لجريدة عمان:
2025-05-19@09:39:07 GMT

مؤشرات مالية مفرحة

تاريخ النشر: 11th, September 2023 GMT

مؤشرات مالية مفرحة

كشفت نشرة الأداء المالي الصادرة اليوم من وزارة المالية عن تحقيق سلطنة عمان فائضا ماليا قدره ٧٠٢ مليون ريال عماني خلال الأشهر السبعة الأولى من العام الجاري. ورغم أن هذا الفائض أقل بمقدار ٣٠٠ مليون ريال عماني عما كان عليه الفائض في الفترة نفسها من العام الماضي إلا أن هذا ليس خبرا سيئا على الإطلاق، فمتوسط أسعار النفط وصلت العام الماضي إلى ٨٩ دولارا لبرميل النفط، فيما انخفض المتوسط هذا العام حتى نهاية يوليو إلى ٨٣ دولارا فقط حيث مرت أسعار النفط بحالة تذبذب منذ مطلع العام الجاري ووصلت إلى ما دون ٦٥ دولارا للبرميل.

ورغم تراجع أسعار النفط إلا أن الإجراءات المالية الجديدة استطاعت أن تحقق فائضا مرتفعا بالمقارنة مع السنوات الماضية، إضافة إلى ذلك فإن سلطنة عمان استطاعت خلال الأشهر السبعة الأولى من العام الجاري أن تصل بالدين العام إلى قرابة ١٦ مليار ريال عماني وبـنسبة ٣٧٪ من الدخل الوطني وهو مستوى أقرب إلى المستوى الآمن جدا.

إن فكرة خفض الدين العام أساسية في سياسة حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله ورعاه- وهي سياسة تحوط مهمة بالنظر إلى الأزمات السياسية والاقتصادية التي يعيشها العالم، وقد جربت سلطنة عمان بوضوح مثل هذه الظروف خلال السنوات الخمس الماضية. إن ذاكرة الأزمات المالية يجب أن لا تكون ذاكرة قصيرة، فالظروف التي صنعت الأزمات الاقتصادية والسياسية الماضية ما زالت حاضرة وقادرة على إحداث أزمات مالية أصعب من الأزمات الماضية، خاصة أن التوجه العالمي اليوم يتجه إلى التقليل من الاستثمار في مشروعات الطاقة الأحفورية والتوجه إلى الطاقة الخضراء التي لا يبقى معها النفط سلعة ذات أهمية كبرى. من جانب آخر، فإن العالم الذي اكتوى بجائحة فيروس كورونا لا يستطيع أن يأمن عودة خطر الوباء مرة ثانية خاصة في ظل عودة بعض المتحورات للظهور مع اقتراب فصل الشتاء الذي تنشط فيه فيروسات الجهاز التنفسي حيث ظهرت الكثير من التحذيرات من عودة موجات الوباء إلى أوروبا في الشتاء. ورغم أن هذه التحذيرات لم تصل إلى درجة الخطر الحقيقي إلا أن العالم ما زال مهددا بالكثير من الفيروسات التي يمكن أن تتحول إلى جوائح قاتلة.

وما يستحق الإشادة، حقا، أن سلطنة عمان وظفت الفائض المالي الذي استطاعت تحقيقه العام الماضي وما مضى من العام الجاري في خفض الدين العام وإدارة المحفظة الإقراضية، حيث استبدلت بقروض عالية الخدمة قروضا منخفضة الخدمة، كما عززت الإنفاق الاجتماعي والذي يمكن ملاحظته مع بداية العام القادم، وعززت النمو الاقتصادي عبر العديد من المبادرات الاقتصادية التي من شأنها تحريك الاقتصاد العماني.

هل نستطيع أن نتنفس الصعداء مع استمرار تحقيق مثل هذه الفوائض المالية؟

هذا سؤال يطرح بكثرة في سلطنة عمان هذه الأيام وهو سؤال مهم جدا وضروري ولكن الإجابة عنه ليست سهلة على الإطلاق ولا يمكن أن نحصرها في قول نعم أو لا.. لقد تجاوزت سلطنة عمان مرحلة متقدمة من الخطر المالي منذ العام الماضي، وهذا واضح للجميع، ولكن التحولات الكبرى التي يشهدها العالم تجعل الجميع يتوقع الأزمات المالية والسياسية في كل وقت.. ولذلك فإن سياسة الاستمرار في خفض الدين العام وتحفيز النمو الاقتصادي ودعم الاستثمار في مختلف القطاعات وخصوصا القطاعات غير النفطية أمرٌ في غاية الأهمية وسيبقى على الدوام ضرورة ملحة.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: العام الماضی العام الجاری سلطنة عمان من العام

إقرأ أيضاً:

سلطنة عمان تفتح آفاقا جديدة لصناعة أشباه الموصلات بشراكة هندية لتأسيس مركز تصميم عالمي

وقعت وزارة النقل والاتصالات وتقنية المعلومات، بالشراكة مع وزارة العمل، برنامج تعاون مع شركة «كاينس سيميكون» Kaynes Semicon الهندية، وهي شركة تابعة بالكامل لشركة كينز تكنولوجي الهندية Kaynes Technology India Ltd، لإنشاء شركة لتصميم الدوائر المتكاملة واسعة النطاق (VLSI) في سلطنة عمان.

ستركز نشاطات الشركة على تعزيز الابتكار في تصميم أشباه الموصلات، مع الإسهام في تطوير الكوادر المحلية. وبناءً على برنامج التعاون؛ ستقوم شركة «كاينس سيميكون» ـ بتمويل من وزارة العمل ـ بتأهيل 80 مهندسا عمانيا على تقنيات تصميم أشباه الموصلات لمدة 12 شهرا يعقبه توظيف مباشر في الشركة الجديدة، التي سيكون مقرها في سلطنة عمان. ليكونوا متخصصين في المجال، قادرين على مواكبة متطلبات سوق العمل المستقبلية وتلبية مستجداته، من خلال التزام الشركة بنقل المعرفة والمعايير العالمية إلى سلطنة عمان، مستفيدة من خبرتها في التصميم والتصنيع.

اقتصاد متنوع

قال سعادة الدكتور علي بن عامر الشيذاني، وكيل وزارة النقل والاتصالات وتقنية المعلومات للاتصالات وتقنية المعلومات، في تصريح صحفي: إن سلطنة عمان تمضي بخطى متسارعة نحو بناء منظومة متكاملة لصناعة أشباه الموصلات، عبر سلسلة من الشراكات النوعية مع شركات عالمية رائدة.

وأوضح أن سلطنة عمان وقعت قبل نحو عامين اتفاقية مع إحدى الشركات لتدريب 100 مهندس عماني في هذا القطاع، مضيفًا أنه قبل شهرين وقعت الوزارة اتفاقية مع شركة متخصصة لتطوير شرائح الذكاء الاصطناعي.

وأشار الشيذاني إلى أن توقيع اتفاقية تعاون مع شركة «كاينس سيميكون»، التي تبلغ قيمتها السوقية نحو 4.5 مليار دولار ولها حضور واسع في عدة دول، يهدف إلى تأهيل وتوظيف 80 مهندسًا عمانيًا في تخصصات دقيقة ضمن قطاع أشباه الموصلات، مؤكدًا أن هذه الخطوة تعد إضافة قوية لمنظومة الشركات العاملة في هذا المجال الحيوي عالميًا.

وقال الشيذاني: يعد توقيع برنامج التعاون مع كاينس خطوة محورية ضمن الاستراتيجية الوطنية لتوطين التقنيات المتقدمة واستقطاب الاستثمارات النوعية، التي تسهم في تعزيز الكفاءات الوطنية ورفع تنافسية الشباب العماني في مجالات المستقبل.

وأشار إلى أن المركز الذي سينشأ سيكون نقطة ارتكاز لتصميم الرقائق على مستوى المنطقة، معتمدًا على كفاءات وطنية مدربة وفق أحدث التقنيات.

ولفت سعادته إلى أن الوزارة تعمل على تهيئة بيئة جاذبة للاستثمار في التقنيات المتقدمة، بما ينسجم مع "رؤية عمان 2040" لبناء اقتصاد متنوع قائم على المعرفة والابتكار.

تأهيل الكوادر الوطنية

من جانبه، قال سعادة السيد سالم بن مسلم البوسعيدي، وكيل وزارة العمل لتنمية الموارد البشرية: إن توقيع هذا البرنامج يأتي ضمن جهود الوزارة الساعية إلى تأهيل الكوادر الوطنية، وسيسهم في تعزيز الاقتصاد الرقمي بما يحتاجه سوق العمل من متطلبات.

وأضاف: إن البرنامج جزء من برامج الوزارة المتعلقة بسوق العمل، وهو خطوة أساسية في التنوع والابتكار، خاصة وأن سلطنة عمان قطعت شوطا كبيرا في نهضتها الجديدة، وأصبحت مهيأة لجذب الاستثمارات، لإيجاد اقتصاد مواكب للمتغيرات العالمية، خصوصًا في القطاع الرقمي الذي يشهد تطورات متسارعة تحفز على الابتكار والإبداع والريادة.

وأكد فهد بن سلطان العبري، مدير عام المديرية العامة لتحفيز القطاع ومهارات المستقبل بوزارة النقل والاتصالات وتقنية المعلومات، في كلمة الوزارة، أن توقيع مذكرة التعاون خطوة محورية نحو بناء صناعة وطنية لأشباه الموصلات في سلطنة عمان، ويعزز من مكانتها كمركز إقليمي للتقنيات المتقدمة، مضيفًا: إن هذا التعاون يأتي كجزء من تنفيذ برنامج الصناعة الرقمية ضمن إطار البرنامج الوطني للاقتصاد الرقمي، الذي يهدف إلى جذب الاستثمارات التكنولوجية العالمية إلى سلطنة عمان، وتعزيز مساهمة الاقتصاد الرقمي في الناتج المحلي الإجمالي .

من جهتها، قالت خلود الحضرمية، أخصائي أول استثمار تقني بوزارة النقل والاتصالات وتقنية المعلومات: إن توقيع مذكرة التعاون الجديدة في مجال أشباه الموصلات يأتي ضمن توجه الحكومة لاستقطاب الاستثمارات الخارجية وتأسيس نظام متكامل للصناعة في سلطنة عمان، كجزء من رؤية طموحة لتعزيز الاقتصاد الرقمي.

وحول الجدول الزمني للمشروع، أكدت الحضرمية لـ«عمان» أن الشركة ستبدأ عملياتها التشغيلية خلال العام الجاري 2025، حيث ستباشر تدريب الكوادر الوطنية وافتتاح مقرها المحلي، على أن تنطلق عمليات تصميم الرقائق بعد انتهاء البرنامج التدريبي مباشرة.

مقالات مشابهة

  • المالية النيابية:لاقلق على الرواتب الشهرية !
  • مالية البرلمان: ملف الرواتب لن يشهد اضطراباً.. والوضع الحالي لا يدعو للقلق
  • 3 مليارات ريال إجمالي إيرادات "عمانتل" و"زين".. وأعداد المشتركين يصل إلى 54 مليون مشترك
  • الترويج لعُمان كوجهة مميزة لسياحة الحوافز والمؤتمرات بمعرض "إيمكس فرانكفورت"
  • سلطنة عمان: الحوار سبيل معالجة التحديات .. وتفاؤل حيال تسوية عادلة في غزة
  • مشروعات ومبادرات عمانية واعدة تدعم الطاقة والنقل الأخضر
  • سلطنة عمان تفتح آفاقا جديدة لصناعة أشباه الموصلات بشراكة هندية لتأسيس مركز تصميم عالمي
  • غرفة عمان تبحث فرص التبادل التجاري مع الولايات المتحدة الامريكية
  • بالتعاون بين "التراث والسياحة" وكلية عُمان للسياحة
  • تقرير عالمي: 36 دولة عانت من أزمات الغذاء العام الماضي