أكد مينا سليمان، الباحث فى الشئون القبطية بالمركز الثقافى الأرثوذكسى، أن الأقباط يصلون صلوات بنغمات الفرح من 1 توت وحتى 19 من نفس الشهر حتى الاحتفال بعيد الصليب، مشيراً إلى أن التقويم القبطى امتداد للمصرى القديم ومقسَّم حسب مواسم الفيضان والزرع والحصاد.

عيد النيروز ما أصله التاريخى؟

- تعود بداية الاحتفال برأس السنة القبطية، الذى يُطلق عليه تقويم الشهداء، لعام 284م، وهو العام نفسه الذى اعتلى فيه ديوقلديانوس كرسى الإمبراطورية الرومانية، فقد جعل مسيحيو مصر هذا العام هو بداية تقويمهم القبطى (الشهداء) لأن ديوقلديانوس بداية من عام 303م تفنن فى تعذيب المسيحيين، وكان لمصر النصيب الأكبر من الشهداء الذين نالوا الاستشهاد على يد هذا الإمبراطور، لهذا بعد انتهاء عصر ديوقلديانوس أخذ المسيحيون من عام جلوسه على عرش الإمبرطورية 284م بداية التقويم المصرى (القبطى) وسموه تقويم الشهداء، نسبة للشهداء المسيحيين الذين قُتلوا بواسطة ديوقلديانوس.

لماذا يستخدم الفلاح التقويم القبطى؟

- يعد التقويم القبطى أقدم التقاويم حالياً، فهو يعتمد على نظام التقويم المصرى القديم، وقد اعتمد المصرى القديم على هذا التقويم لدقته المتناهية فى معرفة الأيام والمواسم التى من خلالها اعتمد عليها الفلاح المصرى القديم فى زراعة الأرض، وكذلك الأمر حتى وقتنا هذا، فما زالت الزراعة فى مصر قائمة على التقويم المصرى (القبطى)، الذى تنقسم فصوله إلى مواسم الفيضان والزرع والحصاد.

ارتبط عيد النيروز بالتراث المصرى فيمَ تجلى هذا الارتباط؟

- ارتبطت أنشطة الإنسان المصرى عبر التاريخ بهذا التقويم وقام بتحديد كل شىء عليه وكذلك الأعياد القومية والدينية؛ والمصريون رتبوا أمثالاً شعبية تناسب كل شهر من شهور السنة حسب حالة الجو الموجودة فى كل شهر؛ فشهر توت «فى توت اروى ولا تفوت» وعن بابة «بابة خش واقفل الدرابة (النافذة الصغيرة)» وفى رواية «خش واقفل البوابة»، وعن هاتور «هاتور أبوالدهب منثور (أى القمح)» وعن كيهك «كياك صباحك مساك، تقوم من فطورك تحضّر عشاك!» ولكل شهر أمثاله الخاصة به.

لماذا يعد التقويم القبطى أحد أسباب الاختلاف بين الطوائف المسيحية؟

- هذا يعود إلى اختلاف الطوائف المسيحية فى الاعتماد على التقاويم، حيث تعتمد الكنائس الشرقية على التقويم القبطى وتحتفل بعيد ميلاد المسيح يوم 29 كيهك، وفقاً لما تم الاتفاق عليه فى مجمع نيقية مع كنائس العالم أجمع، وهو أن تعيّد كنائس العالم مع الأقباط فى نفس اليوم الذى هو أطول ليل وأقصر نهار والذى كان يوافق يوم 25 ديسمبر فى التقويم الرومانى الذى أصبح التقويم الميلادى (التقويم الشمسى) وذلك حتى سنة 1582. وأجرى بابا روما جريجوريوس تعديلاً فى التقويم الميلادى المعروف بالتعديل الجريجورى حالياً، حيث لاحظ العلماء أن يوم 25 ديسمبر (عيد الميلاد) ليس فى موضعه، أى إنه لا يقع كما كان فى القديم، حيث قد حددوا من البداية أن عيد الميلاد يجب أن يأتى فى أطول ليلة وأقصر نهار، بل وجدوا الفرق عشرة أيام. وأمر البابا جريجوريوس بحذف عشرة أيام من التقويم الميلادى حتى يقع 25 ديسمبر فى موقعه كما كان أيام مجمع نيقية، وسمى هذا التعديل بالتقويم الجريجورى، وأصبح يوم 5 أكتوبر 1582 هو يوم 15 أكتوبر فى جميع أنحاء إيطاليا، ووضع البابا جريجوريوس قاعدة تضمن وقوع عيد الميلاد (25 ديسمبر) فى موقعه الفلكى (أطول ليلة وأقصر نهار) ولكن لم يُعْمَل بهذا التعديل فى مصر إلا ربما بعد دخول الإنجليز إليها فى أوائل القرن الماضى، فأصبح 11 أغسطس هو 24 أغسطس. وفى هذه السنة أصبح 29 كيهك (عيد الميلاد) يوافق يوم 7 يناير (بدلاً من 25 ديسمبر كما كان قبل دخول الإنجليز إلى مصر أى قبل طرح هذا الفرق) لأن هذا الفرق 13 يوماً لم يطرح من التقويم القبطى لكن ظل المصريون الأقباط يعيّدون فى 29 كيهك حسب تقويمهم الثابت.

 عادات الأقباط

يتزامن موعد عيد النيروز مع موسم البلح والجوافة وغيرهما، حيث نرى الكثير يتسابق على ربط هذه الفاكهة والاحتفال بالعيد، كما يصلون صلواتهم بنغمات الفرح فى هذا اليوم من اللحظة الأولى من السنة القبطية المعروفة بتقويم الشهداء، فنغمات الفرح تمتد من اليوم الأول من شهر توت، الذى هو أول شهور السنة القبطية، وتستمر إلى التاسع عشر من شهر توت، الذى تحتفل فيه الكنيسة المصرية بتذكار عيد الصليب.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: البابا تواضروس النيــروز عید المیلاد

إقرأ أيضاً:

د.حماد عبدالله يكتب: وسائل النقل العام (هى الحل!!)



لماذا نخترع العجله ؟ بعد أن إستطاع العالم كله منذ أكثر من خمسمائه وسبعون عامًا إختراعها !!
هل هناك مشكله فى أن نواجه العشوائيات فى "قواعد ونظم وسلوك" الحياه اليومية فى الشارع المصرى بإسلوب علمى، وأن ننقل عن الاخرين ما وصلوا إليه ،وحتى ننهى هذه الفوضى فى الشارع المصرى؟ أزمه المرور فى المدن المصرية ،أصبح سرطان يهدد الإقتصاد الوطنى، ويهدد الأمن والسلم الاجتماعى، من حيث ما يتم من فقد للطاقه، وفقد للنقد الاجنبى ،حيث نعتمد كليًا على إحتياجاتنا من قطع غيار المركبات بجميع أنواعها من الخارج ،بما يمثل هدر للعمله الاجنبيه، كما أن مصر تستهلك أكثر من 70 % من الطاقة (بنزين ومازوت )إستيراد ولعل ما يتم فى الشارع المصرى من "ترافيك"، وتستهلك زمن الرحله من إنتظار لساعات فى مشوار لا يزيد مدته الزمنية عن نصف ساعة !!، كل هذا الوقت هو إهدار للطاقة ،ولقطع الغيار وفوق ذلك اعصاب المصريين، وصحتهم !!
أنظر فى الشارع "وتأمل" من يقود سياره فارهه، أو حتى موتوسيكل ،أو سيارة كارو، ومن يقف على الأرصفة لإنتظار (ميكروباص الموت) أو أتوبيس غير ادمى، حتى هؤلاء المشاه الغلابة الذين يصارعون الحيوانات الهادره فى الشارع غير عابئة بالمشاه ،تأمل هؤلاء جميعا سوف تجد العجب، تجد عشوائيات ،وهدر لقيمه الانسان ،"وأراهنك" أن ترصد أحد يبتسم، ،أو ملامحه تدل على أنه مرتاح، الجميع متوتر ،غاضب ،كاره للحياة!! 
ومع ذلك لماذا نذهب بعيدًا  إلى من سبقونا فى "تنظيم قواعد وسلوك" الحياه فى الشارع عندهم، لماذا لا نعود لمصر نفسها منذ أكثر من خمسون عامًا، حينما كان لدينا ترام، وتروللى باس وشركات نقل خاص مثل (أبو رجيلة ومقار وأمينوبوس) ومترو "حلوان - باب اللوق" فقط، ومترو مصر الجديدة والاتوبيسات النهرية.
نعود لهذا الزمن وكيف كان الراكب المصرى يتمتع بعده أدوات للتعامل مع هذه المركبات، أما بحيازة (لأبونيه) أى كارت مدفوع بديلًا عن (دفع قيمة التذكرة ) وهناك "أبونيه " درجه أولى "وأبونيه" درجه ثانيه.
وكان هناك مجال لأن يركب المصرى فى وسيله نقل نظيفه والاهم من ذلك لها مواعيد على كل المحطات ،كان على كل محطة لافته مكتوب عليها رقم المركبه وموعد وصولها ،بالدقيقه ،كان قطار السكه الحديد ،يضبط عليه الناس(ساعاتهم )!! كانت المواعيد مقدسه كان العاملون فى هذه الوسائل لهم زى خاص حليقى الذقون محترمون  ،معروفين لدى الركاب، وكانت الرقابه عليهم (المفتشون) يصعدون من المحطات المختلفة للتفتيش على الركاب وعلى مواظبتهم على حصولهم على التذاكر وكان (المنافيستو) مع "الكمسرى" ،ويحدد فيه مواعيد القيام من المحطة الرئيسية، ومواقيت الوصول إليها ،وإذا حدث تأخير يثبت ذلك حتى يحاسبه المراقب العام للخط نهاية اليوم!!.
كانت وسائل النقل الخاصة، تحترم الإشارات وتسحب التراخيص، ويقوم (الكونستايل) على الطرق بإيقاف سائقى السيارات النقل والملاكى لكى يسحب تراخيصهم، والزام النقل البطىء بالسير يمين الطريق ،ولا تعدى على السرعة المقررة ،رغم عدم وجود ما نعرفه اليوم (بالرادار) ،وكان المجتمع منظم لان الإرادة السياسية فى البلاد موجهة لإحترام الجميع للقانون، ياخسارة حتى القانون فى الشارع المصرى نفتقده اليوم!!.
[email protected]

مقالات مشابهة

  • الجمعية الفلكية السورية: التقويم الهجري دقة علمية ومرجع لحسابات الملاحة الفضائية
  • إجلاء 80 ألف شخص إثر فيضان جنوب غربي الصين
  • كيف بدأ التقويم الهجري مع العرب.. أستاذ تاريخ إسلامي توضح
  • نيوم يضم فارس عابدي لأربعة مواسم قادمًا من الفيحاء
  • صور| إجلاء أكثر من 80 ألف شخص إثر فيضان في جنوب غرب الصين
  • مينا مسعود يفاجئ الجمهور بسينمات القاهرة للترويج لفيلمه في عز الضهر
  • الإسباني باسكوال مديرا فنيا لمنتخب اليد لمدة 3 مواسم
  • د.حماد عبدالله يكتب: وسائل النقل العام (هى الحل!!)
  • مينا مسعود يحقق إيرادات متوسطة بـ فيلم في عز الضهر
  • المصرى للدراسات الاقتصادية يناقش تعديلات الإيجار القديم فى ندوة غدا