صحيفة إماراتية: عبدالملك الحوثي يستخدم ”الورقة الأخيرة” ويدفع بأخطر قياداته للإطاحة برؤوس كبيرة من قيادات الصف الأول ”الأسماء”
تاريخ النشر: 14th, September 2023 GMT
قالت صحيفة إماراتية، إن التصدعات الداخلية لا تزال تعصف بالمليشيات الحوثية، وزعيمها عبدالملك الحوثي، فيما يحاول لعب ورقته الأخيرة، للحفاظ على الجماعة من الانهيار الوشيك.
ويسعى زعيم الحوثيين للإطاحة بقيادات كبيرة في رأس هرم المليشيات، والدفع بأخطر قياداته إلى واجهة المشهد، في محاولة أخيرة لفرض سطوته ولوأد التصدعات الداخلية، التي وصلت إلى معقل الانقلاب الأم صعدة، فضلا عن امتصاص الاحتقان الشعبي الداخلي بمناطق سيطرته.
وعصفت مؤخرا الخلافات والصراعات الداخلية بين كبار عتاة الحوثي الموجودين في صنعاء حول الامتيازات والنفوذ، أبرزها صراع خفي وغير معلن يدور بين القيادات النافذة "محمد علي الحوثي" و"مهدي المشاط" و"أحمد حامد".
كما امتد الصراع إلى معقل الانقلاب في محافظة صعدة بعد ظهور تيار جديد يهدد بالانشقاق عن المليشيات ويقوده عبدالله عيضة الرزامي ونجله الأكبر "يحيى"، مسنودا برفاق حسين الحوثي مؤسس مليشيات الحوثي. بحسب صحيفة العين الإخبارية.
اقرأ أيضاً الكشف عن تحركات إيرانية خطيرة وزيارة ”سرية” لقيادات عسكرية حوثية لعقد تحالف مع دولة عظمى وأخيرًا.. جماعة الحوثي تعلن تسليم كشوفات الموظفين لعام 2014 والمشاط يصرح: المسألة ليست الرواتب! جماعة الحوثي تكرم إعلامية لبنانية تعمل مع المخابرات الإيرانية بخنجر يماني ”جنبية” (صور) أنباء عن وصول الوفد الحوثي إلى العاصمة السعودية الرياض للتشاور مع قيادات الشرعية شاهد .. عناصر حوثية تطلق النار على مواطن اعزل في محافظة إب ( فيديو) شاهد .. المليشيا تقتحم حفلا تكريميا لطلاب المعهد العالي للعلوم الصحية في إب ويخطفون عدد من الطلاب شاهد .. طلاب مدرسة في ذمار يفضحون المشرف الحوثي ”فقعس” (فيديو) أول تعليق من حكومة الحوثي بشأن أسباب الانخفاض الكبير في سعر أسماك ” الجمبري ” بصنعاء ”دركتل المليشيا” يستفز قبائل طوق صنعاء: ما معكم إلا احنا و”أين الراتب” شائعة مغرضة! عينه على الزعامة.. محمد علي الحوثي يتصدر الجماعة ويسعى للتخلص من المشاط و ”عبدالملك الحوثي” نفسه! وفاة طفلة بعد رفض منحها جرعة لقاح مرض الدفتيريا المتواجد بمخازن ”المتوكل” بصنعاء .. شاهد بالصور ماذا كانت تفعل بآخر لحظات حياتها تصريح جديد لناطق قوات طارق صالح بشأن الحرب في اليمنالمشاط والحوثي وحامد.. ثلاثي الصراع
وعلمت الصحيفة الإماراتية من مصادر وصفتها بالخاصة أن الصراعات والتصدعات التي تضرب صنعاء وامتدت إلى صعدة دفعت زعيم المليشيات إلى دراسة بجدية إجراء تغيرات لكبار قياداته المتهمة بالتورط بالفساد، وتغذية الصراعات البينية، لا سيما فيما يسمى "المجلس السياسي الأعلى" والتي تدير مناطق الانقلاب.
المصادر أوضحت أن زعيم المليشيات يسعى بالفعل للإطاحة بثلاثي الصراع والفساد والإرهاب، وهم "مهدي المشاط" رئيس ما يسمى "المجلس السياسي" والذي يشرف على الجانب الاقتصادي والجبايات عبر ما يسمى "اللجنة الاقتصادية العليا".
أما القيادي الثاني فهو النافذ "محمد علي الحوثي" عضو المجلس السياسي والمسؤول عن الجانب القضائي والأمني عبر ما يسمى "اللجنة العدلية" و"اللجان الشعبية"، والثالث "أحمد حامد" مدير ما يعرف بـ"مكتب الرئاسة" والمشرف الأول على حكومة الانقلاب غير المعترف بها، ومجلسي النواب والشورى، غير المعترف بهما، والصناديق المالية المستقلة، وفقا للمصادر.
وبحسب المصادر ذاتها فإن زعيم مليشيات الحوثي عبدالملك الحوثي يعتزم تنصيب أبرز مساعديه من رجالات الظل وهم "يوسف الفيشي" الذي يوصف بـ"الثعلب" بدلا عن "مهدي المشاط"، وشقيقه "عبدالخالق الحوثي" بدلا عن "محمد علي الحوثي" و"علي القحوم" بدلا عن "أحمد حامد".
عدو وهمي
المصادر قالت للصحيفة إن "المشاط" و"حامد" ومحمد علي الحوثي" لجأوا عقب المعلومات بقرب الإطاحة بهم إلى اختلاق عدو وهمي داخلي، فضلا عن تكثيف تحركاتهم الميدانية في عمران وصعدة، في مسعى لقطع الطريق أمام تحركات "الفيشي" و"القحوم" و"عبدالخالق".
وأضافت المصادر أن "المشاط" و"محمد علي الحوثي" اللذين ظهرا مع بعض لأول مرة رغم صراعهما المرير وكل واحد منهما يشيد بالآخر الى جانب "أحمد حامد"، هم من افتعلوا أزمة الخطاب ضد رئيس جناح المؤتمر الشعبي العام بصنعاء صادق أمين أبوراس، في محاولة منهم لتصدير أزمة المليشيات الداخلية بافتعال عدو داخلي.
وفق المصادر دائما فإن خطاب الشتائم والتهديدات الذي نفذته قيادات وإعلاميو وناشطو المليشيات ضد أبوراس وجناح المؤتمر بصنعاء، جاء بتكليف من القيادي النافذ "أحمد حامد" شخصيا، وعبر ما يسمى بالهيئة الإعلامية للحوثيين واستهدف اختلاق عدو جديد وتوجيه الأنظار نحوه من أجل إقناع زعيم المليشيات بالأخذ بتوجهاتهم فيما يخص التغييرات، وبما يناسب مواجهة العدو الداخلي المتمثل بجناح المؤتمر بصنعاء، شريك الانقلاب.
كما وجه "أحمد حامد" بالهجوم الإعلامي على "علي القحوم" واتهامه بالعمل لصالح جناح المؤتمر في صنعاء.
وكان رئيس جناح حزب المؤتمر في صنعاء صادق أمين أبوراس قد تعرض لهجوم حوثي ممنهج وصلت حد تهديده بتصفيته، وذلك على خلفية خطابه الأخير الذي طالب فيه المليشيات بصرف المرتبات ووضع شيكات آجلة للموظفين بمرتباتهم المنقطعة منذ سنوات.
ونقل خطاب أبوراس وسائل إعلام الحوثي وعلى رأسها قناة وصحيفة "المسيرة" الناطقة باسم المليشيات فيما بثت قناة "اللحظة" الممولة من الجماعة والتي يملكها القيادي "يوسف الفيشي"، الموصوف بـ"الثعلب" كامل الخطاب في إطار صرعات أجنحة مليشيات الحوثي.
واتسعت حرب المصالح على النفوذ والسيطرة على السلطة والأموال بشكل كبير بين قيادات مليشيات الحوثي في ظل اللاسلم واللاحرب في البلاد، ومن المتوقع أن يتطور الصراع بشكل أكبر خلال المرحلة المقبلة في ضوء التغييرات التي يعتزم زعيم المليشيات إجراءها، وفي ضوء المكاسب التي سيتحصل عليها جناح من أجنحة صعدة، وفقا للمصادر.
وكان زعيم المليشيات عبدالملك الحوثي أقر في آخر خطاباته المسجلة بـ"الوضع المزري" الذي تشهده الجماعة ومناطق سيطرتها، وأن ذلك "يحتاج إلى تغيير جذري"، أمر جعل القيادات الحوثية النافذة تستشعر الخطر من قرب تغيرها الوشيك على رأس ذلك "أحمد حامد" و"المشاط".
المصدر: المشهد اليمني
كلمات دلالية: عبدالملک الحوثی محمد علی الحوثی ملیشیات الحوثی زعیم الملیشیات جناح المؤتمر أحمد حامد ما یسمى
إقرأ أيضاً:
الساعات الأخيرة لبشار الأسد ونظامه
بعد نحو 14 عاما من الثورة والحرب وقرابة 6 عقود من حكم عائلة الأسد، انتهت في 8 ديسمبر/كانون الأول 2024 مرحلة قاتمة من تاريخ سوريا. فخلال أقل من 48 ساعة انتقلت البلاد من خريطة جبهات متفرقة إلى واقع سياسي جديد من دون معركة حسم تقليدية.
فكيف تشكّلت، ساعة بعد ساعة، ملامح اليومين اللذين أعادا رسم مستقبل سوريا؟ وكيف تداخل الانهيار العسكري مع هروب رأس النظام السوري المخلوع بشار الأسد، وصولا إلى اللحظة التي وجد فيها السوريون أنفسهم أمام سقوط غير مسبوق لسلطة حكمتهم لعقود؟
صباح السبت 7 ديسمبر/كانون الأول 2024بعد أيام من التقدم الميداني لقوات المعارضة في الجنوب، كانت ملامح الانهيار العسكري لنظام الرئيس السوري المخلوع بشار الأسد قد تبلورت.
فبحلول صباح 7 ديسمبر/كانون الأول 2024، كانت غرفة عمليات الجنوب، التي ضمّت فصائل من درعا والسويداء والقنيطرة، قد أحكمت السيطرة على معظم درعا، في حين انسحبت القوات الحكومية من القنيطرة تاركة المحافظة لفصائل المعارضة التي أعلنت السيطرة عليها بالكامل.
وأتى التقدم في الجنوب نتيجة معركة ردع العدوان التي انطلقت من إدلب في أواخر نوفمبر/تشرين الثاني 2024 حيث تقدم مقاتلو المعارضة باتجاه حماة وحمص بعد السيطرة على حلب، لتتحوّل خلال أيام إلى هجوم يهدف إلى تطويق العاصمة.
ساعة الصفر في درعا.. كواليس التحرير مع مراسلنا مالك أبو عبيدة في الجنوب والتقدم نحو دمشق ⏳ pic.twitter.com/JgnHV1ImA2
— SyriaNow – سوريا الآن (@AJSyriaNow) December 6, 2025
مساء السبت 7 ديسمبر/كانون الأول 2024وفي حمص، ثالثة كبرى المدن السورية وعقدة المواصلات وسط البلاد، كانت المعارك في أوجها مساء السبت 7 ديسمبر/كانون الأول 2024، وانتهت بدخول فصائل المعارضة إلى أحياء واسعة من المدينة، مما جعل الطريق البري بين شمال البلاد وجنوبها مفتوحا إلى حد كبير أمام قوات المعارضة.
إعلانأما في دمشق، فرُصدت علامات مبكرة على تفكك المنظومة العسكرية والأمنية، إذ ترك جنود الجيش السوري الحواجز وخلعوا بزاتهم العسكرية وألقوها في الطرقات، في وقت جرت فيه اتصالات بين وجهاء المدن وفصائل معارضة لضمان دخول هادئ وتجنّب القتال داخل الأحياء المكتظة.
وفي الأطراف الجنوبية والغربية لدمشق، بدأت تظهر أول مظاهر الاحتفال المحدودة بخروج جموع صغيرة من الشباب رافعين علم الثورة، الذي صار علم البلاد، لالتقاط صور أمام الحواجز المهجورة.
لكن الجزء الأكبر من سكان العاصمة ظلوا يعيشون مزيجا من القلق والترقب حول السيناريو الذي ينتظر المدينة.
لحظات لا تُنسى من تحرير حمص… مقاتلون خرجوا مهجّرين وعادوا إليها فاتحين ✌???? pic.twitter.com/PJbdimLVKf
— SyriaNow – سوريا الآن (@AJSyriaNow) December 6, 2025
منتصف الليل
وبعد منتصف الليل بقليل، وبينما كانت الجبهات حول دمشق تتغيّر بسرعة، كانت الدائرة الضيقة في السلطة تعيش واقعا مختلفا، وهو ما تكشّف لاحقا بعد سقوط نظام الأسد.
وذكر تقرير لوكالة رويترز أن بشار الأسد أطلع عددا محدودا جدا على خطته للفرار، وأوهم معظم القادة العسكريين والأمنيين أن الدعم الروسي في الطريق، وأن المعركة في دمشق يمكن أن تُدار.
وحسب رويترز، قال أحد مساعدي بشار الأسد المقرّبين إن الأسد أبلغ مدير مكتبه مساء السبت أنه سيعود إلى منزله، لكنه توجه مباشرة إلى مطار دمشق حيث غادر مع ابنه الكبير حافظ بشار الأسد إلى قاعدة حميميم الروسية باللاذقية، ومنها إلى موسكو حيث كانت زوجته أسماء وأبناؤهما في انتظاره.
وبحسب مصادر خاصة تحدثت للجزيرة، فرّ وزير دفاع النظام السابق علي عباس، وقائد القوات الجوية اللواء توفيق خضور، ومدير المخابرات الجوية قحطان خليل، من مطار دمشق قبل وصول المعارضة.
وقالت المصادر نفسها إن الأسد لم يكن بين هؤلاء الهاربين عبر مطار دمشق، مرجحة أنه استخدم طائرة روسية.
وتبقى تفاصيل رحلة هروب الأسد موضع تباين بين روايات المصادر، لكن الأكيد هو أن الرئيس المخلوع اختار الهرب تاركا حلفاءه العسكريين والسياسيين في سوريا أمام الأمر الواقع.
فجر الأحد 8 ديسمبر/كانون الأول 2024مع بزوغ فجر الأحد 8 ديسمبر/كانون الأول 2024، كانت الصورة قد اتضحت ميدانيا. فخطوط دفاع نظام الأسد انهارت فعليا بعد انسحاب وحدات كاملة من الحرس الجمهوري والفرقة الرابعة من مواقعها، تاركة مداخل العاصمة، فدخلت فصائل المعارضة من دون اشتباكات كبيرة.
في هذا التوقيت تقريبا، بدأت الأنباء المؤكدة عن هروب الأسد تنتشر، في وقت التزمت فيه وسائل إعلام نظام الأسد الصمت، مكتفية ببث مواد أرشيفية.
ومع التقدم نحو دمشق، اقتحم مقاتلو فصائل المعارضة سجن صيدنايا السيئ الصيت لتحرير مئات المعتقلين الذين غيّبهم نظام الأسد، في حين كانت العائلات تنتظر عودة أبنائها الذين لم يتضح مصيرهم جميعا حتى اللحظة.
صباح الأحد 8 ديسمبر/كانون الأول 2024بدأت فصائل المعارضة بإعلان السيطرة على المواقع السيادية في العاصمة. ومن على منابر جوامع دمشق أُعلن سقوط نظام الأسد، وانطلقت الاحتفالات في ساحة الأمويين.
إعلانوبحلول الظهيرة، أعلنت المعارضة سيطرتها على معظم المؤسسات الإستراتيجية مثل قصر الشعب ووزارة الدفاع ورئاسة الأركان ومبنى الإذاعة والتلفزيون.
واقتحم السوريون أماكن سكن تعود لعائلة الأسد، منها سكن في حي المالكي، حيث التقط السوريون صورا لصور العائلة الممزقة وأثاث مهمل. وفي أرجاء العاصمة، شوهدت تماثيل وصور حافظ وبشار الأسد تُسحب أو تسقطها الجموع.
جاءنا المدد من الله،
سقط الطاغية بشار الأسد
_ أصوات لن تُنسى pic.twitter.com/pzWwNQnJLe
— أندُلس (@o_s1874) November 27, 2025
ظهر الأحد 8 ديسمبر/كانون الأول 2024على مستوى السلطة التنفيذية، ألقى محمد غازي الجلالي رئيس وزراء نظام بشار الأسد ظهر الأحد رسالة متلفزة أعلن فيها استعداده للتعاون مع القيادة الجديدة التي يختارها الشعب، وموافقته على الإشراف مؤقتا على المؤسسات إلى حين تسليمها.
وفي وقت لاحق، دخل أحمد الشرع بصفته قائد إدارة العمليات العسكرية دمشق، وألقى عصرا أول خطاب له من داخل الجامع الأموي، مطمئنا مختلف شرائح الشعب السوري بأن المرحلة المقبلة ينبغي أن تكون لكل السوريين.
من بعد ظهر الأحد حتى المساء، بدأت التجمعات الشعبية بالاتساع في ساحة الأمويين وعدد من المدن السورية، حيث بثت القنوات صورا مباشرة لجموع تلوح بعلم البلاد الجديد، في مشهد عكس انتقال سوريا إلى مرحلة سياسية جديدة.
"سقط هبل".. فيديو متداول للحظة الإعلان عن سقوط بشار الأسد في #دمشق pic.twitter.com/TUq7apde9S
— سوريا الآن – أخبار (@AJSyriaNowN) December 21, 2024