اخيراً سيغادر الممثل الخاص للامين العام ورئيس البعثة السياسية للامم المتحدة د. فولكر بيرتس ارضنا الطيبة بعد ان اسهم وبقوة في اشعال نار احرقت الاخضر واليابس فيها ، شردت الناس من بيوتهم ، قتل فيها الالاف واغتصبت الالاف ، واختفى الالاف ، ونهبت ملايين البيوت.. .

سيغادر بعد ان رفضه هذا الشعب النبيل ، الذي تعرفه يا معاليك جيداً ورأيت نبله وكرمه وانت رئيس لمفوضية اللاجئين .

. لقد اختار مبعوثك للسودان ان يتحوّل من موظف دولي محترم ، مسهِّل للحوار وعامل لأجل الاستقرار ….مهمته مساعدة دولة عضو في الامم المتحدة في عبور فترة حرجة من تاريخها ، الى طرف في المشكلة والى موظف لدى ال دقلو ..والى حليف لجماعة منبوذة من السودانيين ! ..حلف جعله يصمت على اغتصاب وتحرش حلفائه بموظفات دوليات عاملات في بعثته ، حلف جعله بصمت على ادعاء حميدتي وشقيقه انهم مسيطرون عليه !! في اكثر من مكان ولأكثر من شخص كانوا يتفاخرون انه وبعثته في يدهم !! كيف تم ذلك ؟ كيف سيطروا على موظف دولي ! ما يلمحون اليه ويقولونه يستحق من المنظمة الدولة فتح تحقيق موسع وعميق في ما تم في بعثتها السياسية في الخرطوم !!

لقد انشأ فولكر بيرتس حلف غير مقدس مع مليشيا الدعم السريع واجتمع مع قادتها لأكثر من مرة ، والتزم لهم بضمان دعم المجتمع الدولي وانه كفيل بمعالجة تجاوزاتهم السابقة واللاحقة !! ، كان يعلم يقيناً انهم مُقدِمون على فعل فيه تجاوزات تكفّل هو بالتغطية عليها ، لقد شارك في التآمر على السودان دولة وشعباً ، كان مهووساً بالقضاء على الجيش السوداني ومحوه من خارطة الدولة وانشاء جيش جديد قوامه مليشيا الدعم السريع !! هل تصدقون !! ..كان مشغولاً باقصاء الاسلاميين وكل من يملك روحاً وطنية وحرص على بلاده ، لقد اعطى حلفائه الدمويين والمتآمرين ضمانات النجاة من المحاسبة الدولية حال اقتضى منهم تحقيق اهدافه انتهاك حقوق الانسان او حتى الحرب !! لم يكن الاسلاميون ولا المخلصون لوطنهم من السودانيين في نظره بشراً لهم حقوق ، فقد صمت عن موتهم في المعتقلات بلا محاكمات !! وعن حرمان اطفالهم وزوجاتهم من اموالهم وطردهم من منازلهم وفصلهم بالالاف من وظائفهم واطلاق الرصاص عليهم في مواكبهم السلمية ، ومصادرة ممتلكاتهم ، وسجنهم لسنوات دون محاكمات !! كل ذلك كان يتم تحت سمعه وبصره وكان جزءا من التغطية عليه لانه خصم !! لقد سمح لهم بالتمادي بل وشجعهم ومنحهم دعمه اللامحدود حتى اشعلوا الحرب ..

ان السودانيين اليوم هم سلالة شعب عريق ، سليل حضارة عمرها اكثر من 7000 الف عام ، تحولوا الاسلام سلماً وبلطف شديد ، عبر التجارة والصوفية وعلاقات الزواج والمصاهرة ،

ولذلك هم شعب معتدل المزاج متدين ومتسامح ، وهم شعب عاطفي وكريم ، يسبق حلمهم غضبهم ، ولانهم تاريخيا ً دولة عبور ..بين شمال القارة وجنوبها ، بين الشرق والغرب ..بين الاسلام والمسيحية ، بين العروبة و الافريقانية ورغم ان السودان ضمن حزام سلالة كوش بن حام بن نوح في افريقيا الممتد من الاطلنطي الى البحر الاحمر ، الا انه ظل دون غيره من دول هذا الحزام الذي يزين خصر قارة افريقيا العظيمة ، جسراً للتعاون والتماذج وتبادل المنافع ، ولذلك عرف هذا الشعب بأنه شعب مضياف لا يتوجس من الغرباء ويسميهم الضيوف !! ويرحب بهم وبفتح لهم قلبه قبل باب بيته ..ويحزن حين يغادرونه..
اسال عن ذلك كل من عمل بالسودان ..الا الدكتور فولكر !! لانه عمل على
استفزازهم وحاز نصيباً من الكراهية لا ينافسه فيه الا حلفاؤه من المتمردين والقتلة المغتصبين ! الذين لم تخرج من صمته وبعترف بتجاوزاتهم الا بعد ان ضج العالم بفظائعهم ..والا بعد ان تحرك الشرفاء في العالم لادانتهم وقد رفعوا حواجب الدهشة ! متسائلين عن لماذا يصمت مبعوث الامين العام للامم المتحدة ورئيس البعثة السياسية عن هذه الجرائم !! !!

لقد فتح له السودانيون قلوبهم ..فكسرها ..واستقبلوه في بيوتهم بالترحاب فلم يقابلهم الا بالخيانة والتآمر عليهم …

هم شعب وسطي معتدل في مزاجه وتدينه ولكنه فتح عليه ابواب الجحيم !! وان لم يتعاون العالم الواعي مع السودانيين المخلصين لبلادهم كي تغلق هذه البوابة المشؤومة سريعاً ، فان كتلة النار هذه ستمتد الى الاقليم الهش لتعصف به ، وفي ظل الفوضى سينفتح السودان والاقليم امام التطرف والارهاب ، والذي لم يكن السودان جزءاً اصيلا فيه طوال تاريخه ، حتى الحوادث القليلة التي حدثت فيه كانت محض سلوك مهاجرين عابرين او سودانيين تربوا وعاشوا بالخارج .

لقد لعب ممثل الامين العام ورئيس البعثة السياسية للامم المتحدة دوراًً محورياً في فتح بوابة الجحيم هذه والتي تلتهم السودان والسودانيين الابرياء ، وقد دمرت مدنهم ومؤسساتهم المدنية والحكومية والشخصية ، وربما يصلهم المتطرفون ليجهزوا عليهم ويقسموا البلاد لمناطق نفوذ كما فعلوا في سوريا وكما يفعلون في الازواد ! لقد كرر بيرتس ذات ما فعله في سوريا .. ..وللاسف ظننا حينئذٍ ان ذلك خطأ اكاديمي بلا خبرة !! ، ظننت الا مطامع له ولا ثأر له مع احد وبلاده صديقة للجميع ، لكنا جميعا كنا مخطئين ، هو لم تفعل ما فعله بسوريا خطأً بل قصده لانه كرره في السودان بذات روح الشر ..وبكل الخبث الذي يمكن ان يكون متجسدا في بشر !!

ان فولكر بيرتس الذي يشيعه السودانيون اليوم باللعنات ..سيجعلون طلب التحقيق في سلوكه المهني وفترة عمله بالسودان احد شواغلهم وسينضم اليهم الكثير من الاحرار والشرفاء الذين يملكون حساً انسانياً .. ولن يحزن عليه الا اصدقاؤه الذين كانوا معه على قائمة دقلو التي تضم الذين ( يسيطر ) عليهم !!

اذهب حيث شئت فستسبقك اياديك الملطخة بدماء اهل شعب السودان ..وصراخ المغتصبات من فتياتهم ..وانين المختفين قسرياً والمنتهكة آنسانيتهم بيد حلفائه…لقد وصم تاريخه بوصمة عار ..لن يسمح السودانيون لها بان تزول …

سناء حمد

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: للامم المتحدة بعد ان

إقرأ أيضاً:

السودان: الأمم المتحدة ترحب باستمرار فتح معبر “أدري” وتحذر من مخاطر في دارفور

الأمم المتحدة حذرت من أن العوائق البيروقراطية والصراع المسلح لا يزالان يعرقلان جهود الإغاثة، ويشكلان تهديداً مباشراً لسلامة العاملين في المجال الإنساني.

بورتسودان: التغيير

رحبت الأمم المتحدة بإعلان استمرار فتح معبر “أدري” الحيوي على الحدود بين شرق تشاد وإقليم دارفور، ما يضمن تدفق المساعدات الإنسانية للعالقين في غرب السودان.

جاء هذا الترحيب على لسان كل من توم فليتشر، وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية، وكليمانتين نكويتا سلامي، منسقة الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة في السودان.

وأكد فليتشر أن المعبر يُعد شريان حياة رئيسي منذ إعادة فتحه قبل ثمانية أشهر، حيث دخل عبره نحو 1600 شاحنة محملة بـ 52,500 طن متري من المساعدات الإنسانية، استفاد منها حوالي 2.3 مليون شخص.

ووفق مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، شكّلت المساعدات الغذائية الطارئة الجزء الأكبر من هذه الإمدادات، إلى جانب دعم مجالات الصحة والتغذية والمأوى والمياه والتعليم.

وفيما شددت الأمم المتحدة على أن استمرار فتح المعبر أمر بالغ الأهمية لتوسيع نطاق الاستجابة الإنسانية، إلا أنها حذرت من أن العوائق البيروقراطية والصراع المسلح لا يزالان يعرقلان جهود الإغاثة، ويشكلان تهديداً مباشراً لسلامة العاملين في المجال الإنساني.

وأعرب مكتب “أوتشا” عن قلقه البالغ من تدهور الأوضاع الأمنية في مدينة الفاشر بولاية شمال دارفور، حيث أسفرت الاشتباكات والقصف العنيف خلال الأيام الماضية عن تضرر مرافق إنسانية، منها مقر تابع لمنظمة غير حكومية، فيما دمرت نيران المدفعية شاحنة مياه تدعمها اليونيسف كانت تنقل مياهًا آمنة لنحو 1000 مريض في المستشفى السعودي.

وقد تسببت الاشتباكات المتجددة في نزوح ما لا يقل عن 1700 شخص خلال الأسبوع الجاري نحو مناطق مكتظة مثل مدينة الطويلة، لينضموا إلى 2000 نازح آخر فروا من مخيم أبو شوك والفاشر في الأسبوع الماضي.

ورغم التحديات، أكد مكتب “أوتشا” أن الأمم المتحدة وشركاءها يواصلون تقديم المساعدات المنقذة للحياة، حيث غادرت قافلة لبرنامج الأغذية العالمي من مدينة الدبة شمال دارفور، محملة بإمدادات تكفي لما يقارب 100 ألف شخص في الفاشر، وتقطع القافلة أكثر من 1000 كيلومتر للوصول إلى المتأثرين بالجوع والنزاع.

ودعا المكتب مجدداً إلى تأمين وصول إنساني آمن وغير مقيد، عبر جميع الطرق الممكنة، سواء عبر الحدود أو خطوط التماس، ووقف الهجمات على المدنيين والمرافق الإنسانية.

وفي شرق البلاد، حذر المكتب من تصاعد حدة الصراع في بورتسودان، حيث أدت الهجمات المتكررة بالطائرات المسيّرة إلى إتلاف البنية التحتية ونزوح أكثر من 2600 شخص خلال أسبوع، ليرتفع عدد النازحين الجدد في المدينة إلى أكثر من 3000 نازح خلال مايو الجاري.

وشددت الأمم المتحدة على ضرورة وقف الأعمال العدائية فوراً، وحماية المدنيين والمرافق الحيوية، وضمان حرية حركة المساعدات الإنسانية في جميع أنحاء السودان.

الوسومآثار الحرب في السودان إقليم دارفور الأمم المتحدة معبر أدري الحدودي

مقالات مشابهة

  • الامين العام المساعد للجامعة العربية: قرارات القمة لا تتأثر بمستوى التمثيل
  • الأمين العام للأمم المتحدة : يجب وقف العنف المروّع والمجاعة والنزوح الجماعي في السودان
  • السودان: الأمم المتحدة ترحب باستمرار فتح معبر “أدري” وتحذر من مخاطر في دارفور
  • رئيس مجلس السيادة السوداني: نعمل على إلتزام الحكومةبتنفيذ خارطة الطريق التي تم تقديمها للامم المتحدة
  • أبو الغيط: النزاعات في السودان واليمن والصومال وليبيا تؤثر على العالم العربي
  • الجامعة العربية تكشف عن اتفاق على قرارات بشأن السودان
  • مجلس الامن يعقد جلسة خاصة عن السودان
  • وزير الخارجية المصري يبحث مع غوتيريش وقف الحرب في غزة وحشد التمويل لخطة إعادة الإعمار
  • وزير الخارجية والهجرة يلتقي بالسكرتير العام للأمم المتحدة
  • 605 حالات طبقت عليهم العقوبات البديلة من بداية 2025