تعاني الدول العربية ما بين "فقر" الغذاء وحالات "السمنة" في حالة التغذية بالمجتمعات العربية، حيث أشارت إحصائيات عام 2020 إلى أن طفلًا من كل 12 طفلًا دون سن الخامسة في الإقليم شرق المتوسط الذي يضم أكثر من 22 دولة عربية، مصاب بزيادة الوزن، وفي نفس الوقت يعاني أطفال كُثُر من الجوع المستتر، المتمثل في عدم كفاية ما يحصلون عليه من فيتامينات أو معادن.

أما في صفوف الفتيات والنساء في سن الإنجاب (15-49 سنة)، فإن معدل انتشار فقر الدم في الإقليم يتراوح بين 24% و70%.

سوء التغذية يسبب خسائر كبيرة

من جهته شّدد الدكتور أحمد بن سالم المنظري، مدير منظمة الصحة العالمية لإقليم شرق المتوسط، على العبء الثقيل لسوء التغذية في الإقليم قائلًا: "إن سوء التغذية، بكل أشكاله، يسبب خسائر فادحة في صحة السكانِ في إقليم شرق المتوسط، وفي عافيتهم، وفي تنميتهم المستدامة. 

وأضاف في كلمته اليوم خلال إطلاق قاعدة بيانات لمكونات الغذاء، المقام اليوم بالأردن، أن بلدان الإقليم تواجه عبءَ مزدوج لسوء التغذية، إذ إن الإقليم يعاني من نقص التغذية، مع زيادة الوزن والسمنة اللتين تزدادان انتشارًا يومًا بعد يوم.

وأوضح أنه على الرغم من إحراز بعض التقدُّم على هذا الصعيد، فإن سوء تغذية الأمهات والرُّضع والأطفال الصغار والمراهقين يظل مشكلةً تهدد صحة وتنمية قدرات النساء والمراهقين والأطفال في الإقليم. 

و شهد عام 2020 إصابة 26.2% من الأطفال دون سن الخامسة في الإقليم بالتقزم، بينما أصيب 7.4% من الأطفال دون سن الخامسة بقدرٍ من الهزال، وأصيب 3% منهم بالهزال الشديد.

وأكد المنظيري على اتخاذ مزيد من الإجراءات للتصدي لسوء التغذية قائلًا: "لا تزال ثمة حاجة إلى اتخاذ إجراءات شاملة ومتعددة القطاعات لتسريع وتيرة التقدم المُحرَز في التصدي لسوء التغذية بجميع أشكاله، في الإقليم كاملًا. ونعتقد أن ذلك سيسهم في تحسين التغذية وتحقيق الرؤية الإقليمية: الصحة للجميع وبالجميع".

عادات غذائية خاطئة للأطفال

وفي كلمتها قالت الأميرة صالحة بنت عاصم أن الأوضاع التغذوية في الأردن، يعاني مثل شأن سائر البلدان في إقليم شرق المتوسط، ويعاني المجتمع من تحوُّل تغذوي سريع أدى إلى ارتفاع في معدلات زيادة الوزن والسمنة، ومن ثم ارتفاع معدل الإصابة بالأمراض غير السارية المرتبطة بهما. 

وأضافت قائلة: «إن السلطات الصحية تعمل بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية على دعم برامج التغذية الصحية للحد من معدلات السمنة، ومكافحة ارتفاع ضغط الدم والسكري وسائر الأمراض غير السارية».  

إطلاق قاعدة بيانات مكونات الأغذية

من جهته قال الدكتور أيوب الجوالدة، المستشارُ الإقليمي للتغذية بمنظمة الصحة العالمية إن قاعدة بيانات مكونات الأغذية، في جوهرها، تهدف إلى تزويد الباحثين والمتخصصين في التغذية ومهنيي الرعاية الصحية وراسمي السياسات ببيانات دقيقة وشاملة وقابلة للتنفيذ عن الأغذية المستهلكة في إقليم شرق المتوسط. 

وأشار إلى أنه مع زيادة الإصابة بالأمراض غير السارية عالميًّا والاعتراف المتزايد بدور النظام الغذائي في الصحة، اكتسبت هذه البيانات أهمية أكبر من ذي قبل.

وتفحص قاعدةُ بيانات مكونات الأغذية، المتاحة في شكل كتاب وقاعدة بيانات إلكترونية، المشهدَ الغذائي في إقليم شرق المتوسط. ويستطيع المستخدمون التعرف على مرتسمات المغذيات الكبيرة والمغذيات الدقيقة في الأغذية التي يتناولها ويعيش عليها الملايين.

علاوة على أهميتها للوقوف على رؤى الأنماط الغذائية، وهو ما يتيح اتخاذ قرارات مستنيرة في مجالات الرعاية الصحية، ورسم السياسات، والتخطيط للتغذية المجتمعية. والأمرُ لا ينتهي عند الأغذية المستهلكة فقط، بل يمتد إلى تبعاتها على الصحة والعافية والوقاية من الأمراض.
 

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: الغذاء سوء التغذية الصحة العالمية فقر الدم الرعاية الصحية الصحة العالمیة قاعدة بیانات سوء التغذیة فی الإقلیم

إقرأ أيضاً:

منظمة الصحة العالمية تكرم مركز مكافحة التدخين بحمد الطبية وتمنحه جائزة اليوم العالمي للامتناع عن التبغ لعام 2025

قامت منظمة الصحة العالمية بتكريم مركز مكافحة التدخين التابع لمؤسسة حمد الطبية كما منحت المركز جائزة "اليوم العالمي للامتناع عن التبغ لعام 2025" تقديراً لجهوده المبذولة للحد من انتشار التبغ ومساعدة الجمهور على الإقلاع عن التبغ بكافة أنواعه في دولة قطر ومنطقة شرق المتوسط.

وكان مركز مكافحة التدخين في مؤسسة حمد الطبية، وهو مركز متعاون من قبل منظمة الصحة العالمية منذ العام 2017، قد اختير هذا العام ضمن المراكز التي تمّ تكريمها في منطقة شرق البحر الأبيض المتوسط وذلك للمرة الثانية حيث تم تكريمه سابقاً في عام 2021. وقد تم تسليم الجائزة لمركز مكافحة التدخين من قبل الدكتورة/ ريانا بوحقة، ممثل مكتب منظمة الصحة العالمية في دولة قطر، وبحضور الدكتور أحمد المحمد، نائب الرئيس الطبي للخدمات الطبية ومدير ادارة الطب الباطني في مؤسسة حمد الطبية.

ومن جانبه أعرب الدكتور/ أحمد محمد الملا، مدير مركز مكافحة التدخين بمؤسسة حمد الطبية، عن اعتزازه بحصول المركز على هذه الجائزة للمرة الثانية منوهاً بالجهود التي يبذلها العاملون في مركز مكافحة التدخين وبالانجازات التي حققها على صعيد مكافحة التبغ في دولة قطر ومنطقة شرق المتوسط، وقال:" لقد كان لمركز مكافحة التدخين بمؤسسة حمد الطبية السبق في مساعدة الجمهور على الإقلاع عن التبغ بكافة أنواعه، ويعدّ تكريم المركز من قبل منظمة الصحة العالمية دليل على النتائج المثمرة للجهود التي قام بها فريق العمل في مركز مكافحة التدخين والتي انعكست إيجاباً على الكثير من مستخدمي التبغ في المجتمع من الأفراد أو في المؤسسات".

وبدورها نوهت الدكتورة/ ريانا بوحقة، بأنشطة المركز سواء على المستوى المحلي أو الإقليمي واستحقاقه التكريم في هذا المجال، وشكرت الدكتور/ ريانا العاملين في مركز مكافحة التدخين على جهودهم المستمرة في إطار مكافحة التبغ في دولة قطر والمنطقة، كما حثت على استمرار التعاون بين مركز مكافحة التدخين ومنظمة الصحة العالمية في مجال مكافحة التبغ نظراً لأهمية البرامج التي يقدمها المركز في هذا المجال .

ويقوم فريق مركز مكافحة التدخين بتنظيم فعاليات تثقيفية وتوعوية في المجتمع تشمل طلاب المدارس والجامعات والعاملين في وزارات ومؤسسات الدولة، كما يقدم أنشطة تدريبية تستهدف كوادر الرعاية الصحية ومنتسبي المؤسسات المجتمعية في قطر ودول منطقة شرق المتوسط، ويقدم الخدمات العلاجية لمساعدة مستخدمي التبغ على الاقلاع عن التدخين إضافة إلى تنفيذ مشاريع بحثية مرتبطة بالإقلاع عن التدخين.

وعبّر الدكتور/ أحمد محمد الملا عن شكره وتقديره لإدارة مؤسسة حمد الطبية وفريق منظمة الصحة العالمية لمنطقة شرق المتوسط ممثلاً بالدكتورة فاطمة العوا، المستشار الإقليمي لمبادرة التحرر من التبغ ، ومكتب مبادرة التحرر من التبغ في منظمة الصحة العالمية في جنيف، على دعمهم المستمر لبرامج المركز المختلفة مما يساهم في إحداث التأثير الايجابي لهذه الأنشطة في مجال مكافحة التبغ على كافة الأصعدة في دولة قطر ومنطقة شرق المتوسط.


من الجدير بالذكر أن منظمة الصحة العالمية تقوم في كل عام بمناسبة اليوم العالمي للامتناع عن التبغ بتكريم عدد من الأفراد والمؤسسات من كل منطقة تقع ضمن مناطقها الستّ؛ تقديراً لجهودهم البارزة وإنجازاتهم المتميّزة في مجال مكافحة التبغ. ويشمل التكريم منح الفائزين جوائز تقديرية وشهادات تقدير خاصة من المدير العام للمنظمة، وجوائز تتعلق باليوم العالمي للامتناع عن التبغ .

مقالات مشابهة

  • منظمة الصحة العالمية تكرم مركز مكافحة التدخين بحمد الطبية وتمنحه جائزة اليوم العالمي للامتناع عن التبغ لعام 2025
  • "الصحة" تطلق الدليل الاسترشادي لفيروس نقص المناعة البشري
  • "في اليوم العالمي للتوعية بأورام الدم " جامعة القاهرة تطلق من المعهد القومي رسالة أمل
  • وزير الصحة: استحداث وحدة للأسنان بالمركز الصحي الحضري بصقر قريش
  • هيئة الغذاء البريطانية: مشروبات مثلجة تحتوي على مادة سامة للأطفال
  • وزيرة دنماركية تهاجم "ميتا": تطلق الدعاية بدل حماية الأطفال
  • جامعة درنة تسجل أول مساهمة جينية ليبية عن القروش في قاعدة البيانات العالمية
  • 16 مليار حساب مخترق تهز الأمن الرقمي وتكشف خطر تسريب بيانات ضخم
  • إستعادة خدمة العناية المكثفة بمستشفى مدني التعليمي وتشغيل جهاز فصل الدم
  • الصحة العالمية تنتقد استهداف المستشفيات في الحرب بين إيران وإسرائيل