انعقاد المؤتمر الثالث للمرأة المسلمة في صنعاء
تاريخ النشر: 8th, December 2025 GMT
الثورة نت /..
عقد بصنعاء اليوم المؤتمر الوطني الثالث للمرأة المسلمة “ذكرى ميلاد الزهراء ” نظمته اللجنة الوطنية للمرأة.
وفي الافتتاح، أشارت رئيسة اللجنة الوطنية للمرأة الدكتورة غادة أبو طالب، الى أهمية استلهام الدروس والعبر من سيرة الزهراء العطرة واتخاذها قدوة للنساء.. مبينة أن أوراق عمل المؤتمر تتضمن تعزيز الجانب الاقتصادي والتربوي والصحي والاجتماعي والصناعي والتمكين الاقتصادي للنساء.
وأكدت أنه يتم الإعداد لمصفوفة نتائج توصيات المؤتمرين السابقين.. مشيرة إلى أن مناسبة ذكرى ميلاد الزهراء لها أثر ملموس في الواقع من خلال الفعاليات والندوات والدورات التي تقام على هامش الذكرى.
واستعرضت الدكتورة أبو طالب الأنشطة والبرامج التي نفذتها اللجنة الوطنية لتعزيز قدرة النساء وتمكينهن اقتصاديا وتحقيق الاكتفاء الذاتي لهن.. مشيدة بصمود المرأة اليمنية على مدى عشرة أعوام من العدوان.
وناقش المؤتمر تسع أوراق عمل تناولت الأولى التي قدمتها رئيسة فرع اللجنة في ذمار اشواق المهدي الجرائم المرتكبة من قبل العدوان بحق النساء والأطفال، فيما تناولت الثانية لنائب رئيس وحدة المشاريع في البرنامج الوطني لمكافحة ظاهرة التسول عبير الأديب، وضع النساء المتسولات وكيفية النهوض بواقعهن وتحقيق الاكتفاء الذاتي.
وتطرقت الورقة الثالثة لمدير تعليم الفتاة بوزارة التربية والتعليم والبحث العلمي حنان الشامي إلى حاجة نساء الامة للقدوة في ظل الصراع مع أهل الكتاب.. فيما استعرضت الورقة الرابعة لإدارة المرأة بالاتحاد التعاوني الزراعي سمية الضياني، دور المرأة الريفية والعودة الى الزراعة وتحقيق العودة العكسية للحصول على الاكتفاء الذاتي .
فيما أكدت الورقة الخامسة لمدربة الهيئة العامة للاستثمار ابتسام المحمدي، أهمية مساهمة سيدات الأعمال في عملية التنمية والصعوبات التي تواجههن وطرق التغلب عليها.. فيما قدمت المذيعة عبير المسيري ورقة العمل السادسة حول دور الاعلام في نشر الوعي القرآني وطبيعية الصراع مع العدوان وفضح جرائمه.
واستعرضت مسؤولة المرأة والطفل في صندوق رعاية وتأهيل المعاقين لطيفة الرجوي في الورقة السابعة، تمكين النساء ذوات الإعاقة اقتصاديا وكذا التحديات التي تواجههن، فيما تطرقت الورقة الثامنة لعضو دائرة المرأة والطفل في الاتحاد الوطني للمهمشين منى الجمل إلى أهمية تمكين المرأة المهمشة اقتصاديا، وركزت الورقة الأخيرة لمدير المرأة والبيئة في الهيئة العامة لحماية البيئة والتغيرات المناخية فاطمة الغولي، الى دور المرأة في حماية البيئة في ضوء القيم المستفادة من سيرة السيدة فاطمة الزهراء.
وأكدت توصيات المؤتمر، أهمية التمكين الاقتصادي للنساء من خلال التدريب النوعي وبناء القدرات لأصحاب المشاريع الصغيرة، وإنشاء مراكز تأهيل وتدريب مخصصه للنساء ذوات الإعاقة وتفعيل صندوق رعاية المعاقين.
وأشارت الى ضرورة تعزيز المحتوى الإعلامي المتخصص، ومواكبة التطور في وسائل التواصل الاجتماعي.. والعمل على دعم المبادرات المجتمعية في مجالات الزراعة والتعليم والصحة والبيئة، وتشجيع أحفاد بلال على تعليم أولادهم في كل مراحل التعليم.
تخلل المؤتمر بحضور عدد من عضوات اللجنة وناشطات وحقوقيات وقفة تضامنية مع نساء غزة وكلمة لناشطة إعلامية من بيروت، وريبورتاجات عن الزهراء والتعليم والصحة والبيئة .
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
الحفرة التي سقطت فيها الفتاة: أهمية منع الإهمال لمنع الكارثة قبل أن تقع
صراحة نيوز- كتب أ.د. محمد الفرجات
دعوة لتأسيس منظومة ذكية لإدارة الأخطار قبل أن تتحول الإهمالات الصغيرة إلى مآسٍ…
حادثة سقوط فتاة أمس في حفرة مملوءة بالمياه في أحد شوارع عمان لم تكن في جوهرها “حادثًا عابرًا”، بل عرضًا واقعيًا لترهل إداري مزمن، وغياب منظومة ذكية محوسبة تتتبع الأعمال الميدانية والحفريات ومواقع الخطر في الوقت الحقيقي. هذه الحادثة لم تكن بحاجة إلى “مذنب مباشر”، بقدر ما كانت بحاجة إلى منظومة تمنع حدوث الخطأ أصلاً.
الإشكالية ليست حفرة… الإشكالية غياب نظام إدارة مخاطر
حين تُترك حفرة بعد أعمال صيانة أو مشروع بنية تحتية دون حماية أو متابعة أو تحديث، فهذا ليس خطأ عامل أو موظف. هذا فشل نظامي مؤسسي — فشل في التوثيق، فشل في الرقابة، فشل في اتخاذ القرار، وفشل في إدارة الخطر.
في دول تُعامل سلامة المواطن كأولوية عليا — مثل دول الخليج المتقدمة إداريًا، ودول الاتحاد الأوروبي، وكندا، واليابان، والصين — لا يُعتمد على اجتهاد موظف، ولا على تفقد ميداني عابر، بل تُدار المدن عبر أنظمة ذكية ودقيقة وصارمة:
منصات رقمية تربط البلديات وشركات المياه والكهرباء والاتصالات والأشغال والمقاولين.
مصفوفات ذكاء اصطناعي ترصد أي عمل مفتوح وتقيّم درجة خطورته.
تنبيهات تلقائية تُرسل للمسؤولين عند وجود موقع غير محمي أو متأخر أو يشكل تهديدًا للمارة.
مؤشرات أداء يومية تصل للمسؤول الأعلى تُظهر عدد الحفريات النشطة ونسب التأمين والاستجابة.
في تلك الدول، الخطر يُدار قبل حدوثه، لا بعد وقوعه.
ما نحتاجه في الأردن ليس تعليمات جديدة… بل تحول في عقلية الإدارة
لا يجب أن تُختزل الحادثة في سؤال: “من ترك الحفرة؟”
بل يجب أن يتحول السؤال إلى:
أين المنظومة الذكية التي كان يجب أن تمنع وجود حفرة غير محمية أصلاً؟
كيف لم يظهر إشعار خطر على شاشة مسؤول البلدية؟
أين لوحة المتابعة التي تربط المقاول والمهندس والجهة المالكة للمشروع؟
كيف تُدار مدينة بملايين البشر دون نظام موحد لإدارة الأعمال الميدانية؟
غياب هذه المنظومة يعني أننا ما زلنا نعمل بعقلية الورقيات والاجتهادات الفردية، بينما العالم يتقدم بأنظمة تتبع لحظي وإدارة ذكية للأخطار.
مطلوب الآن: مصفوفة وطنية ذكية لإدارة أعمال الميدان…
حادثة الأمس يجب أن تكون نقطة التحول نحو إطلاق مصفوفة وطنية موحدة تشمل جميع الجهات ذات العلاقة، تعمل على:
1. تسجيل كل حفرية أو نشاط ميداني أو فعل لحظة إحداثه على خريطة رقمية وطنية.
2. تحديد درجة خطورته (عالي — متوسط — منخفض).
3. فرض إجراءات حماية إلزامية بحسب مستوى الخطر.
4. استخدام الذكاء الاصطناعي لرصد أي موقع مهمل أو غير محمي.
5. إرسال تنبيهات فورية للمسؤولين في أكثر من مستوى.
6. فرض غرامات آلية على الجهات المتقاعسة.
7. إصدار لوحة قيادة يومية تصل للوزارة والمحافظة ورئيس البلدية.
بهذا فقط ننتقل من إدارة رد الفعل إلى إدارة الخطر قبل وقوعه.
ختامًا: حادثة الأمس رسالة وعلى الدولة أن تستمع
ليست المشكلة حفرة، بل مشكلة نظام إداري غير ذكي وغير مترابط وغير متابع.
غياب التكنولوجيا في الإدارة لم يعد خيارًا، بل خطرًا مباشرًا على حياة الناس،،، وعليه… فالحل ليس معاقبة موظف وننهي القضية، بل بناء منظومة تمنع الخطأ من جذوره.
وحتى نرى مصفوفة ذكية موحدة في الأردن لإدارة أعمال الميدان، ستبقى هذه الحوادث تتكرر.
ونحن سنبقى نكتب ذلك حتى تنتقل مؤسساتنا من ثقافة “الرد على الكارثة” إلى ثقافة منع الكارثة قبل أن تبدأ.