جريب : اليمن اليوم لم يعد كما كان قبل 21 سبتمبر وإمكانياته العسكرية والحربية فاقت توقعات الأعداء العليي :ثورة الـ21 من سبتمبر أجهضت كل مشاريع الأعداء وأطماعهم وتبنت آمال وتطلعات الشعب اليمني سلام: ثورة الـ 21 من سبتمبر كان لها الفضل بعد الله في كشف وتعرية كل المتآمرين والمرتزقة على اليمن لقمان: أهمية هذه الثورة تكمن في أهدافها المشروعة في الدفاع عن سيادة اليمن وإعادة بناء قواته العسكرية

يحتفل اليمنيون اليوم بالعيد التاسع لثورة الـ 21 من سبتمبر المجيدة، وهي مناسبة وطنية كبيرة تمكن فيها اليمنيون من استعادة القرار اليمني وكسر التدخلات الخارجية وقطع يدها المتأمرة إلى غير رجعة، إيماناً منهم بعدالة قضيتهم ومشروعهم الثوري التحرري فبذلوا في سبيل تحقيقه دماء أبنائهم الزكية، وجراح أبطالنا الأشاوس في مختلف ميادين الشرف والبطولة.


كثيرة هي المؤامرات والإرهاصات التي رافقت عمر هذه الثورة الوليدة التي ما لبث أن حولها اليمنيون إلى غبار عاثر حاملين على أكفهم آمال وتطلعات شعب عظيم متعطش للحرية والكرامة لينتصروا بذلك لكل قطرة دم سقطت في سبيل الثورة والتضحية من أجلها، كاسرين بصمود أسطوري خيبات الأعداء ومؤامراتهم على اليمن شعبا وإنسانا.
»الثورة« استطلعت بعض آراء قيادات وطنية جنوبية كانت في مقدمة المناضلين في هذه الثورة المباركة.. فإلى الحصيلة:-

استطلاع / مصطفى المنتصر

البداية كانت مع اللواء احمد حمود جريب- محافظ محافظة لحج وعضو المكتب السياسي لأنصار الله الذي أكدت أن احتفالات شعبنا اليمني العظيم بعيد الثورة اليمنية المباركة يأتي إيمانا بقضيته المحقة وأهدافه العادلة التي ناضل وضحى وبذل الغالي والرخيص من اجل تحقيق الهدف المنشود والغاية المطلقة في تحقيق السيادة اليمنية على كافة الأراضي والمكتسبات الوطنية، بعيدا عن الوصاية الخارجية والإملاءات الدولية التي يفرضها سفراء الخارج على القرارات اليمنية.
وأضاف جريب أن اليمن الكبير لن يقبل أن يكون مطية أو أداة بيد أي دولة أو جهة خارجية مهما كان ثقلها ومكانتها، فاليمن بقيادته الحكيمة وشعبه الثائر الذي ثار في الواحد والعشرين من سبتمبر 2014م أراد أن يستعيد مجده وقوته ومكانته التي يستحقها بعيدا عن أطماع الأعداء ومكائدهم، وهو بذلك يمضي قدما خلف قيادته الحكيمة والرشيدة بقيادة السيد المجاهد العلم / عبدالملك بدرالدين الحوثي وكذا قيادته السياسية والعسكرية بقيادة الرئيس المشير مهدي المشاط وأبطال قواتنا المسلحة والأمن الذين كان لهم الفضل بعد الله في دحر كل تلك المؤامرات ضد شعبنا اليمن طيلة تسعة أعوام من العدوان الغاشم ضد بلدنا .
ويشير جريب إلى أن احتفالات شعبنا بالعيد التاسع لثورة الـ21 من سبتمبر المجيدة تأتي في ظل تغيرات كبيرة تشهدها بلادنا، وتنام كبير لقواتها العسكرية بشقيها الصناعي والتدريبي وهو ما يؤكد حرص قيادة الثورة والقيادة السياسية إلى النهوض بهذا البلد وتنميته وتعزيز قواته بما يمكنه من استعادة مكانته المرموقة بين القوى الإقليمية والدولية التي لطالما عمدت إلى تدمير مقومات البلد وجعله ساحة للحروب والاقتتال حتى لا يكون له أي دور في الساحة الدولية والإقليمية، وبما يسهل لتلك الدول الصغيرة من تمكين نفسها على حساب وطننا وتمرير مخططات ومشاريع قوى الاستكبار العالمي واستثمار مصالحه الخاصة على حساب الشعب اليمني وثرواته ومقدراته .
وأوضح جريب أن ثورة الواحد والعشرين من سبتمبر لن تقبل بوجود أي قوة خارجية على الأراضي اليمنية، وان اليمن بمختلف مكوناته وأطيافه سيكون له اليد الطولى في إدارة موارده وثرواته، واي قوى أو أطراف خارجية تحاول الاقتراب من أرضنا ستكون في مرمى الاستهداف من قبل أبطال القوات المسلحة اليمنية ورجالها الأشاوس سواء في البر أو البحر أو الجو، وعليهم أن يدركوا أن اليمن اليوم لم يعد كما كان قبل الـ21 من سبتمبر، وأن إمكانياته العسكرية والحربية تفوق توقعاتهم وإمكانياتهم .
ثورة أجهضت مشاريع الأعداء
وزير الدولة بحكومة الإنقاذ الوطني الأستاذ احمد العليي أكد في مستهل حديثة إلى أن ثورة الـ21 من سبتمبر أجهضت كل مشاريع الأعداء وأطماعهم وتبنت أمال وتطلعات الشعب اليمني المتعطش للحرية والكرامة، بعد أن كانت سيادته مطية سهلة في أيدي الأطماع الخارجية ولقمة سائغة لأعداء اليمن ومؤامراتهم .
وأضاف العليي: إن القيادة الربانية الحكيمة بقيادة السيد العلم المجاهد عبدالملك بدرالدين الحوثي ما لبثت أن حملت على عاتقها زمام المبادرة في الدفاع عن هذا الوطن وشعبه ومقدراته بعد أن فر المرتزقة وسلموا الوطن على طبق من الذهب للأعداء، ليستكمل بحنكته وشجاعته وبالرجال الصامدين من أبناء هذا الشعب ما بدأه الشهيد القائد منذ زمن الصرخة الأولى التي أطلقها الشهيد القائد بتولي زمام المبادرة وضرورة طرد القوى الخارجية والدفاع عن سيادة اليمن ومقدراته ، وبرغم ما كان لهذه المهمة من حمل ثقيل ومسؤولية جسيمة إلا أن سماحة السيد سلام الله عليه، كان خير من تولى وأدار وجاهد في سبيل ذلك، وبعد الله كان له الفضل في الوصول بشعبنا ووطننا إلى هذه المراحل الكبيرة من القوة والصمود والنجاحات العظيمة .
وأشار العليي إلى أن المشروع القرآني الذي انطلقت به هذه المسيرة وكان الدليل الأوحد والمرشد لها بعد الله ، جعل اليمنيين أعلى مرتبة ومكانة من القوة والثبات في مواجهة الأعداء والمستكبرين وإفشال كل المؤامرات والمكائد التي أحيكت ضد هذا الشعب، وبرهن اليمنيون لكل العالم أن نضالهم المقدس وثورتهم المباركة استلهمت دروبها وأهدافها من وحي القرآن وتعاليم رسول الله وال بيته الكرام، فاستحقوا بذلك ونالوا النصر المؤزر من الله سبحانه وتعالى .
واستطرد قائلا : استهدفت الثورة في عمق جذورها وحاول الأعداء والمتربصون وأد شرارتها وإثباط عزيمة رجالها إلا أن الصمود اليمني والإرادة القوية التي تحلى بها اليمنيون كانت هي الرهاب بعد الله في قصم تلك المؤامرات وإجهاضها، وتمكن أحرار هذا الشعب وبتضحيات الشهداء الكرام والجرحى والأسرى، من أبطال القوات المسلحة والأمن من إيصال رسالة واضحة المعالم إلى كل من تسول له نفسه من المساس بهذه الثورة والنيل من أبطالها بانهم سيكونون وقوداً لتلك المؤامرات والمشاريع الهدامة التي يتبنونها ، وهو ما تحقق بفضل الله والحمد لله .
خيانة المرتزقة وعاقبة العمالة
محافظ عدن الاستاذ طارق مصطفى سلام أوضح أن ثورة الـ21 من سبتمبر المجيدة كانت الشرارة اليمنية التي التهمت كل أعداء اليمن ومؤامرتهم ، وكان لها الفضل في كشف وتعرية كل المتأمرين والمرتزقة على اليمن وسيادته وثرواته بعد أن جردت كل تلك الأسماء والوجوه المزيفة من كل كرامتهم ويمنيتهم حين هرولوا خانعين إلى عاصمة العدوان وأيدوا قصف بلدهم ووطنهم مقابل حفنة من المال المدنس .
وأضاف سلام : أولئك المرتزقة لم يحصدوا من عمالتهم وخيانتهم سوى الإهانة والتوبيخ والذل بقدر ما جلبوا لأوطانهم من المؤامرات والخراب فكتووا بنار ارتزاقهم وحصدوا ثمار وبالاهم، ولهذا عليهم أن يدركوا حقيقة أن اليمن لم يعد كما كان بالأمس فالشعب والقيادة الحكيمة التي استطاعت أن تواجه ذلك التحالف الأرعن وصمدت بوجه أولئك الأعداء وقدموا في سبيل الحرية والكرامة تضحيات عظيمة وكبيرة لن يكون سهلا عليها القبول بخيانة من يدعون وطنيتهم وشرعيتهم على حساب شعب بأكمله .
واكد سلام أن ثورة الـ21 من سبتمبر المجيدة استعادت استقلال اليمن المسلوب وقراره السياسي والاقتصادي المختطف منذ عقود، فكانت بذلك انطلاقة وثورة يمنية مخلصة واجهت التسلط والاستبداد والهيمنة الخارجية ومثلت الإرادة اليمنية القوية في استعادة مجده ومكانته الحقيقية والتاريخية بقيادة ثورية حكيمة ممثلة بالقائد العلم السيد عبدالملك الحوثي الذي أعاد لملمة شتات هذا الشعب وتوحيد صفوفه في مواجهة الأعداء والمستكبرين .
ثورة إنجازات
إلى ذلك أكد محافظ حضرموت اللواء لقمان بارأس أن ثورة الـ21 من سبتمبر المجيدة استطاعت تحقيق العديد من الإنجازات والنجاحات التي عجزت أنظمة متعاقبة ومتلاحقة من تحقيق أي إنجاز يذكر يمكن اليمنيين من حقهم في استعادة حقوقهم وتلبية تطلعات شعبهم بما يضمن لهم كرامتهم وحريتهم دون أي إملاءات أو تدخلات خارجية، وهو الأمر الذي نجحت به ثورة الـ21 من سبتمبر في مرحلة قياسية وصعبة، وهذا يحسب لقيادتها الثورية والسياسية الحكيمة ممثلة بالسيد القائد عبدالملك الحوثي والرئيس مهدي المشاط.
وأضاف لقمان: إن النجاحات العديدة والإنجازات التي حققتها ثورة الواحد من سبتمبر المجيدة وفي جوانب عدة :العسكرية والتصنيعية والحفاظ على الاقتصاد الوطني وكذا تحصين الجبهة الداخلية بالإضافة إلى إنجازات كبيرة في المجال الخدمي والأمني مقارنة بحجم الإمكانيات المنهوبة التي استحوذ عليها المرتزقة في المحافظات المحتلة وما تعيشه تلك المناطق من فشل أمني وانهيار اقتصادي وغياب كامل للخدمات، في الوقت الذي تنهب فيه مقدرات الوطن ومكتسباته إلى جيوب ثلة من الفاسدين والمرتزقة.
وأشار لقمان إلى أن أهمية هذه الثورة تكمن في أهدافها المشروعة والمحقة في الدفاع عن السيادة اليمنية وإعادة بناء القوات العسكرية على أسس وطنية، والحفاظ على سيادة الوطن واستقلاله والدفاع عنه وحماية أراضيه وصون مقدراته وثرواته من النهب والسلب والتوجه نحو بناء اليمن اقتصاديا وعسكريا وما نشهده اليوم من مؤامرات ومنعطفات كبيرة تعيشها بلادنا في ظل تنامي الخطر الخارجي وارتفاع وتيرة الوجود الأجنبي في الأراضي اليمنية والذي يستهدف الثروات اليمنية وينال من سيادتها، الأمر الذي قوبل برفض سياسي وعسكري كبيرة وتوجيهات صارمة لتلك القوات الغازية من ضرورة المغادرة بـ الأراضي اليمنية، وقد سبق وتم استهدافها بشكل مباشر من قبل القوات المسلحة اليمنية.

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

اليمن يحسم المعركة .. انكسار أمريكي وتصدّع صهيوني في وجه الصمود اليمني

يمانيون | تحليل خاص
في تطور لافت يعكس تحولات ميدانية واستراتيجية عميقة، باتت اليمن اليوم عنواناً لانكسار الهيبة الأمريكية وتصدّع المشروع الصهيوني في المنطقة. فالمقالات والتقارير التي نشرتها مؤخراً كبرى الصحف العالمية كـ”ذا هيل”، و”هآرتس”، و”الغارديان”، تكشف عن اعتراف غير مسبوق بحجم الفشل الذي مُني به العدوان الأمريكي الصهيوني على اليمن، وتؤكد أن صنعاء لم تكتفِ بالصمود بل تحولت إلى قوة فاعلة قادرة على فرض المعادلات الإقليمية.

هروب أمريكي تحت وقع الصواريخ اليمنية
صحيفة “ذا هيل” الأمريكية، المعروفة بقربها من دوائر صنع القرار في واشنطن، وصفت الاتفاق الأخير لوقف العدوان الأمريكي على اليمن بأنه “تراجع مُغلّف بالتفاخر”، مشيرة إلى أن واشنطن، وتحديداً إدارة ترامب، وجدت نفسها مضطرة للانسحاب من معركة لم تحقق فيها سوى الخسائر. فالطائرات الأمريكية المسيّرة سقطت، والطائرات المقاتلة فُقدت، والمليارات تبخرت دون مكاسب، فيما بَقيت القوة اليمنية أكثر رسوخاً وتماسكاً.

الكاتب “عمران خالد” اعتبر في مقاله بـ”ذا هيل” أن ترامب، الذي بدأ عهده بتهديد اليمنيين بـ”السحق”، اختتمه بوصفهم بـ”الشجعان”، في انعطافة تكشف اعترافاً كاملاً بالهزيمة. ولعل الأكثر أهمية هو ما خلص إليه المقال: أن الولايات المتحدة تخلّت عن الكيان الصهيوني وتركته وحيداً في ساحة المواجهة، ما زعزع ثقة “إسرائيل” وحلفائها العرب بالدور الأمريكي التقليدي كحامٍ وحليف.

اليمن كابوس تل أبيب: الاعتراف الإسرائيلي بالهزيمة
اللافت أن صحيفة “هآرتس” الصهيونية بدورها أطلقت تحذيراً مباشراً: “لا يوجد أي دولة نجحت في إخضاع اليمنيين، فلماذا تستمر إسرائيل في المحاولة؟”. هذا التساؤل لا يحمل فقط نبرة عجز، بل يكشف عن قناعة متزايدة داخل أروقة الكيان بأن الأدوات التي كانت تُستخدم لإخضاع شعوب المنطقة – كالاغتيالات والقصف المركز – لا تنجح مع شعبٍ يرى في معركته قضية وجود لا مساومة فيها.

الصحيفة نفسها أكدت أن الاغتيالات لن تُجدي نفعاً، وأن العدوان على الحديدة لن يُخضع اليمنيين، بل يزيدهم عزماً، مشيرة إلى أن هذه الحرب لم تكشف فقط صلابة اليمنيين، بل عرّت أيضًا محدودية خيارات تل أبيب، التي باتت عاجزة عن مواجهة تهديد يتجاوز حدود غزة والضفة.

وفي سياق متصل، نقلت وكالة “رويترز” أن دوي صفارات الإنذار عاد ليتردد في مستوطنات “نير عام” والضفة المحتلة، بفعل صواريخ انطلقت من اليمن، لتُضيف اليمن إلى قائمة الجبهات التي باتت تشكّل خطراً مباشراً على “العمق الإسرائيلي”.

الغارديان: اليمن يُعيد تشكيل الجغرافيا السياسية
أما صحيفة “الغارديان” البريطانية، فقد ذهبت إلى ما هو أبعد من تسجيل الفشل العسكري، لتؤكد أن العدوان الأمريكي الصهيوني على اليمن أسهم – من حيث لا يحتسب منفذوه – في تعزيز الحضور السياسي والعسكري الإقليمي لصنعاء. فبدلاً من تحجيم اليمن، عزز العدوان من استقلالية القرار اليمني، وعمّق صلته بالقضية الفلسطينية، ووسّع دائرة تأثيره في البحر الأحمر.

تقول الصحيفة إن استراتيجية “القصف الجوي” التي انتهجتها واشنطن وتل أبيب أثبتت عجزها، لأن الخصم اليمني – كما وصفته – يمتلك قدرة عالية على التكيّف، وعلى خوض “حرب استنزاف ذكية” تعتمد الصواريخ والطائرات المسيّرة، وهو ما كسر قواعد الاشتباك التقليدية، وفرض على الخصوم التفكير بطرق جديدة قد تكون أثمانها أعلى.

مفارقة الميدان والسياسة: صنعاء تمسك بزمام المبادرة
رغم الحصار، ورغم القصف المستمر، تؤكد التقارير الغربية الثلاثة أن صنعاء لا تزال صاحبة اليد العليا ميدانياً. فالقدرة على الاستمرار في إطلاق الصواريخ، وتسيير المسيّرات، وضرب الأهداف الحيوية في البحر الأحمر والمحيط الإقليمي، لم تتأثر بأي ضربة جوية، ما يشي بأن اليمن نجح في بناء منظومة دفاع وهجوم مرنة وغير تقليدية.

والأهم من كل ذلك، أن حضور صنعاء لم يعد يقتصر على الميدان العسكري، بل بدأ يتمدد إلى المشهد السياسي الإقليمي، كقوة تُحسب لها الحسابات، لا سيّما بعد أن أصبحت لاعباً أساسياً في معادلة الدفاع عن غزة وفلسطين، وبات صوتها يُسمع في أروقة القرار السياسي العربي والدولي.

تحولات جذرية في العلاقة الأمريكية الصهيونية
ما كشفته “ذا هيل” من “استثناء إسرائيل” من اتفاق وقف إطلاق النار بين اليمن وأمريكا، يكشف تصدعاً في المحور التقليدي (الأمريكي – الصهيوني). فلم تعد المصالح متطابقة، بل أصبحت متضادة في بعض اللحظات، وهذا ما يُقلق تل أبيب التي تشعر بأن واشنطن قد تنسحب فجأة، كما انسحبت من أفغانستان، وها هي تفعل في اليمن.

من جهتها، تتساءل “هآرتس”: هل يدفع ترامب نتنياهو لعقد صفقة مع اليمنيين كما فعل هو؟ في إشارة واضحة إلى أن تل أبيب باتت تفكر بعقلية المضطر لا المنتصر، وبأنها قد تجد نفسها مدفوعة للحوار مع قوة كانت حتى الأمس القريب تُصنفها كـ”عدو هامشي” أو مجرد وكيل إقليمي.

اليمن الجديد: من الضحية إلى صانع التحولات
ما يجري اليوم هو تحوّل عميق في موقع اليمن ضمن الخارطة الجيوسياسية للمنطقة. لم تعد صنعاء مجرد عاصمة تُقصف، بل باتت منصة لإطلاق الرسائل الصاروخية والسياسية على السواء. وهي اليوم تتحدث بلغة المنتصر، فيما يتحدث خصومها بلغة الدفاع والتبرير والخسائر.

هذا التحوّل لم يكن ليحدث لولا استراتيجية الردع المتصاعدة، والصمود الشعبي والسياسي، والقدرة على المزاوجة بين القوة والموقف الأخلاقي الداعم لقضايا الأمة، وعلى رأسها فلسطين.

ويمكن القول إن ما شهده العالم في الأشهر الماضية لم يكن مجرد معركة عابرة، بل محطة فاصلة في تاريخ الصراع الإقليمي. اليمن، الذي اعتقدت واشنطن وتل أبيب أنه الحلقة الأضعف، تحوّل إلى ساحة كسر هيبة. واليوم، تقف أمريكا و”إسرائيل” أمام واقع جديد: لا يمكن كسر اليمن بالقوة، ولا يمكن عزل صنعاء عن محيطها العربي والإسلامي.

لقد أصبحت صنعاء رقماً صعباً لا يمكن تجاوزه، وربما سيشهد التاريخ هذه المرحلة بأنها اللحظة التي بدأ فيها الانهيار الحقيقي لهيبة الإمبراطورية الأمريكية والصهيونية في قلب المنطقة.

مقالات مشابهة

  • اليمن يحسم المعركة .. انكسار أمريكي وتصدّع صهيوني في وجه الصمود اليمني
  • صحيفة صهيونية: لماذا لم تستطع “إسرائيل” ولا الولايات المتحدة هزيمة اليمنيين في اليمن؟
  • شخصية سياسية تكشف عن مبادرة وطنية للدفع بالحوار بين كافة الأطراف المتصارعة في اليمن 
  • هل تتكرر خطة اغتيالات قيادات حزب الله اللبناني في اليمن؟: إسرائيل تكشف المستور
  • هآرتس”: الهجمات “الإسرائيلية” فشلت في اليمن.. ومن الصعب إخضاع اليمنيين
  • ثورة مايو 1969
  • الاتحاد العام للطلبة اليمنيين في ماليزيا يُحيي الذكرى الـ35 للوحدة اليمنية بفعالية وطنية مميزة في كوالالمبور
  • مسعود بارزاني: ثورة كولان أثبتت أن إرادة شعب كوردستان لا تنكسر
  • أستاذ علوم سياسية لـ «الأسبوع»: استعادة 71 مصريا من ليبيا تأكيد على أن سلامة المصريين خط أحمر
  • مجلس شباب الثورة بمحافظة المهرة يحتفي بذكرى الوحدة اليمنية