض على مصر معادلة الأمر الواقع، بحيث تتحمل وحدها عبء الأزمة الإنسانية في غزة؟
مصر بين شراك الجغرافيا وضغوط الجيوبوليتيكالم تكن مصر بعيدة يومًا عن القضية الفلسطينية، لا جغرافيًا ولا تاريخيًا. ولكن هذه المرة، يبدو أن إسرائيل تحاول تحميل القاهرة تبعات سياستها التوسعية والعنيفة تجاه القطاع. الرغبة الإسرائيلية في دفع غزة نحو سيناء ليست جديدة، بل هي مشروع استراتيجي قديم متجدد، يعود إلى وثائق أُعلنت قبل عقود، وها هو يُعاد إنتاجه تحت عباءة "الأمن القومي" و"القضاء على الإرهاب".
الموقف المصري الرسمي واضح في رفضه لهذا السيناريو، إذ يعتبر أي تهجير للفلسطينيين إلى الأراضي المصرية بمثابة إعلان حرب ناعمة ضد السيادة المصرية. ومع ذلك، فإن الضغوط تتعاظم، سواء من قبل تل أبيب أو من بعض القوى الدولية التي ترى في الحل الإنساني "الانتقالي" بوابة لتصفية القضية.
هل سيدخل شعب غزة إلى مصر؟السؤال المؤرق الآن: هل نشهد قريبًا دخولًا قسريًا لغزّاويين إلى الأراضي المصرية.. .؟ وهل تتحول الحدود إلى جبهة جديدة، ليس فقط بين إسرائيل وغزة، بل بين مصر والمشروع الإسرائيلي.. .. ؟
الواقع أن أي محاولة اقتحام جماعي للحدود - سواء بدفع مباشر من الجيش الإسرائيلي أو نتيجة تفاقم الكارثة الإنسانية - قد تضع مصر أمام خيارين كلاهما مرّ:
1. التصدي بالقوة ومنع دخول اللاجئين، ما قد يُظهر القاهرة بمظهر غير الإنساني ويؤجج الرأي العام العربي.
2. الرضوخ للأمر الواقع واستقبال موجات لجوء جماعية، وهو ما سيعني فعليًا مشاركة مصر، ولو بشكل غير مباشر، في مشروع تفريغ غزة، ويهدد أمن سيناء وبنيتها الديموغرافية.
إسرائيل.. .مناورات بالنارما تريده إسرائيل واضح: تحويل غزة إلى عبء إقليمي لا تتحمله وحدها، ودفع سكانها نحو الهروب أو التهجير القسري. في هذا السياق، يشكل الضغط على مصر ورقة ضغط مزدوجة، تُستخدم كورقة تفاوض في أي تسوية مقبلة، وتُمارس كاستراتيجية طويلة المدى لتصفية القضية الفلسطينية.
لكن الأخطر من ذلك هو الرهان الإسرائيلي على خلخلة موقف مصر التقليدي، سواء من خلال أدوات سياسية أو ابتزاز اقتصادي أو حتى اللعب على أوتار أمنية عبر سيناء. فإسرائيل لا تريد فقط إضعاف غزة، بل تسعى لتوريط القاهرة في معادلة تجعلها شريكًا في الأزمة لا وسيطًا أو حائط صد.
لحظة فاصلة.. .بين الموقف والمصيرما يجري اليوم ليس مجرد أزمة حدودية، بل لحظة تاريخية فارقة تعيد تشكيل طبيعة الصراع في الإقليم. فإما أن تحافظ مصر على دورها التاريخي كمدافع عن جوهر القضية الفلسطينية، وإما أن تُزج قسرًا في لعبة دولية تهدف إلى إعادة رسم خريطة غزة وسيناء على السواء.
ليس أمام مصر سوى إعادة تفعيل أدواتها الاستراتيجية، من خلال:
- تعزيز وجودها الأمني على الحدود ورفض أي اختراق ميداني.
- التحرك دبلوماسيًا في المحافل الدولية للتحذير من عواقب التهجير القسري.
- التواصل مع الفصائل الفلسطينية والقيادة الموحدة للوقوف على رؤية وطنية لمواجهة مخطط التصفية.
ختامًا: لا وطن بديل.. .ولا سيناء ملعبًا خلفيًاما يحدث اليوم ليس مجرد أزمة إنسانية على الحدود، بل محاولة لإعادة تعريف الجغرافيا السياسية في المنطقة، على حساب حق شعبٍ في أرضه، وسيادة دولة على حدودها. إن مصر، التي لطالما شكّلت صمّام أمان للقضية الفلسطينية، تُستدرج اليوم إلى فخ استراتيجي لا يهدد فقط غزة، بل يطعن في صميم الأمن القومي المصري.
السكوت ليس خيارًا، والحياد لم يعد ممكنًا. فإما أن تُكتب هذه اللحظة كصمود تاريخي جديد، تُفشل فيه مصر مخطط التهجير القسري، أو تُسجّل كمنعطف انكسار، يُمهّد لتصفية ما تبقّى من عدالة في هذه القضية.
التاريخ يراقب.
والشعوب لن تنسى.
اقرأ أيضاًترامب: قريبون جدًا من التوصل إلى اتفاق بشأن وقف إطلاق النار في غزة
عاجل.. ترامب: سنعلن تفاصيل اتفاق غزة اليوم أو غدًا
«حشد» تصدر ورقة حقائق بعنوان «الإبادة تقصّر من العمر البيولوجي لنساء غزة»