البوابة نيوز:
2025-05-28@08:40:13 GMT

زلزال وإعصار!

تاريخ النشر: 15th, September 2023 GMT

أمام معادلات التغيير التى يشهدها العالم، لم يعد مكان لـ"ثُم" التى توحى بحسب أهل اللغة بوجود مسافة زمنية تفصل بين الأحداث العظام؛ زلزال يشق الأرض ويهز أوتاد الجبال ليخلف من ورائه الدمار والخراب وآلاف الضحايا، وإعصار لا يبقى ولا يذر من مظاهر الحياة المستقرة، عواصفه تبتلع أعتى البنايات بعد أن ظننا رسوخها وسيلة الجارف يدفن حيوات كاملة فى أعماق البحر المظلمة.

الطبيعة تفصح عن عزمها الأكيد لتغيير شامل ينسف كل ماتوهمناه من حقائق اعتقدنا طويلًا أنها ثابتة مطلقة.

زلزال المغرب وإعصار ليبيا يعلن بوضوح أن التغير المناخى بات حقيقة، وأنه سيشمل كل بقاع الأرض دون استثناء، وهو ما يفرض علينا استجابة مرنة تنطلق من منطق جديد يؤمن بأن  النسبية وعدم الثبات للظواهر الطبيعية هو الحقيقة المطلقة الوحيدة.

ما اعتادته منطقتنا من استقرار فى أجوائها وبعدها عن مجالات الأعاصير والرياح العاصفة وأحزمة الزلازل بات من الماضى؛ وحتى لا تتكرر قسوة المشاهد المأساوية التى عانتها المغرب وليبيا وننجح فى تحجيم الأضرار والخسائر البشرية والمادية جراء كوارث طبيعية أخرى لانعرف متى وأين ستضرب؛ علينا أن نعى الدرس ونستعد بشكل علمى يجنبنا سقوط المزيد من عشرات الآلاف من الضحايا.

إذا كانت الجامعة العربية قد فشلت فى إيجاد منظومة دفاع عربى مشترك فعالة على الرغم من وجود اتفاق فى هذا الشأن؛ وإذا كانت عاجزة حتى الآن عن تفعيل السوق العربية المشتركة؛ فلا ينبغى أن تتقاعس عن تدشين مركز إقليمى لإدارة الكوارث والأزمات يتمتع بحرية الحركة بعيدًا عن بيروقراطية الحكومات.

نفهم أن الخلافات السياسية قد تعرقل عملية بناء منظومة عربية دفاعية واقتصادية، لكن فرصة نجاح مركز كهذا تبدو أكبر لأنه سيعمل بشكل احترافى من أجل أهداف انسانية تتجاوز خلافات السياسة وتعقيداتها.

المنطقة مع التغير المناخى والظواهر المفاجئة باتت بحاجة إلى مركز من هذا النوع يضم علماء وخبراء من الدول العربية كافةً، مختصين فى مجالات التنبؤ بالزلازل والأعاصير؛ وآخرين يقدمون خرائط عن المناطق ألأكثر عرضة للظواهر  الفجائية وأعتقد أن الجامعات ومراكز الأبحاث فى معظم دول المنطقة زاخرة بمئات الباحثين والمختصين.

أغلب الجيوش العربيه تملك خبرات رفيعة المستوى فى مجالات الإغاثة والإنقاذ، وبوسع هذا المركز أن يخلق مساحة بالتنسيق بين جيوشنا العربية المختلفة فى هذا الصدد.

مثل هذا المركز سيعمل على تدريب طواقم فرق الإغاثة والإنقاذ فى مختلف الدول وبتوفير عدة مقرات مركزية عبر الجغرافيا العربية وتستطيع هذه المقرات توفير الإستجابة السريعة مع مراكز الطوارئ والإغاثة المحلية.

ولا أظن أن الدول العربية كافة تعجز عن توفير مصادر تمويل دائمة لدعم مركز عربى لأعمال الإغاثة والطوارئ وما يحتاجه من معامل أبحاث علمية ومعدات وأدوات إنقاذ وفرق للتدخل السريع سواء بمواد الإغاثة العاجلة من أغذية وأدوية، أو إنقاذ لمنكوبين أو حتى بناء مستشفيات ميدانية.

وفى رأيى أن وجود مركز عربى لأعمال الإغاثة والطوارئ قد يساعد إدارة جامعة الدول العربية على إصلاح  ما أفسدته السياسة بين أعضائها من الحكومات.

ويبقى القول بإن أسوأ ما تابعته حول كارثة إعصار دانيال فى الشرق الليبى صدور بيانات رسمية لحكومتين فى بلد واحد، فيما الشعب الليبى غارق فى معاناة إنسانية لا منطق لها فى بلد يملك ثروات طبيعية هائلة.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: زلزال المغرب إعصار ليبيا

إقرأ أيضاً:

«يوم الكاتب الإماراتي».. مركز أبوظبي للغة العربية يرسخ دعمه للمبدعين

أبوظبي (وام) 
يواصل مركز أبوظبي للغة العربية احتفاءه بالكاتب الإماراتي، مؤكداً مكانته المحورية في المشهد الثقافي الوطني. وبمناسبة «يوم الكاتب الإماراتي»، الذي يصادف السادس والعشرين من مايو من كل عام، تبرز مشاريع المركز وبرامجه ومبادراته التي تدعم الكاتب الإماراتي، ناشئاً كان أو متمرساً، وإتاحة الفرص أمامه ليكون فاعلاً ومؤثراً في الصناعات الإبداعية محلياً ودولياً.
وتشير إحصاءات المركز إلى أنه نشر نحو 215 كتاباً لأكثر من 120 كاتباً إماراتياً، بعضهم صدر له أكثر من مؤلَّف.
وأكد سعيد حمدان الطنيجي، المدير التنفيذي لمركز أبوظبي للغة العربية حرص المركز على تشجيع الكتاب الإماراتيين، وتوفير كل سبل الدعم لهم، عبر المشاريع الثقافية التي ينظمها ويتيح لهم المشاركة الفعّالة فيها، وتعزيز مشاركاتهم النوعية في البرامج الثقافية والفكرية للمعارض، وورش العمل التدريبية، وفي الفعاليات التي توفر لهم فرص التواصل المباشر مع الجمهور، ولقاء صنّاع النشر وكبار الأدباء والكتّاب حول العالم، لمدّ جسور التواصل معهم والاستفادة من تجاربهم الإبداعية وخبراتهم المعرفية».
وأضاف: «يحظى المبدع الإماراتي بالأولوية في مبادرات المركز وبرامجه كافة، كما تخصص له مشاريع نوعية، منها برنامج قلم للكتابة الإبداعية، الذي يتيح للكاتب الإماراتي فرصاً مهمة لتطوير المهارات المهنية والأدبية خاصة، لدى المؤلفين الجدد، من خلال محاضرات تثقيفية وورش تدريبية مخصصة لهم، بهدف الأخذ بيد المواهب الواعدة ووضعها على طريق النشر».
وينطلق المركز في رؤيته من إيمانه العميق بأهمية الكتابة كقوة ناعمة تنهض بالفكر، وتُعبّر عن الهوية، وتسهم في بناء الوعي. ولذلك، تتنوع جهوده لتشمل مسارات متعددة، تبدأ من اكتشاف المواهب، ولا تنتهي عند حدود التكريم والتمكين، فبرامجه المبتكرة تسلط الضوء على الأعمال الأدبية الإماراتية، وتُعرّف الجمهور بتجارب الكتّاب الإماراتيين، ورؤاهم الأدبية والفكرية.
وقد أثمرت هذه الجهود عن حضور إماراتي لافت في التظاهرات الثقافية الكبرى، كان آخرها الدورة الـ 34 من معرض أبوظبي الدولي للكتاب، التي شهدت مشاركة أكثر من 170 مفكراً وأديباً إماراتياً في جلسات وورش ناقشت قضايا ثقافية وفكرية واجتماعية ملحة، إلى جانب 275 عارضاً محلياً، و70 مؤسسة حكومية استضافت أجنحتها جلسات وحوارات تناولت الشأن الثقافي على الساحتين المحلية والدولية.
واستكمالاً لهذا التوجه، أطلق المركز مبادرة «المؤلف الناشر»، التي وفّرت لـ 20 كاتباً إماراتياً شاركوا في معرض أبوظبي الدولي للكتاب منصة للتفاعل المباشر مع جمهورهم، وعززت فرصهم في سوق النشر، من خلال بناء شراكات مستدامة مع الناشرين، وفتح آفاق جديدة للتسويق والترويج.
ويعد برنامج «قلم للكتابة الإبداعية»، الذي انطلق في عام 2023، ركيزة أساسية في استراتيجية المركز لدعم الموهبة الإماراتية في الكتابة والتأليف، إذ يوفّر بيئة خصبة لتطوير القدرات الأدبية.
وفي خطوة تعكس ثمار هذا التوجه، أطلق المركز خلال دورة هذا العام من معرض أبوظبي الدولي للكتاب مجموعة قصصية تحمل عنوان«بيت الحكايات»، أفرزته ورشة كتابة للطفل ضمن برنامج «قلم»، تتضمن 9 قصص لكاتبات إماراتيات ناشئات، بعضهن ينشرن للمرة الأولى، مع رسومات لـ 8 رسامين إماراتيين.
كما حصد جائزة الشيخ زايد للكتاب عدد من الكتّاب والمفكرين الإماراتيين وكذلك جائزة سرد الذهب، وجائزة كنز الجيل.
وتؤكد هذه الجوائز مجتمعة الدور الريادي الذي يقوم به المركز في ترسيخ ثقافة التقدير والاعتراف بالتميز الأدبي والفكري الإماراتي، وتقديم النماذج الملهمة من كتّاب ومفكرين تركوا أثراً في المشهدين الثقافيين المحلي والدولي.
وفي إطار سعيه لبناء شراكات مستدامة مع أقطاب صناعة النشر المحلية، أطلق المركز، بالتعاون مع جمعية الناشرين الإماراتيين، ملتقى الناشرين الإماراتيين. وقد شهدت نسخته الثانية، التي نظمها في مارس الماضي، بحضور 50 ناشراً إماراتياً، الإعلان عن تخصيص فئة الكتاب الرقمي من منحة «أضواء على حقوق النشر» للعام 2025، للناشرين الإماراتيين، بهدف رفد المكتبة العربية الرقمية بإصدارات محلية نوعية، ومواكبة توجهات القيادة بضرورة رعاية المبدعين الإماراتيين.
وبتكاملية هذه الجهود واستمراريتها، يثبت مركز أبوظبي للغة العربية أن الكاتب الإماراتي ليس مجرد صوت فردي، بل ركيزة في بناء المشهد الثقافي، وأن الاستثمار في الكلمة استثمار في الوعي، والهوية، والمستقبل.

أخبار ذات صلة مبدعون: الكاتب الإماراتي.. صوت الوطن وروح الهوية «مكتبة محمد بن راشد» تواصل دعمها للكاتب الإماراتي

مقالات مشابهة

  • تنفيذ مطبّات تهدئة بشارع جامعة الدول العربية حفاظًا على سلامة المواطنين اثناء عبور الطريق
  • تنفيذ مطبّات تهدئة بشارع جامعة الدول العربية حفاظًا على سلامة المواطنين
  • زلزال بقوة 5 درجات يضرب إيران.. والكويت ترصد
  • مدير المنظمة العربية للتنمية الزراعية يرفع علمي جامعة الدول العربية و المنظمة العربية للتنمية الزراعية بمقر المنظمة بالخرطوم
  • مؤتمر في الجامعة العربية يحظر 20 شركة تنتهك أحكام المقاطعة العربية للاحتلال
  • رئيس بعثة الجامعة العربية بالأمم المتحدة: إسبانيا مؤهلة لقيادة تحرك جماعي للاعتراف بالدولة الفلسطينية
  • لجنة حوكمة وسياسات الأمن السيبراني بمجلس وزراء الأمن السيبراني العرب تناقش عدداً من المبادرات العربية في الأمن السيبراني
  • «يوم الكاتب الإماراتي».. مركز أبوظبي للغة العربية يرسخ دعمه للمبدعين
  • مركز الفلك الدولي: 6 يونيو أول أيام عيد الأضحى في معظم الدول الإسلامية.. عاجل
  • العربية للتنمية الزراعية تنظم ورشة عمل لتطوير التعداد الزراعي العربي