هل يجوز عمل جلسة ذكر وقرآن في سنوية المتوفي؟.. علي جمعة: لها 5 أجور
تاريخ النشر: 14th, September 2023 GMT
أوصى النبي -صلى الله عليه وسلم- بالدعاء للموتى وبرهم ، ولعل هذا ما يطرح سؤال عن هل يجوز عمل جلسة ذكر في سنوية المتوفي أم أنها بدعة؟ باعتبارها من أفضل الهدايا التي تصل إلى المتوفي وتبدل عذاب قبره بنعيم ، إلا أن هناك بعض الدعاوى التي تشير إلى مثل هذه الأمور من سنوية الميت من البدع ، وهذا ما يطرح سؤال: هل يجوز عمل جلسة ذكر في سنوية المتوفي ؟، بل ويجعل ومنه مسألة مثيرة للاهتمام .
قال الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إنه يجوز قراءة القرآن وإقامة مجالس الذكر في سنوية المتوفى،منوهًا بأن فيها لجوء إلى الله تعالى بقلوب ضارعة وفيها وفاء وطلب رحمة وعبادة وفعل خير مستشهدًا بقول الله تعالى {وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}الآية 77 من سورة الحج.
وأوضح «جمعة» عبر صفحته بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، في إجابته عن سؤال: (هل يجوز عمل جلسة ذكر في سنوية المتوفي ؟، فقد توفى والدي فأريد أن أقوم بمجلس ذكر وقراءة للقرآن في سنويته فهل في ذلك شيء؟ )، أنه على الإنسان أن يقرأ القرآن دائما ويحرص على ذكر الله دائمًا .
وأضاف أنه يجوز له جمع الناس لكي يختموا معه القرآن الكريم، ويقوم بعمل فتة ولحمة ومرقة"، لما جاء في ذلك بحديث ورد وعن عبدِاللَّهِ بنِ سَلاَمٍ، أَنَّ النَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم- قالَ: “أَيُّهَا النَّاسُ أَفْشوا السَّلامَ، وَأَطْعِمُوا الطَّعَامَ، وَصَلُّوا باللَّيْل وَالنَّاسُ نِيامٌ، تَدخُلُوا الجَنَّةَ بِسَلامٍ”. رواهُ الترمذيُّ
ونبه إلى أنه يجب على الإنسان أن يعمل الخير، فهذا الأمر يكون به التعبد وكذلك اللجوء إلى الله بقلوب ضارعة، مستنكرًا من ينكر على المسلمين مثل هذه التصرفات، قائلًا: الناس التي تحكم على ذلك بالبطلان هم اللي خلوا الدنيا سوداء، و يجب على المسلمين اعتبار الدنيا مزرعة للآخرة، لقول الله سبحانه وتعالى {وَإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ ۚ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ}الآية 64 من سورة العنكبوت .
هل يجوز وهب ثواب التسبيح والذكر للميتأجاب عنه الشيخ عويضة عثمان، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، عن سؤال : (هل يجوز وهب ثواب التسبيح والذكر للميت ؟ هل يجوز التسبيح وذكر الله وأهب الثواب لوالدتى المتوفاة ؟)، بأن من العلماء من قال تجوز هبة الثواب عامةً كصوم النافلة أو التصدق أو قراءة القرأن وذكر اللهعز وجل .
حكم الذكرى السنوية للمتوفيورد أنه يجوز عمل حلقات الذكر لقراءة القرآن وترديد الأذكار ووهب ثوابها للميت وذلك في السنوية أو في أي يوم من أيام العام، كما يجوز عمل ختمة للقرآن الكريم ووهب ثوابها إلى الميت، وقال الله تعالى «وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ» الآية 77 من سورة الحج، ويُستحب إطعام الناس خلال حلقات الذكر ووهب ثوابه للميت أيضا، فلا مانع شرعي في كل ذلك لأنها أعمال خير وبر ثوابها كبير.
حكم إطعام الطعام في سنوية المتوفيورد أن من يريد أن يخرج طعاما في ذكرى وفاة والده أو أحد ممن توفوا، فيجوز ولا حرج في ذلك، باعتبار هذا من الأمور الحسنة، لذا فإنه عن سؤال «هل إخراج الطعام في ذكرى الوفاة بدعة؟»، أن هذا من الأمور الداخلة في عموم قوله تعالى «وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَىٰ حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا»، فهذا من الأمور الحسنة التى يفعلها الإنسان لأنه من جملة المأمور به شرعًا.
وجاء أيضًا في هذه المسألة: ننصح هؤلاء في هذا الوقت بأن لا يجددوا الأحزان بل يكون القصد هو أن إخراج الطعام لهؤلاء الفقراء إنما هو بقصد أن يوهب الثواب بهذا العمل الصالح للمتوفى ولا بدعة فيه".
هل يجوز إحياء ذكرى وفاة، ورد فيه أنه ليس هناك وقت معين للدعاء للوالدين فهذه مسألة مفتوحة، فالدعاء للوالدين طوال السنة وليس هناك شيء يسمى سنوية للمتوفى فهى عادة فرعونية قديمة وليست من عادات أو سنن الإسلام، لكن فى المقابل كانت هناك سعة فالرسول صلى الله عليه وسلم يأمرنا ببر الوالدين والدعاء لهم وزيارة قبورهم وعمل عمرة وأعمال أخرى، وإذا كان الإنسان لم يفعل أعمال بر لوالديه فعليه أن يفعل لأن كل حسنة ثابتة لوالديه وثابته فى صفائح أعمالك وفى كتابك الذى يحاسبك الله سبحانه وتعالى عليه يوم القيامة برًا بالوالدين ورحمة بهما.
المصدر: صدى البلد
إقرأ أيضاً:
الأزهر للفتوى: يجوز الاشتراك في الأضحية ولكن بشروط
قال مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، إنه يجوز الاشتراك في الأُضْحِية إذا كانت من الإبل أو البقر ويلحق به الجاموس فقط، وتجزئُ البقرة أو الجملُ عن سبعة أشخاص؛ لما روي عَنْ جَابِرٍ رضي الله عنه قَالَ: «نَحَرْنَا بِالْحُدَيْبِيَةِ، مَعَ النَّبِيِّ ﷺ الْبَدَنَةَ، عَنْ سَبْعَةٍ، وَالْبَقَرَةَ، عَنْ سَبْعَةٍ» أخرجه ابن ماجه.
وأوضح مركز الأزهر للفتوى، فى منشور له عبر صفحته الرسمية بموقع التواصل الإجتماعي فيسبوك، أمَّا الشَّاة من الضَّأن أو المعز فلا اشتراك فيها، وتُجزئ عن الشَّخص الواحد وعن أهل بيته مهما كثروا من باب التَّشريك في الثَّواب؛ لما رُوي عن عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ قالَ: سَأَلْتُ أَبَا أَيُّوبَ الأَنْصَارِيَّ: كَيْفَ كَانَتِ الضَّحَايَا عَلَى عَهْدِ رَسُولِ الله ﷺ ؟ فَقَالَ: «كَانَ الرَّجُلُ يُضَحِّي بِالشَّاةِ عَنْهُ وَعَنْ أَهْلِ بَيْتِهِ، فَيَأْكُلُونَ وَيُطْعِمُونَ حَتَّى تَبَاهَى النَّاسُ، فَصَارَتْ كَمَا تَرَى». [أخرجه الترمذي]
وأشار الى أنه قد ثبت أنَّ النَّبي ﷺ ضحّى عن كل فقير غيرِ قادر من أمته.
هل يجوز الاشتراك في خروف الأضحية؟
لا يجوز الاشتراك في الشاة والماعز، لأن الواحدة منها لا تجزئ إلا عن أُضْحِيَّة واحدة، ويجوز الاشتراك في الأضحية إذا كانت الذبيحة من الإبل أو البقر، لأن السبع الواحد منها يجزئ عن أُضْحِيَّة، فيمكن لسبعة أفراد مختلفين أن يتشاركوا في بدنة أو بقرة.
وعَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: «نَحَرْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَامَ الْحُدَيْبِيَةِ الْبَدَنَةَ عَنْ سَبْعَةٍ وَالْبَقَرَةَ عَنْ سَبْعَةٍ» أخرجه مسلم في صحيحه.
واختلف الفقهاء في الأفضل في الأضحية من أنواع الأنعام على ثلاثة أقوال؛ أرجحها قول المالكية أن الأفضل في الأضحية: الغنم، ثم الإبل، ثم البقر؛ لحديث أنس رضي الله عنه قال: «كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ يُضَحِّي بِكَبْشَيْنِ، وَأَنَا أُضَحِّي بِكَبْشَيْنِ» رواه الشيخان، وفي قول أنس رضي الله عنه: "كان يضحي" ما يدل على المداومة.
الخروف أو سُبع العجل يجزى عن البيت كله فى الأضحية
قال الدكتور أحمد وسام، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، إن الخروف أو سُبع العجل يجزى عن البيت كله فى الأضحية.
وأضاف في إجابته عن سؤال: «هل التضحية بكبش يجزئ عن الشخص فقط أم الشخص وأسرته مثل العجل؟": "أنا وأهل بيتى الزوجة والأولاد، أو من ملزم بنفقتهم أو من يعيشون فى بيتى، يبقى الخروف يجزئ عن الكل أو سبع البقرة".
وتابع: "يبقى كل من انفق عليه ويعيش معى فى البيت، يجزئ عنه الأضحية سواء خروف أو سبع فى البقرة أو أى من بهيمة الأنعام".
هل الأضحية في عيد الأضحى فرض أم سنة
اختلف الفقهاء في حكمالأضحيةعلى قولين والصحيح أنه سنة مؤكدة عن الرسول -صلى الله عليه وسلم- يثاب فاعلها ولا يعاقب تاركها، وتكفي الشاة الواحدة في الأضحية عن الرجل وأهل بيته، كما يجوز لـ 7 أشخاص الاشتراك في الأضحية بشرط ألا يقل نصيب الفرد على السُبع.
الأضحية على من تجب
الأضحية سنة للقادر عليها هو مَن مَلَكَ ما تحصل به الأضحية وكان ما يملكه فاضلًا عمَّا يحتاج إليه للإنفاق على نفسه وأهله وأولاده أو من يلتزم بنفقتهم في يوم العيد وليلته وأيام التشريق الثلاثة ولياليها،قال الإمام النووي في "المجموع" (8/ 385): «مَذْهَبنا أَنَّهَا سُنَّةٌ مُؤَكَّدَةٌ فِي حَقِّ الْمُوسِرِ وَلا تَجِبُ عَلَيْهِ».
حكم الأضحية
الأضحيةسنة مؤكدة عن الرسول -صلى الله عليه وسلم- يثاب فاعلها ولا يعاقب تاركها، الأضحية مشروعة بالكتاب والسنة القولية والفعلية، والإجماع: أما الكتاب فقد قال تعالى: «إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ *فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ *إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ» [سورة الكوثر]. وقال القرطبي في "تفسيره" (20/ 218): "أَيْ: أَقِمِ الصَّلَاةَ الْمَفْرُوضَةَ عَلَيْكَ"، كَذَا رَوَاهُ الضَّحَّاكُ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ.
وأما السنة فقد روي في الباب العديد من الأحاديث الفعلية التي تبين فعله صلى الله عليه وسلم لها، كما رُويت أحاديث أخرى قولية في بيان فضلها والترغيب فيها والتنفير من تركها. وأما السنة النبوية الفعلية، فقد ثبت أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يضحي، وكان يتولى ذبح أضحيته بنفسه - صلى الله عليه وسلم- فمن ذلك: عن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّهُ قَالَ: «ضَحَّى النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِكَبْشَيْنِ أَمْلَحَيْنِ أَقْرَنَيْنِ، ذَبَحَهُمَا بِيَدِهِ ، وَسَمَّى وَكَبَّرَ ، وَوَضَعَ رِجْلَهُ عَلَى صِفَاحِهِمَا)) متفق عليه.وأجمع المسلمون على مشروعية الأُضْحِيَّة.
حكم الأضحية في العيد لغير الحاج عند الفقهاء
اختلف الفقهاء في حكمالأضحية على مذهبين: المذهب الأول: الاضحية سنةٌ مؤكدةٌ في حق الموسر، وهذا قول جمهور الفقهاء الشافعية والحنابلة، وهو أرجح القولين عند مالك، وإحدى روايتين عن أبي يوسف، وهذا قول أبي بكر وعمر وبلال وأبي مسعود البدري وسويد بن غفلة وسعيد بن المسيب وعطاء وعلقمة والأسود وإسحاق وأبي ثور وابن المنذر، وهو المفتي به في الديار المصرية.
واستدل الجمهور على حكم ذبح الأضحية في عيد الأضحى سنة مؤكدة بما يلي: عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ رضي الله عنها أَنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قَالَ: «إِذَا دَخَلَتِ الْعَشْرُ وَأَرَادَ أَحَدُكُمْ أَنْ يُضَحِّىَ فَلاَ يَمَسَّ مِنْ شَعَرِهِ وَبَشَرِهِ شَيْئًا»، أخرجه مسلم في صحيحه.
ووجه الدلالة في هذا الحديث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «وأراد أحدكم» فجعله مُفَوَّضا إلى إرادته، ولو كانت الأضحية واجبة لاقتصر على قوله: «فلا يمس من شعره شيئا حتى يضحي».
وورد أن أبا بكر وعمر رضي الله عنهما كانا لا يضحيان السنة والسنتين؛ مخافة أن يُرَى ذلك واجبا. أخرجه البيهقي في سننه. وهذا الصنيع منهما يدل على أنهما عَلِما من رسول الله صلى الله عليه وسلم عدم الوجوب، ولم يرو عن أحد من الصحابة خلاف ذلك.
والمذهب الثاني في حكم الأضحية : أنها واجبة، وذهب إلى ذلك أبو حنيفة، وهو المروي عن محمد وزفر وإحدى الروايتين عن أبي يوسف، وبه قال ربيعة والليث بن سعد والأوزاعي والثوري ومالك في أحد قوليه.