توقعات بنمو الاستثمارات الأجنبية في بورصة مسقط مع بدء اكتتاب "أوكيو لشبكات الغاز"
تاريخ النشر: 10th, September 2023 GMT
◄ مصطفى سلمان: الاكتتاب جزء من جهود التنويع الاقتصادي.. ونتوقع تحسن مستويات السيولة
◄ خبير أسواق مالية يدعو لتطوير آليات الطروحات العامة والتمويل لتنشيط البورصة
الرؤية- مريم البادية
يتوقع خبراء أن يسهم الاكتتاب العام المرتقب في نحو 49% من رأسمال شركة أوكيو لشبكات الغاز خلال شهر سبتمبر الجاري وإدراج الشركة في بورصة مسقط في أكتوبر المقبل، في جذب المزيد من الاستثمارات الأجنبية والمحلية على السواء للبورصة، وقد شهدت البورصة خلال الأسبوع الماضي عمليات بيع واسعة، فيما يبدو أنها مساعي المستثمرين بالبورصة لتوفير السيولة؛ استعدادًا للطرح العام المرتقب.
و"أوكيو لشبكات الغاز" المشغّل الحصري لمنظومة نقل الغاز في سلطنة عُمان، فيما يعد الاكتتاب فيها أكبر اكتتاب تشهده بورصة مسقط من حيث الحجم. ويتوقّع الخبراء أن يحقق الاكتتاب الجديد نجاحًا كبيرًا بعد النجاح الذي حققه الاكتتاب في شركة أبراج لخدمات الطاقة مطلع العام الجاري.
وقال مصطفى سلمان الرئيس التنفيذي لشركة المتحدة للأوراق المالية إن طرح 49% من الشركة يمثل إضافة كبيرة للقيمة السوقية للبورصة، إضافة إلى أنه جزء من تنويع القطاعات المدرجة، فهي شركة ذات دخل مستقر وتوزيع أرباح منتظمة مثل مثيلاتها من شركات البنية التحتية وتستهوي المستثمرين الذين يبحثون عن الشركات المستقرة، والصناديق الأجنبية الكبيرة التي تستثمر في البنية التحتية، مضيفا أن هذا سيترجم إلى تدفقات استثمار أجنبية وإقليمية إيجابية للبورصة بعد أن كانت منخفضة لفترة لا بأس بها، والطروحات ذات الجودة العالية تساهم دائما برفع اهتمام المستثمرين الدوليين للبورصة، وبالتالي إمكانية كبيرة لتحسن مستويات السيولة وارتفاع قيمة التداول إذا رافقها تعديلات إضافية وطروحات أخرى بشكل مستمر.
وأضاف سلمان أنه ثبت من الطروحات السابقة أن دخول المستثمرين على الشركات الحكومية يرفع من أدائها ويساهم بشكل مباشر في تحسن معايير الحوكمة وضبط التكاليف وتحولها إلى شركات ذات أهداف تجارية وتنافسية؛ مما يرتقي بخدماتها ويدفعها إلى النمو، مشيرا إلى أن وجود برنامج طروحات نشط اضافة إلى تعديل بعض القوانين المحلية المرتبطة بالاستثمار من شأنه المساهمة بشكل قوي وفعال في خلق قنوات لتدفق الاستثمار الأجنبي ورفع مستويات تحرك أموال الادخار للمسح والتطوير.
وشدد الرئيس التننفيذي لشركة المتحدة للأوراق المالية على أهمية تعزيز منظومة الاستثمار وأسلوب الطرح والاكتتاب وآليات التمويل في البورصة لصناعة سوق نشط وجذاب، يساهم في توجيه الاستثمارات لدعم الاقتصاد بشكل عام ويعطي الفرصة للقطاع الخاص للمساهمة في الناتج المحلي بشكل عام كما سيعطيه الفرصة لتوجيه الاستثمارات إلى أنشطة جديدة لان القطاع الخاص هو الوحيد القادر على تبني الابتكارات والأفكار الجديدة وتأسيس المشاريع بشكل مستدام.
وقال الخبير في أسواق المال إنه من المهم لجذب الاستثمارات أن يكون الطرح بسعر مغرٍ على غرار ما حدث في طرح "أبراج للطاقة"، داعيًا إلى التنبه لحجم السوق وعدم متابعة كبرى الشركات العالمية لتطورات البورصة المحلية. وأشار إلى ضرورة أن مراجعة آليات الاكتتاب للمؤسسات الأجنبية وإجراءات تقديم الطلبات؛ لأن أي إخفاق في هذا الجانب سيُفقد الطرح قيمته الاستراتيجية حتى لو نجح في تحقيق التغطية المطلوبة. وحث سلمان على أهمية السعي لأن تكون لهذه الطروحات قنوات لتنشيط عجلة الاستثمار؛ إذ إن هذه العجلة إن دارت ستستمر في الدوران وتُفيد الطروحات المقبلة. وقال: "من الممكن محاولة جذب الصناديق العملاقة مثل ’بلاك روك‘ ومثيلاتها، من خلال التفاوض المباشر"، مشيرا إلى أن مجرد ظهور استثمارات عُمانية في محافظ هذه المؤسسات سيُجبرها على إضافة بورصة مسقط إلى شاشاتها للتداول.
وحول سعر الاكتتاب في أسهم أوكيو لشبكات الغاز، قال سلمان إن من الصعب التكهن في الوقت الحالي بالسعر، ويتعين الانتظار لمعرفة سعر الطرح ومستويات الخصم المتوقع للقيمة العادلة. غير أنه استدرك بالقول: "إذا طُرحت الأسهم بسعر مغرٍ وتمت مراجعة آليات الاكتتاب وتفويض الشركات الاستثمارية لتمثيل عملائها للاكتتاب وخلق قنوات فعّالة لجذب الاستثمارات، فمن المتوقع أن نشهد استثمارات متنوعة، أما إذا اقتصر الاكتتاب على الأموال المحلية ولم يكن السعر مغريًا لتحفيز المؤسسات الأجنبية العملاقة على المشاركة فقد نشهد مشاركة عادية.. وفي جميع الأحوال من السابق جدًا لأوانه التعليق على حجم الاكتتاب دون معلومات وبيانات في الوقت الراهن".
وعن تأثير الاكتتابات على حجم السيولة، قال إنها من المتوقع أن تضغط على السيولة المحلية في السوق على المدى القصير، لكنها ستسهم لاحقًا في خلق تدفق مُعاكس بعد الادراج، والذي عادةً يكون أكبر من التأثير السلبي، وهذا التاثير في الغالب يظهر لصغر حجم السوق، لكن إذا تحمَّلنا فترة الاكتتاب، فإن المردود سيكون مُضاعفًا في المستقبل. وأكد أن الاستثمار الناجح يجذب استثمارات جديدة ومستثمرين جُدد ويخلق سوق أقوى وأعمق.
وأضاف سلمان: "نحن بحاجة ماسة لهذه الاكتتابات، وبورصة مسقط سوق رأسمال، أي السوق الذي تلجأ إليه المشاريع للحصول على الأموال، ولتخفيض هذا التأثير ومنح بدائل للمستثمرين يجب أن ننشط عملية التمويل من المؤسسات لحسابات التمويل بالهامش؛ حيث إن أموال السوق يجب أن تنبع من مصدرين؛ أولهما: أموال مباشرة من المستثمرين، وثانيًا من حساب التمويل بالهامش مدعومة من مؤسسات التمويل".
وحول نصيحته للاستثمار، قال إن البورصة هي أهم وسيلة لتأسيس مشاريع وطنية فعّالة ذات حجم كبير تُساعد على تنشيط الاقتصاد، لافتًا إلى أن نشاط الاقتصاد وتوافر السيولة في هذا النظام يعني خلق مشاريع جديدة ووظائف وانتعاش عام لكافة القطاعات الاقتصادية. وأضاف أن الاستثمار في السوق يُشكِّل في جميع دول العالم مصدرَ دخلٍ إضافي لجميع المواطنين، موضحًا أن نشاط السوق يساعد الجميع على الاستفادة والمساهمة في ملكية الشركات الوطنية. وأشار سلمان إلى الفائدة المتحققة على المدى القصير من المشاركة في الاكتتابات المطروحة؛ حيث حقق طرح أبراج للطاقة أرباحًا مباشرة للمُكتَتِبين لا تقل عن 25%، إضافة إلى أن الشركات المُدرجة بالسوق تساهم في زيادة حجم الادخار من خلال تحقيق نوعين من الاستفادة للمدَّخِر من خلال توزيعات الارباح، ويُضاف لها معدل العائد الداخلي للشركة؛ أي نمو الشركة، وهو تأثير مُركَّب يتفوق على عائدات الودائع المصرفية على المدى الطويل.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
كلمات دلالية: أوکیو لشبکات الغاز بورصة مسقط إلى أن
إقرأ أيضاً:
1.6 مليار ريال صادرات عُمانية في الربع الأول بنمو 8.6%
مسقط- العُمانية
سجلت الصادرات الصناعية العُمانية خلال الربع الأول من عام 2025 ارتفاعاً بنسبة 8.6 بالمائة لتبلغ قيمتها مليارًا و618 مليون ريال عُماني، مقارنةً بمليار و490 مليون ريال عُماني خلال الفترة نفسها من عام 2024.
وأوضحت بيانات صادرة عن المركز الوطني للإحصاء والمعلومات في مايو 2025 أن الصادرات الصناعية العُمانية شهدت خلال الفترة الأخيرة توسعًا ملحوظًا في عدد من الأسواق الإقليمية، مما يعكس تنامي الحضور الصناعي على خارطة التجارة الإقليمية؛ حيث سجّلت المملكة العربية السعودية ارتفاعًا في وارداتها من المنتجات الصناعية العُمانية بنسبة 28.3 بالمائة، لتصل قيمتها 259 مليون ريال عُماني، ما يؤكد على عمق العلاقات الاقتصادية بين البلدين وتنامي الطلب على المنتجات العُمانية في الاسواق السعودية.
وأشارت نصرة بنت سلطان الحبسية المديرة العامة للتجارة بوزارة التجارة والصناعة وترويج الاستثمار إلى أن النمو المتسارع في حجم التبادل التجاري بين سلطنة عُمان والمملكة العربية السعودية يُعد ثمرة مباشرة للتعاون المتواصل بين البلدين، ويعكس التكامل الاقتصادي المتنامي في مختلف القطاعات.
وبيّنت أن لجنة الاقتصاد والتجارة والصناعة المنبثقة من المجلس التنسيقي العُماني السعودي حرصت منذ تأسيسها على معالجة التحديات التي تعترض حركة التبادل التجاري، وتوحيد الإجراءات الجمركية وتسهيل العبور البري عبر المنافذ الحدودية، إلى جانب ربط الأنظمة التجارية إلكترونيًّا بين الجانبين، مما أسهم بشكل مباشر في تيسير انسياب السلع والخدمات وزيادة حركة النقل التجاري عبر منفذ الربع الخالي، الذي بات يمثل أحد الشرايين الحيوية الجديدة للتجارة بين البلدين الشقيقين.
وقالت- في تصريح لوكالة الأنباء العُمانية- إن هناك برامج ومبادرات تعمل اللجنة على تنفيذها في المرحلة الحالية كالتعاون في مجال الملكية الفكرية، والتجارة الإلكترونية، ومنع الاحتكار، وتنمية الصادرات بين البلدين، والعمل على تعزيز الشراكات الصناعية والاستثمارية، وذلك من خلال تنسيق لقاءات دورية بين القطاع الخاص في البلدين، وتنظيم منتديات اقتصادية مشتركة، تركز على الفرص الواعدة في قطاعات مثل الصناعات التحويلية، والطاقة المتجددة، وسلاسل الإمداد، والأمن الغذائي.
وأضافت أن المملكة العربية السعودية باتت ثاني أكبر شريك تجاري لسلطنة عُمان خليجيًا، وسط تطلعات في المرحلة المقبلة ستشهد ترسيخاً أكبر للتكامل الصناعي والتجاري بين البلدين، منوهة إلى أن سلطنة عُمان تُرحّب بالمزيد من الاستثمارات السعودية، خصوصًا في المناطق الاقتصادية الخاصة والمناطق الحرة، والتي توفر بنية أساسية متقدمة ومحفزات استثمارية تنافسية، لمزيد من التكامل في ظل تناغم الأهداف الاستراتيجية بين رؤية "عُمان 2040" ورؤية "السعودية 2030".
من جانبه، أكد مازن بن حميد السيابي المدير العام المساعد بالمديرية العامة للصناعة بوزارة التجارة والصناعة وترويج الاستثمار، أن المرحلة الماضية شهدت زخماً متنامياً في التنسيق والتفاعل بين مسؤولي القطاع الصناعي في البلدين، الأمر الذي انعكس بشكل واضح في تنظيم سلسلة من اللقاءات والزيارات المتبادلة، وحلقات العمل التخصصية، والفعاليات المباشرة بين المستثمرين ورواد الأعمال.
وأضاف- في تصريح لوكالة الأنباء العُمانية- أن هذه الجهود أسهمت بشكل مباشر في توسيع مجالات التعاون الصناعي، لاسيما في القطاعات ذات الأولوية مثل الصناعات التحويلية، والتقنيات المتقدمة، وسلاسل الإمداد، كما ساعدت على استكشاف فرص استثمارية واعدة، وتطوير مبادرات صناعية مشتركة تستهدف تعزيز التنافسية وتوطين المعرفة التقنية بما يدعم مسار التكامل الصناعي بين سلطنة عُمان والمملكة العربية السعودية.
وأشار إلى أن هذه الديناميكية الجديدة في العلاقات الصناعية تُعد انعكاساً لتقاطع الرؤى بين البلدين، موضحًا أن التركيز المشترك على تنمية القطاع الصناعي كركيزة للتنويع الاقتصادي يُعد رهاناً ناجحاً، بدأت ثماره تتجلى في نمو الصادرات الصناعية العُمانية إلى السوق السعودية والأسواق الإقليمية الأخرى.
وبيّن أن النمو المتسارع في الصادرات الصناعية العُمانية خلال الفترة الأخيرة يُمثّل دليلاً ملموساً على نجاح السياسات الصناعية التي تنتهجها الوزارة، والتي ترتكز على تنويع الأسواق التصديرية، ورفع كفاءة الإنتاج، وتعزيز القدرات التنافسية للمنتج العُماني، وتحقيق أهداف التنويع الاقتصادي، وبناء قاعدة صناعية مرنة وقادرة على مواكبة التغيرات العالمية.