حزين جدًا للهزيمة وأكثر حزنًا بهذا المستوى السيئ! تونس التى كنا تخلصنا من عقدتها منذ زمن، ورغم أن البعض سيقول إنها هزيمة فى الرياضة وكرة القدم، ولكن الموضوع أعمق وأكبر منها، إنه فشل اتحاد الكرة وعدم سيطرته وفشل جهاز فنى أجنبى يغرف مئات آلاف الدولارات، وظهر ضعفه وعدم سيطرته! وللأسف دائما هناك تسطيح وجهل بادعاء أن السبب غياب لاعبى الأهلى، ولكن هذا منتخب مصر ويجب أن يتواجد فيه أكثر من لاعب فى كل مركز، ففى مباراة إثيوبيا وبوجود لاعبى الأهلى كان مستوى المنتخب أسوأ رغم الفوز!
إن الموضوع أعمق وأكبر من لاعبين ضمهم أو لم يضمهم فيتوريا.
أما الكارثة الرياضية فهى اهتزاز فى كل أركان المنظومة بين فوضى الاتحاد وضعفه وحروب الأندية وقوتهم عليه! ومشاكل الحكام وضعف التصوير التليفزيونى وعدم الحضور الجماهيرى مع عدم انتظام توقيت المسابقات! وبالعودة إلى مباراة تونس وما رأينا أن فيتوريا الذى فقد السيطرة منذ الدقيقة الأولى على المباراة ولمدة عشر دقائق كاملة كانت كافية لإنهاء المباراة لصالح تونس.. أما الخطأ الأكبر فكان فى التشكيل المتنافر وفى التغييرات غير المناسبة وترك محمد صلاح (المظلوم مع هذا الفريق) وحده وكأنه «عنتر بن شداد» الذى يرغب فى الفوز ويحقق النصر ويعود بالنوق الحمر! ثم إن فيتوريا ليس لديه القدرة أن يرى إخفاق دفاع على جبر بأخطاء دفاعية ساذجة ولكنها قاتلة! كما لم يلاحظ عدم استطاعة مصطفى محمد على الحركة، وهنا لماذا تم استدعاء محمد شريف! ويوجد غيرها من الأمور الفنية الكثيرة التى لم يرها ولم تدخل فى حسابات المدير الفني! وفى النهاية يكون المكسب الوحيد هى الدولارات التى دخلت الجيوب وضاعت على البلد! وتأكد فشل مشروع حازم إمام.
أخيرًا.. تقييم الأجانب وهم بيريرا وفيتوريا وميكالى ليس فى صالحهم ولا فى صالح من استقدمهم؛ بيريرا لم يقدم أى شيء يذكر للتحكيم والحكام.
أما فيتوريا فمستوى المنتخب يتحدث عنه فهو حقق الفوز على فرق أضعف وعند أول مواجهة مع فريق قوى لقى هزيمة بالثلاثة، وننوه بأن حسام البدرى تم إقالته رغم فوزه فى جميع المباريات وإن كان المنتخب الأوليمبى حقق انتصارات فليس ميكالى السبب فيها، فالمعروف أن هذه الفئة العمرية لدينا متفوقة ونفس الأوليمبى سابقًا وبمدربين مصريين حقق مكاسب أكثر وأكبر وآخرها بطولة إفريقيا مع شوقى غريب، وبهذا يكون المكسب الوحيد هى والاسترزاق من المرتب الضخم الذى يقبضونه!
وهنا وتقديرًا للمسئولية الرياضية والمجتمعية كفانا الفوضى المحلية وتأجيل المؤجلات منذ سنوات، أنادى، وسأظل؛ «إنه ليس بالأجانب نبنى المستقبل»، فمتى نتوقف عن هذا ونقبل التَحَدِّيات لكى نتمكن من تحقيق النصر المصرى الخالص.
ملاحظة أخيرة: ظهرت زيادة فى وزن كل من المدربين فيتوريا وميكالى رغم ارتدائهما اللون الأسود لكى يظهرا أخف وزنا.. وعمار يا مصر.
[email protected]
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: محمد دياب المنتخب منتخب مصر القوة البدنية
إقرأ أيضاً:
قتل اثنين أخطر من قتل ٥٠ ألفا!
ما هذا العالم المنافق الذى نعيش فيه؟!
وما هذه الغابة التى صار الأقوى يأكل فيها الضعيف بكل قسوة؟!
إذا كان قتل اثنين من موظفى السفارة الأمريكية فى واشنطن يوم الأربعاء الماضى عملا إرهابيا ومعاديا للسامية ولليهود، ولا بد من اتخاذ إجراءات متعددة لمنع تكراره، فما هو المفترض أن يحدث حينما تقوم دولة ــ تسمى نفسها ديمقراطية وأخلاقية ــ بقتل أكثر من ٥٠ ألف فلسطينى، وإصابة أكثر من ١٠٠ ألف شخص آخرين وتشريد نحو ٢ مليون شخص، وتحويل المكان الذى يعيشون فيه إلى مكان غير قابل للحياة؟!
مواطن أمريكى لم يستطع أن يتحمل رؤية المزيد من جرائم الإبادة الجماعية فى غزة، فقتل اثنين من موظفى السفارة الإسرائيلية ثم سلّم نفسه بكل هدوء، وقامت الدنيا ولم تقعد، وتحرك غالبية المسئولين الأمريكيين ، وتحدث الرئيس الأمريكى دونالد ترامب عن بشاعة الحادث، وأدانت دول كثيرة الحادث.
ليس خطأً أن تدين أى دولة فى العالم عمليات الاغتيال، والتى يفترض أن ندين كل هذا النوع من الأعمال لكن بشرط بسيط أن يكون موقفها أخلاقيا فى الحالات المماثلة، فإذا كانت هذه الدول قد أدانت قتل الموظفين الإسرائيليين، فما الذى يمكن أن تفعله إزاء جرائم الإبادة الإسرائيلية فى قطاع غزة؟!
هذا الحادث وحوادث أخرى مماثلة يؤكد لنا معنى شديد الخطورة وهو أن إسرائيل ومعها الإدارة الأمريكية ترى أن قتل اثنين من الإسرائيليين أهم وأخطر من قتل وإصابة ١٥٠ ألف فلسطينى وتشريد معظم سكانه، وهدم القطاع على رءوس ساكنيه.
وربما هذا المعنى هو الذى يفسر لنا سر عدم اكتراث إسرائيل بكل هذا العدد من الضحايا. فلو كانت إسرائيل تنظر لهم باعتبارهم بشرا متساوين ولهم حقوق إنسانية، لما ارتكبت كل هذه الجرائم.
ومن يتابع الجدل الدائر حاليا فى إسرائيل بشأن المجازر والمذابح المروعة فى غزة سوف يفهم هذا المعنى أكثر.
يائير غولان رئيس حزب الديمقراطيين ـ وهو الحزب المؤلف من تحالف بين حزب العمل القديم وحزب ميرتس اليسارى - أطلق تصريحا مهما خلاصته أن إسرائيل تقتل الأطفال فى غزة كهواية، وأن أى دولة عاقلة لا تتسلى بقتل الأطفال الرضع، وبالتالى فإن إسرائيل فى طريقها لتصبح دولة منبوذة على غرار ما حدث لجنوب إفريقيا العنصرية سابقا، وأن القتل وتهجير السكان يجب أن يتوقف».
تصريحات غولان أثارت الفزع فى المشهد السياسى الإسرائيلى، ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وصفها بأنها «منحطة ودليل على انحلال أخلاقى، وأن غولان الذى شبّه إسرائيل من قبل بالنازيين بلغ الآن دركا جديدا.
وحينما وقعت عملية مقتل الإسرائيليين الاثنين فى واشنطن فإن نتنياهو ووزير خارجيته جدعون ساعر اعتبر تصريحات غولان وأمثاله وقودا فى زيادة مشاعر العداء للسامية.
فى نفس التوقيت فإن رئيس الوزراء الإسرائيلى الأسبق إيهود أولمرت، قال إن ما تقوم به إسرائيل فى قطاع غزة يقترب من كونه إبادة جماعية.
هذا ملخص لحالة الجدل فى إسرائيل هذه الأيام.
أقلية ضئيلة جدا ترى الصورة الصحيحة، وهى أن إسرائيل ترتكب جرائم إبادة جماعية، وأغلبية ساحقة تدعم نتنياهو وحكومة التطرف ترى عكس ذلك، وكان أبرز دليل عليها هو قول وزير المال سموتريتش مؤخرا، كما سوينا رفح بالأرض سنسوى كل غزة بالأرض، نحن لا ندمر البيوت لأننا نستمتع بذلك، بل لأن كل بيت هو نفق وسموتريتش نفسه قال أيضا لا تقلقوا، نحن نعمل بأقصى قوتنا فى غزة وفى الطريق لتدمير حماس فإننا ندمر ما بقى من القطاع».
وقبله وبعده فإن العديد من المسئولين الإسرائيليين يقولون: «يجب قتل كل طفل فلسطينى أو حتى رضيع لأن الجميع سواء».
حكومة نتنياهو اضطرت تحت ضغوط أوروبية وتلميحات أمريكية خجولة أن تهدئ من الاندفاع قليلا، ليس اعترافا بخطورة ما تفعله، بل وحسبما جاء فى افتتاحية صحيفة «هاآرتس» يوم الخميس الماضى، كحملة علاقات عامة، بل إن نتنياهو شرح لأنصاره الصورة بقوله: «نشأت مشكلة لأننا نقترب من الخط الأحمر» أى مشاهد المجاعة. وعلى حد تعبير «هاآرتس» فإن الخط الأحمر قد تم تجاوزه منذ زمن طويل، والدليل أن نتنياهو نفسه وفى نفس التوقيت وعد أنصاره بإكمال السيطرة على غزة، والمشكلة فى نظر نتنياهو وسموتريتش وبن غفير وأمثالهم ليست فى القتل والتدمير بل فى ضرورة شن حملة علاقات عامة حتى تهدئ عاصفة الانتقادات ضد إسرائيل وبعدها تعود آلة القتل للعمل فى النور بأقصى طاقتها.
(الشروق المصرية)