نفذ النادي الثقافي -فرع محافظة مسندم- ندوة تاريخية في محافظة مسندم تحمل عنوان (مسندم في الوثائق البريطانية) وذلك بقاعة المؤتمرات بمقر فرع غرفة تجارة وصناعة عمان بمحافظة مسندم برعاية سعادة الشيخ عبدالله بن سالم الفارسي والي خصب، أدارت الندوة الدكتورة هدى بنت عبد الرحمن الزدجالية حيث أشارت في بداية حديثها إلى أن الندوة تهدف إلى التعريف بالدور الاستراتيجي الحيوي والتاريخي والحضاري والسياسي والاقتصادي والاجتماعي لمحافظة مسندم في التاريخ الحديث والمعاصر من وجهه نظر الوثائق البريطانية وتحليل مضامينها، وتهدف كذلك لإثراء المجتمع العماني بكل ما يخص تاريخ المحافظة، وسبر غور الوثائق والخرائط والصور المتعلقة بمحافظة مسندم المتوفرة في الأرشيفيات المحلية والإقليمية والدولية الأخرى وتوفيرها لتكون معينا وموردا علميا لمختلف الباحثين والمختصين في المجالات المختلفة حيث تعد الوثائق البريطانية مصدرا تاريخيا مهما للباحثين والدارسين نظرا لاحتوائها على كم هائل من المعلومات التي كشفت النقاب عن أحداث مهمة في تاريخ عمان عامة وتاريخ محافظة مسندم خاصة لا نجدها في المصادر المحلية.

عمان العسكرية

في الوثائق البريطانية

أولى المحاضرات حملت عنوان «عُمان العسكرية في الوثائق البريطانية: جزيرة أم الغنم وجزيرة قوين الصغرى وخور قوي أنموذجا» قدمتها الدكتورة بهية بنت سعيد العُذوبية باحثة في التاريخ الحديث والمعاصر وأشارت في بداية حديثها إلى أن محافظة مسندم تعد من المحافظات الاستراتيجية المهمة ليس على المستوى المحلي فقط وإنما على المستوى الإقليمي والدولي، فإطلالتها على مضيق هرمز ذلك الممر الاستراتيجي والحيوي الذي يعد من أهم الممرات المائية على مستوى العالم، أضفى عليها أهمية كبيرة لحركة الملاحة والتجارة في منطقة الخليج العربي؛ إن هذه الأهمية أسهمت في أن تتجه أنظار القوى الاستعمارية الكبرى إلى هذه المنطقة ذات البناء الجيولوجي والخصائص المناخية والسطحية، التي جعلت لها أهمية اقتصادية وسياسية واجتماعية.

بعدها تناولت الدكتورة بهية العذوبية بالدراسة والتحليل مسندم من الناحية العسكرية والاستراتيجية كما أوردتها الوثائق البريطانية، بالإضافة إلى التسهيلات التي قدمها السلطان سعيد بن تيمور للقوات البريطانية وما يرتبط بها من إنشاء قاعدة عسكرية في جزيرة أم الغنم، وتطرقت المحاضرة كذلك إلى أهم المراسلات والتقارير البريطانية التي تناولت شبه جزيرة مسندم من الناحية العسكرية، وإيضاح مراحل التسهيلات المقدمة من السلطان سعيد بن تيمور للقوات البريطانية في جزيرة أم الغنم وخور قوي، وجزيرة قوين الصغرى كما أوردتها الوثائق البريطانية؛ بعدها تناولت اهتمام الحكومة البريطانية بشبه جزيرة مسندم في بدايات مبكرة من القرن العشرين، ويعود ذلك إلى رغبة الحكومة البريطانية في اختيار القواعد البحرية ومحطات التزود بالفحم عند مدخل الخليج العربي، بهدف السيطرة على مدخل الخليج في حالة وقوع أعمال عدائية مع أي قوة أجنبية، بعدها تطرقت إلى العلاقات العسكرية العمانية البريطانية من خلال عدد من الاتفاقيات؛ منها اتفاقية مسقط للطيران المدني في عام 1935م، وشبه جزيرة مسندم في سجل العلاقات العسكرية العمانية البريطانية.

وفي ختام حديثها تناولت الدكتورة هدى العذوبية مجموعة الوثائق المتمثلة في الصور والتقارير والمراسلات والمخاطبات المتبادلة بين الجهات الرسمية في حكومة مسقط وعمان والحكومة البريطانية، كما تناولت كذلك الوثائق البريطانية من تقارير ومخاطبات ومراسلات بين الجهات الرسمية الحكومية حول تقديم تسهيلات للبحرية الملكية البريطانية في خور قوي وجزيرة أم الغنم وجزيرة قوين الصغرى وتحليل أوجه التعاون البريطاني في جزيرة أم الغنم من خلال الوثائق البريطانية.

إضاءات تاريخية لمسندم

أما الورقة الثانية قدمتها الدكتورة أمل بنت سيف الخنصورية بعنوان (إضاءات تاريخية لمسندم في القرنين التاسع عشر والعشرين في ضوء الوثائق البريطانية) أبرزت فيه المحاضرة المكانة التي مثلتها مسندم في عدد من الكتابات والتدوينات المستفيضة في كتابات عدد من الرحالة الإنجليز إلى جانب الوثائق المحفوظة في الأرشيفيات البريطانية، بالإضافة إلى الجوانب التي وثقتها مراسلات الوكلاء السياسيين التي تناولت محافظة مسندم بما يتعلق بالجوانب الاقتصادية والاجتماعية وتحليل مضامينها كما تناولت مظاهر الحياة الاقتصادية والاجتماعية في مجتمع مسندم من خلال كتب الرحالة أمثال ولستد ومايلز وبرترام توماس وغيرهم، إلى جانب الوثائق البريطانية. بالإضافة إلى تحليل مضامين بعض الوثائق البريطانية حول مسندم بعدها تطرقت إلى كتابات الرحالة والمستكشفين والموظفين البريطانيين في العصر الحديث والتي شكلت مصدرا من مصادر المعرفة عن تاريخ عمان عامة وتاريخ مسندم خاصة مشيرة إلى تعصب هذه الكتابات وميلها إلى ترجيح كفة الجنس الغربي إلا أنها كانت سبباً في توافر حقائق وتفاصيل دقيقة عن الحياة في المجتمع العماني بكافة جوانبه السياسية والاجتماعية والاقتصادية والعلمية، بعدها عرجت بأن لمسندم نصيبا من هذه الكتابات إذ سجلوا المشاهدات، وأجروا المسوحات للمنطقة، وأعدوا الخرائط التفصيلية وكان الدافع من وراء هذه الزيارات ما عُرف عنها من موقع جغرافي واستراتيجي وسيطرتها على مدخل الخليج العربي بعدها سلطت المحاضرة الضوء على ملامح الحياة الاجتماعية والاقتصادية في كتابات الرحالة والوكلاء السياسيين البريطانيين في ضوء المتاح من الوثائق البريطانية بعدها تناولت الدكتورة أمل الخنصورية نماذج بسيطة من هذه الكتابات والتي أعطت إشارات واضحة عن دور هذه الكتابات في حفظ وتوثيق الكثير عن سكان شبه الجزيرة العربية بما فيها عمان. فتوقفت سفن البحارة والرحالة على سواحل مسندم في أثناء عبورهم للخليج العربي سواء كانوا قادمين من بلاد فارس، أو متجهين إلى شبه الجزيرة العربية وسواحل شرقي أفريقيا. وقد كانت بريطانيا حريصة على توطيد علاقاتها اقتصادياً مع حكومة مسقط منذ بداية ظهورها في المنطقة فأقامت لها مرسى بحرياً عند رأس مسندم إلى جانب محطة للتلغراف في عام 1864م وفي ختام حديثها أشارت الدكتورة أمل بنت سيف الخنصورية إلى أن سكان مسندم كانوا يمارسون أنشطة اقتصادية تتناسب والطبيعة الجغرافية للمنطقة كالرعي وصيد الأسماك بالإضافة إلى المشاركة مع سكان المناطق المجاورة في موسم حصاد التمور وصيد اللؤلؤ.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: محافظة مسندم بالإضافة إلى مسندم فی

إقرأ أيضاً:

فرصة ذهبية نادرة: جزيرة اسكتلندية خاصة وقلعة منسية للبيع

ملاذ الأحلام في قلب الطبيعة.. هذه الجزيرة الاسكتلندية معروضة للبيع مقابل أكثر من 7 ملايين دولار

 

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- جزيرة شونا الاسكتلندية التي تحوي قلعة مهجورة، معروضة بالكامل للبيع، مقابل 7.48 مليون دولار. وكانت طُرِحت سابقًا للبيع للمرة الأولى قبل 80 عامًا، بحسب شركة "نايت فرانك" العقارية وشركة "سوزبيز" العالمية للعقارات.

وجزيرة "شونا" الواقعة قبالة الساحل الغربي لاسكتلندا، واحدة من عدد من الجزر الاسكتلندية التي تُعرض للبيع سنويًا، لكنّ توم ستيوارت-مور، شريك مكتب "نايت فرانك" الواقع في مدينة إدنبرة، قال لـCNN، إنّ جزيرة "شونا" مميزة بسبب مساحتها البالغة 4،45 كيلومتر مربع تقريبًا.

وأكّد ستيوارت-مور الثلاثاء أنّ "هذه الجزيرة تتفوّق على سواها بالتأكيد".

رُغم امتلاك اسكتلندا عدد من الجزر الصغيرة الخاصة التي يمكن أن تُشكل ملاذًا آمنًا للأثرياء، إلا أنّ الوصول إلى معظمها أمر شاق للغاية.

صورة تُظهر بقايا قلعة في الجزيرة الاستكتلندية المعروضة للبيع.Credit: Knight Frank

بيد أن الأمر مختلف بالنسبة لجزيرة "شونا"، بحسب ستيوارت-مور، الذي سلّط الضوء على سهولة الوصول إليها نسبيًا، إذ تبعد عن مطار غلاسكو حوالي 30 دقيقة بالطائرة المروحية.

هذه واحدة من بين 8 عقارات سكنية موجودة على الجزيرة. Credit: Knight Frank

تضم الجزيرة حاليًا 8 عقارات سكنية، وتُستخدم 7 منها كمنازل للإيجار خلال العطل، بالإضافة إلى أطلال قلعة بُنيت في مطلع القرن الـ20 على يد مالكها السابق، جورج باكلي، وهو جندي ومغامر من نيوزيلندا.

ذكر ستيوارت-مور أنّ القلعة موجودة "في موقع رائع تحيط بها مناظر خلابة".

تضم الجزيرة شواطئ رملية إلى جانب ساحل صخري. Credit: Knight Frank

كما أضاف أنّ الملاك الجدد يستطيعون تطوير بقاياها وتحويلها إلى مسكن رئيسي جديد، في حال الحصول على تصريح التخطيط اللازم.

وتتميّز الجزيرة أيضًا بمزيج من الغابات المحلية، والمراعي الوعرة، والحدائق، بالإضافة إلى الشواطئ الصخرية والرملية. كما أنها تضمّ تلالًا متنوعة، توفر "مناظر خلابة من جميع الاتجاهات"، على حد قوله.

يبعد مطار غلاسكو عن هذه الجزيرة 30 دقيقة فقط بالطائرة المروحية. Credit: Knight Frank

مقالات مشابهة

  • فرصة ذهبية نادرة: جزيرة اسكتلندية خاصة وقلعة منسية للبيع
  • الهيئة الملكية لمحافظة الُعلا توقّع مذكرة تعاون مع هيئة الفروسية
  • الدكتورة خلود ترد على طلب ابنتها للمال: خذوا من أبوكم! .. فيديو
  • الحرائق تلتهم في يومها الرابع أكثر من 4 آلاف هكتار في جزيرة خيوس اليونانية
  • قرار جمهوري بتعيين الدكتورة سلافة جويلي مديرا تنفيذيا للأكاديمية الوطنية للتدريب
  • د. منال إمام تكتب: ترامب علامة فارقة في التاريخ السياسي الأمريكي الحديث
  • الزراعة السورية تبحث دعم مستلزمات الري الحديث
  • حرائق ضخمة في جزيرة خيوس وإخلاء 16 قرية
  • الهيئة الملكية لمحافظة العُلا تحقق جائزة الملك عبدالعزيز للجودة
  • تقنية مسندم تنظم برامج تدريبية في التمكين الرقمي