ناسا: صيف 2023 الأكثر سخونة على الأرض
تاريخ النشر: 17th, September 2023 GMT
اعتبرت موجات الحر الحارقة في أمريكا الشمالية وأوروبا وآسيا وأماكن أخرى أن صيف هذا العام هو الأكثر سخونة على الأرض منذ عام 1880 على الأقل، حسبما أكدت وكالة ناسا، في إشارة إلى الوقت الذي بدأ فيه حفظ السجلات العالمية لدرجات الحرارة.
وفقًا لوكالة الفضاء، فإن الحرارة القياسية لعام 2023 هي نتيجة للاحتباس الحراري الذي يسببه الإنسان، ويتفاقم بسبب نمط مناخي متكرر ومتخمر يُعرف باسم ظاهرة النينيو.
وجاء في بيان يوضح التحليل أن شهر أغسطس وحده كان أكثر دفئًا بمقدار 2.2 درجة فهرنهايت (1.2 درجة مئوية) من متوسط الصيف، مما غطى رقمًا قياسيًا يبلغ 57 مليون شخص في جنوب وجنوب غرب الولايات المتحدة تحت موجة حر من الفئة الأشد.
وكانت درجات الحرارة في يونيو ويوليو وأغسطس مجتمعة أكثر دفئا بمقدار 0.41 درجة فهرنهايت (0.23 درجة مئوية) من جميع فصول الصيف السابقة، وفقا لأحدث تقرير. وفي مؤتمر آخر لوكالة ناسا حول حالة الطوارئ المناخية على كوكب الأرض الشهر الماضي، أكد العلماء أن شهر يوليو من هذا العام هو الأكثر سخونة على الإطلاق، حيث كانت الأشهر الخمسة السابقة الأكثر سخونة في السنوات الخمس الماضية.
وقال بيل نيلسون، مدير ناسا، خلال المؤتمر: "فقط انظر حولك وسترى ما حدث". "لدينا فيضانات قياسية في فيرمونت. لدينا حرارة قياسية في فينيكس وميامي. لدينا أجزاء كبيرة من البلاد غطتها دخان حرائق الغابات، وبالطبع، ما نشاهده في الوقت الفعلي هو الكارثة التي حدثت حدث في هاواي مع حرائق الغابات."
يقول العلماء إن الحرارة الحارقة في شهر يوليو ساهمت بشكل مباشر في موسم حرائق الغابات الأكثر دموية على الإطلاق في كل من كندا وهاواي، وكذلك في هطول الأمطار الغزيرة والفيضانات المفاجئة عبر البحر الأبيض المتوسط بما في ذلك اليونان وإيطاليا.
ويعزو الباحثون هذه الحرارة القياسية جزئيا إلى ظاهرة النينيو، التي تحدث كل سنتين إلى سبع سنوات تقريبا عندما تكسر الرياح فوق المحيط الهادئ، والتي تهب عادة إلى الغرب على طول خط الاستواء من أمريكا الجنوبية باتجاه آسيا، روتينها وتنجرف شرقا نحو المحيط الهادئ. الساحل الغربي للولايات المتحدة. ونتيجة لذلك، تشهد كندا والولايات المتحدة ظروفًا أكثر دفئًا من المعتاد.
وقال جوش ويليس، عالم المناخ وعالم المحيطات في مختبر الدفع النفاث التابع لناسا في كاليفورنيا، في بيان: "إن درجات حرارة سطح البحر المرتفعة بشكل استثنائي، والتي تغذيها جزئيا عودة ظاهرة النينيو، كانت مسؤولة إلى حد كبير عن الدفء القياسي في الصيف". ويتوقع فريقه أن أكبر التأثيرات الناجمة عن هذا النمط المناخي سوف تتكشف من فبراير إلى أبريل من العام المقبل.
ومع ذلك، وكما أوضح جافين شميدت، عالم المناخ ومدير GISS، خلال مؤتمر يوليو، فإن أنماط الطقس الطبيعية مثل ظاهرة النينيو تساهم بشكل ضئيل في تغير المناخ مقارنة بالأنشطة البشرية التي تؤدي إلى ظاهرة الاحتباس الحراري. ومن المتوقع أن تؤدي ظاهرة النينيو على وجه الخصوص إلى ارتفاع مؤقت في درجة الحرارة بنحو 0.1 درجة مئوية، وفقا لبيانات الوكالة. إن ظاهرة الاحتباس الحراري التي لوحظت حتى الآن تتجاوز هذه الكمية.
وقال: "لولا تلك المساهمات البشرية في محركات تغير المناخ، لم نكن لنرى أي شيء مثل درجات الحرارة التي نشهدها الآن".
ويأتي التحليل الجديد، الذي أجراه ويليس وفريقه في معهد جودارد لدراسات الفضاء (GISS) التابع لناسا في نيويورك، بعد يوم واحد فقط من تحذير فريق مختلف من العلماء من أن النشاط البشري قد أخذ العالم إلى ما هو أبعد من منطقة التشغيل الآمنة. وقد وجد الفريق أن ستة من ما يسمى بالقيود الكوكبية التسعة للبيئة العالمية، والتي تقيم مدى انحراف البشر عن عالم ما قبل الصناعة، قد تم انتهاكها.
ويأتي آخر تحديث من وكالة ناسا أيضًا في أعقاب تقرير آخر صادر عن المنظمة العالمية للأرصاد الجوية يفيد بأن الدول ليست على المسار الصحيح لتحقيق الأهداف طويلة المدى المتفق عليها سابقًا في اتفاقية باريس للحد من ارتفاع درجات الحرارة في جميع أنحاء العالم.
أصبحت موجات الحر أكثر شيوعا وشدة، وهو اتجاه يتوقع العلماء أن يستمر في هذا الاتجاه
السنوات المقبلة، ولكن هذا العام يظهر أنها تحدث أيضًا في أوقات غير متوقعة. على سبيل المثال، في أوائل سبتمبر حطمت موجة حر متأخرة بشكل غير عادي استمرت ثلاثة أيام في مدينة نيويورك الأرقام القياسية بعد ارتفاع درجات الحرارة بمقدار 20 درجة أعلى من المعتاد.
وقال شميدت في البيان الأخير: "للأسف، تغير المناخ يحدث. والأشياء التي قلنا أنها ستحدث ستتحقق". "وسيزداد الأمر سوءًا إذا واصلنا إطلاق ثاني أكسيد الكربون والغازات الدفيئة الأخرى في غلافنا الجوي."
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: ظاهرة النینیو درجات الحرارة الأکثر سخونة
إقرأ أيضاً:
الأرض تذوب.. و البشريّة تدفع الثمن!
حذرت دراسة علمية حديثة نشرتها صحيفة الغارديان من كارثة بيئية ضخمة تلوح في الأفق، حيث تشير التوقعات إلى أن نحو 40% من الأنهار الجليدية في العالم محكوم عليها بالذوبان بسبب انبعاثات الوقود الأحفوري واحتدام الاحتباس الحراري. وإذا استمر ارتفاع حرارة الأرض بالوتيرة الحالية لتصل إلى 2.7 درجة مئوية، فإن النسبة ستقفز إلى 75%، ما يعني اختفاء معظم هذه العمالقة الجليدية التي صمدت لآلاف السنين.
وبحسب الصحيفة، هذا الذوبان الجليدي لن يقتصر على رفع منسوب مياه البحار فحسب، بل سيمزق حياة مليارات البشر الذين يعتمدون على مياه الأنهار الجليدية في الزراعة والشرب، مهدداً أمنهم الغذائي والمائي، ومولداً موجات هجرة جماعية قد تعصف بالعالم.
ورغم هذا المشهد الكارثي، تؤكد الدراسة أن هناك بارقة أمل: يمكن إنقاذ نصف الجليد المتبقي إذا تمكنا من الحد من ارتفاع حرارة الأرض إلى 1.5 درجة مئوية، كما هو متفق عليه في اتفاقية باريس. كل جزء من الدرجة المئوية يتم التوفير فيه يعني إنقاذ تريليونات الأطنان من الجليد الثمين.
ووفق الصحيفة، اعتمد الباحثون على نماذج متطورة شملت 200 ألف نهر جليدي حول العالم، باستثناء غرينلاند وأنتاركتيكا، ووجدوا أن الأنهار الجليدية في غرب الولايات المتحدة وكندا هي الأكثر عرضة للذوبان، في حين تبقى بعض الأنهار في جبال هندوكوش وكراكورام أكثر مقاومة لكنها لن تفلت من التقلص مع استمرار ارتفاع درجات الحرارة.
وبحسب الدراسة، المأساة الأكبر أن هذا الذوبان سيستمر لآلاف السنين حتى لو توقف الاحتباس الحراري فجأة، ما يجعل الأنهار الجليدية بمثابة مؤشر كارثي يعكس عمق الأزمة المناخية التي تواجهها البشرية اليوم.
وقال الدكتور هاري زيكولاري، قائد الفريق البحثي: “كل جزء من الدرجة المئوية التي نتمكن من تجنبها سينقذ مليارات الأطنان من الجليد”، محذراً من أن قرارات اليوم ستحدد مصير كوكبنا لأجيال قادمة.
وتزامناً مع قرب انعقاد مؤتمر دولي رفيع المستوى لحماية الأنهار الجليدية، يطلق العلماء نداء استغاثة عالمي يطالب باتخاذ إجراءات عاجلة وفورية، مؤكّدين أن الاختيار أصبح بين مسار كارثي يؤدي إلى اختفاء معظم الأنهار الجليدية، أو تحرك جريء لإنقاذ هذا الإرث الطبيعي الثمين.
يذكر أن التغير المناخي هو التحول الطويل الأمد في أنماط الطقس ودرجات الحرارة على سطح الأرض، ويرجع بشكل رئيسي إلى النشاط البشري، خاصةً انبعاثات غازات الدفيئة مثل ثاني أكسيد الكربون والميثان الناتجة عن حرق الوقود الأحفوري وإزالة الغابات. هذه الغازات تحبس الحرارة في الغلاف الجوي، ما يؤدي إلى ظاهرة الاحتباس الحراري.
وتأثيرات التغير المناخي تشمل ارتفاع درجات الحرارة العالمية، ذوبان الأنهار والجبال الجليدية، ارتفاع مستوى سطح البحار، وزيادة تواتر وشدة الكوارث الطبيعية مثل الفيضانات، الجفاف، والعواصف، كما يؤثر التغير المناخي سلبًا على النظم البيئية، الأمن الغذائي، مصادر المياه، والصحة العامة حول العالم.
وتسعى الاتفاقيات الدولية مثل اتفاقية باريس إلى الحد من ارتفاع درجة حرارة الأرض إلى أقل من 1.5 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل الثورة الصناعية، بهدف تفادي أسوأ تأثيرات التغير المناخي، لكن التحديات تبقى كبيرة بسبب الاستمرار في انبعاثات الغازات الدفيئة.