ما هي طريقة الاستغفار الصحيحة؟ سؤال يشغل ذهن الكثيرين بخاصة في الثلث الأخير من الليل، فقد ورد أن المولى تبارك وتعالى ينزل إلى السماء الدنيا فيجيب السائل والداعي والمستغفر كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم، ولكن ما هي طريقة الاستغفار الصحيحة؟ هذا ما نورده في التقرير التالي.

ما هي طريقة الاستغفار الصحيحة؟

الاستغفار بحسب ما ذكرته دار الإفتاء المصرية من خلال موقعها الرسمي: استفعال من غفر بمعنى طلب المغفرة، يقال: اسْتَغْفَرَ اللهَ لذنبه ومن ذنبه، فَغَفَرَ له ذنبه مَغْفِرَةً وغَفْرًا وغُفْرانًا، وأَصل الغَفْرِ: التَّغْطِيَةُ وَالسَّتْرُ.

غَفَرَ اللهُ ذُنُوبَهُ أَي سَتَرَهَا. انظر: "لسان العرب" (2/ 25، ط. دار صادر)، و"مختار الصحاح" (ص: 228، ط. المكتبة العصرية).

وأوضحت أن الله عز وجل نهى عباده المؤمنين عن الاستغفار لمن لم يؤمن بالله تعالى وتبين أنه قد حقت عليه كلمة العذاب بموته على الشرك، أو بنزول الوحي بأنه من أهل النار؛ كأبي لهب وامرأته؛ قال تعالى: ﴿مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُولِي قُرْبَى مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ﴾ [التوبة: 113]، فالله سبحانه قد يتفضل بغفران جميع ذنوب العبد ما عدا الشرك، ولهذا فطلب المغفرة لهذا الصنف يُعَدُّ اعتداء في الدعاء؛ لأنه يكون حينئذ طلبًا لما نفى الشرع إمكان حدوثه، بل طلبًا لما لا يرضاه الله ولا يفعله أبدًا كما أخبر عز وجل في كتابه الكريم؛ فقال سبحانه: ﴿إِنَّ اللهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ﴾ [النساء: 48].

يقول الإمام فخر الدين الرازي في "تفسيره" (16/ 158، ط. دار إحياء التراث العربي): [قوله: ﴿مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ﴾ [التوبة: 113] يحتمل أن يكون المعنى: ما ينبغي لهم ذلك، فيكون كالوصف، وأن يكون معناه: ليس لهم ذلك، على معنى النهي. فالأول: معناه أن النبوة والإيمان يمنع من الاستغفار للمشركين.

وتابعت: الثاني: معناه لا تستغفروا، والأمران مقاربان. وسبب هذا المنع: ما ذكره الله تعالى في قوله: ﴿مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ﴾، وأيضًا قال: ﴿إِنَّ اللهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ﴾ [النساء: 48]، والمعنى: أنه تعالى لما أخبر عنهم أنه يدخلهم النار، فطلب الغفران لهم جارٍ مجرى طلب أن يخلف الله وعده ووعيده وأنه لا يجوز. وأيضًا لما سبق قضاء الله تعالى بأنه يعذبهم، فلو طلبوا غفرانه لصاروا مردودين، وذلك يوجب نقصان درجة النبي عليه الصلاة والسلام وحظ مرتبته، وأيضًا أنه قال: ﴿وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ﴾ [غافر: 60]، وقال عنهم: إنهم أصحاب الجحيم، فهذا الاستغفار يوجب الخلف في أحد هذين النصين، وإنه لا يجوز] اهـ.

واستطردت: أما الحي من غير المسلمين فلا بأس من الاستغفار له؛ على معنى طلب أن يوفق للإيمان الذي هو سبب المغفرة، لا على معنى مغفرة عدم إيمانه إن مات عليه، قال الإمام الطبري في "تفسيره" (14/ 515، ط. مؤسسة الرسالة): [وقد تأوَّل قومٌ قولَ الله: ﴿مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُولِي قُرْبَى﴾ الآية، أنّ النهي من الله عن الاستغفار للمشركين بعد مماتهم، لقوله: ﴿مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ﴾. وقالوا: ذلك لا يتبينه أحدٌ إلا بأن يموت على كفره، وأما وهو حيٌّ فلا سبيل إلى علم ذلك، فللمؤمنين أن يستغفروا لهم] اهـ.

أيهما يفرج الهم ويزيل الكرب.. الاستغفار أم الصلاة على سيدنا النبي؟ فائدة الاستغفار لجسم الإنسان.. رزق وخير وعجائب لا حصر لها عجائب الاستغفار

يقول الدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء من خلال صفحته الرسمية إن الاستغفار من أسباب نور القلب، ومن أسباب استجابة الدعاء، وكان الاستغفار من ورد سيدنا رسول الله ﷺ، الذي لا يغادره أبدًا، ولذلك ترى أهل الله، وهم يرشدوننا إلى الورد اليومي؛ بأنه لابد أن يبدأ بالاستغفار، نستغفر: مائة مرة، كل يوم، في الصباح، وفي المساء.

جاء في الحديث: «مَنْ لزم الاستغفار، جعل الله له من همه فرجًا، ومن ضيقه مخرجًا، ورزقه من حيث لا يعلم»، مشددًا مَنْ أراد الدنيا فعليه بالاستغفار، وَمَنْ أراد الآخرة فعليه بالاستغفار.

فيما أكد الشيخ محمد وسام أمين الفتوى بدار الإفتاء، أنه لو استغفر العبد بنية التيسير وجلب الرزق فلا بأس ولا يبطل الاستغفار بذلك ولكن كلما كان العمل او الطاعة خالصة لوجه الله عز وجل يكون أفضل للمسلم .

وتابع أمين الفتوى في جواب سائل يقول هل يجوز الاستغفار بنية جلب الرزق والتوسعة؟: قال صلي الله عليه وسلم"من قال حين يصبح وحين يمسي: حسبي الله لا إله إلا هو، عليه توكلت وهو رب العرش العظيم... سبع مرات كفاه الله ما أهمه من أمر الدنيا والآخرة".

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الاستغفار دار الإفتاء ن الاستغفار

إقرأ أيضاً:

هل يجوز صيام عاشوراء دون تاسوعاء؟.. دار الإفتاء تجيب

ورد إلى دار الإفتاء المصرية، سؤال يقول (ما حكم صيام يوم عاشوراء؟ وهل يجوز لي أن أصومه دون صيام يوم التاسِع والحادي عشر؟.

هل يجوز صيام عاشوراء فقط؟.. رأي الشرعصيام عاشوراء.. هل يجوز بنية التطوع وقضاء يوم من رمضان |الإفتاء توضحصيام عاشوراء فقط

وقالت دار الإفتاء في إجابتها عن السؤال، إن صيام يوم عاشوراء أمر مُستَحبٌّ شرعًا، والأكمل للسائل المذكور أن يجمع فيه بين صيام الأيام الثلاثة: التاسِع، والعاشر، والحادي عشر من شهر الله المُحرَّم، فإن أفرد يوم العاشر بالصيام لعذر أو لغير عذر فذلك جائز شرعًا من غير كراهة، ولا إثم عليه في ذلك ولا حرج.

وذكرت دار الإفتاء، أن من جملة الأيام الفاضلة التي شهدت الأخبار بشرفها وفضلها، وجزالة الثَّواب في صيامها: "يوم عاشوراء" أي يوم العاشر من شهر الله المُحرَّم، كما في "بداية الهداية" لحجة الإسلام أبي حامد الغزالي (ص: 50، ط. مكتبة مدبولي).

فعن أبي قَتَادَة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «صِيَامُ يَومِ عَاشُورَاءَ، أَحتَسِبُ عَلَى اللهِ أَن يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبلَهُ» أخرجه الإمام مسلم.

فعن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال: قَدِمَ النبي صلى الله عليه وآله وسلم المدينةَ، فرأى اليهود تصوم يوم عاشوراء، فقال: «مَا هَذَا؟»، قالوا: هذا يومٌ صالح، هذا يومٌ نجَّى اللهُ بَنِي إسرائيل من عدُوِّهم، فصامه موسى، قال: «فَأَنَا أَحَقُّ بِمُوسَى مِنكُم»، فَصَامَهُ، وَأَمَرَ بِصِيَامِهِ. متفق عليه.

إفراد صيام يوم عاشوراء

وقالت دار الإفتاء إنه إن أراد المسلم أن يُفردَ يوم عاشوراء بالصيام دون صيام يوم التَّاسِع والحادي عشر أو أحدهما مع العاشر فذلك جائز شرعًا من غير كراهة، سواء كان ذلك بعُذر أو بغير عُذر.

وذكرت أن الشأن في صيام عاشوراء أنه يقع على مراتب متفاوتة، أتمُّها وأكملُها أن يكون مُقترنًا بصيام يومٍ قبله ويومٍ بعده، فيصوم يومي التاسِع والحادي عشر من شهر الله المُحرَّمِ إضافة إلى يوم العاشر الذي هو عاشوراء؛ وذلك للأخبار الواردة الدالة على حث النبي صلى الله عليه وآله وسلم وترغيبه في الجمع بين صوم الأيام الثلاثة.

طباعة شارك صيام عاشوراء فقط صيام عاشوراء صيام يوم عاشوراء يوم عاشوراء إفراد صيام يوم عاشوراء

مقالات مشابهة

  • في يوم عاشوراء.. هذا العمل يقيك الفقر وضيق الرزق فهل تعرفه؟
  • هل يجوز الجمع بين صيام عاشوراء والتمتع؟.. اعرف رأي الشرع
  • سعة ورحمة.. يسري جبر يحدد سبب تعدد الطرق الصوفية
  • هل يجوز صيام يوم عاشوراء فقط إذا نسيت تاسوعاء؟.. الإفتاء توضح
  • خطبتا الجمعة بالحرمين: ما أحوج الشعوب للأمن والسلام والرشاد.. ومن واظب على ذكر الله تعالى أشرقت عليه أنواره وتوافدت عليه خيراته
  • خطبة الجمعة من المسجد النبوي
  • هل يجوز صيام عاشوراء دون تاسوعاء؟.. دار الإفتاء تجيب
  • هل يجوز صوم يوم عاشوراء فقط دون تاسوعاء؟.. الإفتاء توضح
  • دعاء يوم تاسوعاء.. ردد أفضل أدعية الرزق والبركة ومغفرة الذنوب
  • نور على نور