استعدادا للاحتفال بمئوية إنشائها.. تعرف على تاريخ الكنيسة الإنجيلية بمصر الجديدة
تاريخ النشر: 21st, September 2023 GMT
تنشر “البوابة نيوز” تاريخ الكنيسة الإنجيلية المشيخية بمصر الجديدة ، في احتفالها بالمئوية علي انشائها خلال الأيام القليلة المقبلة، وحسب ما جاء في الكتيب الخاص بالاحتفالية، فإن مقــر الكنيسة بــدأ فــي شــارع رمســيس بالكوربــة حاليا، وذلــك قبــل بنــاء الكنيســة فــي موقعها الحالي.
حيث بــدأت الكنيسة بمجموعــة مــن الأعضــاء المصرييــن والشــــوام (مــن أصول سورية– لبنانية .
وقالت الكنيسة الإنجيلية بمصر الجديدة في الكتاب الصادر عنها بالاحتفالية، إن بدايـة الخدمـة فـي الكنيسـة بـدأت بمشـاركة للمرسـلين مـن الكنيسـة المشـيخية الأمريكيــة مــع شــعب الكنيســة وشــيوخ منتدبيــن مــن كنائــس الفجالــة والأزبكيــة بقيادة القس رالف مكجل.
واشارت الكنيسة إلي أن رعاتها الأصليين المصريين على مدار تاريخها هم أربعة قسوس: القس إسحق إبراهيم (١٩٥١ – ١٩٢٢) - القس إلياس مقار (١٩٨٠ – ١٩٤٥) - الدكتور القس مكرم نجيب (٢٠١٩ – ١٩٨١) - الدكتور القس يوسف سمير ( ٢٠١٥ حتى تاريخه)
وكشف كتاب تاريخ الكنيسة عن أول متفرغـة للخدمـة فـي الكنيسـة فـي الخمسـينيات هـي المبشـرة "أم راحيـل" وهي من أصول سورية، وأول عازفة للأورغن وقائدة لفريق الترنيم هي "مدام فريجا" من أصول لبنانية.
وقال كاتب الكتاب خلال توثيقه، إن أول إجتماع متخصــص بالكنيســة هــو إجتمــاع السـيدات فـي عـام ١٩٢٤، أعقبــه ثانــي إجتمــاع متخصـص بالكنيسـة هـو إجتمــاع مــدارس الأحــد في عام ١٩٢٤.
• أول مدرسة تدريب خدام بالكنيسة كانت سنه ١٩٢٣.
• أول كنيسـة قامـت كنيسة مصر الجديدة الإنجيلية المشيخية بزراعتهـا هـي كنيسـة الجاليـة السـورية بشـارع إبراهيـم باشا في عام ١٩٣٧.
الجدير بالذكر بدأ العمل في مصر الجديدة سنة 1917 بقيادة القس رالف ج. مكجل ، واستمر العمل قبل تنظيم الكنيسة بمجلس مؤقت عينه مجمع مشيخة الوجه البحرى برئاسة القس رالف مكجل وعضوية الشيخ عوض واصف شيخ كنيسة الفجالة والشيخ هويمن شيخ كنيسة الأزبكية.
وقد اجتمع المجلس لأول مرة بمنزل الرئيس يوم الجمعة 30 أبريل عام 1920 وتناول المجلس انضمام أعضاء جدد لأول مرة وتم انضمام سبعة أعضاء: أربعة منهم بالإقرار (لأول مرة) وهم "ونيس أفندي فرج ووداد خليل وسميرة ميشيل عطية ولوريس اسحق صروف" وثلاثة بالتخلية هم "صادق أفندي حبشي والسيدة ليديا صادق والخواجا دانيال إبراهيم". كوّن هؤلاء السبعة نواة العضوية بالكنيسة، وكان العمل يسير بإشراف هذا المجلس وخدمة جناب القس إسحاق إبراهيم الذي عينه المجمع بالجهة بعد أن ترك رعاية الكنيسة الإنجيلية بقنا، وبدأ القس إسحق خدمته مع هذا الفريق من عام 1918 وبدأت الكنيسة في النمو والتقدم حتى أمكنها أن تتقدم في الإلتئام الرابع والسبعين لمجمع مشيخة الوجه البحري بتاريخ 25 يناير 1921 بطلب التنظيم، وقرر المجمع تنظيم الكنيسة وعين ميعاد 31 مارس لإجراء الانتخابات والتنظيم. فإنتخب بالإجماع حضرات: الشيخ تادرس جل والخواجا إسكندر سعد للمشيخة والخواجات دانيال إبراهيم وعبد الشهيد بخيت للشموسية. وتمت رسامة الشيوخ والشمامسة يوم 29 أبريل 1921، وأصبح هذا هو المجلس الدائم ثم وافق المجمع على تنصيب راعي للكنيسة، فتم تنصيب القس إسحق إبراهيم ليكون الراعى الأول للكنيسة في 10 فبراير 1922م. لم تكن الكنيسة في مقرها الحالي بل كانت في منزل بشارع بغداد مكان البنك المصري الأمريكي حالياً وفي يونيه 1922 صدر مرسوم ملكي بالترخيص وإنشاء الكنيسة في موقعها الحالي الكائن بشارع كليوباترا رقم 18 بمصر الجديدة.
وفي عام 1970 بدأ العمل في توسيع الكنيسة نظراً لتزايد العدد واستمر العمل حتى عام 1972. وفي عام 1973 تم بناء دور ثاني لسكن الراعي على أن يُستخدم الدور الأول لأنشطة الكنيسة بالمبنى الملحق بالكنيسة لمواجهة ازدياد النشاط الكنسي. كما بدأ العمل في بناء القاعة والدور الثالث بمبنى الراعي عام 1974 وبارك الرب العمل واستمرت الكنيسة في التزايد والنمو والتوسع في شتى مجالات العمل والخدمة. مما جعل المجلس يرى أنه من الضروري رسامة وتنصيب شيوخ جدد، وتم في يوم الجمعة 30 ديسمبر 1977 رسامة وتنصيب 28 شيخاً أربعة منهم سبق رسامتهم في كنائس إنجيلية أخرى و24 جدد للرسامة والتنصيب وهم الآتي أسمائهم: الشيخ أديب عزيز، الشيخ جرجس ميخائيل، الشيخ كمال ولسن، الشيخ لبيب عويضة، الشيخ فهمى حبيب، الشيخ هلال يسى، الشيخ صبحى فام، الشيخ موريس إسكندر، الشيخ أديب مرقس، الشيخ واصف الصقر، الشيخ عزمى يوسف، الشيخ فوزى عزت، الشيخ وليم فرج، الشيخ عزيز نسيم، الشيخ سمير حبشى، الشيخ ميشيل رضا، الشيخ الدكتور إميل أمين، الشيخ الدكتور رؤوف وهبة، الشيخ الدكتور ثروت سعيد، الشيخ الدكتور مدحت أديب، الشيخ الدكتور صبرى إلياس، الشيخ الأستاذ الدكتور وهبى وديع، الشيخ الدكتور المهندس سامى جيمى، الشيخ المهندس أسعد شفيق، الشيخ المهندس ناجى فريد، الشيخ المهندس شكرى إلياس، الشيخ المهندس عفت أرنست والشيخ المهندس مجدى رضا. وانطلقت الكنيسة في اتساع ونمو وقام المجلس بتوزيع المسئوليات على الشيوخ وتنظيم العمل حتى يتسنى للجميع القيام بالخدمة وبالتالي تؤدى الخدمة بصورة دقيقة وناضجة. وهكذا سارت الكنيسة في العمل برعاية الفاضل القس إلياس مقار الذي أدى دوره بأمانة ونزاهة وشرف وخدم الكنيسة بإخلاص وحب وأتم رسالته وانتقل عام 1980 بعد خدمة استمرت 35 عاماً وترك كنيسة تحتوي على 381 عضواً .
بدأ القس مكرم نجيب خدمته بالكنيسة بحفل التنصيب في 20 مارس 1981م وكان أول مجلس ينعقد برئاسته في 12/6/1981 وفيه طرح وناقش مع المجلس خطة العمل بالكنيسة في ضوء اتساع دائرة الخدمة وعرض بعض التصورات والرؤى لهذه الخطة وقرر المجلس تشكيل لجنة عمل لدراسة الخطة. وبعد دراسة هذه الخطة قدم القس مكرم التصور النهائي لخطة الكنيسة في جلسة 19/2/1982 وكان ملخصها الآتي: أولاً: البناء الروحي: والهدف هنا تكون الشخصية المسيحية المتكاملة روحياً والتي تقوم برسالة حية ومؤثرة في المجتمع الذي توجد فيه. وهناك وسائل مختلفة للوصول إلى هذا الهدف مثل: الاجتماعات المختلفة بالكنيسة والشركة والمتابعة والتلمذة وتدريب القادة والزيارات. ثانياً: الكرازة. ثالثاً: الانفتاح الخارجي وزرع كنائس جديدة مثل مدينة نصر والاهتمام بخدمة القرى. رابعاً: التنظيم الإداري من سكرتارية ولجان عمل مثل اللجنة الروحية، المالية، المشروعات والصيانة، اللجنة الاجتماعية، لجنة التهذيب المسيحي، لجنة الترنيم والموسيقى. وبعد عرض الخطة طلب من المجلس دراستها وتقديم الملاحظات عليها قبل إقرارها وبالفعل تمت الدراسة وأقرت الخطة وبدأ العمل بها في عام 1983.
في عام 1983 بدأ العمل بصورة جادة في مبنى مركز الخدمات بمدينة نصر وتم تسجيل المكان بشركة مدينة نصر، مع الشكر العميق للرب وللدكتور فؤاد بولس والأسرة لدورهم الكبير فى تحقيق هذه الرؤية. كما تم تشكيل مجموعة للقيام بالزيارات والعمل الروحى وأخرى للإشراف عل عملية البناء. بعد ذلك قامت الكنيسة بخدمة تقديم المائدة للمسنين في المنازل كما قامت بتقديم خدمة خاصة للمعوقين وعمل لقاء خاص بهم عقب خدمة يوم الأحد. وفي 27 /6 /1984 تم افتتاح مشروع مكتبة دار الثقافة بالكنيسة. وفي أكتوبر 1984 طرح القس مكرم نجيب فكرة الحاجة إلى أكثر من متفرغ للعمل لاحتياج الخدمة في مجالاتها المختلفة واقترح فكرة الاستعانة بالخريجين الجدد من كلية اللاهوت ووافق المجلس على الفكرة. رأت الكنيسة ضرورة الاهتمام بمبنى مدينة نصر وإعطاءه الأولوية والذي يتطلب نحو مائة ألف جنيه لأعمال الأساسات والبدروم خلال عام 1985م. كذلك أخذ الاهتمام بالشباب وخدمتهم مجالاً كبيراً في الكنيسة منذ عام 1985 حيث تم عمل تدريب قيادات، جلسات للقادة، الاهتمام بالأسر الحديثة، تخصيص أوقات ولقاءات ثنائية بين الراعي وبعض القيادات التي تحتاج ذلك، والاهتمام بمشروع إسكان للشباب كما اهتمت الكنيسة بالترنيم والموسيقى وإعداد كواير يقوم بهذه الخدمة، بالإضافة لعمل لقاءات مهنية لأطباء والمهندسين وأساتذة الجامعات ... إلخ. كما اهتمت الكنيسة أيضاً بتطوير العمل في كافة المجالات كالعمل الاجتماعى، الكرازة، استخدام الطاقات الجديدة في الكنيسة وقد تم إعداد لجان لمناطق الزيارات للوصول لكل أحياء مصر الجديدة مثل: مناطق المطار والنزهة الجديدة والألف مسكن.
في عام 1985 كانت كنيسة مصر الجديدة الإنجيلية من الكنائس الرائدة التي أشركت عنصر السيدات وعنصر الشباب للمشاركة في جلسات المجلس ، وفي عام 1985 أيضا وافق المجلس على الإشراف على العمل الكرازي في منشية ناصر ومدينة السلام باعتبارها ضاحية كاملة مجاورة لمصر الجديدة ، وأن يقوم بالعمل عناصر من القيادات بالكنيسة واجتماع السيدات واجتماعات الشباب والعاملين بمدارس الأحد مع القس أمير أنيس المُعين من قبل المجمع بهذه المناطق وقتئذ كما كانت الكنيسة رائدة في وضع خطط خمسية وكانت أول خطة خمسية من 1981 - 1985 ، كما كانت رائدة في عمل جمعية عمومية تناقش هذه الخطط وغيرها من الأمور العامة للكنيسة. وقد كانت الخطة تحتوي على أهداف وطرق لتنفيذ هذه الأهداف وقد كان الهدف الرئيسي لأي خطة هو أن تكون الكنيسة قوية داخلياً مؤثرة خارجياً.
أما الاستراتيجية للخطة فكانت محاورها كالآتى: كنيسة دارسة مفكرة (وضوح الفكر الإنجيلي المشيخي المستنير) - كنيسة ولودة نامية (أفراداً وقيادات) - كنيسة متعبدة مؤثرة (العبادة - الكنيسة العامة - المجتمع) - كنيسة منظمة إدارياً (من خلال أسلوب إداري ناجح). الهيكل العام للخطة: أولاً: برنامج عمل الخدمة للبناء الداخلي الرسالة الخارجية. ثانياً: الإدارة والمنشآت تطوير الأسلوب الإداري للتوسع في منشآت الكنيسة.
بناء على قرار المجلس في 12 /10 /1984 بالموافقة على الاستعانة بالخريجين الجدد من كلية اللاهوت في دائرة الخدمة بالكنيسة فقد تم اختيار الأخ سامي حنين للخدمة في مجال التهذيب والعمل وسط الشباب وفي عام 1989 بدأت خدمة الأخ خالد بشرى في الكنيسة للمعاونة في الخدمة. وقد قررت الكنيسة من خلال لجنة المشروعات شراء أرض بمنطقة مرسى مطروح لتكون بيت مؤتمرات وتم بالفعل شراء الأرض وتسجيلها باسم الكنيسة.
كما تم بعد مباحثات ومفاوضات كبيرة وطويلة من جانب الكنيسة مع الإرسالية الأمريكية وبمساعدة الدكتور القس صموئيل حبيب بشأن ضم بيت الإرسالية للكنيسة أوضح القس مكرم نجيب أنه سيتم استلام بيت الأمريكان في أول صيف 1993م. وفي صيف 1992 انضم الأخ جون سعيد إلى فريق الخدمة في الكنيسة للعمل فى منشية ناصر.
في 25 /10 /1992 قامت الكنيسة بعمل لقاء قومي بعنوان "الفكر الديني وتقدم المجتمع"، ولقد كان لهذا اللقاء صداه وتأثيره في كافة أجهزة الدولة وقد أشاد بذلك الإعلام المصري من خلال البرامج التليفزيونية والجرائد الرسمية والمعارضة والمجلات وبعض الصحف العربية. وكان لحضور مستشار رئيس الجمهورية أثره البالغ وأفاد بتأييد دور الكنيسة الإنجيلية في المجتمع، وحضر أيضا نائب وزير الداخلية الذي قدم تقريراً عن انطباعاته عن اللقاء ومدى تأثيره على المجتمع. وكذلك نائب مدير الأوقاف الذي عقد حواراً في وزارة الأوقاف عن هذا اللقاء وأشاد بدور الكنيسة، هذا بالإضافة إلى مناقشة الموضوع في لجنة بمجلس الشعب، وأرسلت لجنة الإخاء الديني نائباً لإظهار تقديرها وانبهارها لهذا العمل. هذا وقد تأيد اللقاء من غالبية شعب الكنيسة.
وبعد خمسة أعوام من المفاوضات والمحادثات مع الإرسالية الأمريكية تم تسليم بيت الإرسالية للكنيسة وتمت الاتفاقية الرسمية مع الكنيسة المشيخية بأمريكا في أبريل 1994 على أن يكتب البيت باسم سنودس النيل الإنجيلي والجهة المنتفعة به ستكتب لصالح الكنيسة الإنجيلية بمصر الجديدة. هذا وقد رتبت الكنيسة مكاناً لسكن المرسلين الأمريكان، كما قرر المجلس تشكيل لجنة للبدء في صيانة البيت فور استلامه ولجنة أخرى لدراسة كيفية استخدام البيت بأفضل صورة وقدم المجلس الشكر للرب أولاً ولكل من: الكنيسة المشيخية بأمريكا والقس فيكتور مكاري والدكتور القس صموئيل حبيب والدكتور القس جاك لوريمر. وفي 11 /12 /1994 كان هناك لقاء للشكر بعد خدمة المساء من أجل بيت الإرسالية وأُفتتح البيت يومها بحضور الدكتور القس فيكتور مكاري والدكتور القس جاك لوريمر الذى شكر الراعي على دوره وتعبه لمدة خمسة أعوام متصلة في إتمام هذا العمل.
11 13 14 16 18 22 30 45 192755752_122497919987775_4357973916781373291_n 331496496_1552810558541684_406258708474172500_n 15737378390 artworks-OvkSAvxf2SWvjd7u-ucR8iQ-t500x500 Captureالمصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: المئوية مدارس الاحد الکنیسة الإنجیلیة الشیخ المهندس الشیخ الدکتور الدکتور القس بمصر الجدیدة مصر الجدیدة الکنیسة فی فی الکنیسة بدأ العمل العمل فی وفی عام فی عام
إقرأ أيضاً:
بن آند جيري تتهم الاحتلال بارتكاب الإبادة الجماعية.. تعرف على تاريخ الشركة وأبرز مواقفها
وصف مجلس إدارة شركة "بن آند جيري" المستقل الصراع في غزة بأنه إبادة جماعية، مما أدى إلى تصعيد الخلاف المرير بين شركة صناعة الآيس كريم الشهيرة وشركتها الأم يونيليفر، بعد معركة قضائية سابقة استمرت لسنوات بينهما.
وقال المجلس في بيان: "تؤمن بن آند جيري بحقوق الإنسان وتدعو للسلام، وننضم إلى كل من يندد بالإبادة الجماعية في غزة حول العالم، ونقف إلى جانب كل من يرفع صوته ضد الإبادة الجماعية، من موقعي العرائض إلى المتظاهرين في الشوارع إلى أولئك الذين يخاطرون بالاعتقال".
وأضاف "عندما تكون الإنسانية على المحك، لا يكون الصمت خيارًا، والآن هو الوقت المناسب لقول الحقيقة للسلطة".
ووصفت صحيفة "وول ستريت جورنال" هذا التصريح، بأنه "خطوة نادرة من علامة تجارية استهلاكية كبيرة، تضع شركتها الأم في موقف صعب"، وذلك رغم مواقف الشركة العديدة والعلمية من الاحتلال الإسرائيلي ورفض عملها بالمستوطنات.
وأوضحت الصحيفة أن هذا البيان أثار غضب شركة يونيليفر، المالكة لبن آند جيري، وقد خاضت علامة الآيس كريم وشركتها الأم صراعًا مريرًا لسنوات بشأن النشاط الاجتماعي لمجلس إدارة بن آند جيري المستقل، وخاصة مواقفه العلنية تجاه "إسرائيل" والأراضي الفلسطينية.
وأعلنت بن آند جيري أن اتفاقية الاندماج المبرمة عام 2000 مع يونيليفر أعطت مجلس إدارتها المستقل المسؤولية الأساسية لمتابعة رسالتها الاجتماعية، ويكمن جوهر الخلاف بين الشركتين في مدى حرية التصرف التي يتمتع بها هذا المجلس.
بداية الخلاف
في تموز/ يوليو 2021، أعلنت "بن آند جيري - Ben & Jerry's" أنها ستتوقف عن بيع منتجاتها في المستوطنات الإسرائيلية بالضفة الغربية المحتلة (الأراضي المحتلة عام 1967)، لاعتبارات أخلاقية، فيما علّق رئيس وزراء الاحتلال حينها، نفتالي بينيت، بقوله إن "المقاطعة لن تنجح وسنقاتلها بكل قوة".
Ben & Jerry’s will end sales of our ice cream in the Occupied Palestinian Territory. Read our full statement: https://t.co/2mGWYGN4GA pic.twitter.com/kFeu7aXOf3 — Ben & Jerry's (@benandjerrys) July 19, 2021
وتضمّن بيان الشركة حينها عبارات: "نسمع أيضًا ونعترف بالمخاوف التي يشاركنا بها معجبونا وشركاؤنا الموثوق بهم، بشأن العمل في المستوطنات، ولدينا شراكة طويلة الأمد مع الوكيل الذي يصنع آيس كريم بن آند جيري في إسرائيل ويوزعه في المنطقة، لكننا أبلغناه بأننا لن نجدد اتفاقية الترخيص عندما تنتهي صلاحيتها".
ولدى الشركة، ومقرها الولايات المتحدة، تاريخ من النشاط السياسي، وعند شرائها من قبل شركة "يونيليفر" العملاقة في مجال السلع الاستهلاكية، ومقرها بريطانيا، سُمح لـ"بن آند جيري" بالإبقاء على مجلس إدارة مستقل للإشراف على مهمّتها الاجتماعية.
وفي بيان لها في عام 2015، أكدت الشركة أن مرفق التصنيع ومحلين للبيع يتواجدان خارج الأراضي المحتلة عام 1967، وذلك جنوب تل أبيب مباشرة، إلا أن المنتجات كانت تُباع في المحلات داخل المستوطنات بالضفة الغربية، والتي وصفها مجلس الأمن الدولي بأنها انتهاك صارخ بموجب القانون الدولي.
واعتبر الوكيل الحصري للشركة في "إسرائيل" أن "هذا إجراء غير مسبوق من قبل شركة يونيليفر - مالكة بن آند جيري العالمية"، مضيفًا: "ندعو الحكومة الإسرائيلية والجمهور المستهلك إلى عدم السماح بمقاطعة إسرائيل".
وخلّف قرار الشركة ردود فعل سياسية أيضًا داخل "إسرائيل" وعلّق رئيس الوزراء حينها، نفتالي بينيت، على القرار قائلًا: "الآيس كريم كثير لكن لدينا دولة واحدة، هذا قرار خاطئ أخلاقيًا وأعتقد أنه سيتضح أيضًا أنه خاطئ تجاريًا.. المقاطعة لن تنجح وسنقاتلها بكل قوة".
بعد القرار الأول بفترة قصيرة، أعلنت العديد من الولايات الأمريكية أنها ستسحب مئات الملايين من الدولارات المدرجة كاستثمارات لدى شركة "بن آند جيري" وشركتها الأم يونيليفر.
في أيلول/ سبتمبر 2021، ذكر مسؤول بوزارة الخزانة في ولاية نيوجيرسي، أنه من المنتظر سحب 182 مليون دولار من أسهم وأصول في شركة يونيليفر مملوكة لصناديق معاشات التقاعد التابعة للولاية بسبب قيود على المبيعات في الأراضي الفلسطينية التي تحتلها "إسرائيل".
When Ben & Jerry’s and Unilever decided to participate in the antisemitic BDS movement, New Jersey had to respond, and we have.
Now, Unilever will have $182 million in stocks and bonds pulled and be placed on New Jersey’s Prohibited Investment List.https://t.co/MyNOSEnCeL — Rep Josh Gottheimer (@RepJoshG) December 10, 2021
وأعلنت ولاية أريزونا في ذلك الوقت أنها سوف تسحب أيضًا تمويلها لشركة “بن آند جيري”، وأن سبع ولايات أخرى أطلقت مراجعات يمكن أن تؤدي إلى نتائج مماثلة.
وحينها، قال وزير المالية بالولاية، كيمبرلي يي: إن الإجراء سينطبق أيضًا على الشركة الأم يونيليفر، فيما سيكون سحب استثمار قيمته 143 مليون دولار من شركة السلع الاستهلاكية متعددة الجنسيات.
Thank you Arizona Free News @AZFreeNews for covering Arizona's national leadership in divesting from woke companies. "Arizona Treasurer Inspired National Movement to Divest Companies Boycotting Israel." Read article here: https://t.co/yt9IdgJ03H — Kimberly Yee (@KimberlyYeeAZ) September 2, 2022
وصوّت مجلس سياسة الاستثمار في ولاية إلينوي، على عدم حيازة أسهم يونيليفر، ليتم إضافتها إلى قائمة "الكيانات المحظورة" في الولاية، بسبب قرار الشركة وقف بيع مثلجات بن آند جيري لـ "إسرائيل".
تصاعد الخلاف
في بداية الأزمة حاولت الشركة الأم التوجه إلى الاحتواء في بيان عام جاء فيه الإشارة إلى أن "الصراع الإسرائيلي الفلسطيني هو وضع معقد وحساس للغاية، وكشركة عالمية، تتوفر علامات يونيليفر التجارية في أكثر من 190 دولة وفي كل منها أولويتنا هي خدمة المستهلكين بالمنتجات الأساسية التي تساهم في صحتهم ورفاهيتهم ومتعتهم".
وأضافت أنها "تفتخر بعملها في الأراضي المحتلة وأن فرعها الإسرائيلي يوظف حوالي ألفي شخص، وأن لديها أربعة مصانع هناك، وتعمل مع شبكة تضم حوالي ألفين من الموردين المحليين ومقدمي الخدمات، كما أنها استثمرت حوالي 250 مليون يورو على مدى العقد الماضي في أعمالها في "إسرائيل".
وأشارت الشركة إلى طبيعة علاقتها مع بن آند جيري قائلة: "استحوذنا على الشركة في عام 2000. وكجزء من الاتفاقية، أدركنا دائمًا حق العلامة التجارية ومجلس إدارتها المستقل في اتخاذ قرارات بشأن مهمتها الاجتماعية، ونرحب بحقيقة بقاء بن وجيري في إسرائيل" (باعتبار أن القرار هو الانسحاب من المستوطنات فقط).
وبعد مرور عام تقريبًا على القضية، وفي حزيران/ يونيو 2022، قالت شركة يونيليفر إنها توصلت إلى اتفاق يسمح لأعمال بن آند جيري ببيع الآيس كريم بالاستمرار في البيع في "إسرائيل" والمستوطنات.
وكان ذلك من خلال بيع الفرع الإسرائيلي لعلامة الآيس كريم مقابل مبلغ لم يُكشف عنه إلى "آفي زنجر"، وهو المرخص الإسرائيلي (الوكيل) للعلامة التجارية في "إسرائيل".
Avi Zinger, 70, a small-town factory owner, bought the local license to the famed Ben & Jerry's ice cream brand from Unilever and plans on selling it in the occupied West Bank, against the will of original co-founders Ben Cohen and Jerry Greenfield.https://t.co/R8jVAPvfwh — The Forward (@jdforward) July 8, 2022
وتعد عملية البيع لشركة "آفي زنجر" بمثابة التجاوز الفعلي لقرار مجلس إدارة بن آند جيري المستقل، لتواصل الشركة الأم والفرع الإسرائيلي بيع المنتجات بأسماء عبرية وعربية فقط في الأراضي المحتلة عام 1948 و1967.
ولقي هذا القرار حينها حالة واسعة من الترحيب في "إسرائيل"، إذ أشاد وزير خارجية الاحتلال حينها يائير لبيد، بجهود شركة "يونيليفر" لحل النزاع، قائلًا: "معاداة السامية لن تهزمنا، ولا حتى عندما يتعلق الأمر بالآيس كريم، سنحارب نزع الشرعية وحملة المقاطعة في كل ساحة، سواء في الساحة العامة، في المجال الاقتصادي أو في المجال الأخلاقي".
رغم كل ذلك، أكدت شركة بن آند جيري في أكثر من مناسبة على ثبات موقفها، إذ اتجهت للقضاء بعد فشل جولة مباحثات أولى مع شركتها الأم يونيليفر بشأن النزاع حول بيع الأعمال التجارية لمنتجات في "إسرائيل" إلى مرخص له محليًا.
We continue to believe it is inconsistent with Ben & Jerry's values for our ice cream to be sold in the Occupied Palestinian Territory.
(????3/3) — Ben & Jerry's (@benandjerrys) June 29, 2022
وفي آب/ أغسطس 2022، قضت المحكمة الجزئية بمانهاتن أن بن آند جيري لا تستحق إصدار أمر قضائي يوقف بيع وحدتها لزنجر، لأنها لم تنجح في إثبات أنها ستعاني من ضرر لا يمكن إصلاحه، وهو ما لم تقبله الشركة أيضًا، مستمرة بموقفها الرافض للعمل في المستوطنات، بحسب ما نقلت وكالة "رويترز" حينها.
لم تستسلم الشركة، وعادت لتؤكد أنها تخطط لتقديم شكوى منقحة في محكمة نيويورك الفيدرالية، وذلك بعد قرار محكمة مانهاتن، وبذات الهدف وهو وقف بيع أصولها إلى شركة إسرائيلية، للمحافظة على قرارها بوقف العمل في المستوطنات، بحسب وكالة "بلومبيرغ".
وفي منتصف كانون الأول/ ديسمبر 2022، أعلنت يونيليفر أن نزاعها مع فرعها بن آند جيري بشأن بيع مثلجاتها في المستوطنات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية، تم حله، دون إضافة أي تفاصيل.
بينما أوضحت متحدثة باسم شركة يونيليفر أن "شروط الاتفاق سرية"، بحسب ما نقلت وكالة "فرانس برس".
في نهاية ذات الشهر، أعلنت الشركة إنهاء أعمالها بالكامل في "إسرائيل" والاستعمار والأبارتهايد الإسرائيلي، رغم الضغوط الهائلة التي تعرّضت لها من قبل شركتها الأم، واللوبي الصهيوني، وهو ما ثمّنته حركة المقاطعة.
المؤسسان والمجلس المستقل
أسس شركة بن آند جيري كل من بن كوهين، وجيري غرينفيلد، وأصرا بعد بيع الشركة ليونيليفر على تشكيل مجلس مستقل يتحكم بالرسالة الاجتماعية للشركة، وهو الذي يضم حاليًا ست شخصيات، ولعل أبرزها هي أنورادا ميتال.
أما ميتال فهي ناشطة بارزة في مجالات حقوق الإنسان والسياسات الزراعية والتنموية، وتدير "معهد أوكلاند" الذي يركز على العدالة الاجتماعية والبيئية.
يتمتع المجلس المستقل بصلاحيات واسعة في توجيه مهمة الشركة الاجتماعية، وفقًا لاتفاقية الاستحواذ، والتي منحت المجلس استقلالية في تحديد التوجهات الأخلاقية والاجتماعية للعلامة التجارية.
بقي غرينفيلد (الذي يمثل اسم جيري في اسم الشركة) مرتبطًا بالمشاريع الاجتماعية والتعليمية، وظل يدعم رؤية الشركة الأخلاقية بشكل واسع.
وأصبح كوهين (الذي يمثل اسم بن في اسم الشركة) بعد بيع الشركة ناشطًا سياسيًا واجتماعيًا، وشارك في مبادرات سياسية وليبرالية مثل حملة السيناتور بيرني ساندرز عندما ترشح لانتخابات الرئاسة الأمريكية.
وفي منتصف أيار/ مايو 2025، اعتقلت الشرطة الأمريكية كوهين، مع سبعة أشخاص آخرين خلال شهادة وزير الصحة الأمريكي روبرت إف. كينيدي الابن في مبنى الكابيتول.
وأشار كوهين، إلى أنه كان يحتج على موقف الولايات المتحدة من حرب الإبادة الإسرائيلية ضد قطاع غزة.
ويُظهر مقطع فيديو من جلسة استماع لجنة الصحة والتعليم والعمل والمعاشات بمجلس الشيوخ (HELP) متظاهرين يهتفون: "روبرت كينيدي يقتل الناس بالكراهية!" قبل أن تُخرجهم الشرطة.
I told Congress they're killing poor kids in Gaza by buying bombs, and they're paying for it by kicking poor kids off Medicaid in the US. This was the authorities' response. pic.twitter.com/uOf7xrzzWM — Ben Cohen (@YoBenCohen) May 14, 2025
وأُلقي القبض على سبعة أشخاص، من بينهم كوهين، للاشتباه في تجمهرهم أو عرقلتهم أو "إزعاجهم"، وهو ما يعني إزعاج الآخرين أو مضايقتهم، وفقًا لشرطة الكابيتول.
وُجهت إلى بعضهم، باستثناء كوهين، تهمة الاعتداء على ضابط شرطة أو مقاومة الاعتقال، وفقًا لبيان صادر عن شرطة الكابيتول، بينما اتُهم كوهين بـ"التجمهر أو العرقلة أو الإزعاج"، بحسب ما نقل موقع "أكسيوس".
قال كوهين في منشور عبر منصة "إكس" (تويتر سابقًا): "أخبرتُ الكونغرس أنهم يقتلون الأطفال الفقراء في غزة بشراء القنابل، ويدفعون ثمن ذلك بطردهم من برنامج ميديكيد في الولايات المتحدة"، مضيفًا وهو ينشر فيديو من الحادثة: "كان هذا رد السلطات"، في إشارة إلى حادثة الاعتقال.
الشركة الأم
شركة إنجليزية هولندية عملاقة للمنتجات الاستهلاكية المنزلية، وتنتشر منتجاتها في أكثر من 190 دولة، ومن ضمنها "إسرائيل"، وتمتلك علامات تجارية بارزة منها: "كومفورت، وصن سيلك، وريكسونا، وكلوز آب، ووالز"، إضافة إلى "آكس، ولايف بوي، ودوف، وفازلين، وكنور، وبن آند جيري".
بدأت "يونيليفر - Unilever" نشاطها التجاري في حيفا عام 1938، مع توفير فرص عمل للمهاجرين اليهود إلى فلسطين، ثم أنشأت سنة 1969 فرعًا لها رسميًا في الأراضي المحتلة باسم "يونيليفر - إسرائيل".
في عام 1996 قامت شركة "ويتكو - Witco"، وهي إحدى الشركات الرائدة في العالم في مجال مواد التنظيف ومستحضرات التجميل والبلاستيك وغيرها، ببيع حصتها في فرعها الإسرائيلي إلى يونيليفر، بحسب موقع "إيه دبل يو إنسايتس".
أما في نهاية التسعينيات، اشترت يونيليفر العلامة التجارية "فانتاستيك - Fantastik" من شركة "Chemicals Kedem" الإسرائيلية مقابل 11 مليون دولار، واتفقتا على إنشاء شركة موحدة لإنتاج المنظفات والكيماويات، بحسب صحيفة "غلوبس".
في عام 2001، استحوذت يونيليفر على شركة "بيغل بيغل - Bagel-Bagel" الإسرائيلية للمسليات والمخبوزات جزئيًا، ثم استحوذت على معظم أسهم الشركة، التي عملت في المستوطنات لسنوات طويلة.
وبسبب انتقادات العمل في المستوطنات صرحت الشركة عام 2008 أنها ستسحب استثماراتها من المصنع المبني بشكل غير قانوني على أراضٍ صودرت من الفلسطينيين في مستوطنة "أرييل" بالضفة الغربية، ولكن عكس ما كانت تزعم، أصبحت الشركة في عام 2010 المالك الوحيد للشركة الإسرائيلية بعد شراء باقي الحصص، بحسب صحيفة "الغارديان".
وفي عام 2013، أبلغت شركة Unilever المنظمة الهولندية غير الحكومية "المدنيون المتحدون من أجل السلام" (UCP) أن الشركة لم تعد تدير مصنع شركتها التابعة بيغل بيغل في المستوطنات ونقلت خطوط الإنتاج إلى مصنع يونيليفر في صفد، داخل الأراضي المحتلة عام 1948، إلا أن ذلك جاء بعد الحصول على منحة حكومية إسرائيلية كبيرة لفتح مصنع جديد، بحسب منظمة "هوو بروفتس".
وفي عام 2010، قامت شركة "ستراوس - Strauss" الإسرائيلية، وهي أكبر شركة لتصنيع البوظة في "إسرائيل"، ببيع 39 بالمئة إضافية من قيمتها إلى يونيليفر، فرفعتْ حصة الأخيرة إلى 90 بالمئة منها، بحسب صحيفة "غلوبس".