بوليفيا – على خلفية هجرة عربية مبكرة من الشام إلى أمريكا اللاتينية برزت في العقود الأخيرة  في أعلى المناصب شخصيات من أصول عربية في عدة دول بالمنطقة، لكن مانويل بيلسو يختلف عن الجميع.

مانويل إيسيدورو بيلسو لم يسبق زمنيا فقط نظراءه الشهيرين من أصول عربية مثل، خوليو سيزار طربيه وكارلوس منعم وجميل معوض، ولم تختلف بشكل كبير الظروف التي عاش فيها في القرن التاسع عشر، بل وكان شخصية ثورية كبيرة بمشروع إصلاحي ورؤى إنسانية واجتماعية وسياسية سبقت عصرها.

يمكن وصف مانويل بيلسو بأنه كان امتدادا لسيمون بوليفار، الثائر الفنزويلي الذي حرر الكثير من دول أمريكا اللاتينية من الاستعمار الإسباني، وهو أيضا من بعض النواحي بمثابة إرهاصات مبكرة  لشخصية تشي غيفارا.

ولد بيلسو عام 1808 في بلدة صغيرة عند سفح جبال الأنديز، وفيما يُجهل تماما اسم والده، يعتقد على نطاق واسع أنه تاجر من أصول عربية مهاجرة.

والدته تدعى مانويلا أوميريس، وقد انتقلت مع ابنها إلى مدينة لاباز، وتكسبت هناك ببيع أعواد الثقاب، ولذلك كان خصومه السياسيون لاحقا يعبرون عن ازدرائهم له بلفظ عن أعواد الثقاب يُذكر بمهنة والدته.

 

ورث بيلسو عن والده تقاطيع عربية مميزة لا تخطئها العين، في حين أن والدته سرعان ما تزوجت من عامل منجم يدعى غاسبار بيلسو، فحمل الصبي اسمه، وخدم الرهبان خلال القداس، وارتاد مدرسة في الدير، وكانت الدلائل تشير إلى أنه سيصبح قسيسا، إلا أن الأمور جرت بشكل مختلف تماما.

حين بلغ من العمر 13 عاما أو أكثر من ذلك بعامين كما تقول رواية ثانية، غامر رغم صغر سنه وانضم للقتال في حرب الاستقلال عن إسبانيا.

شارك في قتال مشهود في منطقة مفتوحة في ذلك الوقت لا تخضع لحدود. قبض عليه لاحقا ولم يعاقب لصغر سنه وأرسل إلى الدته في لاباز. لم يهدأ وخرج مجددا وانضم إلى القتال إلى أن برز وأصبح قياديا مشهورا، وبدأ طريقه إلى السلطة.

وصل السلطة رئيسا مؤقتا لبوليفيا في عام 1848 نتيجة لانقلاب عسكري، وأصبح رئيسا للبلاد من عام 1850 إلى عام 1855.

كان بيلسو زعيما عسكريا وسياسيا غير عادي، حيث اتبع سياسات تختلف بشكل جذري عن أسلافه. فقد سن دستورا يحظر العبودية تم تبنيه في سبتمبر عام 1850، وكان معاديا شرسا لهيمنة الأرستقراطية الإقطاعية، ويتمتع بشعبية عريضة.

حاول هذا الرئيس والثوري العنيد إدخال إصلاحات اجتماعية واقتصادية جذرية، والتخلص من تركة الاستعمار الثقيلة بقوانينها وقيودها المجحفة. وعمل في نفس الوقت على تعزيز سلطة الدولة وسعى إلى إضفاء طابع الديمقراطية على الحياة السياسية وتوسيع الأسس الاجتماعية للدولة بإشراك الطبقات الوسطى والحرفيين والتجار.

بيلسو كان مثاليا يؤمن بـ”مملكة الأخوة العالمية” وبالعدالة والمساواة الكاملتين، وبأن بناء دولة عادلة وقوية مستحيل من دون تحويل العوام والبسطاء بالتعليم إلى مواطنين حقيقيين.

يئس بيلسو من محاولة التغيير الطوباوية المستحيلة، فترك السياسة، وحل مكانه في السلطة في بوليفيا عام 1855 خورخي كوردوفا، في حين ذهب هو سفيرا إلى أوروبا.

بعد غيابه تمكنت القوى التقليدية وأصحاب النفوذ من بقايا النظام الإقطاعي من استعادة مكانتهم وتقويض الإنجازات التي حققها بيلسو بما في ذلك المصادرة الكاملة للأراضي المشاع التي منحت للفلاحين، ما تسبب لاحقا في انتفاضات قام بها هؤلاء جرى بعضها تحت شعار يقول: “نعم، يعيش بيلسو!”.

بيلسو في ذلك الوقت عاد إلى بوليفيا التي انتقلت من دكتاتورية إلى أخرى، وقاد في عام 1864 انتفاضة في مدينة لاباز ضد الدكتاتور ميلغاريجو.

في العام التالي خلال معركة شوارع جرت في 23 مارس عام 1865، قتل بيلسو الرجل الذي حاول بكل الطرق أن يرفع المظالم ويقيم دولة مثالية. مشروعه لم ينجح لكنه ظل مخلصا لأفكاره حتى الرمق الأخير.

المصدر: RT

المصدر: صحيفة المرصد الليبية

إقرأ أيضاً:

عربية النواب: اقتحام الأقصى استفزاز متعمد لمشاعر المسلمين

كتب- نشأت علي:

أدان الدكتور أيمن محسب، وكيل لجنة الشؤون العربية بمجلس النواب، بأشد العبارات، اقتحام وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير، وعدد كبير من المستوطنين المتطرفين، باحات المسجد الأقصى المبارك، معتبرًا ذلك استفزازًا فجًّا لمشاعر ملايين المسلمين حول العالم، واستمرارًا لنهج الاحتلال الإسرائيلي في التصعيد وفرض سياسة الأمر الواقع بالقوة.

وأكد محسب، في بيان له اليوم الأربعاء، إن هذه الممارسات المتطرفة تمثل انتهاكًا صارخًا للوضع التاريخي والقانوني القائم في القدس المحتلة، وتشكل تهديدًا مباشرًا للاستقرار في المنطقة، وتُعد استهزاء بكل الجهود الدولية الرامية إلى التهدئة ومنع تفجر الأوضاع في الأراضي الفلسطينية المحتلة، محذرًا من تداعيات تلك التصرفات المتهورة على الأمن الإقليمي.

وأشار عضو مجلس النواب إلى أن صمت المجتمع الدولي يشجع إسرائيل على الاستمرار في تلك السياسات العدوانية، قائلًا: "الاقتحام الذي قاده بن غفير، المعروف بتوجهاته العنصرية وتحريضه المتكرر على العنف ضد الفلسطينيين، لا يمكن قراءته إلا في سياق متعمد لاستفزاز مشاعر المسلمين، ودفع المنطقة نحو مزيد من التوتر والتصعيد."

وشدد النائب على أن هذه الأفعال تعكس استخفاف الحكومة الإسرائيلية بالشرعية الدولية وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، مؤكدًا أن حماية المسجد الأقصى، أول القبلتَين وثالث الحرمين الشريفين، واجب على جميع الدول العربية والإسلامية، وأن ما يحدث في القدس من تهويد ممنهج واقتحامات متكررة يتطلب موقفًا عربيًّا ودوليًّا موحدًا وحازمًا.

وطالب محسب القوى الكبرى إقليميًّا ودوليًّا بالخروج من دائرة البيانات الشكلية واتخاذ خطوات حقيقية وملموسة؛ لوقف هذه الانتهاكات الإسرائيلية، والعمل الجاد من أجل تمكين الشعب الفلسطيني من حقوقه المشروعة؛ وعلى رأسها إقامة دولته المستقلة على حدود 4 يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، مشددًا على أن مصر، قيادة وشعبًا، ستظل داعمة للقضية الفلسطينية، ومدافعة عن حقوق الفلسطينيين، وأن مثل هذه الممارسات لن تنال من إرادة الشعوب الحرة في الدفاع عن مقدساتها.


لمعرفة حالة الطقس الآن اضغط هنا

لمعرفة أسعار العملات لحظة بلحظة اضغط هنا

مجلس النواب الدكتور أيمن محسب اقتحام الأقصى

تابع صفحتنا على أخبار جوجل

تابع صفحتنا على فيسبوك

تابع صفحتنا على يوتيوب

فيديو قد يعجبك:

الأخبار المتعلقة تحرّك برلماني يطالب الحكومة بخطة لمواجهة انتشار الكلاب الضالة أخبار طلب إحاطة بشأن "جنون أسعار اللحوم" بعد ارتفاعها 14% قبل عيد الأضحى أخبار "قوى عاملة النواب": قانون العلاوات يحقق العدالة الاجتماعية أخبار "إعلام النواب" ترفض غلق بيوت الثقافة.. والوزير يكشف عن موقفه أخبار

إعلان

إعلان

أخبار

"عربية النواب": اقتحام الأقصى استفزاز متعمد لمشاعر المسلمين

روابط سريعة

أخبار اقتصاد رياضة لايف ستايل أخبار البنوك فنون سيارات إسلاميات

عن مصراوي

اتصل بنا احجز اعلانك سياسة الخصوصية

مواقعنا الأخرى

©جميع الحقوق محفوظة لدى شركة جيميناي ميديا

رابط أرقام جلوس الثانوية العامة 2025 ومقر اللجان للإعلان كامل للإعلان كامل 27

القاهرة - مصر

27 14 الرطوبة: 17% الرياح: شمال شرق المزيد أخبار أخبار الرئيسية أخبار مصر أخبار العرب والعالم حوادث المحافظات أخبار التعليم مقالات فيديوهات إخبارية أخبار BBC وظائف اقتصاد أسعار الذهب أخبار التعليم فيديوهات تعليمية رياضة رياضة الرئيسية مواعيد ونتائج المباريات رياضة محلية كرة نسائية مصراوي ستوري رياضة عربية وعالمية فانتازي لايف ستايل لايف ستايل الرئيسية علاقات الموضة و الجمال مطبخ مصراوي نصائح طبية الحمل والأمومة الرجل سفر وسياحة أخبار البنوك فنون وثقافة فنون الرئيسية فيديوهات فنية موسيقى مسرح وتليفزيون سينما زووم أجنبي حكايات الناس ملفات Cross Media مؤشر مصراوي منوعات عقارات فيديوهات صور وفيديوهات الرئيسية مصراوي TV صور وألبومات فيديوهات إخبارية صور وفيديوهات سيارات صور وفيديوهات فنية صور وفيديوهات رياضية صور وفيديوهات منوعات صور وفيديوهات إسلامية صور وفيديوهات وصفات سيارات سيارات رئيسية أخبار السيارات ألبوم صور فيديوهات سيارات سباقات نصائح علوم وتكنولوجيا تبرعات إسلاميات إسلاميات رئيسية ليطمئن قلبك فتاوى مقالات السيرة النبوية القرآن الكريم أخرى قصص وعبر فيديوهات إسلامية مواقيت الصلاة أرشيف مصراوي إتصل بنا سياسة الخصوصية إحجز إعلانك خدمة الإشعارات تلقى آخر الأخبار والمستجدات من موقع مصراوي لاحقا اشترك

مقالات مشابهة

  • عربية النواب: اقتحام الأقصى استفزاز متعمد لمشاعر المسلمين
  • الرئيس العراقي لـCNN: هناك نية عربية حقيقية لإعادة إعمار غزة.. وهذا ما قاله عن “بارقة أمل” لحل النزاعات
  • 4 دول عربية تعلن ثبوت هلال ذي الحجة وموعد عيد الأضحى المبارك
  • الرئيس الشرع: نلتقي اليوم على ثرى حلب الشهباء هذه المدينة التي ما انحنت لريح ولا خضعت لعاصفة بل كانت القلعة وكانت الجدار وكانت الشاهد على الصمود
  • 90 مليار دولار في الظل.. العراق يبحث عن خريطة كنزه المنسي
  • تكريم سليمان عيد والزعيم| أبرز تفاصيل حفل توزيع جوائز إنرجي
  • شاهد الفيديو.. الرئيس الفرنسي يعلق على الصفعة التي تلاقها من زوجته
  • قرعة كأس العالم للناشئين 2025.. بمشاركة 6 منتخبات عربية
  • أبطال فيلم "ريستارت" يدخلون على السجادة الحمراء بـ " عربية ربع نقل"
  • عربية «ربع نقل» في العرض الخاص لفيلم "ريستارت"