كشف سر قدرة عقار معتمد من إدارة FDA الأمريكية على إبطاء تطور مرض ألزهايمر!
تاريخ النشر: 21st, September 2023 GMT
الولايات المتحدة – حصل عقار Lecanemab على موافقة إدارة الغذاء والدواء الأمريكية في يناير بعد أن أظهرت تجربة المرحلة الثالثة أنه يبطئ التدهور المعرفي لدى مرضى ألزهايمر في المراحل المبكرة.
وفي البداية، لم يكن واضحا كيف يزيل lecanemab تراكم الأميلويد بيتا، لكن بحثا جديدا أجرته جامعة روكفلر في نيويورك، يلقي بعض الضوء على ذلك، ما يمكن أن يمهد الطريق لعلاجات جديدة لمرض ألزهايمر وأمراض أخرى.
وكشف الباحثون أن الدواء يثبط نظام الاتصال بالبلازما: التفاعل بين البروتينات في الدم الذي يساعد على تعزيز التخثر والالتهاب. وعلى الرغم من فائدته في إصلاح تلف الأنسجة، إلا أن النظام يمكن أن يسبب ضررا عند الإفراط في تحفيزه في المناطق الحساسة مثل أنسجة المخ، ما يؤدي إلى خطر الإصابة بأمراض مثل ألزهايمر.
وتعد اضطرابات الدماغ من بين الألغاز الطبية الأكثر صعوبة في حلها. ويؤثر مرض ألزهايمر على ملايين الأشخاص في جميع أنحاء العالم، ولا يوجد علاج له حاليا.
ويتجمع نوعان مهمان من البروتينات، تاو وأميلويد بيتا (Aβ)، في تشابك ولويحات في مرض ألزهايمر، ما يؤدي إلى موت خلايا الدماغ وانخفاض حجمه.
ويمكن أن تتشكل لويحات Aβ من أنواع مختلفة من الكتل، والتي يعتقد أن البروتوفيبريل هي الأكثر سمية منها. ويستهدف عقار lecanemab هذه الأشكال من اللويحة.
وشهد المرضى الذين تناولوا عقار lecanemab خلال تجربة استمرت 18 شهرا، انخفاضا ملحوظا إحصائيا في لويحة “أميلويد بيتا” في أدمغتهم، مقارنة بأولئك الذين تناولوا دواء وهميا، كما أبطأ التدهور المعرفي بنسبة 27%.
ورغم ذلك، العلاج لا يخلو من آثار ضارة، بما في ذلك زيادة خطر حدوث نزيف وتورم خفيف إلى متوسط في الدماغ يشار إليه باسم تشوهات التصوير المرتبطة بالأميلويد (ARIA). ومع ذلك، بالمقارنة مع العلاجات المماثلة، فإن المخاطر تمثل تحسنا نسبيا.
وأثار انخفاض معدل ARIA مع عقار lecanemab، اهتمام العلماء، الذين أرادوا معرفة سبب فعاليته الكبيرة.
وأدى التحليل الموسع للبلازما من ثمانية متبرعين غير مصابين بمرض ألزهايمر إلى اكتشاف أن اللييفات الأولية هي الشكل الوحيد من Aβ الذي له الحجم المناسب تماما لتنشيط نظام الاتصال بالبلازما.
ويؤدي تنشيط نظام الاتصال هذا إلى الإفراط في إنتاج الببتيد المسمى براديكينين، الذي يوسع الأوعية الدموية ويمكن أن يؤدي إلى آثار ARIA الجانبية الأكثر شيوعا مع العلاجات الأخرى المضادة لـ Aβ.
ويعمل lecanemab عن طريق خفض تراكم Aβ ومنع اللييفات الأولية من تنشيط نظام الاتصال، ما يؤدي إلى انخفاض إنتاج براديكينين.
وطور فريق البحث جسما مضادا يسمى 3E8 يستهدف بروتين البلازما المنتشر للحصول على نتيجة مماثلة. ويعتقدون أن النتائج التي توصلوا إليها تعني أن 3E8 لديه القدرة على علاج مرض ألزهايمر، بمفرده أو بالاشتراك مع أدوية مثل lecanemab، مع تأثيرات محتملة أوسع.
نشرت الدراسة في مجلة وقائع الأكاديمية الوطنية للعلوم.
المصدر: ساينس ألرت
المصدر: صحيفة المرصد الليبية
كلمات دلالية: مرض ألزهایمر یؤدی إلى
إقرأ أيضاً:
دواء شائع للاكتئاب يعزز قدرة الجسم على مكافحة السرطان
الجديد برس| كشفت دراسة حديثة إمكانية استخدام مضاد اكتئاب شائع لتعزيز الجهاز المناعي في مكافحة السرطان وتقليص نمو الأورام. وأظهرت الدراسة، التي أجراها فريق من الباحثين من جامعة كاليفورنيا، لوس أنجلوس، أن مثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية (SSRIs) – الدواء الشائع الاستخدام لعلاج الاكتئاب – يمكن أن تحسّن من قدرة الخلايا التائية (نوع من خلايا الدم البيضاء) على مهاجمة الخلايا السرطانية في أنواع متعددة من الأورام. وتُستخدم هذه المثبطات لزيادة مستويات السيروتونين في الدماغ، وهو ناقل عصبي يلعب دورا هاما في تحسين المزاج والنوم والانفعالات. وقالت الدكتورة ليلي يانغ، المعدة الرئيسية للدراسة وعضو مركز إيلي وإيديث برود للطب التجديدي وأبحاث الخلايا الجذعية بالجامعة: “اتضح أن هذه المثبطات لا تحسّن وظائف الدماغ فحسب، بل تعزّز أيضا أداء الخلايا التائية أثناء مهاجمتها للأورام”. وأضافت: “نظرا لاستخدام هذه العقاقير على نطاق واسع وآمن منذ عقود، فإن إعادة توظيفها كعلاج للسرطان يمكن أن يكون أسرع وأقل تكلفة من تطوير أدوية جديدة بالكامل”. وشملت الدراسة تجارب على نماذج من الأورام لدى البشر والفئران، لأنواع متعددة من السرطان، منها: الجلد والثدي والبروستات والقولون والمثانة. وأظهرت النتائج أن استخدام SSRIs أدى إلى تقليص حجم الأورام بنسبة تجاوزت 50%، كما عزز فاعلية الخلايا التائية القاتلة في القضاء على الخلايا السرطانية. وفي البداية، تركز اهتمام فريق البحث على إنزيم MAO-A، الذي يحلل السيروتونين ونواقل عصبية أخرى. وقد بينت دراسات سابقة أن الخلايا التائية تنتج هذا الإنزيم عند التعرف على الأورام، ما يضعف قدرتها على مكافحتها. وأسهمت مثبطات MAO، وهي من أقدم فئات مضادات الاكتئاب، في تعزيز فعالية هذه الخلايا لدى الفئران. ومع ذلك، فإن هذه الأدوية ترتبط بآثار جانبية وتفاعلات غذائية دوائية خطيرة، ما دفع الباحثين للبحث عن بدائل أكثر أمانا. ووجّه الفريق اهتمامه نحو بروتين ناقل السيروتونين (SERT)، وهو الهدف المباشر لأدوية SSRIs. وقال الدكتور بو لي، المعد الرئيسي للدراسة: “يعد SERT هدفا مثاليا لأن مثبطاته تعمل تحديدا على تنظيم مستوى السيروتونين، وتُستخدم بالفعل بشكل آمن على نطاق واسع”. وأظهرت التجارب أيضا أن دمج SSRIs مع علاجات مناعية قائمة – تعمل على إزالة مثبطات الخلايا التائية – أدى إلى نتائج أفضل، حيث تراجعت الأورام بشكل أكبر لدى جميع الفئران المعالجة. مع ذلك، شدد الباحثون على ضرورة إجراء دراسات إضافية على البشر لتأكيد هذه النتائج، وتحديد ما إذا كان مرضى السرطان الذين يتناولون SSRIs يحققون نتائج علاجية أفضل بالفعل.