النقد الحقيقي.. والنقد المعكوس!!
تاريخ النشر: 12th, September 2023 GMT
النقد بكل أنواعه، هو قراءة موازية للمنتج المنوط نقده، وهو صياغة تتناول العمل الإبداعي جماليا بالدرجة الأولى. والنقد الحقيقي له أدواته ومناهجه وبالتأكيد هو ليس ما نقرأه الآن بالصحف والمجلات تحت يافطة نقد العمل الفني، فالمسألة لا تعدو انطباعات من هنا وهناك لا أكثر ولا أقل وأن تكون المسألة مكررة بروشتات ومصطلحات وكليشيهات جاهزة، وهي بحالها هذه تقترب من الصحافة الفنية لا النقد الفني بمعناه العميق.
ونحن هنا لا نعمم ولكن هذا بعد رحيل الأسماء الكبيرة بحق بالنقد كلويس عوض ومحمد مندور وعلى الراعي وفؤاد دوارة، خلت الساحة من حركة نقدية حقيقية باستثناء بعض الأقلام الجادة الرصينة التي تكتب بحق النقد وتستحق لفظة مثقف، وتتناول المنتج الإبداعي جماليا، لا صحفيين يطلقون بعض الانطباعات والحذلقات والتجاوزات التي تصل إلى حد التجاوز المهني بحق العمل الفني وأصحابه ويسمى بعد ذلك ناقدا.
أكتب هذه المقدمة بمناسبة الخناقة المشتعلة هذه الأيام على وسائل التواصل الاجتماعي، بسبب رد بطل عمل سينمائي على ما قاله ناقد فني بحق البطل وعمله. ولا شك أن الرد فيه كثير من التجاوز غير المقبول وغير المعقول، ولكن الصحيح أيضا أنه إذا انتفت شروط النقد وتحول إلى مجموعة انطباعات وخواطر أخذت شكل الذم والقدح، بل ونشم بها رائحة الكيل بمكيالين، والترصد لفنان ما لهوى ما، فهنا يجب أن نتوقف قليلا لكلا الطرفين ونتأمل قانون اللعبة (الغائب في إجازة) من الأساس، فإذا انعدم الأساس ينهار البناء.. هكذا تعلمنا.
ولذلك أنا مندهش من كل هذه "الدوشة" المتدثرة بالمبادئ والقواعد و.. و.. بينما تلك الأصوات لم تنبس بكلمة واحدة عندما صال وجال صاحب النقد بشأن موضوع آخر؛ ينشر معلومات كاذبة وغير صحيحة ومغلوطة.
وقضية المعلومات لا تحتمل وجهة النظر، فالمعلومة إما حدثت أو لم تحدث، ولكن الجميع صمت مع علمه بالحقيقة، وعلمه أن صاحب المقالات النقدية كان يردد معلومات مغلوطة، فصمت الجميع بينما كان ينبغي الكلام وهكذا.
وكم من كتابات كثيرة متجاوزة لاقت صمتا في المجتمع النقدي، ولذلك فأنا أدعو الجميع أن نؤسس أولا لحركة نقدية حقيقية، لا انطباعات صحفية حتى نفرض ما كان أيام الكبار من قبول واحترام نقدي لا يشق له غبار.. هكذا أتمنى وهكذا أحلم!!!
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه الصحافة النقد الفني مصر سينما الصحافة أعمال فنية النقد الفني مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة مقالات صحافة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة
إقرأ أيضاً:
الاعلام الرسمي ….اين السرديه الاردنيه
صراحة نيوز ـ محمد شاهين
في زمن تشتد فيه الحاجة إلى خطاب وطني جامع وسردية إعلامية أردنية متماسكة نُفاجأ بتكرار عرض فيديو مستفز على شاشة إحدى القنوات الرسمية التي تُموّل من خزينة الدولة وتُدرج ضمن موازناتها السنوية لتبث محتوى لا يحمل سوى الهجوم على الدولة ومؤسساتها ولا يحترم الرأي العام الأردني الذي طالما ساند الوطن في أحلك الظروف
والأدهى من ذلك أن هذه القناة التي تتلقى أكثر من 20 مليون دينار سنوياً عجزت في لحظة مفصلية عن تغطية أهم حدث دبلوماسي تمثل بلقاء جلالة الملك بالرئيس الأمريكي إذ غاب عنها حتى وجود مترجم واحد ينقل الحدث للمواطن الأردني بكرامة وفهم وكأنها قناة خارج الزمان والمكان لا تعي أهمية اللحظة ولا تقدر ثقل الأردن السياسي في العالم
وفي مشهد موازٍ توجهت سهام النقد إلى مجلس النواب ورئيسه وكأن المطلوب هو تشويه المؤسسة التشريعية وإضعاف رموزها البعض يصف المجلس بالديكور وينسى أو يتناسى الضغوط الداخلية والخارجية التي تحاصره والتحديات الوطنية التي يواجهها من أجندات خارجية تسعى للنيل من السيادة إلى الفكر المتطرف والخلايا الإرهابية التي تستهدف أمن الأردن واستقراره
الحق يُقال إن مجلس النواب بقيادته الحالية ورغم كل العثرات ظل حائط الصد الأول أمام محاولات التغلغل والتأثير وتَصدّى بشجاعة للمؤامرات التي تستهدف الوطن من الداخل والخارج لا أحد يقول إن الأداء مثالي ولا ننكر بعض التصرفات وردود الفعل العاطفيه لكن الأمانة تقتضي أن نكون منصفين في النقد لا أن ننجر وراء حملات التشويه التي تصب في طاحونة من لا يريد الخير لهذا البلد
إن المرحلة تتطلب إعلاماً وطنياً يعلي من صوت الدولة لا أن يساهم في تقويضها ويحتاج إلى مؤسسات تضع الوطن أولاً لا أن تُستخدم كمنابر للتشويش والتثبيط