جنرال يوم القيامة يظهر في الجزائر بعد شهور من الاختفاء وإعفائه من منصبه
تاريخ النشر: 16th, September 2023 GMT
ظهر الجنرال الروسي والقائد السابق للقوات الجوية، سيرغي سوروفيكين، في الجزائر ضمن وفد من وزارة الدفاع الروسية، في عودة على ما يبدو إلى مهامٍ رسمية.
ونشرت صحيفة كوميرسانت الروسية، صورا لسوروفيكين وهو يرتدي "بدلة كاكي" بدون شارة عسكرية قالت إنها التقطت في الجزائر، المشتري الرئيسي للأسلحة الروسية، بحسب ما نقلت وكالة رويترز.
ويذكر أنه تم تعيين سيرغي سوروفيكين قائدا عاما للقوات الجوية في تشرين أول/ أكتوبر 2017، وشغل سابقا منصب قيادة المجموعة الروسية في سوريا، والمنطقة العسكرية الشرقية في روسيا.
وكان سوروفيكين، الملقب بـ "جنرال يوم القيامة" لاستخدامه تكتيكات القصف الشامل خلال الهجمات الروسية في سوريا، قد ترأس لفترة وجيزة الحملة الروسية في أوكرانيا العام الماضي قبل أن يتم تخفيض رتبته في يناير/كانون الثاني الماضي.
ومنذ ذلك الوقت أصبح سوروفيكين يتمتع بشعبية كبيرة بين المنتقدين المتشددين للمؤسسة العسكرية الروسية، بما في ذلك رئيس فاغنر يفغيني بريغوجين، الذي قُتل في حادث تحطم طائرة الشهر الماضي، قبل ساعات من إعفاء الجنرال الروسي من مهمة قيادة القوات الجوية.
واختفى الجنرال، الذي أشاد به بريغوجين، علنا، عن الرأي العام بعد التمرد، وذكرت صحيفة نيويورك تايمز حينها أن المخابرات الأمريكية تعتقد أنه كان على علم مسبقا بالتمرد الذي مثل أكبر تحد لسلطة الرئيس فلاديمير بوتين خلال 24 عاما في السلطة.
أفادت وسائل إعلام مختلفة أن سوروفيكين فقد حضوره لدى الكرملين وأنه يجري التحقيق معه بتهمة التواطؤ المحتمل، بينما ذكر وكالة إعلام روسية الشهر الماضي إنه تمت إقالته من منصبه، وتولى نائبه فيكتور أفزالوف المنصب على أساس مؤقت.
وذكرت تقارير غير مؤكدة هذا الشهر أنه تم تعيين سوروفيكين رئيسا للجنة الدفاع الجوي في رابطة الدول المستقلة التي تضم روسيا وثماني دول سوفيتية سابقة أخرى.
وقال محللون إن هذا سيكون "متوافقا مع الأنماط السابقة للقيادة العسكرية الروسية التي تنقل القادة غير الفعالين إلى مواقع هامشية بعيدة عن أوكرانيا دون تسريحهم من الجيش الروسي بالكامل".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية سياسة دولية سوروفيكين الجزائر روسيا بريغوجين الجزائر روسيا بريغوجين سوروفيكين سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة سياسة سياسة تغطيات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة
إقرأ أيضاً:
شمسان.. محافظ الأزمات الصامت
تتوالى الأزمات في محافظة تعز، المدينة المحاصرة التي أنهكها الحرب والحصار، وتفاقمت فيها المعاناة حتى بات المواطن يلهث خلف أبسط مقومات الحياة: ماء للشرب، كهرباء تنير عتمته، وغاز لطهي طعامه.
ورغم اتساع حجم الكارثة، يظل السؤال الأكثر تكراراً على ألسنة سكان المحافظة: ماذا قدم المحافظ نبيل شمسان لتعز منذ توليه منصبه؟
في الأيام الأخيرة، بلغ الغضب الشعبي ذروته، وترجمه المحتجون في شوارع تعز إلى احتجاجات غير مألوفة، تمثلت في مسيرات عارمة تقدمها عشرات الحمير وهي تحمل صور المحافظ ودبب المياه المحمولة من مصادر بعيدة، في مشهد ساخر لكنه بالغ الدلالة، جسّد عمق الألم والسخرية من أداء السلطة المحلية، وفي مقدمتها المحافظ شمسان الذي يبدو، في نظر كثيرين، أنه لم يعد يمثل إلا غياب الفعل وغياب المسؤولية.
منذ سنوات، والمحافظة تعاني من غياب شبه تام لخدمات الكهرباء والمياه، إلى جانب أزمة متفاقمة في توفير الغاز المنزلي، دون أن يصاحب ذلك أي تحرك فعلي من قبل السلطة المحلية، أو خطة واضحة للتخفيف من المعاناة اليومية للمواطنين.
نبيل شمسان، الذي تولى منصب المحافظ في ظروف استثنائية، لم يستطع أن يحوّل منصبه إلى أداة فاعلة لمعالجة الأزمات، بل تحوّل أداؤه إلى عنوان للشلل الإداري والعجز السياسي، وتزايدت في عهده مؤشرات الفساد، وغياب الرقابة، وتضخم النفوذ الشخصي والمحسوبية في إدارة شؤون المحافظة.
الاحتجاجات الأخيرة لم تكن الأولى، لكنها الأكثر تعبيراً عن سخط الشارع.
وخروج الناس وهم يجرون الحمير في مقدمة الصفوف، تعبيراً مجازياً يختزل الإحساس العام بالإهانة والخذلان من قبل المحافظ، واحتجاجاً على العجز المزمن في توفير المياه التي أصبحت تُشترى بالدبة، في وقت يفترض أن تكون حقاً أساسياً تكفله الدولة.
ولعل هذه الرسالة الساخرة والمهنية لشخص المحافظ في حقيقة الأمر، التي حملتها الحمير، تتجاوز إطارها الشعبي لتطرح سؤالاً أكبر على الجهات العليا: هل تدرك الحكومة المركزية مدى انهيار الثقة بين المواطنين وسلطاتهم المحلية في تعز؟
ما يحدث اليوم في تعز ليس مجرد "أزمة خدمات"، بل هو انهيار متكامل لسلطة محلية لم تقم بواجباتها الأساسية.
ومع اشتداد الأزمات، لم يعد مقبولاً أن يستمر محافظ فاشل في منصبه، وسط تساؤلات شعبية: من يحاسب المسؤولين؟ ومن يحمي أبناء تعز من التجاهل المتعمد لمعاناتهم؟
لذلك، على الحكومة الشرعية أن تراجع موقفها من أداء المحافظ شمسان، ليس فقط استجابة لضغط الشارع، بل حفاظاً على ما تبقى من مؤسسات الدولة في المدينة التي تقف، بكل جدارة، كرمز للرفض والتحدي، لكنها في الوقت نفسه تدفع ثمناً باهظاً لصمتها الرسمي الطويل.
خلاصة القول، نبيل شمسان ليس مجرد محافظ مقصر، بل بات رمزاً لعجز الدولة عن احتواء معاناة أبنائها في واحدة من أكثر المحافظات تضرراً من الحرب.
تعز لا تطلب المعجزات، بل تطلب ماءً وكهرباء وكرامة، ولا يبدو أن شيئاً من ذلك سيتحقق ما دام الرجل غير المناسب ما زال في المكان الحساس.. تعز لا تحتمل المزيد.. فهل تستجب الجهات المعنية لرسالة الحمير؟