زنقة 20. مراكش

متحدية وعورة المسالك وكل الصعاب، تواصل فرق الإنقاذ على مستوى جماعة أداسيل بإقليم شيشاوة، عمليات البحث عن ناجين محتملين تحت الأنقاض وانتشال ضحايا الزلزال العنيف الذي ضرب مساء أول أمس الجمعة منطقة الحوز ومناطق أخرى بالمملكة مخلفا وفق آخر حصيلة، أزيد من ألفي حالة وفاة.

وتكثف عناصر القوات المسلحة الملكية بمعية فرق الوقاية المدنية والدرك الملكي والقوات المساعدة والهلال الأحمر والسلطات المحلية، بدواوير ومداشر جماعة أداسيل، إحدى النقاط الأكثر تضررا من الهزة الأرضية، جهودها للعثور على ناجين بين أنقاض المباني المنهارة، رغم الظروف الصعبة الناجمة عن طبيعة التضاريس الوعرة بهذه المنطقة الجبلية والانهيارات الصخرية التي خلفها الزلزال، والتي أدت إلى وقف حركة السير لساعات طويلة على الطريق المؤدية إلى الدواوير المنكوبة.

ولتدليل هذه الصعوبات، تقاطرت الشاحنات العسكرية المحملة بالجرافات والمعدات اللوجستية على المنطقة من أجل إعادة فتح الطرقات المغلقة وتسهيل عبور سيارات الإسعاف والشاحنات المحملة بالمساعدات الإنسانية المخصصة لساكنة هذه الدواوير، والتي سويت مساكن العديد منها بالأرض بسبب قربها من بؤرة الزلزال وكذا بالنظر لطبيعة المباني الطينية بالمنطقة.

وفي شهادات استقتها وكالة المغرب العربي للأنباء، أكد الفاعل الجمعوي وأحد سكان دوار “تيكخت” بجماعة أداسيل، عمر أحنوش، أن عشرات المصابين تم نقلهم إلى مستشفى محمد السادس بمراكش لتلقي العلاجات الضرورية، مشيرا إلى أن العديد من المنازل قد تهدمت أو تضررت بهذا الدوار البالغ تعداد ساكنته حوالي 800 نسمة.

وأشاد بالجهود الجبارة التي بذلتها ولا تزال أطقم الوقاية المدنية والقوات المسلحة الملكية والدرك الملكي والسلطات بعمالة شيشاوة في تجنيد فرق الإنقاذ والمعدات اللوجستية اللازمة لانتشال الضحايا، معربا عن امتنانه للهبة التضامنية القوية لكافة مكونات الشعب المغربي مع سكان المناطق المنكوبة جراء هذه الكارثة الطبيعية.

وفي تصريح مماثل، عبر عبد الحق أفضيل أحد ساكنة دوار “مجديد” بجماعة أداسيل عن تقديره للجهود التي تبذلها السلطات المحلية ومختلف المتدخلين لإنقاذ ضحايا الزلزال، وتوفير المأوى للسكان الذين تضررت مساكنهم جراء الزلزال. ي شار إلى أن عدد ضحايا الهزة الأرضية التي شهدتها بعض عمالات وأقاليم المملكة بلغ 2012 حالة وفاة و 2059 جريحا، حالة 1404 منهم خطيرة، وفق حصيلة مؤقتة لوزارة الداخلية.

وأبرزت الوزارة أن السلطات العمومية تواصل جهودها لإنقاذ وإجلاء الجرحى والتكفل بالمصابين من الضحايا، وتعبئة كل الإمكانات اللازمة لمعالجة آثار هذه الفاجعة المؤلمة.

المصدر: زنقة 20

إقرأ أيضاً:

جيل جديد وهوية فنية مختلفة تدفع الكويت للبحث عن إنجاز في كأس العرب 2025

يستعد منتخب الكويت لدخول بطولة كأس العرب وسط مرحلة انتقالية معقدة، يسعى خلالها إلى استعادة مكانته الإقليمية بعد تراجع ملحوظ في النتائج خلال السنوات الأخيرة. ورغم أن تاريخ الأزرق يُعد من الأبرز عربيًا وخليجيًا، خصوصًا في فترة السبعينيات والثمانينيات، فإن الواقع الحالي يفرض على المنتخب تحديات كبيرة تتطلب إعادة بناء شاملة على المستويات الفنية والتنظيمية.

تاريخيًا، يمتلك منتخب الكويت سجلاً قويًا في البطولات العربية، إذ كان من المنتخبات المؤثرة في النسخ القديمة لكأس العرب، وشارك في عدد من النسخ التي كانت تقام بنظام مختلف، كما عُرف بقوته في البطولات الإقليمية والخليجية. ومع ذلك، فإن الأزرق لم يظهر في النسخ الحديثة من البطولة العربية بالمستوى ذاته، بسبب تراجع الأداء وابتعاده عن منصات المنافسة، إضافة إلى غيابه عن النسخة الأخيرة التي أقيمت في قطر عام 2021.

يأتي استعداد الأزرق للبطولة الحالية في ظل بناء فريق جديد يعتمد على دمج عناصر الخبرة مع اللاعبين الشباب.

الجهاز الفني بقيادة البرتغالي هيليو سوزا يسعى إلى إعادة تشكيل الهوية التكتيكية للفريق التي فقدت الكثير من وضوحها نتيجة كثرة تغيير المدربين خلال السنوات الماضية، إذ مر المنتخب بسلسلة من التغييرات الفنية التي أثرت على استقراره، إلى جانب تأثره بعقوبات الإيقاف السابقة التي حرمت الأندية والمنتخب من المشاركة الخارجية لفترة، وهو ما انعكس على جاهزية اللاعبين.

على المستوى الفني، يعاني المنتخب الكويتي من خلل واضح في عدة خطوط، أبرزها غياب صانع اللعب القادر على قيادة التحولات الهجومية، إضافة إلى مشاكل دفاعية متراكمة تظهر عادة أمام المنتخبات التي تمتلك قوة بدنية وسرعة عالية. في المقابل، يمتلك المنتخب عناصر قادرة على تقديم الإضافة، على غرار النجم المخضرم بدر المطوع، الذي يُعد رمزًا تاريخيًا رغم تراجع دوره، إلى جانب لاعبين شباب مثل محمد دحام، الذي قاد المنتخب للتأهل، ويوسف ناصر وعيد الرشيدي، الذين يشكلون نواة للمستقبل. كما يعتمد المنتخب على بعض اللاعبين المميزين في خط الوسط والدفاع لتعويض فجوة الخبرة عبر التنظيم والانضباط.

يأتي الوضع الراهن للمنتخب متأثرًا كذلك بالإخفاق المستمر في التأهل لكأس العالم، وهو الإخفاق الذي أصبح ملازمًا للكرة الكويتية منذ مشاركتها التاريخية الوحيدة في مونديال 1982. عدم الوصول للمونديال خلال أكثر من أربعة عقود أدى إلى تراجع الثقة لدى الجماهير، كما قلل من بروز المواهب الكويتية، وأضعف حضور المنتخب في المشهد القاري، هذا الغياب عن البطولات العالمية انعكس أيضًا على الحافز التنافسي للاعبين، وعلى قدرة الاتحاد على بناء مشاريع طويلة الأمد.

تمثل كأس العرب فرصة مهمة للأزرق لتصحيح المسار، خصوصًا أن البطولة تُعد محطة مناسبة لاختبار المشروع الجديد في بيئة عربية متقاربة فنيًا، الاستعداد الجدي للبطولة يظهر رغبة المنتخب في إعادة التوازن تدريجيًا، وتعزيز ثقافة المنافسة، وبناء شخصية أكثر ثباتًا داخل الملعب. نجاح المنتخب في تحقيق نتائج إيجابية قد يكون نقطة انطلاق نحو تحسين الصورة العامة وإعادة بناء الثقة بين اللاعبين والجمهور، فيما سيعني استمرار التراجع ضرورة إعادة تقييم أعمق لطريقة إدارة المنتخب.

بالمجمل، يدخل منتخب الكويت كأس العرب محمّلًا بتاريخ كبير وطموح متجدّد، لكنه يصطدم بواقع يحتاج إلى وقت وصبر وإدارة فنية مستقرة. البطولة المقبلة قد تمثل خطوة أولى نحو استعادة المكانة التي افتقدها الأزرق تدريجيًا، إذا ما نجح الفريق في فرض شخصية واضحة، وإظهار تطور ملموس يعيد الكويت إلى دائرة المنافسة الإقليمية.

كذلك تزيد قوة المجموعة من صعوبة مهمة الكويت، فالوجود إلى جانب مصر والأردن والإمارات، سيزيد من حدة التنافس على التأهل، فلا يميل التاريخ لصالح المنتخب الكويتي في مواجهة نظيره الإماراتي حيث تقابلا 23 مرة فاز فيها منتخب الكويت 8 فقط مقابل 12 انتصار إماراتي و3 تعادلات.

وأمام الأردن تحمل المواجهات التاريخية تفوقا نسبيا للكويت بـ 5 انتصارات مقابل 4 هزائم و9 تعادلات، بينما تتوازن الكفة في 3 مواجهات ضد مصر بفوز وهزيمة وتعادل.

مقالات مشابهة

  • 151 حالة وفاة حصيلة ضحايا حريق هونغ كونغ.. وتوقعات بالمزيد
  • تقرير مراقبة الألغام 2025 يكشف عن صورة قاتمة.. نصف الضحايا من الأطفال وعرب يتصدرون القائمة
  • جيل جديد وهوية فنية مختلفة تدفع الكويت للبحث عن إنجاز في كأس العرب 2025
  • قوافل جامعة قناة السويس تواصل دورها التنموي وتقدم خدمات لـ722 مستفيدًا
  • دون خسائر.. زلزال بقوة 5.1 درجة يضرب اليابان
  • السنغال تسابق الزمن لمنع تسرب نفطي بعد تسرب المياه لناقلة تركية قبالة دكار
  • صور| المياه تغمر شوارع سريلانكا بعد إعصار ديتواه.. وحصيلة الضحايا 159
  • بعد ضبط فراش المدرسة الدولية بالإسكندرية| أولياء أمور الضحايا يكشفون لـ “صدى البلد”: شاهدنا المتهم يخرج من غرفة وبرفقته طالبة في حالة ارتباك
  • إغاثي الملك سلمان يوزع (400) سلة غذائية و(400) كرتون تمر في أفغانستان
  • استدعاء غير مسبوق لطائرات إيرباص إيه 320 يعطّل السفر عالمياً وشركات آسيوية تسابق الوقت لإصلاح الخلل