أيام قليلة باقية على فصل الخريف، حيث يشهد هذا الفصل تقلبات جوية كونه أحد الفصول الانتقالية، وفي الأيام القليلة الماضية تأثرت عدة دول بالعاصفة دانيال ومنها ليبيا التي خلفت وراءها خسائر فادحة، إلا أنه بمرورها على مصر كانت فقدت قوتها ولم تؤثر على البلاد، لذا تكثر التوقعات والتكهنات حول انتشار العواصف هذا العام  وأهمها العاصفة التنين بشكل خاص.

وضربت العاصفة التنين مصر عام 2020  قبيل الإعلان عن أولى إصابات كورونا  وصاحبها موجات كبيرة من الأمطار الغزيرة علي جميع أنحاء الجمهورية، وصلت إلى حد السيول في بعض المناطق ونتج عنها خسائر بشرية، وأغلقت الحكومة المدارس ومنحت الموظفين عطلة، وعقب العاصفة جرى رصد إصابات كورونا وفقا للأعداد اليومية المعلنة من قبل وزارة الصحة.

الأرصاد توضح حقيقة العاصفة التنين

أكدت الدكتورة منار غانم عضو المركز الإعلامي بهيئة الأرصاد الجوية في تصريحات سابقة لـ«الوطن»، أنه في ظل التغيرات المناخية والاحترار المناخي التي أثرت علي العالم في الآونة الأخيرة، كل شيء وارد أن يؤثر على خريف 2023 من حيث الاضطرابات الجوية وحالة عدم الاستقرار المصاحبة لتكاثر السحب الممطرة على جميع الانحاء.

وذكرت هيئة الأرصاد الجوية أن فصل الخريف يتميز بظواهر جوية مختلفة بين ارتفاع وانخفاض في درجات الحرارة، بسبب الكثير من المنخفضات المتوسطة الموجودة على سطح البحر المتوسط طوال فصلي الخريف والشتاء.

كيف تحدث العاصفة التنين وهل تعود مجددا

وتحدث عاصفة التنين نتيجة التقاء منخفض ليبيا الحار القادم خلال فصل الخريف من الصحراء الكبرى، وما يتبعه من تقلبات جوية مختلفة، مع منخفض بارد قادم من جنوب أوروبا على البحر المتوسط، وهو ما يؤدي إلى انخفاض في درجات الحرارة، وتكاثر السحب التي تؤدي إلى سقوط الأمطار بكميات كبيرة تصل إلى حد السيول.

وأوضحت هيئة الأرصاد الجوية أنه لا يمكن التنبؤ بعودة العاصفة التنين مرة أخرى إلى مصر إلا أن معدل الأمطار في هذا الخريف أعلى من السنوات الماضية، وهناك توقعات بحدث عواصف جوية أخرى نتيجة الاحترار العالمي والتغيرات المناخية المسببة في حدوث تطرف مناخي بشكل واسع.

سبب تسمية عاصفة التنين بهذا الاسم

وسمية العاصفة التنين بهذا الاسم نسبة إلى شكل المنخفض الجوي الذي يظهر على شكل تنين في الخرائط.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: العاصفة التنين عاصفة التنين الأرصاد الطقس حالة الطقس الخريف الصيف العاصفة التنین

إقرأ أيضاً:

التنين ليس عدونا !

مرّ أكثر من عقد من الزمان منذ أن شاهدتُ أنا وأبنائي فيلم الانميشن How to Train Your Dragon، تذكرنا ذلك بحنين جارف ونحن نشاهدُ مؤخرا النسخة المُحدثة منه، بأسلوب واقعي ومؤثرات حية. لكن الفيلم تجاوز الإمتاع القديم والماكث في صورة «اصطياد الفايكينج للتنانين أو ترويضها»، حدث ذلك عندما التمع المعنى الخفي لسردية «الآخر» المُتخَذ كعدو، ولذا لم يعد بإمكاني هذه المرّة التماهي مع القوة البصرية للفيلم، كما حدث في النسخة الأولى عام ٢٠١٠، إذ سرعان ما شبكتُ أحداثه -وعلى نحو شخصي- بخيوط حياتنا مشروخة المعنى!

قد لا تبدو المقاربة دقيقة أو واقعية، إلا أنّي وأثناء المشاهدة تذكرتُ المقاومة الفلسطينية الصلبة منذ عقود، رغم ما يُصاحبها من خذلان وبؤس. تلك المقاومة التي رآها البعض بطريقة نمطية وهشة، ورجمها بعضٌ آخر بما يُثيرُ الحنق بكلمة «البادئُ أظلم»، وهكذا تحول المدافعون عن حياتهم إلى تنانين خطرة، لا يستحقون إلا المزيد من القتل، لقد تحولوا إلى شر محض!

«هيكاب» الفاشل في لعب دور المقاتل، وسّع الصورة ليُرينا أبعادا صادمة للحقيقة المتوهمة والتي عاش أجداده الفايكنج عليها، لا سيما عندما اكتشف أنّ التنين ليس هو العدو، وهنا تراخت كل الحُجج، فبدا القتلة أكثر عُريا أمام أنفسهم مما كانوا عليه ! تماما كما فعلت أنهار الدماء التي سالت منذ السابع من أكتوبر، لتُغير مجرى القصّة.. إنّه لثمن فادح حقا ! لكن هذا النهر الأحمر صفع العالم الكئيب ونبش الحكاية المُغطاة تحت وابلٍ من الأكاذيب، فكل ما تفعله التنانين في حقيقتها أنها لا تستسلم لمنظومة القتل البائسة والصامتة، بل تقلبُ الطاولة رأسا على عقب، فلا أحد يعرف كم هي مكلومة ومُعذبة ومتروكة!

من الصدف اللافتة وبعد مشاهدة الفيلم شاركني الكاتب والشاعر الفلسطيني عبدالرحمن بسيسو مقاله الذي حمل عنوان «الجبهةُ الإنسانيَّةُ لمُنَاهِضَةِ الصُّهيونيَّة»، تحدث فيه عن القابضين على جمرة إنسانيتهم في هذه الحياة. فهو يُراهن على النِّضال الإنسانيِّ الانعتاقيِّ التَّحرُّري، الشامل والمُتَكامل، ضدَّ الصُّهيونيَّة الواسمةِ نفسَهَا -عبر أقوالها وأفعالها- بالعنصرية والتَّوحش والجشع، مستهدفة بالهتك والفتك والإبادة جميع «الأغيار» أيًا ما كانت أعراقهم، أو جذور حضاراتهم، ودياناتهم، ومعتقداتهم، ومناهج تفكيرهم، وطرائق تعبيرهم عن ذواتهم، ومرجعيات انتماءاتهم الثقافية، والحضارية والآيديولوجية، والجيوسياسية، وألوان بشراتهم، ولغاتهم، ومستوياتهم الحضارية، وأنماط عيشهم، نازعة عنهم إنسانيتهم تسويغًا لاستهدافهم!

رفض هيكاب أن يظهر التنين بوصفه مصدر تهديد دون تصدير أدنى شفقة على ما يُضمره من أوجاع خلف مظهره الخشن! وأراد بسيسو من جهة أخرى أن نُعيد الاعتبار لجوهر الإنسان، خارج السرديات البغيضة. فالمشروع الصهيوني منظومة تُجرّد الإنسان من إنسانيته كي تُبرر سحقه. مشروع لا يرى في «الأغيار» سوى هدف مشروع للفتك والإبادة، وهو ما يجعل الفلسطيني في مرمى الموت كل دقيقة !

قد تبدو غزة اليوم كـ«غضب الليل» المجروح، تنينًا بجناحٍ مكسور، يُناورُ في سماء محاصرة بأملٍ مخذول، في انتظار أبطال يخرجون من أساطيرهم ليعيدوا توازن هذا العالم المختلّ، أبطال يُبدلون قدر الحكايات المُظلمة لخلاص مُرتجى! وربما هذا هو ما يفعله الأدب والفن عادة، يمنحانا تفسيرات مُذهلة لفهم واقعنا المُلغم، ويجعلانا على مسافة آمنة من فهم مشاعرنا، كما يُضيئان فينا مساحات شاسعة من التعاطف المفقود، لا عبر فهم ساذج وبسيط بل عبر تجليات مُكثفة للرمزية الآسرة. عندما وقف هيكاب في نهاية الفيلم بقدم مبتورة ومستبدلة بقطعة حديد، لم يكن لأحد أن يوقف فيض الدمع، فنحن لا محالة لا يمكننا عزل شعور عن آخر، لا يمكننا عزل وجع مُتخيل عن آخر -من شدة واقعيته- يبدو فنتازيا !

هدى حمد كاتبة عُمانية ومديرة تحرير «نزوى»

مقالات مشابهة

  • الأرصاد الجوية: درجات الحرارة معتدلة في مناطق الشمال ومرتفعة على أغلب مناطق الجنوب
  • الحرارة الشديدة مستمرة.. 3 ظواهر جوية تضرب مصر غدًا
  • تحذير من الأرصاد الجوية التركية: إسطنبول على موعد مع أمطار غزيرة
  • شديد الحرارة تحذير من الشبورة.. الأرصاد تعلن الظواهر الجوية المسيطرة اليوم
  • «في أغسطس».. الأرصاد الجوية تكشف موعد ذروة الصيف
  • الرئاسي يبحث التحديات التي تواجه شركة الخطوط الجوية اليمنية
  • التنين ليس عدونا !
  • تصل إلى 46 درجة.. الأرصاد الجوية تعلن حالة الطقس غدا الاثنين
  • الأرصاد الجوية: اعتدال درجات الحرارة على مناطق الشمال وارتفاعها على مناطق الجنوب
  • الطقس اليوم | شديد الحرارة .. وتحذير من ظاهرة جوية