جلسة لقراءة وتوقيع رواية «الحرب» لمحمد اليحيائي في الدوحة
تاريخ النشر: 16th, September 2023 GMT
«عمان» أقامت مكتبة كتارا للرواية العربية بالدوحة أمس ضمن برنامجها "ضيف المكتبة» جلسة لقراءة وتوقيع رواية "الحرب» للكاتب والروائي العماني محمد اليحيائي شارك في قراءة أوراقها الكاتب أحمد العلوي وجابر الكعبي بالتعاون مع نادي «اقرأ وارتق».
وقدم الكاتب أحمد العلوي تحليلا لرواية «الحرب» في ورقته التي حملت عنوان «رواية الحرب ومنظور السرد والشخصيات والزمان والمكان»، مشيدا بالروح الأدبية للكاتب وبقدرته على تصوير الأحداث والشخصيات بشكل مميز، مؤكدا على أهمية الرواية في تقديم رؤية جديدة لفترة تاريخية مهمة وتسليط الضوء على جوانب مختلفة للمجتمع العماني.
وفي سياق «السرد والذاكرة» قال العلوي: إن الرواية ترتكز على السرد واسترجاع الذاكرة، حيث يعكس الكاتب من خلال الشخصيات والأحداث ماضي عمان وتأثير الحرب على الذاكرة الوطنية. مشيرًا إلى تنوع الشخصيات في الرواية، وتتقاطع مع قصصهم الشخصية وتجاربهم في أماكن متعددة مثل أمريكا واليمن ومصر، مما يسلط الضوء على تأثير المكان على هوياتهم.
وحول «الزمان والتفاعل» قال العلوي: إن الرواية تنقلنا بين أزمنة مختلفة ومناطق متعددة، وهذا يُوجد تفاعلًا مع الحدث والشخصيات، مما يجعلها مشوقة ومعقدة، فيما أن اختيار المكان لعب دورًا مهمًا في الرواية، حيث تعامل الكاتب مع مفهوم الهجرة والبعد عن الوطن، ما أضاف عمقًا إلى الرواية، إضافة إلى ذلك فأن الكاتب استخدم أسلوبًا سرديًا متنوعًا يتيح له توسيع نطاق القصة وتسليط الضوء على عدة جوانب من تجربة الحرب وتأثيرها، واختصر الكاتب أحمد العلوي ورقته بالإشارة إلى أن رواية «الحرب» اعتمدت على سرد متنوع ومكان متعدد، وقدمت رؤية عميقة حول تأثير الحرب على الذاكرة والهويات الشخصية والوطنية.
وتحليلًا لدقة العناصر الأدبية في الرواية، وللبنية السردية وتطور الشخصيات، فيها أكد الناقد جابر عتيق الكعبي على أهمية رسالة الرواية فيما يتعلق بتجسيد الحرب وتأثيرها على الأفراد والمجتمع وقال: إن الرواية تعاملت مع حرب ظفار بشكل خاص، ورغم أهميتها وثقلها، إلا أنها ليست الحرب الوحيدة في الرواية، حيث تُظهر الرواية أيضًا حروبًا أخرى مثل حرب «الجبل الأخضر» والحروب مع المحتل الأجنبي، حيث رسمت الرواية صورة جميلة لعُمان والتغييرات التي تمر بها كوطن، وتحرير الشخصيات من الخوف والريبة، في حين أشار «الكعبي» إلى أن الشخصيات في الرواية مثلت شرائح مختلفة من المجتمع، وعكست مجموعة متنوعة من الرؤى والأوجه المختلفة للوطن والهويات الشخصية، كما أن الرواية تتعامل مع التناقضات والتضاربات في الشخصيات وتصرفاتهم، مما يعكس تعقيد الواقع الاجتماعي، مؤكدًا أن القارئ يمكنه إيجاد تفسيرات متعددة لأحداث الرواية وشخصياتها، مما يسمح بالتفاعل معها بشكل شخصي ومختلف، ما يقدم استنتاجات جديدة في فهم أعمق وأغنى للرواية إضافة إلى تعقيدها الاجتماعي والثقافي.
تجدر الإشارة إلى أن رواية «الحرب» لمحمد اليحيائي قد تأهلت الأربعاء ضمن قائمة الـ9 إصدارات لأفضل الروايات المرشحة للفوز في فئة الروايات المنشورة والمؤمل أن يعلن عنها رسميا في الأسبوع العالمي للرواية في الفترة من 13 إلى 20 أكتوبر.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: فی الروایة
إقرأ أيضاً:
وكيل الأزهر: ختم "شرح علل الترمذي "دليل على عناية الأزهر بالسنة رواية ودراية
قال أ.د/ محمد الضويني، وكيل الأزهر، إننا نشهد اليوم ختما مباركًا لأحد كُتب الحديث الفريدة، وهو شرح علل الترمذي، للحافظ ابن رجب، وهو كتاب عظيم القدر يعرف مكانته المشتغلون بالدراسات الحديثية، نستطيع أن نقول عن هذا الكتاب إنه: نسيج وحده في علوم الحديث.
وأضاف وكيل الأزهر خلال الاحتفالية الكبرى التي عقدتها الأمانة العامة لهيئة كبار العلماء بالجامع الأزهر لختم كتاب "شرح علل الترمذي" أنه قد تميزت عبقرية «الماتن» وهو الإمام الترمذي في وضع قواعد لتعليل المرويات وصارت مَعْلمًا هَاديًا للمشتغلين بعلم العلل خصوصا، وعلم الحديث عموما، ثم جاء الشارح، وهو الحافظ ابن رجب ببراعته المشهودة، ودقته المعهودة، وسلاستِه المعروفة، فكشف مخبات هذه القواعد بتحليل عميق، وفهم عالي دقيق، أبان ذلك عن تبحره في قواعد الاصطلاح.
وتابع أن الحافظ بن رجب من عظيم فوائده أنه ينقل في شرحه هذا من مصادر فقدناها، فاحتفظ هذا السفر الذي دبجه يراعه بفرائض من بطون تلك المصادر، كما أنه ربط القارئ لتلك القواعد الحديثية، والضوابط النقدية بتطبيقات الأئمة الأوائل النقاد، من أصحاب التعليل للمتن والإسناد ممن عاينوا الأصول، واطلعوا على كثير من المرويات، فجاء شرحًا حافلا ينهل منه شداة الحديث وطلبته، ويُفيد منه علماء الحديث ونقدته.
وأردف الدكتور الضويني، أنه مما يُسعد الخاطر، ويسر الفؤاد أن قام بشرحه بين أروقة الأزهر علم من أعلام الحديث بالأزهر الشريف، أ.د/ أحمد معبد عبد الكريم، عضو هيئة كبار العلماء، وقد استغرق في شرح هذا الكتاب قرابة عامين، لم ينقطع عطاؤه العلمي طلاب الحديث، وقد كتب الله لدرسه القبول التام فأصبح الدرس محط نظر وعناية لدى طلاب الحديث الشريف في كل مكان، وانتفع الطلاب والباحثون بآرائه العلمية، ونقداته الحديثية، واختياراته العلمية التي تدل على سَعَةِ اطلاع، وطول باع، وفهم عميق ومعرفة دقيقة لعلل الأخبار، ورواة الآثار، مع سلاسة لا تخفى.
وأكد وكيل الأزهر أنه ليس غريبا على أزهرنا الشريف وجود هذا الحراك العلمي، والتنافس المعرفي، إذ نرى أنوار الفهوم تتحدَّرُ مِنْ عُقول عُلمائه، فتضيء الطريق أمام محبي العلم ودارسيه وسُفَرائِهِ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ وصَوْبٍ، مبينا أن الأزهر لم يغب يوما من الأيام عن أداء دوره العلمي، ولم يتخلف أبدا عن واجبه المعرفي تدريسًا وتعليمًا، وتأليفا وتصنيفا، مع جودة في الطرح، وسلاسة في العرض، ودقة في الإيراد والتقرير، ومبالغة في التهذيب والتحرير، لذلك تميز هذا المعهد المعمور، وشهد لعلمائه القاصي والداني على مر العصور والأزمان.
وأوضح أن عقد مجالس ختم كتب العلم سنة درج عليها العلماء عبر القرون، ونحن إذ نقيم هذا الختم المبارك في الجامع الأزهر الشريف، وفاء وعرفانا وإحياء لما قام به أئمة الحديث وفرسانه من جهود مباركة في هذا الباب، إذ هي عادة علمية كريمة درج عليها العلماء في أزهرنا المبارك.
واختتم الدكتور الضويني أن دور الأزهر الشريف واضح جلي في صناعة العلم، وتكوين الثقافة الإسلامية الصحيحة، ومواجهة الخرافة، وألوان العنف والتطرف، ويأتي هذا المجلس دليلا وشاهدًا على ذلك، كما أن هذا المجلس وغيره بأروقة الأزهر يؤكد بحق أن الأزهر يُولي السنة النبوية عناية فائقة في بابي الرواية والدراية، وأن علماء الأزهر هم أحد بناة صروح العلم بصبرهم وجَلَدِهِم على تعليم العلم ونشره؛ يبتغون بذلك فضلا من الله ورضوانا، فإنهم يحافظون بذلك على العقولِ مِنْ نَزق فكرة متشددة، أو رؤية منحرفة متحللة، ويحافظون بذلك أيضًا على أوطانهم ويسعون في رعايتها وبنائها ورقيها.