بعد زيارة كيم.. بوتين يجمع أعداء الغرب
تاريخ النشر: 15th, September 2023 GMT
يقول المحلل السياسي الأمريكي مارك شامبيون، إنه رغم ما يبدو من غرابة شخصية رئيس كوريا الشمالية كيم جونغ أون وتصرفاته، لا يمكن الاستخفاف بزيارته لروسيا. فهي ليست في صالح أوكرانيا، لأنها سوف تساعد الرئيس فلاديمير بوتين على مواصلة غزوه. فلدى كيم مخزون كبير من الذخائر المناسبة التي يمكنه أن يزود بها روسيا، في وقت يشكو فيه الجنود الروس من نقص الأسلحة في مواجهة الهجوم الأوكراني المضاد.
معظم صانعي السياسات الآن يرون أنه ستكون هناك حرب طويلة، وأنه من مصلحة دول الناتو دعم أوكرانيا لمدة طويلة
في تقرير نشرته وكالة بلومبرغ للأنباء ووفقاً لاجهزة الاستخبارات الأمريكية، لم يكشف كيم أو بوتين عن أي تفاصيل عما دار من مناقشات بينهما، لكن كيم أرسل بالفعل بعض قذائف المدفعية التي استخدمتها روسيا في أوكرانيا العام الماضي، ويبدو من الواضح أن هناك شيئاً ما أكبر مطروح على الطاولة الآن.
Russia’s bid to escape isolation, even through North Korea, will undermine the rules-based international order Putin so despises, writes @MarcChampion1 https://t.co/tIG4waI2gx via @opinion
— Bloomberg (@business) September 14, 2023 برنامج كيم الفضائيوأكد بوتين رداً على أحد الأسئلة بأن اختيار قاعدة فوستوتشني كوزمودروم الفضائية كمقر لعقد اجتماعهما يعني أن كيم سوف يحصل في المقابل على مساعدة، فيما يتعلق ببرنامجه المتعثر الخاص بالأقمار الاصطناعية.
ويضيف شامبيون أنه بطبيعة الحال تحصل أوكرانيا على أسلحة من أطراف أخرى أيضا. لكن من الخطأ القول أن تقديم أسلحة من أجل القيام بغزو أمر مماثل لتقديمها لدولة للدفاع عن نفسها. وقد أوضح كيم أنه في روسيا لعقد تحالف" استراتيجي" ضد الولايات المتحدة ، وهي دولة مهيمنة وعدو " شرير".
North Korean leader #KimJongUn and Russian President #VladimirPutin meet for possible arms deal.https://t.co/rqCQTM1wAT
— BQ Prime (@bqprime) September 14, 2023وتلك الكلمات الأخيرة مهمة إذ جاء في تقرير نشرته مؤخراً الباحثة بمعهد بروكينغز كونستانز ستيلازين مولر، أن الدرس المستفاد من حرب أوكرانيا هو أن استمرار الغرب طوال 30 عاماً بدون عدو يتمتع بنفس القوة أمر انتهى الآن فمن المؤكد أن الولايات المتحدة وأوروبا تواجهان دولاً أعداء ومنافسة، وكذلك إرهابيين دوليين وما يسمى بالدول" المارقة"، خاصة كوريا الشمالية.
ويوضح شامبيون أن روسيا تقوم الآن باجتذاب مجموعة متفرقة من الدول ذات التفكير المماثل لقضيتها وتعتبر إيران، التي كان الكرملين متباعداً عنها حتى عام 2015، للضغط عليها لتوقف إنتاج وقودها النووي وأسلحتها النووية المشتبه بها، دولة أخرى مثل كوريا الشمالية.
وأدركت موسكو أن الدولتين تزعزان الاستقرار في فنائها الخلفي الواسع النطاق، وهو وضع يمكن أن يزداد سوءاً، إذا ما قامت الدولتان بإقامة ترسانات نووية صالحة للاستخدام. ولكن ذلك كان قبل أن تغزو روسيا أوكرانيا وثبت خطأه.
ويقول شامبيون إن هاتين الدولتين تمتلكان الآن قذائف المدفعية والطائرات المسيرة التي يحتاجها بوتين، وسوف يفعل كل ما يستطيع للحصول عليها. وذلك يعني أنه سوف يقدم لهما المساعدة بالنسبة لأولوياتهما الأمنية. وكانت إيران هي أول دولة يزورها بوتين في يوليو(تموز) الماضي منذ بداية الحرب، عندما زار المرشد الأعلى آية الله خامنئي في طهران وأعقبت ذلك، زيارات لوفود ذات علاقة بالدفاع والصناعة.
وسوف يتم الشعور بتداعيات ذلك ليس فقط في أوروبا، ولكن أيضاً في آسيا والشرق الأوسط، لأن روسيا عضو في مجلس الأمن الدولي، ودولة نووية كبرى ولديها موارد مثل قاعدة فوستواشني كوزمودروم تفتقر إليها دول مثل كوريا الشمالية وإيران. ولم تغير العقوبات الاقتصادية التي تقودها الولايات المتحدة ذلك. إذ أنه مع توفر عدد كاف من مثل هذه الدول الصديقة، قد تصبح مجرد فكرة الدولة المارقة بدون معنى. فهي سوف تصبح كتلة غير جذابة وضعيفة نسبياً بكل تأكيد، لكنها قادرة على التسبب في أضرار شديدة. وتقوم روسيا بنشاط تجنيد كبير في أفريقيا أيضاً، حيث ترعى الانقلابات في دول يتزعمها رؤساء مواليين للغرب يقفون حجر عثرة في طريقها.
The return of the enemy: Putin’s war on Ukraine and a cognitive blockage in Western security policy https://t.co/0JJyp5U4lk
— John Steed (@JohnSte40163279) September 15, 2023ويرى شامبيون أن ما يحدث ليس حرباً باردة، أو على الأقل ليست الحرب الباردة التي شهدناها من قبل. كما أن روسيا ليست الاتحاد السوفيتي السابق، حتى لو بدا أن بوتين لم يذكر الاسمين في تصريحاته أمام كيم. وقال إن" دولتنا" هي أول من اعترفت بجمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية، و"دولتنا" هي التي دعمت " حرب الاستقلال" التي خاضتها ضد كوريا الجنوبية التي تدعمها الولايات المتحدة في خمسينيات القرن الماضي.
وقال شامبيون إن محاولة بوتين الإفلات من العزلة سوف تؤثر على عالمنا وتقوض النظام الدولي القائم على أساس القواعد والذي يزدريه بوتين بشدة. وكتب وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في العدد الأخير من غلوبال أفيرز الروسية، التي تعد نظيراً لمجلة فورين أفيرز الأمريكية" إنه مثلما كان الحال في سنوات الحرب الباردة اقتربت البشرية من خط كان خطيراً، وربما أكثر خطورة الآن".
ويرى شامبيون إن الكثير جداً مما يقوله بوتين ولافروف غير حقيقي، لكن مع ذلك هناك حاجة للتعامل معه بجدية أكثر، وسوف يعني هذا المزيد من التفكير الاستراتيجي والدفاع، خاصة بالنسبة لأوروبا. وقد سأل شامبيون ميكولا بيليسكوف، وهو محلل عسكري في كييف عما قد يعنيه كل هذا في ظل تحول الهجوم المضاد الأوكراني إلى حرب استنزاف، وحصول الأحزاب السياسية اليمينية المتطرفة على بعض الجاذبية من خلال مهاجمتها لتكاليف الحرب بالنسبة لناخبيها وأوامر بوتين بمزيد من التجنيد (والحصول على ذخيرة من كيم) استعداداً لفصل الشتاء. وقال إن المحلل كان أكثر تفاؤلا مما كان يتوقع، رغم أن هذا لا يعني انتهاء الحرب بسرعة.
وقال بيليسكوف وهو باحث في معهد كييف الوطني للدراسات الاستراتيجية، المرتبط بالرئاسة الأوكرانية "إنني أرى تغييراً في الاتجاه الصحيح، بالمقارنة بشهر يوليو (تموز) عندما كان هناك قدر كبير من الكآبة والتشاؤم" فيما يتعلق بسير الهجوم المضاد والحاجة إلى تسوية الحسابات مع روسيا.
???????????????? O líder norte-coreano Kim Jong Un chegou ao Extremo Oriente da Rússia a bordo de um trem blindado na terça-feira, antes de sua primeira cúpula com o presidente Vladimir Putin desde 2019 https://t.co/pAjebJ2phG
@equipeADG (tradução automática) https://t.co/HyO5WyrmDu
وأشار بيليسكوف إلى تقرير صدر مؤخراً من معهد كيل الألماني للاقتصاد العالمي، الذي يرصد الدعم الدولي لأوكرانيا قائلاً: "معظم صانعي السياسات الآن يرون أنه ستكون هناك حرب طويلة، وأنه من مصلحة دول الناتو دعم أوكرانيا لمدة طويلة". وقال المعهد إن أوروبا ضاعفت التزاماتها تجاه أوكرانيا ودفاعها خلال الصيف، مما جعلها مساهما أكبر من الولايات المتحدة.
ويقول بيليسكوف إنه إذا ما سحب القادة الغربيون دعمهم في محاولة للضغط على أوكرانيا لقبول تسوية غير ملائمة، سيكون الوضع فظيعاً لكنه أيضاً لن يدوم، روسيا سوف تعود للهجوم وارتكاب فظائع؛ وسوف تطالب الأغلبيات الانتخابية في الولايات المتحدة وأوروبا التي تواصل دعم أوكرانيا حكوماتها مرة أخرى بالمساعدة في تغيير مسار الأمور. لكنه لا يعتقد أن هذا سيحدث، لأن صانعي السياسات يدركون الآن أن أي انتصار عسكري روسي في أوكرانيا سوف يهدد أمنهم.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: زلزال المغرب التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان النيجر مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الملف النووي الإيراني روسيا بوتين الولایات المتحدة کوریا الشمالیة
إقرأ أيضاً:
روسيا تشن أضخم هجوم جوي منذ بداية الحرب ضد أوكرانيا
عواصم "وكالات": ذكر مسؤول أوكراني، اليوم الأحد، أن روسيا شنت أكبر هجوم جوي لها على أوكرانيا منذ بداية الحرب، خلال الليل، وذلك في إطار حملة قصف متصاعدة بددت الآمال في تحقيق تقدم في الجهود الرامية لإنهاء الحرب المستمرة منذ ثلاث سنوات.
وأعلنت القوات الجوية الأوكرانية أن روسيا أطلقت ما مجموعه 537 سلاحا جويا على أوكرانيا، من بينها 477 طائرة مسيرة وطائرات أخرى خداعية و60 صاروخا.
وقالت القوات الجوية الأوكرانية إنه تم إسقاط 249 طائرة مسيرة، بينما تم فقدان 226 طائرة مسيرة أخرى، على الأرجح عبر وسائل الحرب الإلكترونية.
وقال رئيس قسم الاتصالات في القوات الجوية الأوكرانية، يوري إهنات، لوكالة أسوشيتد برس، إن الهجوم الجوي الذي تم شنه خلال الليل يعد "أضخم هجوم جوي" تتعرض لها اوكرانيا، بالنظر إلى عدد الطائرات المسيرة وطرازات الصواريخ المختلفة المستخدمة.
وأضاف إهنات أن الهجوم استهدف مناطق في جميع أنحاء أوكرانيا، بما في ذلك غرب البلاد، بعيدا عن خط الجبهة.
من جهتها، أعلنت القوات الجوية البولندية، اليوم الأحد، أن بولندا والدول الحليفة سارعت إلى إرسال طائرات لضمان أمن المجال الجوي البولندي.
وأعلن حاكم منطقة خيرسون، أوليكساندر بروكودين، مقتل شخص جراء هجوم جوي باستخدام طائرات مسيرة.
وقال حاكم منطقة تشيركاسي، إيهور تابوريتس، إن ستة أشخاص أصيبوا بجروح في تشيركاسي، من بينهم بينهم طفل.
الكرملين يتوعد أوروبا برد قاس على العقوبات المفروضة عليه
من جهة اخرى، قال الكرملين في تصريحات نشرت اليوم الأحد إنه كلما كانت العقوبات التي تفرضها أوروبا على روسيا أكثر صرامة، كان رد الفعل أكثر إيلاما لاقتصادات القارة مع مقاومة موسكو لهذه العقوبات "غير القانونية".
وأدى التدخل الروسي في أوكرانيا في 2022 إلى فرض موجة من العقوبات الغربية على روسيا، وهي إلى حد بعيد الأكثر تعرضا للعقوبات بين الاقتصادات الكبرى في العالم.
وقال الغرب إنه يأمل في أن تجبر عقوباته الرئيس فلاديمير بوتين على السعي إلى السلام في أوكرانيا، وعلى الرغم من انكماش الاقتصاد في 2022، فإنه نما في 2023 و2024 بمعدلات أسرع من الاتحاد الأوروبي.
واقترحت المفوضية الأوروبية في 10 يونيو جولة جديدة من العقوبات على روسيا تستهدف بها إيرادات البلاد من الطاقة وبنوكها وصناعتها العسكرية على الرغم من أن الولايات المتحدة ترفض حتى الآن تشديد عقوباتها الخاصة على موسكو.
وردا على سؤال حول تصريحات قادة أوروبيين، بمن فيهم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، بأن تشديد العقوبات سيجبر روسيا على التفاوض على إنهاء الحرب، أجاب الكرملين أن المنطق والحجج وحدها هي التي يمكن أن تجبر روسيا على التفاوض.
وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف للتلفزيون الرسمي "كلما كانت حزمة العقوبات أشد، وأكرر أننا نعتبرها غير قانونية، كان رد الفعل أقوى... هذا سلاح ذو حدين".
وقال بيسكوف لبافل زاروبين كبير مراسلي التلفزيون الرسمي في الكرملين إنه لا يشك في أن الاتحاد الأوروبي سيفرض مزيدا من العقوبات، لكن روسيا عززت "المقاومة" لمثل هذه العقوبات موضحا أن حزمة العقوبات الثامنة عشرة التي يعتزم الاتحاد الأوروبي فرضها على موسكو لن تنهي الحرب الروسية على أوكرانيا.
وقال بيسكوف إن "المنطق والحجج المنطقية وحدها هي القادرة على دفع روسيا إلى طاولة المفاوضات".
وأضاف بيسكوف أنه "من المستحيل دفع روسيا بأي شكل من أشكال الضغط أو العنف".
وأعرب بيسكوف عن اقتناعه بأن حزمة العقوبات الجديدة التي يسعى الاتحاد الأوروبي لفرضها سيتم تبنيها في نهاية المطاف على الرغم من معارضة سلوفاكيا،لكنه أضاف أنه كلما كانت الإجراءات العقابية أشد، كلما كان رد الفعل أقوى.
وأضاف بيسكوف أن العقوبات "سلاح ذو حدين".
وكثيرا ما تزعم موسكو أن الاتحاد الأوروبي نفسه سيعاني أكثر من العقوبات.
وفشل اعتماد حزمة عقوبات الاتحاد الأوروبي الثامنة عشرة في البداية بسبب مقاومة سلوفاكيا الجمعة الماضي. وتم تأجيل التصويت الجديد إلى أجل غير مسمى.
وقال بيسكوف إن روسيا تعتبر العقوبات غير قانونية.
وأضاف بيسكوف أنه "من الواضح أننا اكتسبنا بعض المقاومة وتعلمنا بالفعل كيفية الحد من تأثيرات هذه الحزم بعد نحو أربع سنوات".
وتستهدف عقوبات الاتحاد الأوروبي في المقام الأول الاقتصاد الروسي، وتهدف إلى حرمان البلاد من الموارد المالية اللازمة لمواصلة حربها ضد أوكرانيا.
وقال بوتين يوم الجمعة إن أي عقوبات إضافية يفرضها الاتحاد الأوروبي على روسيا ستلحق ببساطة ضررا أكبر بأوروبا، وأشار إلى أن الاقتصاد الروسي نما بنسبة 4.3 بالمائة في 2024 مقارنة بنمو منطقة اليورو 0.9 بالمائة.
وفي سياق آخر، أعلن مدير جهاز المخابرات الخارجية الروسي سيرغي ناريشكين اليوم الأحد بأنه أجرى محادثات هاتفية مع مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (سي آي أيه) جون راتكليف، بعد أول اتصال بينهما جرى في منتصف مارس.
وقال ناريشكين على التلفزيون الرسمي "تحدثت هاتفيا مع نظيري الأمريكي واتفقنا على الاتصال مع بعضنا البعض في أي وقت لبحث القضايا ذات الاهتمام المشترك"، من دون تقديم تفاصيل عن الاتصال الذي يأتي في ظل التقارب بين موسكو وواشنطن.
وكان ناريشكين وهو مقرّب من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، قد تحدّث مع راتكليف في 11 مارس الماضي، في أول اتصال بينهما منذ عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض في بداية العام.
وجاء هذان الاتصالان الرسميان بين مدير الاستخبارات الخارجية الروسية ومدير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية، في وقت بدأت واشنطن وموسكو بتحسين علاقاتهما الدبلوماسية، في ظل استمرار الحرب في أوكرانيا.
مع ذلك، لا تزال الخلافات كثيرة بين موسكو وواشنطن، بعد سنوات من التوترات.
وعلى سبيل المثال، يواصل الأمريكيون تزويد كييف بمعلومات استخبارية أساسية لقواتها بعد أكثر من ثلاث سنوات على بدء الهجوم الروسي واسع النطاق على أوكرانيا.
وفي مارس، اتفق سيرغي ناريشكين وجون راتكليف على الحفاظ على "اتصالات منتظمة"، وفقا لبيان صادر عن الجانب الروسي نقلته وكالة تاس.
القوات الجوية الاوكرانية: مقتل طيار وفقدان طائرة مقاتلة إف16-
من جهتها، اكد الرئيس الاوكراني فولوديمير زيلينسكي ما اعلتنه القوات الجوية الأوكرانية، في بيان لها نشر صباح امس الاحد حول مقتل طيار أوكراني عندما أصيبت طائرته المقاتلة من طراز إف16- أثناء التصدي لهجمات روسية بصواريخ وطائرات مسيرة خلال الليل.
وقال البيان إن الطيار، وهو برتبة ليفتنانت كولونيل، بذل كل ما بوسعه لإبعاد طائرته المنكوبة عن المناطق السكنية، لكنه لم يتمكن من القفز بالمظلة من الطائرة في الوقت المناسب.
وأضاف البيان أن الطيار، وهو من مواليد عام 1993، أسقط سبعة أهداف جوية قبل أن يصاب.
وقال البيان "للأسف، تكبدنا خسارة مؤلمة أخرى".
وأعرب الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، عن تعازيه لأقارب الطيار.
وتعرض مجمع سكني في مدينة سميلا بمنطقة تشيركاسي جنوبي شرق كييف، لقصف صاروخي. وذكرت السلطات المحلية أن طفلا أصيب بجروح جراء الهجوم.
وكرر زيلينسكي مطالبه بممارسة ضغط دولي أكبر على الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، لإنهاء الحرب.
وقال زيلينسكي إن روسيا شنت، الأسبوع الماضي، هجوما باستخدام 114 صاروخا وأكثر من 1270 طائرة مسيرة ونحو 1100 قنبلة انزلاقية.
وقال زيلينسكي، عبر تطبيق تليجرام، "قرر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين منذ زمن طويل مواصلة القتال، متجاهلا دعوات السلام من جميع أنحاء العالم".
وأكد زيلينسكي أيضا أن أوكرانيا يجب أن تعزز دفاعاتها الجوية، وقال إنها مستعدة لشراء أنظمة الدفاع الجوي الأمريكية.
ويعتبر فقدان الطيارين المدربين في الغرب على مقاتلات إف16- الأمريكية أمرا بالغ الأهمية بالنسبة لأوكرانيا. وتعتبر الخسائر من أسراب طائرات إف16- نادرة نسبيا حتى الآن.
وزير الخارجية الألماني: روسيا تهدد حياتنا بشكل مباشر
وفي سياق متصل بالازمة، حذر وزير الخارجية الألماني يوهان فاديفول من الاستهانة بالخطر الذي تشكله روسيا على ألمانيا.
وقال الوزير المنتمي للحزب المسيحي الديمقراطي في تصريحات لصحف مجموعة "فونكه" الألمانية الإعلامية: "روسيا تهدد أيضا بشكل مباشر حياتنا في سلام وحرية في ألمانيا"، مضيفا أن الحرب الروسية على أوكرانيا لا تزال التهديد الأكبر للأمن في أوروبا، والقضية الأهم في السياسة الخارجية الألمانية.
وأكد فاديفول أن قرارات حلف شمال الأطلسي (الناتو) خلال قمتها الأخيرة في لاهاي - والتي وافق فيها الحلف على زيادة الإنفاق الدفاعي إلى 5% من الناتج المحلي الإجمالي للدول الأعضاء - "صحيحة وضرورية"، مضيفا أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين "يهاجم معنويات الأوكرانيين بقصف عشوائي، وقال: "حرية أوكرانيا هي المعيار الأهم لصمودنا كأوروبيين".
وانتقد ساسة من الحزب الاشتراكي الديمقراطي، مثل رولف موتسنيش زعيم الكتلة البرلمانية السابق للحزب، ونوربرت فالتر-بوريانس الزعيم السابق للحزب، ورالف شتيجنر خبير شؤون السياسة الخارجية في الحزب، في بيان "خطاب الإنذار العسكري وبرامج التسلح الضخمة"، داعين إلى محادثات دبلوماسية مع روسيا. في المقابل رفض زعيم الحزب الحالي ونائب المستشار، لارس كلينجبايل، خلال المؤتمر العام للحزب أي تغيير في مسار العلاقات مع روسيا، مطالبا ببذل كافة الجهود للحماية من روسيا في عهد بوتين.
تجدر الإشارة إلى أن الائتلاف الحاكم في ألمانيا يضم التحالف المسيحي (المكون من الحزب المسيحي الديمقراطي بزعامة المستشار فريدريش ميرتس والحزب المسيحي الاجتماعي البافاري) والحزب الاشتراكي الديمقراطي.
الى ذلك، تسعى الحكومة الألمانية إلى تسريع عمليات مشتريات الأسلحة والمعدات العسكرية بشكل ملحوظ حتى تضمن تجهيز الجيش الألماني تحسبا لأي تهديد روسي محتمل.
يأتي ذلك من خلال مسودة قانون أعدتها وزارتا الدفاع والاقتصاد، تهدف إلى تبسيط إجراءات التوريد، وقد حصلت وكالة الأنباء الألمانية على نسخة من هذه الوثيقة. ووفقا لما نقلته صحيفة "هاندلسبلات" الألمانية عن مصادر من وزارة الاقتصاد، فإن الأهداف الرئيسية لهذه المسودة تتمثل في "تسريع وتبسيط جميع عمليات المشتريات الخاصة بالجيش الألماني".
وبحسب الوثائق، لن يتم طرح مناقصات بعض الطلبيات العاجلة على المستوى الأوروبي كما كان سابقا، بل سيتم الاكتفاء بطرحها على الصعيد الوطني فقط، بهدف توفير الوقت.
كذلك، سيتم السماح بمنح العقود بعد المناقصات حتى لو قدم أحد المتقدمين الخاسرين شكوى ضد نتائجها.
تجدر الإشارة إلى أن مثل هذه الشكاوى تؤدي، وفقا للقواعد الحالية، إلى تأخير عمليات شراء الأسلحة في بعض الحالات لسنوات بسبب ما يعرف بـ "الأثر التأجيلي"، كما سيتم السماح للمشرع ببدء إجراءات التوريد حتى وإن لم تكن التمويلات مضمونة بعد. وسيتم أيضا تخفيف بعض الالتزامات المتعلقة بالتوثيق لتقليل العبء البيروقراطي.
ونتيجة للحرب في أوكرانيا، زادت الحكومة الفيدرالية في ألمانيا من استثماراتها بشكل كبير من أجل تحديث الجيش الألماني وتعزيز مخزونه من الأسلحة. ويجري حاليا استثناء بعض النفقات العسكرية من آلية كبح الديون في ألمانيا. وتعتزم برلين بالإضافة إلى ذلك زيادة ميزانية الجيش عاما بعد عام.
وبررت مسودة القانون هذه التعديلات بوجود خطر مصدره روسيا. إذ لا توجد حاليا مؤشرات على نية موسكو إنهاء الحرب الحالية مع أوكرانيا، "بل إن تصريحات القيادة الروسية تدل على أن أهداف الحرب الروسية تتجاوز أوكرانيا"، وتابعت المسودة أنه لهذا، يجب تعزيز القدرة الدفاعية لدى حلف شمال الأطلسي "ناتو". ونصت المسودة على أن "الهدف الأسمى للحكومة الألمانية هو رفع قدرة الجيش الألماني على الردع وتعزيز قدرته على العمل ضمن التحالفات".
وتشير تقديرات قطاع تصنيع الأسلحة في ألمانيا إلى أن شركات القطاع تسير على طريق نمو قوي، ورحب اتحاد الصناعة الأمنية والدفاعية الألماني بمسودة القانون. وقال هانز كريستوف أتسبودين، المدير التنفيذي للاتحاد: "هذه القواعد ستؤدي إلى تسريع كبير في تجهيز الجيش الألماني، مما يزيد الضغط على القطاع الصناعي لتجهيز قواتنا بشكل سريع".