لجريدة عمان:
2025-05-11@10:29:00 GMT

هل تصل كارثة ليبيا إلى سد قديم قريب منك؟

تاريخ النشر: 18th, September 2023 GMT

كان انهيار سدين في ليبيا وما تبعه من إطلاق العنان لمياه فيضانات غزيرة أدت إلى مصرع ما لا يقل عن ثلاثة آلاف شخص وحسبان أكثر من أربعة آلاف ومائتي شخص في عداد المفقودين حتى الآن، أمرا متوقعا، كما كان أمرا يمكن تفادي وقوعه. ولن يكون هذان هما آخر السدود الكبيرة التي تنهار ما لم نقم بإزالة وإصلاح بعض هذه البناءات القديمة التي عفا عليها الزمن والتي تجاوزت تاريخ انتهاء صلاحيتها منذ أمد بعيد.

شأن العديد من السدود حول العالم، أقيم سدا وادي درنة في ليبيا في السبعينيات من القرن الماضي خلال حقبة ذروة بناء السدود في العالم، حيث كان يقام ألف سد كبير كل عام. والآن تصل معظم هذه السدود إلى نهاية عمرها الافتراضي.

وفي حين أن التفاصيل لا تزال تتكشف، فإن انهيار سدي ليبيا قد نتج في ما يبدو عن سوء الصيانة، وسوء مراقبة المياه المختزنة التي غمرتها عاصفة ممطرة ضخمة. وكانت تحذيرات حاسمة قد صدرت في العام الماضي بشأن تدهور حالة السدود والإصلاحات اللازمة لتجنب مثل هذا السيناريو، دون أن يتخذ أي إجراء.

ومن المنتظر أن تقع كوارث مماثلة في جميع أنحاء العالم. ويكمن الخطر الأكبر في الهند والصين، حيث إن سدودا ضخمة يبلغ عددها ثمانية وعشرين ألف سد أقيمت في منتصف القرن العشرين تقترب الآن من بلوغ تاريخ نهاية صاحيتها. يبلغ عمر سد مولابيريار في ولاية كيرالا بالهند أكثر من مائة عام، وهو متضرر بشكل واضح ويقع في منطقة معرضة للزلازل. وسوف يؤدي انهياره إلى الإضرار بثلاثة ملايين ونصف المليون شخص في طريق جريان النهر.

وفي الولايات المتحدة، وهي ثاني أكبر دول العالم بناء للسدود بعد الصين، يبلغ متوسط عمر السدود خمسة وستين عاما، وهناك ما يقدر بنحو ألفين ومائتي سد معرضة بشدة لخطر الانهيار. ويخصص قانون البنية الأساسية الأخير ثلاثة مليارات دولار لصيانة بعضها، ولكن لا تزال هناك آلاف السدود التي لا تتحمل الحكومة الفيدرالية المسؤولية عنها، وسوف يتكلف إصلاحها ما يقدر بنحو ستة وسبعين مليار دولار.

وتمثِّل المخاطر الناجمة عن السدود القديمة مصدر قلق خاص في مواجهة تغير المناخ. فلقد تم تصميم السدود بحيث تحتمل أسوأ الظروف حسبما كان يمكن تخيل أسوأ الظروف في وقت بنائها. ولكن ما كان ينظر إليه ذات يوم على أنه حدث مناخي لا يقع غير مرة واحدة كل قرن بدأ يحدث بوتيرة متزايدة، مما يعرض السدود لخطر جسيم يتمثل إما في الفشل أو ضعف السلامة ضعفا كبيرا.

قبل كارثة ليبيا، كان المناخ القاسي ـ الذي تفاقمت قسوته بسبب تغير المناخ ـ يؤثر بالفعل على هذه المباني. فقد دمرت الأمطار الغزيرة سد أوروفيل القديم في كاليفورنيا في عام 2017، مما أدى إلى عمليات إجلاء جماعية وسط مخاوف من حدوث تسربات كبيرة خارجة عن السيطرة. ودمرت قطعة من نهر جليدي في الهيمالايا أحد السدود وألحقت أضرارا بآخر في شمال الهند في عام 2021، مما أسفر عن مقتل عشرات البشر. وقد أصبح ذوبان الأنهار الجليدية السريع من جراء ارتفاع درجات الحرارة خطرا كبيرا الآن على سلامة السدود والمجتمعات التي تعيش في طريق مجرى النهر.

ولقد كان النهج النمطي يتثمل في إصلاح السدود القديمة عند الحاجة، ومراقبة مستويات المياه المختزنة وراءها ومحاولة توقع هطول الأمطار وزيادة التدفقات من المنبع. وانظروا على سبيل المثال إلى سد كاريبا المقام على نهر زامبيزي في جنوب إفريقيا، والذي يخضع لإصلاحات واسعة النطاق لمنع انهياره بعد أن تبين أن مجرى النهر تحته قد تعرض للضعف الشديد. تتكلف هذه الإصلاحات ثلاثمائة مليون دولار، وهي مطلوبة ببساطة لإبقاء السد قائما على نهر انخفض فيه إنتاج الطاقة الكهرومائية بالفعل بسبب الجفاف. مثل هذه المشاريع لا يعدو رقعا اتسع عليها الفتق، وهي في الغالب أكثر تكلفة على المدى البعيد من إزالة السدود التي انتهت فترات صلاحيتها وعفا عليها الزمن. وفي حين أن بعض السدود القديمة لا تزال توفر مياه الشرب وتساعد المزارعين على ري حقولهم، فإن العديد من السدود التي أقيمت بهدف إنتاج الطاقة الكهرومائية لا تولد سوى نزر يسير من الكهرباء التي كانت تنتجها في السابق وذلك في ظل تراكم الرواسب خلف جدرانها. كما أن الجفاف المتزايد المرتبط بتغير المناخ قد أدى إلى شل توليد الطاقة الكهرومائية في جميع أنحاء العالم، مما أدى إلى تقنين الطاقة وانقطاعات التيار الكهربائي في الولايات المتحدة والصين والبرازيل.

الحق أنه تزداد صعوبة تبرير وجود العديد من السدود، وهذا هو أحد الأسباب وراء وجود حركة متنامية، تقودها غالبا شعوب أصلية وجماعات أخرى من السكان المهمشين، لإزالة هذه السدود. والأبرز في هذا الصدد هو إزالة أربعة سدود على نهر كلاماث الذي يجري على طول الحدود بين ولايتي أوريجون وكاليفورنيا في الولايات المتحدة، ومن المقرر أن تكتمل الإزالة في العام المقبل، لتكون أكبر جهد من نوعه في التاريخ.

وتتسارع وتيرة إزالة السدود وترميم الأنهار في أوروبا التي تعد أنهارها من بين أكثر الأنهار تجزئة في العالم، وقد شهدت انخفاضا كبيرا في التنوع البيولوجي للمياه العذبة. ومن المتوقع أن يؤدي مشروع ترميم نهر ميوز في نيذرلاند، الذي يتضمن استعادة سهوله الفيضانية لمعالجة الفيضانات والجفاف، إلى تقليل الفيضانات الشديدة من مرة كل قرن إلى مرة كل 250 عاما.

ليست كارثة السدين المأساوية في ليبيا إلا بمثابة جرس إنذار لسدود قديمة أخرى في جميع أنحاء العالم. وأفضل أداة لدينا هي إزالة هذه السدود تماما. ويجب أن نبدأ في استخدام هذه الأداء بوتيرة أكبر.

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

بدون مقابل .. رئيس حزب يسلم شقة إيجار قديم بـ سراي القبة للمالك الأصلي | خاص

بينما الصراع يحتدم بين مالك ومستأجر، حول رغبة الطرف الأول في إنهاء وتحرير العلاقة الإيجارية بـ قانون الإيجار القديم وآخر يريد البقاء دون مساس بالتشريعات الحالية، يظهر في الأفق مثال لمن يؤثر العدالة ويحترم حقوق الملكية - كما وصف - برد شقة كان يستأجرها إلى المالك الأصلي دون أي مقابل.

رئيس حزب يسلم شقة إيجار قديم للمالك 

هذا بالضبط ما فعله رئيس حزب الإصلاح والنهضة، الدكتور هشام عبد العزيز، الذي كان مستأجرا لشقة بنظام الإيجار القديم بنطاق سرايا القبة، وقام بتسليمها إلى المالك الأصلي دون المطالبة بأي شيء.

يتزامن ما قام به "عبد العزيز" مع صراع حول مشروع قانون الإيجار القديم المقدم من الحكومة، والذي يضاعف القيمة الإيجارية للوحدات عشرين ضعفا بحد أدنى 1000 جنيه في المدن ونصفها في القرى وزيادة 15% سنويا مع تحرير العلاقة الإيجارية بعد مرور خمس سنوات من تطبيق القانون.

رد شقة الإيجار القديم بدون مقابل 

"صدى البلد" تواصل مع الدكتور هشام عبد العزيز، رئيس حزب الإصلاح والنهضة، بشأن قراره بتسليم شقة خاضغة لـ الإيجار القديم كان يستأجرها سابقًا للمالك الأصلي دون المطالبة بأي مقابل مادي، والذي أكد أن قراره جاء انطلاقًا من إيمانه بقيمة العدالة الاجتماعية واحترام حقوق الملكية.

وتحدث "عبد العزيز" عن أزمة قانون الإيجار القديم، مؤكدا أن القضية تحتاج إلى حل متوازن وشامل يراعي حقوق الملاك ويحمي في الوقت ذاته المستأجرين من أي ضرر اجتماعي مفاجئ.

وأضاف عبد العزيز أن مشروع قانون الإيجار القديم المطروح من الحكومة يعبر عن نوايا إصلاحية مهمة، لكنه يحتاج إلى مزيد من الدراسة والحوار المجتمعي الموسع، لضمان تحقيق التوازن بين مصالح الطرفين.

وأوضح أن القضية ليست قانونية أو اقتصادية فقط، لكنها أيضًا قضية اجتماعية وإنسانية ترتبط بملايين الأسر، وتتطلب تطبيقًا تدريجيًا يضمن الأمان الاجتماعي ويحفظ حق المالك في استغلال ممتلكاته بقيمة عادلة.

مقترحات حزبية بشأن مشروع قانون الإيجار القديم.. «الوفد»: لايمكن اختزاله في زيادة القيمة.. و«الجيل»: توفير بدائل سكنية مناسبة للفئات الأكثر احتياجًاالإيجار هيزيد لـ4000 جنيه؟.. تطورات مشروع قانون الإيجار القديم ورئيس الوزراء يدخل على الخط

وشدد رئيس حزب الإصلاح والنهضة على أن الحل الحقيقي لهذه القضية يكمن في الجمع بين إعادة تنظيم العلاقة الإيجارية، وتوفير وحدات بديلة وبرامج دعم للفئات غير القادرة، مع وضع فترة انتقالية مرنة تتيح معالجة الملف دون الإضرار بأي طرف.

واختتم عبد العزيز تصريحه بالتأكيد على أن الحزب سيواصل طرح رؤى وحلول بناءة لدعم صانع القرار في تحقيق العدالة الاجتماعية والتوازن المطلوب في ملف الإيجار القديم، بما يخدم استقرار المجتمع ويحفظ الحقوق.

تفاصيل مشروع قانون الإيجار القديم 

ووفقا لمشروع قانون الإيجار القديم، تحدد نطاق سريان القانون على الأماكن المؤجرة لغرض السكن، أو لغير غرض السكن إذا كانت مؤجرة لأشخاص طبيعيين، وفقًا لأحكام القانونين 49 لسنة 1977 و136 لسنة 1981.

 تقرر زيادة القيمة الإيجارية الشهرية إلى عشرين مثل القيمة القانونية الحالية للوحدات السكنية.

خمسة أمثال القيمة القانونية للوحدات غير السكنية المؤجرة لأشخاص طبيعيين.بحد أدنى 1000 جنيه شهريًا للوحدات في المدن، و500 جنيه في القرى.مع زيادة سنوية دورية بنسبة 15%.

وبموجب مشروع قانون الإيجار القديم، يتم إنهاء عقود الإيجار الخاضعة لأحكام القانون بعد خمس سنوات من تاريخ تطبيقه.

ويتم تنظيم إجراءات الإخلاء بعد انتهاء مدة الخمس سنوات، ومنح المالك الحق في التقدم بطلب طرد للمستأجر الممتنع عن الإخلاء، مع الاحتفاظ بحقه في التعويض.

كما يمنح المستأجرين المشمولين بالقانون أولوية للحصول على وحدات بديلة من الدولة سواء بالإيجار أو التمليك، وفقًا لمعيار احتياج كل حالة. وتلتزم الدولة بإنشاء بوابة إلكترونية لتلقي الطلبات خلال ثلاثة أشهر من بدء تنفيذ القرار.

طباعة شارك الإيجار القديم قانون الإيجار القديم مشروع قانون الإيجار القديم الإيجارات القديمة الإيجار القديم 2025 ايجار قديم فسخ عقود الإيجار القديم طرد المستأجرين

مقالات مشابهة

  • هل أنقذت إدارة ترامب العالم من كارثة نووية بين الهند وباكستان؟
  • "الكُظَامة".. مصدر مائي قديم عزز التكافل الاجتماعي في عسير
  • الأسوأ قادم؟ حالة السدود في إسطنبول تثير القلق
  • ما هي مواقف البابا الجديد من قضايا المناخ والبيئة؟
  • سايكس بيكو.. جريمة مايو التي مزّقت الأمة
  • يسرا ومؤلفة برستيج.. قصة صورة داخل مقهى قديم في قلب القاهرة
  • الهند تطلق مياه السدود على نهر تشيناب وتثير مخاوف باكستان من الفيضانات
  • بوراص لـ “رئيس مجلس الشيوخ الفلبيني”: ليبيا ليست صحراء فارغة مثل عقلك الضحل
  • بدون مقابل .. رئيس حزب يسلم شقة إيجار قديم بـ سراي القبة للمالك الأصلي | خاص
  • شلقم: حذرت من أن الدور سيأتي على ليبيا بعد العراق