«الأعلى للآثار»: الإعلان عن كشف أثري جديد خلال أكتوبر المقبل
تاريخ النشر: 10th, September 2023 GMT
وجّه الدكتور مصطفى وزيري، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، الشكر إلى النائب محمد أبو العينين، وكيل مجلس النواب، على دوره الكبير في تطوير وترميم أقدم وأول مسجد عثماني في مصر، موضحًا: في النصف الأخيرة من شهر أكتوبر المقبل سيتم الإعلان عن كشف أثري جديد.
تطوير أول مسجد عثمانيوقال «وزيري»، خلال مداخلة هاتفية مع الإعلامي أحمد موسى، مقدم برنامج «على مسئوليتي»، عبر قناة «صدى البلد»، إنه تم التواصل مع النائب محمد أبو العينين، وطلبنا منه المساعدة في تطوير أقدم وأول مسجد عثماني في سارية الجبل بالقلعة، وتم توفير كافة الاحتياجات اللازمة ولم يتأخر عنا.
وأضاف، مساء اليوم السبت، أنه تم الانتهاء من ترميم وتطوير المسجد العثماني وسيتم افتتاحه يوم السبت المقبل.
وأوضح مصطفى وزيري، المياه الجوفية ومياه الصرف الصحي أغرقت منطقة الإمام الشافعي، لذا تم فك وترميم رقية دودو الأثرية بهذه المنطقة، مشيرًا إلى أنه تم تشكيل لجنة لنقل شواهد المقابر وعرضها بالمتحف الإسلامي.
40 متحفا في مصروأشار «وزيري» إلى أن مصر بها 40 متحفا بمختلف المحافظات، وجميع القطع الأثرية مسجلة، مطالبًا ألمانيا وفرنسا وبريطانيا برد القطع الأثرية الفرعونية المعروضة لديهم ومنها: «رأس نفرتيتي، وتمثال المهندس المعماري المشرف على بناء الهرم، حجر رشيد».
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: الآثار كشف أثري مسجد اكتشافات أثرية
إقرأ أيضاً:
مقابر منحوتة ومومياوات أطفال في أسوان.. اكتشاف أثري يكشف عن طقوس الدفن وأسرار المجتمع القديم
في إنجاز أثري جديد يُضاف إلى سجل الاكتشافات المهمة بمحافظة أسوان، أعلنت البعثة الأثرية المصرية الإيطالية المشتركة بين المجلس الأعلى للآثار وجامعة ميلانو عن اكتشاف عدد من المقابر المنحوتة في الصخر تعود للعصرين اليوناني والروماني، وذلك ضمن منطقة الجبانة المحيطة بضريح الآغاخان في البر الغربي لأسوان.
وجاء في بيان وزارة السياحة والآثار تحمل هذه المقابر نقوشًا هيروغليفية بحالة جيدة من الحفظ، ما يُعد دليلًا واضحًا على استمرار الاستخدام الجنائزي للمنطقة عبر العصور، خاصة من قِبل مختلف الطبقات الاجتماعية، من النخب الثرية وحتى العامة.
وخلال موسم الحفائر لهذا العام، أسفرت أعمال التنقيب عن اكتشاف المقبرة رقم (38)، والتي تُعد من أبرز ما تم العثور عليه حتى الآن من حيث التصميم والحالة المعمارية. وتقع هذه المقبرة على عمق يزيد عن مترين أسفل سطح الأرض، ويقود إليها درج حجري مكوّن من تسع درجات، تحيط به مصاطب من الطوب اللبن كانت تُستخدم لوضع القرابين الجنائزية.
وفي داخل المقبرة، عُثر على تابوت ضخم من الحجر الجيري يبلغ ارتفاعه نحو مترين، وُضع على منصة صخرية منحوتة داخل الجبل. ويتميز التابوت بغطاء على هيئة آدمية مزخرف بملامح وجه إنسان تعلوه باروكة وزخارف دقيقة، بالإضافة إلى عمودين من النصوص الهيروغليفية التي تتضمن أدعية للآلهة واسم صاحب المقبرة “كا-مِسيو”، أحد كبار المسؤولين في تلك الفترة، إلى جانب أسماء أفراد من أسرته.
كما كشفت الحفائر عن وجود مومياوات داخل المقابر، بعضها لأطفال، ما يفتح الباب أمام دراسات أعمق لفهم أسباب الوفاة الجماعية في تلك الفترة، وما إذا كانت نتيجة انتشار أوبئة أو ظروف بيئية قاسية.
من جانبه، وصف أحمد عيسى وزير السياحة والآثار الاكتشاف بأنه إضافة نوعية إلى المشهد الأثري في أسوان، مؤكدًا أن مثل هذه الاكتشافات تبرز تنوع وثراء الحضارة المصرية القديمة، وتعكس أهمية التعاون العلمي الدولي في دعم جهود التنقيب والاكتشاف.
وأكد الدكتور محمد إسماعيل خالد، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، أن هذا الكشف يُعد مؤشرًا واضحًا على الطابع الاجتماعي المتنوع للمنطقة الجنائزية، مشيرًا إلى أن الطبقات العليا كانت تُدفن في المقابر العلوية، بينما استقرت الطبقة المتوسطة في السفوح السفلية من الجبل. وأوضح أن النقوش واللقى المكتشفة تمثل مصدرًا علميًا غنيًا سيسهم في فهم أعمق للتقاليد الجنائزية والدينية في مصر خلال الفترات المتأخرة.
وأشار إلى أن المومياوات التي تم اكتشافها – لا سيما الخاصة بالأطفال – ستخضع خلال موسم الخريف المقبل لفحوصات متقدمة بالأشعة المقطعية وتحاليل بيولوجية، تساعد في التعرف على أعمارهم، وهوياتهم، وأسباب وفاتهم.
في السياق ذاته، أوضح محمد عبد البديع، رئيس قطاع الآثار المصرية، أن الهضبة العليا من الجبل تضم مقابر ضخمة تعود للعصر البطلمي، خُصصت للنخب الثرية، وأُعيد استخدامها لاحقًا في العصر الروماني، في إشارة إلى استمرارية الطقوس والعادات الجنائزية على مدار قرون.
وكانت البعثة قد كشفت في مواسم سابقة عن عدد من المصاطب الجنائزية والمقابر المنحوتة في صخور جبال سيدي عثمان القريبة، التي تميزت بطراز معماري يعكس مدى تفاعل الإنسان القديم مع الطبيعة الصخرية للمنطقة.
وتعمل البعثة بالموقع منذ عام 2019، برئاسة الدكتورة باتريتسيا بياشنتيني، أستاذ علم المصريات بجامعة ميلانو، وبمشاركة الأستاذ فهمي الأمين، مدير عام آثار أسوان.
وتُعد هذه الاكتشافات المتتالية في منطقة ضريح الآغاخان تأكيدًا على الأهمية الأثرية البالغة للمنطقة، التي أصبحت أحد أعمدة المشهد الأثري في جنوب مصر، ومفتاحًا لفهم ملامح الحياة والموت في العصور القديمة.
وفي تصريحات خاصة لموقع صدى البلد ، يكشف مجدي شاكر، كبير الأثريين، تفاصيل الموقع المكتشف، وأهميته التاريخية، والدلالات الاجتماعية التي تعكسها المقابر المكتشفة.
قال مجدي شاكر، كبير الأثريين، إن محافظة أسوان شهدت هذا الموسم الأثري كشفًا جديدًا هو الثالث من نوعه لنفس البعثة، والتي تضم أعضاءً من مصر وإيطاليا تحت إشراف مشترك بين مجلس الآثار وجامعة ميلانو.
وأوضح أن أعمال الحفر تجرى بالقرب من منطقة الأغخانية، وتحديدًا بين قبة الهوى ومنطقة الأغخان، على امتداد الجبل المقدس المعروف باسم “جبل قبة الهوى”.
وأكد شاكر أن جبل قبة الهوى يعد من الجبال المقدسة في مصر القديمة، واشتهر أيضًا خلال العصر الإسلامي بوجود مقام الشيخ علي أبو الهوى، مما أعطاه طابعًا دينيًا وروحيًا مزدوجًا عبر العصور.
وأضاف متابعاً الجبل يحتوي على مجموعة من المقابر الهامة تعود أغلبها إلى الدولة الوسطى، وبعضها لعصر حديث مثل ضريح الآغاخان، كما أن الجبل نفسه كان مقسمًا طبقيًا خلال العصر اليوناني الروماني، بحيث دفن كبار رجال الدولة وقادة الجيش في الجزء العلوي، بينما دفنت الطبقة المتوسطة في المنتصف، والطبقات الدنيا في الأسفل.
وأشار كبير الأثريين إلى أن الكشف شمل خمس مقابر، إلا أن أبرزها هي مقبرة “كا-مِسيو”، وهي شخصية يعتقد أنها كانت ذات شأن كبير، موضحًا أن الاسم يعني “ولادة الروح” أو “ولادة الأرواح”.
ولفت إلى أن تصميم المقبرة فريد من نوعه، حيث تبدأ بدرج صخري مكون من سبع درجات يؤدي إلى غرفة تتوسطها منصة حجرية مرتفعة وُضع فوقها التابوت.
وتابع كبير الاثريين التابوت منحوت على هيئة آدمية ويشبه هيئة المعبود أوزيريس، وهو مصنوع من الحجر الجيري، ومزخرف بنقوش هيروغليفية رأسية تحوي ألقاب المتوفى وأدعية دينية، مما يدل على مكانته الرفيعة.
لغز مقابر الأطفال يثير تساؤلات حول أسباب الوفاة الجماعيةوأوضح شاكر أن الكشف ضم أيضًا مجموعة من مقابر الأطفال في أعمار متقاربة، ما أثار تساؤلات علمية عن سبب الوفاة الجماعية، قائلًا: “هذه ليست المرة الأولى التي نكتشف فيها مقابر لأطفال في نفس السن، والسؤال الذي يطرح نفسه: هل ماتوا بسبب مرض معين؟ هل كان فيروسًا؟ أو تسممًا في الماء أو الطعام؟.
وأشار إلى أن تحليل العظام والأسنان، وربما الشعر إن وجد ، سيساعد في تحديد أعمارهم، ونوعهم، وسبب الوفاة، بالإضافة إلى إمكانية دراسة الحمض النووي لمعرفة أصولهم، وهل كانوا مصريين أم أجانب.
دور الحمض النووي في فهم تاريخ السكان القدماءوأضاف: “نتائج التحاليل الجينية السابقة التي تم إعلانها من جامعة ليفربول على أحد الهياكل من النويرات ببني حسن أوضحت أن 80% من الحامض النووي للمصريين القدماء يعود لشمال إفريقيا، و20% من العراق، ومن هنا تأتي أهمية تحليل الحمض النووي لهؤلاء الأطفال لفهم أصولهم وجنسهم”.
وأكد أن الهدف من دراسة هذه المقابر لا يقتصر على الجانب الأثري فقط، بل يمتد لفهم الحياة الاجتماعية والصحية والتطور الإنساني في تلك الفترة.
واختتم شاكر تصريحاته قائلًا الموقع المكتشف مهم جدًا، ويمتد إلى العصر اليوناني الروماني الذي بدأ في القرن الثالث قبل الميلاد مع حكم البطالمة، واستمر حتى القرن السابع الميلادي مع الفتح الإسلامي، أي أننا نتحدث عن حقبة تقارب الألف عام.
وأضاف أن هذه الاكتشافات ستسهم في تقديم صورة أوضح عن طبيعة المجتمع المصري خلال تلك الفترات، وهل كان السكان مصريين أم أجانب؟ مؤكدًا أن نتائج التحليل والنشر العلمي ستجيب عن العديد من الأسئلة في المرحلة المقبلة