رجعت المعلمة فاطمة (34 سنة) من مدرستها الابتدائية، منهكة، في يوم الجمعة سعيدة بعودة الموسم الدراسي مع تلاميذها، وبينما كانت تستعد للنوم، ضرب الزلزال المدمر بلدها المغرب ليخطفها مع 5 من تلامذتها.

عودة ورحيل

سنوات الدراسة بقرية امسلي بمحافظة الحوز جعلت من فاطمة أكثر من معلمة، فأهالي القرية يعرفونها ويحترمونها كثيرا نظير تعليمها ومواكبتها لكل صغيرة وكبيرة لأبناء القرية.


ووصفت مليكة، صديقة فاطمة (غير متزوجة)، الزلزال بـ”المرعب” والليلة بـ”المخيفة” على سكان القرية وإقليم الحوز كاملا.
وأضافت مليكة في حديث مع الأناضول، “تأثرنا كثيرا بسبب الزلزال من الناحية النفسية، خاصة أن عدد الوفيات مرتفع، من بينهم المعلمة صديقتي في المدرسة (الوحيدة في القرية) منذ 4 سنوات”.
وبمسحة من الحزن والأسى، حكت مليكة عن تفاصيل حادثة مصرع صديقتها التي توفيت إثر انهيار سقف منزلها، حيث لم يقف الأمر عند هذا الحد، بل توفي أيضا 5 من تلامذتها.
التلاميذ الخمسة كلهم يقطنون نفس القرية، اثنان منهم في الصف الثاني، وواحد في الصف الثالث واثنان في الصف الخامس
وأشادت بخصال وأخلاق المعلمة، حيث ترك رحيلها حالة من الحزن والأسى لدى سكان القرية، الذين يبيتون بالخيم، لأن الهزة الأرضية دمرت المباني، والحياة تحولت إلى دمار وذكريات.
وخلف الزلزال تداعيات كبيرة بالقرية، حيث انهارت المدرسة والكثير من المباني الأخرى، وتوفي العديد من الأفراد.
كما سقطت المؤسسة الإعدادية التي توجد بالقرية المجاورة ودار الطالبة.

الدراسة

فاطمة ليست المعلمة الوحيدة التي فارقت الحياة بعد مسار حافل من تعليم أبناء الشعب وتكوينهم، بل إن الأمر طال 7 معلمين، بحسب حصيلة غير نهائية.
وقالت وزارة الوطنية والتعليم الأولي المغربية إنها سجلت وفاة 7 أساتذة (4 أساتذة و3 معلمات) خلال الأيام الثلاثة الأولى من الزلزال، فضلا عن إصابة 39 من المعلمين والمعلمات بإصابات متفاوتة.
وفيما يتعلق ببيانات المؤسسات التعليمية، فقد تضرر ما مجموعه 530 مؤسسة تعليمية و55 مدرسة داخلية بدرجات متفاوتة، تتراوح ما بين انهيار أو شقوق بالغة، وتتركز في أقاليم الحوز وشيشاوة وتارودانت.
وكشفت الوزارة أنها تعمل على “حصر الأعداد المرتبطة بالوفيات والإصابات في صفوف أسرة التربية والتكوين، وكذا الأضرار المادية في المؤسسات التعليمية، وإيجاد الصيغ المناسبة لضمان الاستمرارية البيداغوجية (علم التربية)، وذلك بانخراط وتعبئة جميع الفاعلين، من أطر تربوية وإدارية ومديري الأكاديميات والمديريات الإقليمية والمؤسسات التعليمية، وبتنسيق تام مع السلطات العمومية والترابية والمحلية.
الدراسة متوقفة في القرى والمدن المتضررة من الزلزال، فبعد أسبوع من الدراسة بات تلاميذ المنطقة يدرسون معاني الدمار والزلزال عن قرب ويبيتون في الخيم وينتظرون مستقبلا لعله يكون أفضل من هذه الذكرى الأليمة.
وبلغت قوة زلزال المغرب، الجمعة، 7 درجات على مقياس ريختر، ومركزه منطقة الحوز (وسط)، وضرب عدة مدن منها العاصمة الرباط والدار البيضاء (كبرى مدن المملكة) ومكناس وفاس ومراكش وأغادير وتارودانت، بحسب المعهد الوطني للجيوفيزياء، الذي وصف الزلزال بأنه “الأعنف منذ قرن”.
ووفقا لأحدث بيانات وزارة الداخلية، الثلاثاء، أودى الزلزال بحياة 2901 شخص وأصاب 5530، بالإضافة إلى دمار مادي كبير.​​​​​​​
ولم يتسن لمراسل الأناضول الوصول لأسرة المعلمة أو أسر التلاميذ الذين قضوا في الزلزال وإجراء حوارات معهم، بسبب قساوة الظروف التي يعيشها المغرب إثر تداعيات الزلزال.

لأناضول)

المصدر: اليوم 24

إقرأ أيضاً:

«رباعية» الهلال..«الصدمة» و«الزلزال»!

 

عمرو عبيد (القاهرة)

أخبار ذات صلة 5 أسباب تُطيح إنتر ميلان خارج «مونديال الأندية»! الإشادة بالهلال بعد إقصاء السيتي في «مونديال الأندية»


وصفت صحيفة «ماركا» الإسبانية النُسخة الحالية من كأس العالم للأندية، بأنها «الأكثر جنوناً»، وكتبت الصحف الإنجليزية والإيطالية عن «يوم المفاجآت الصارخة»، الذي شهد الإطاحة بفريقي مانشستر سيتي وإنتر ميلان، من دور الـ 16، على يد الهلال السعودي وفلوميننسي البرازيلي، بنتائج غير متوقعة على الإطلاق، وقالت «ماركا» إن ما حققه الهلال يُعد مفاجأة ضخمة خيالية بكل المقاييس، بعد مباراة «مجنونة» شهدت تسجيل 7 أهداف، بينها «رُباعية عربية» لـ «الزعيم»، هزت شباك أحد أكبر عمالقة الكرة العالمية في الحقبة الحالية.
«الصدمة»، «الزلزال»، «الضجة الكبرى»، كلها كلمات وعناوين استخدمتها الصحف الإنجليزية والإسبانية في وصف نجاح الهلال في إقصاء مانشستر سيتي، وهو ما أبرزته «تيليجراف» و«الجارديان»، وما تناولته «ماركا» و«موندو ديبورتيفو»، حيث دار أغلب الحديث عن الموسم المحبط لبيب جوارديولا مع مانشستر سيتي، الذي اكتمل بهذا الخروج المبكر من كأس العالم، غير المتوقع على الإطلاق، وانتقدت الصحف الإنجليزية فريقها، الذي استهتر بمنافسه السعودي وأضاع العديد من الفُرص السهلة في البداية، ليُعاقب بطريقة «قاسية»، ولم تنس أن توجه تحذيراً لـ «بيب»، بضرورة إصلاح الأخطاء الدفاعية المتكررة لفريقه، قبل انطلاق موسم جديد، لن يكون مقبولاً فيه أن يخرج بطل إنجلترا لسنوات كثيرة سابقة متتالية، بهذا الحصاد مرة أخرى!
وبعنوان «الآن.. من سيعتذر لكريستيانو رونالدو؟»، خرج المقال الرئيس في صحيفة «ماركا» الإسبانية، ليشيد بفريق الهلال والدوري السعودي بصورة غير مسبوقة، ولم لا؟، فهو أول فريق عربي يُحقق فوزاً على منافساً أوروبياً في تاريخ بطولات كأس العالم للأندية، وأي منافس وأي فوز على طريقة «ماركا»، إنه مانشستر سيتي بطل أبطال أوروبا والعالم قبل عامين فقط، وأفضل فريق إنجليزي في العقد الحالي، وقالت إن «نبوءة» رونالدو تحققت الآن، بعد فوز الهلال على «السيتي» والتأهل على حسابه إلى ربع نهائي «المونديال».
الهلال، الذي كتبت عنه الصحف الإنجليزية أنه تمكن من مقارعة الفرق الأوروبية منذ الدور الأول، بتعادل وأداء قوي أمام ريال مدريد، ثم التعادل مع سالزبورج في مباراة كان «الزعيم» خلالها أقرب للفوز، ووسط توقعات بهزيمة كبيرة أمام «البلومون»، صنع الفريق السعودي «المعجزة»، ليؤكد أن «الأسطوري» رونالدو لم يكن «مجنوناً» أو «مبالغاً» عندما قال إنه يتوقع أن يكون الدوري السعودي ضمن أفضل 5 بطولات دوري في العالم في المستقبل.
وهو تصريح واجه سخرية ونقداً لاذعين، عبر كثير من الصحف العالمية، التي رأت أن «الدون» يحاول الدفاع عن قراره باللعب في الدوري السعودي، بـ «غطرسة» حسب وصفها، تحولت إلى «نبوءة» يتحقق جزء منها الآن، وتابع مقال «ماركا» الحديث عن رد فعل الإعلام الأوروبي الذي رأى أن رونالدو يبحث عن المال والاعتزال الهادئ، بانتقاله إلى النصر السعودي، لكن الحقيقة هي أن «صاروخ ماديرا» تجرأ وتجاوز حدود كرة القدم التقليدية، مراهناً على بناء «حالة جديدة»، كون انتقاله بات «نقطة تحول» تبعتها تحركات متتالية من نجوم عالميين، قادوا الهلال اليوم لتحقيق «معجزة» في كرة القدم الحديثة.
والآن، ستتغير نظرة العالم إلى الفرق السعودية، مثلما بدأ الأمر مع ممثلي أميركا الجنوبية، الذين تألقوا في هذا المونديال أيضاً، لأن الهلال وفلوميننسي، وغيرهما، كشفا عن بطولات دوري تنافسية بالفعل، تهدد النخبة الأوروبية وقد تحقق المزيد من المفاجآت في البطولة الحالية، وبالتأكيد سيتطور الأمر في النُسخ المُقبلة، فمن سيعتذر لرونالدو الذي يلعب في دوري يضم هذا الفريق «المفاجأة»؟ ورغم بلوغه رُبع نهائي «المونديال»، إلا أنه احتل المركز الثاني في بطولته المحلية، التي فاز بها فريق الاتحاد، الذي يلعب له «الهداف العالمي» كريم بنزيمة، وجاء «نصر رونالدو» ثالثاً، إذن فهذا هو الدوري السعودي، وهؤلاء «سفراؤه» إلى العالم

مقالات مشابهة

  • «رباعية» الهلال..«الصدمة» و«الزلزال»!
  • تعلن هيئ الأراضي م/ صنعاء أنه تقدمت اليها الأخت فاطمة القوطاري بطلب تسجيل بصيرة
  • الإعدام لحارس مصري هتك عرض معلمة بالإكراه
  • زلزال بقوة 4.7 درجة يضرب اليابان
  • زلزالان بقوتَي 5 و4.7 درجة يضربان إندونيسيا واليابان
  • نائبة برلمانية تحذر من تبذير المال العام في مؤتمرات المناخ
  • تعلن الهيئة العامة للأراضي فرع م صنعاء بأنه تقدمت إليها الأخت فاطمة أحمد القوطاري بطلب تسجيل بصيرتها
  • خطيب ميادة: كنا نستعد للزفاف في أغسطس.. والقدر خطفها قبلي
  • زلزال جديد قبالة سواحل سيلفري يثير القلق في إسطنبول
  • زلزال قوي يضرب وسط باكستان