قبل وبعد حدوثها.. كيف تواجه الفيضانات المفاجئة؟
تاريخ النشر: 17th, September 2023 GMT
باتت أخبار الفيضانات والسيول المفاجئة جزءا من حياتنا مع تغير المناخ، والتطورات المرتبطة به في الفترة الأخيرة.
وكان آخر تلك الأخبار ما وقع في ليبيا من فيضانات مدمرة أدت إلى مقتل الآلاف، نتيجة عاصفة أتت من البحر المتوسط وشقت طريقها إلى الساحل محدثة فيضانات أتت على الأخضر واليابس.
والسؤال الذي قد يتبارد إلى أذهاننا هو: كيف نتعامل مع هذه الفيضانات الخاطفة؟ وهي التي يطلق عليها Flash floods وهي تعني الفيضانات السريعة التي تحدث نتيجة هطول أمطار غزيرة لفترة قصيرة من الزمن، لكن آثارها قد تكون مدمرة، إذ تقتلع الأشجار وتدمر الممتلكات، وبالطبع تقتل البشر الذين يكونون في طريقها.
وهي على عكس "الفيضانات" التي تحدث نتيجة غمر منطقة جافة عادة بسبب ارتفاع المياه في مجرى مائي موجود، وقد تستمر لأيام أو أسابيع، وفق هيئة الارصاد الجوية الأميركية.
ورغم من أن الفيضانات المفاجئة مدمرة، إلا أن الخبراء يقولون إنه يمكن تجنب خطرها الداهم إذا تم وضع خطة ومعرفة كيفية التعامل معها وقت حدوثها، وفق تقرير لموقع صحيفة نيويروك تايمز.
وضع خطةفي حال توقع حدوث أمطار غزيرة مسببة لفيضانات، فإن الخطوة الأولى هي وضع خطة لكيفية تواصل أفراد أسرتك مع بعضهم البعض، وكيف ستتم عملية الإخلاء، وكيف تهرب من منزلك إذا لزم الأمر، ومن سيكون مسؤولا عن الأطفال.
ستحتاج أيضا إلى تقييم مخاطر الفيضانات على منزلك ومكان عملك أو مدرستك والطرق بين هذه الأماكن.
ويجب تحضير حقيبة طوارئ يسهل الوصول إليها وتكون مليئة بالإمدادات، مثل الأغذية التي يسهل حفظها والمياه والملابس ومصباح يدوي مزود بالبطاريات وشاحن هاتف ومجموعة الإسعافات الأولية.
ونصح موقع Ready.gov أيضا بإنشاء "نسخ رقمية محمية بكلمة مرور" للمستندات المهمة مثل شهادات الميلاد وبطاقات الهوية وغيرها.
أثناء الفيضانإذا كنت في مكان سفلي، فيجب عليك الانتقال على الفور إلى طابق أعلى أو الإخلاء إلى موقع آخر.
أثناء الإخلاء، عليك بجمع الأشياء الأساسية غير الموجودة بالفعل في حقيبتك، مثل رخصة القيادة وبطاقات الائتمان والأدوية والمستندات المهمة ووضعها في حقيبة مقاومة للماء.
وإذا كان لديك الوقت، فعليك بفصل التيار الكهربائي عن الأجهزة حتى لا تتعرض للتلف، وخذ الأشياء الثمينة إلى طابق أعلى إن أمكن.
وأفضل ما يمكنك فعله هو تجنب مياه الفيضانات كلما استطعت، لأنك ستكون معرضا ليس فقط لخطر الغرق، لكن أيضا لخطر الأشياء الضارة التي قد تطفو مثل النفايات البشرية والثعابين والمعادن وغيرها.
وإذا تدفقت المياه بالفعل إلى منزلك، فعليك التصرف بسرعة، ولا تنتظر، ولا تمسك أي شيء، فقط غادر المكان.
وإذا كنت في سيارتك فلا تقودها إلى شارع غمرته المياه، لأن الأمطار الغزيرة قد ترفع السيارة لأعلى وتجعلها تطفو.
ومع ذلك، إذا غمرت مياه الفيضانات سيارتك، فعليك أولا بفتح النوافذ، وإذا لم تستطع، قم بكسر الزجاج بواسطة آلة حادة أو باستخدام العمود المعدني لمسند رأسك. وبعد ذلك، قم بكسر الزجاج بواسطة آلة حادة أو باستخدام العمود المعدني لمسند رأسك، وقم بفك حزام الأمان وأمسك به أثناء صعودك إلى السطح واتصل بالطوارئ إن أمكن، وأبذل قصارى جهدك للبقاء إلى جانب السيارة حتى وصول المساعدة، لأنه من الأسهل على خدمات الطوارئ اكتشاف المركبة أكثر من اكتشاف الشخص.
وإذ تعرضت لفيضانات أثناء سيرك على قدميك في الخارج، فاركض على الماء حتى تبلغ أعلى نقطة ممكنة، حتى لو كان ذلك يعني صعود الدرج وتسلق مبنى أو شجرة أو شاحنة. وحاول رصد الأماكن الأثقل والأكبر حجما لأنها أقل عرضة للطفو.
إذا وجدت نفسك تحت الأرض، أي عند ركوب مترو الأنفاق على سبيل المثال، فيجب عليك الخروج من المحطة بأسرع وقت ممكن، حتى لو كان ذلك يعني شق طريقك بالقوة إلى أعلى السلالم التي غمرتها المياه.
ومترو الأنفاق هو آخر مكان ينبغي أن تكون فيه أثناء حدوث فيضان لأنه إذا امتلأت مصارف مياه الأمطار، فلن يكون هناك مكان آخر تذهب إليه المياه.
المصدر: الحرة
إقرأ أيضاً:
نهب الآثار في سوريا... تدمر تواجه خطر الاندثار وسط فوضى أمنية وتفاقم الفقر
تشهد المواقع الأثرية في سوريا، وفي مقدمتها مدينة تدمر، موجة غير مسبوقة من النهب المنظم، نتيجة لانهيار الوضع الأمني وتدهور الأوضاع المعيشية.
هذا ما كشف عنه تقرير حديث نشره موقع "يورونيوز"، مسلطًا الضوء على تحول هذه المواقع التاريخية إلى مسرح لعمليات تنقيب غير شرعية، مدفوعة بالجريمة المنظمة وغياب الدولة.
تدمر.. من مركز حضاري إلى أطلال منهوبة
تحولت مقابر تدمر الأثرية، التي يعود تاريخها إلى أكثر من ألفي عام، إلى مواقع مستباحة للتنقيب غير القانوني. عمليات الحفر تمتد لأعماق تصل إلى ثلاثة أمتار، بحثًا عن ذهب وقطع أثرية نادرة، وفق ما وثقه "يورونيوز".
هذه التنقيبات العشوائية تسببت في تشويه المعالم ودمار للطبقات الأثرية الحيوية التي يعتمد عليها الباحثون لفهم تعاقب الحضارات.
الناشط في منظمة "التراث من أجل السلام"، محمد الفارس، حذر من الخسائر العلمية التي لا يمكن تعويضها نتيجة هذا العبث، مؤكدًا أن ما يحدث هو كارثة ثقافية تهدد هوية سوريا التاريخية.
بعد سقوط النظام.. تصاعد غير مسبوق في النهب
ورغم الدمار الكبير الذي لحق بتدمر أثناء سيطرة تنظيم "داعش" عام 2015، إلا أن موجة النهب الحالية اتخذت أبعادًا أكثر خطورة منذ سقوط نظام بشار الأسد في ديسمبر الماضي.
وبحسب مشروع ATHAR المتخصص بتتبع تهريب الآثار، فقد تم تسجيل ما يقرب من 1500 عملية نهب في الأشهر الأخيرة وحدها، أي ما يعادل ثلث الحالات المسجلة منذ عام 2012.
ويصف الدكتور عمرو العظم، أستاذ الأنثروبولوجيا المشارك في المشروع، الوضع الراهن بـ"حمى الذهب الأثري"، حيث انهارت الضوابط الأمنية وتزايدت سرقة الآثار بشكل جنوني.
فيسبوك... سوق إلكتروني للكنوز المنهوبة
تحولت مجموعات فيسبوك العامة والخاصة إلى منصات نشطة لتجارة الآثار، من عملات نادرة إلى فسيفساء ونُصُب حجرية.
وتشير كايتي بول، المديرة المشاركة في مشروع ATHAR، إلى أن السوق الإلكترونية نشطة كما لم تكن من قبل، حيث تُباع القطع خلال أيام أو أسابيع فقط، بعد أن كانت تستغرق شهورًا في السابق.
وقد وثّق المشروع أكثر من 26 ألف صورة وفيديو توضح حجم هذه التجارة، في حين تضم بعض المجموعات ما يزيد عن 900 ألف عضو، ما يعكس اتساع الشبكات العاملة في هذا المجال.
الحفريات في السلمية... معدات ثقيلة واحترافية مشبوهة
وفي تل الشيخ علي قرب مدينة السلمية، تم توثيق عمليات حفر عشوائية ليليّة يصل عمقها إلى خمسة أمتار باستخدام معدات ثقيلة، ما يشير إلى تورط جهات محترفة تمتلك معرفة تقنية دقيقة. بعض المكتشفات، مثل الفسيفساء بحالة جيدة، توضح أن عمليات النهب ليست عشوائية تمامًا بل تقاد بعناية وخبرة.
من سوريا إلى المزادات العالمية
القطع المنهوبة لا تبقى في الداخل، بل يتم تهريبها إلى تركيا أو الأردن، حيث تُزوّر مستنداتها لاحقًا وتُعرض في مزادات عالمية كأنها شرعية. العديد منها يُباع في أوروبا والولايات المتحدة بأسعار مرتفعة، ما يعكس طلبًا غربيًا متزايدًا على هذه الكنوز المنهوبة.
فشل الرقابة... وفيسبوك في قفص الاتهام
رغم إعلان فيسبوك حظر تجارة الآثار منذ عام 2020، إلا أن التقارير تشير إلى استمرارها بشكل علني، دون أي تطبيق حقيقي للسياسات. تؤكد كايتي بول أن الشركة على علم بحجم المشكلة، لكنها لا تتخذ خطوات فعالة لوقفها.
مسؤولية عالمية ومقاومة محلية
مع تجاوز نسبة الفقر 90% في سوريا، يصعب ردع السكان المحليين عن المشاركة في التنقيب غير الشرعي، خصوصًا في ظل غياب البدائل الاقتصادية. إلا أن الخبراء يشددون على أن الطلب العالمي هو العامل الأهم في استمرار الظاهرة، مطالبين بمحاسبة الجهات الدولية والمزادات التي تشتري هذه القطع.
في ظل غياب الدولة، يبذل السكان المحليون، بدافع وطني وأخلاقي، جهودًا لحماية تراثهم. ويقود محمد الفارس وعدد من سكان تدمر دوريات ليلية تطوعية لحراسة ما تبقى من آثار المدينة، في محاولة يائسة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من ذاكرة حضارية مهددة بالاندثار.