بالون اختبار.. انتخابات صورية في روسيا والمناطق الأوكرانية المحتلة
تاريخ النشر: 10th, September 2023 GMT
يرجح أن يحقق الحزب الحاكم في روسيا "فوزا محسوما" في الانتخابات الإقليمية، الأحد، والتي بمثابة "بالون اختبار" يمهد لإعادة انتخاب الرئيس، فلاديمير بوتين، العام المقبل، ومحاولة لتعزيز قبضة الكرملين على 4 مناطق محتلة في أوكرانيا.
وتجري السلطات الروسية أيضا انتخابات محلية في المناطق الأوكرانية الأربع المحتلة - زابوريجيا ودونيتسك ولوهانسك وخيرسون - التي ضمتها موسكو قبل عام في استفتاءات "غير قانونية".
ونددت كييف وحلفاؤها الغربيون بالانتخابات "غير القانونية" في شرق وجنوب أوكرانيا. ووصفت أوكرانيا التصويت في الأراضي المحتلة بأنه "انتخابات زائفة.. خالية تماما من المعنى السياسي والقانوني"، بينما اعتبرها الاتحاد الأوروبي "غير قانونية".
وقالت الزميلة البارزة في برنامج أوروبا وروسيا وأوراسيا بمركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، ماريا سنيغوفايا، إن "هذه الانتخابات مهمة، لأنها توفر للسلطات الروسية "وسيلة لاختبار أنظمة التصويت، والتحقق من القضايا والروايات التي تجذب الناخبين".
وفي حديث لوكالة "بلومبيرغ" الأميركية، أضافت سنيغوفايا: "يحتاج الكرملين إلى التحقق من أنه يعمل بشكل جيد قبل إعادة انتخاب بوتين عام 2024، حيث سيكون الهدف هو إظهار الوحدة المجتمعية حول بوتين، على الرغم من الحرب والتكلفة الاقتصادية، من خلال الأرقام الانتخابية المرتفعة".
"انتخابات صورية"ومؤخرا، قال وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، "إن الانتخابات الصورية التي تجريها روسيا في المناطق المحتلة من أوكرانيا، غير شرعية".
في المقابل، ردت السفارة الروسية لدى الولايات المتحدة بالقول، إن "أميركا لا ينبغي أن تتدخل في شؤون الدول الأجنبية"، حسبما نقلت صحيفة "وول ستريت جورنال".
وعندما أجرت روسيا استفتاءات العام الماضي لضم المناطق الأربع رسميا، يتذكر بعض السكان أنهم تعرضوا لضغوط للتصويت من قبل مسؤولي الانتخابات، الذين زاروا المباني السكنية المحاطة بجنود روس مسلحين.
ومن خلال إشراك المئات من السكان المحليين في الانتخابات، أشارت روسيا ضمنيا إليهم كمشاركين في احتلالها، مما جعلهم عرضة للمحاكمة في أوكرانيا، وربطهم بشكل أقرب إلى موسكو.
ويفرض القانون الجنائي الأوكراني عقوبات بالسجن لمدة تصل إلى 10 سنوات على المرشحين للانتخابات وأعضاء اللجنة الانتخابية، وأي شخص يدعو الناس علنا إلى المشاركة في الانتخابات على الأراضي المحتلة.
"مستوى تأهل عال"وفي موسكو، بالكاد كانت الحملة الانتخابية محسوسة، حيث كانت ملصقات المرشحين، بما في ذلك رئيس البلدية المنتهية ولايته، سيرغي سوبيانين، الموالي لبوتين، والذي يتولى منصبه منذ عام 2010، نادرة في الشوارع.
غير أن سوبيانين كان حاضرا في كل مكان على شاشات التلفزيون خلال الأيام الأخيرة، حيث أطلق خطوط قطار إقليمية جديدة، وطريقا سريعا برسوم مرور، وافتتح مستشفيات تمّ تجديدها.
يذكر أنه في عام 2013، ترشح المعارض، ألكسي نافالني ضده، وفشل في التغلب عليه بفارق ضئيل. لكن بعد عقد من الزمان، لا يزال العدو الأول للكرملين يقبع خلف القضبان، مع عدم وجود إمكانية حقيقية للحشد في الشوارع.
وعلى بعد عدة مئات الكيلومترات جنوب غرب موسكو، في المناطق الحدودية لأوكرانيا، والتي تعتبر أهدافا بانتظام لهجمات من كييف بطائرات مسيرة، سيتم تنظيم الاقتراع في ظل ظروف أمنية محفوفة بالمخاطر.
وكانت رئيسة اللجنة الانتخابية، إيلا بامفيلوفا، قد أعلنت أن التصويت في بلدة شيبيكينو في منطقة بيلغورود "تم تأجيله بسبب مستوى تأهب عال".
المصدر: الحرة
إقرأ أيضاً:
هل تفلح تهديدات ترامب في إقناع بوتين بالاتفاق مع أوكرانيا؟
على وقع الضربات المتبادلة بالمسيّرات والصواريخ بين الدولتين الجارتين، يستمر الغموض بشأن مصير الحرب بين روسيا وأوكرانيا، والتي لم يفلح الرئيس الأميركي دونالد ترامب حتى الآن في إنهائها كما وعد منذ عودته إلى السلطة.
فهل ينجح خيار التلويح بالعقوبات وبالغواصات النووية في تليين موقف نظيره الروسي فلاديمير بوتين ودفعه إلى القبول بما يطرح عليه؟
لم يخف الرئيس الأميركي، غضبه من موسكو التي يرى أنها تعرقل عملية وقف إطلاق النار مع كييف، إذ ندد أمس بشدة بما سماه سلوك روسيا المثير للاشمئزاز تجاه أوكرانيا، وأمهل نظيره الروسي حتى الثامن من أغسطس/آب الجاري للتوصل إلى اتفاق، وإلا فإنه سيرد بفرض عقوبات تشمل رسوما جمركية على روسيا وعلى الدول التي تشتري النفط منها.
كما أعلن ترامب في تطور لافت اليوم أنه أمر بنشر غواصتين نوويتين في مناطق قريبة من روسيا ردا على تهديدات ديمتري ميدفيديف، الرئيس الروسي السابق والذي يشغل حاليا منصب نائب رئيس مجلس الأمن القومي.
ومن جهتها، تستغرب روسيا من موقف الرئيس الأميركي، وتقول، كما يشرح المحلل السياسي الروسي سيرغي ستروكان لبرنامج "ما وراء الخبر"، إنه لا يعطيها فرصة ويغلق نافذة الدبلوماسية التي فتحها بنفسه، وإن تلويحه بالعقوبات جاء بعد 3 جولات من المباحثات بين موسكو وكييف.
ويرى الضيف الروسي أن ترامب يريد زيادة الضغوط على بلاده، لكنه لن ينجح في إيقافها وفي تقويض اقتصادها، مذكّرا إياه بأن "روسيا لديها أيضا غواصات نووية ولديها القوة السيبرانية"، ومعتبرا أن التلويح بالغوصات النووية يحمل مخاطرة كبيرة.
كما تطالب روسيا -وفق ستروكان- بأن يسير الرئيس الأميركي في اتجاه مختلف، لا سيما أن الروس لديهم أمل في أن لا يجعل العلاقات بين الدولتين رهينة الأزمة الأوكرانية.
العقوبات لا تنفعويرى مراقبون ومحللون أن ترامب لديه رغبة حقيقية في إنهاء الحرب الروسية على أوكرانيا، لكنه مشكلته أنه يريد أن تتحرك الأمور بسرعة، وتوضح كيلي فلاهوس مستشارة شؤون الأمن القومي بمعهد كوينسي أن عدم تحقيق ما كان يصبو إليه جعله يشعر بخيبة أمل من بوتين.
إعلانوتعتقد فلاهوس أن المستشارين أقنعوا ترامب بأن يهدد روسيا بالعقوبات ويدخل في حرب كلامية مع السلطات الروسية ويتحدث عن إرسال غواصات نووية إلى مناطق قريبة من روسيا، وهي خطوات -وفق فلاهوس- لا تنفع مع الرئيس الروسي.
وعلقت قائلة "لو كنت مستشارة لترامب لنصحته بعدم إعطاء مهلة لروسيا"، مشيرة إلى أن الولايات المتحدة فرضت أكبر عقوبات في تاريخ العالم على روسيا ولم تثن بوتين عن مهاجمة أوكرانيا.
وعلى ضوء تقليلها من نجاعة خيار العقوبات، ترى كوينسي أنه يتعين على ترامب استخدام الأدوات الدبلوماسية للضغط على روسيا ونفس الشيء مع أوكرانيا، خاصة أنه لا يريد استمرار الحرب ويخشى أن تكون هناك مواجهة نووية بين بلاده وموسكو، وتنصح مستشاريه بأن يتوقفوا عن إقناعه بدعم استمرار الحرب وإرسال المزيد من الأسلحة لأوكرانيا.