د.حماد عبدالله يكتب: كلنا بنحب مصر ولكن كلِ بطريقته !!
تاريخ النشر: 22nd, September 2023 GMT
نعم كلنا بنحب مصر كل المصريون يحبون بلدهم هذا لا أشك فيه إطلاقًا ولكن!!
"الكل فيما يعشقون مذاهب" !! كل واحد يحب من زاويته ومن رؤيته الذاتية وكل واحد بيحب مصر بطريقته فيه ناس بتحب مصر عشان " بتنهبها "دون حساب ودون رقيب وناس بتحب مصر عشان الفوضى عارمه والمرور لايعاقب المخالفين سواء كان المخالفين متسابقين بسياراتهم "اللى إشتراها بابا أوماما ) فى وسط شوارع القاهره والتسبب فى مصائب (بالويبة)ودون حساب وطبعًا إذا مات أحد أو اصيب (المارة) تكون الكلمة المعهودة والمحبوبة شعبيًا معلش أصلهم( عيال ) بكرة يتعلموا وينضجوا !!ونسمع عن أن أحدهم طالب طب والاخر طالب هندسة يعنى عباقرة ماشاء الله وهم بيموتوا فى مصر- طبعا لازم يموتوا فى مصر!!
وعلى هذا النمط نجد أن السماسره والمرتشين من فوضى الاداره المحليه أو غيرها متمتعين بحب مصر ونجد الحب يترجم إلى سيارات
فارهة فى الشوارع، وفيلات جميلة فى الساحل الشمالى أو فى السخنة أو فى المجتمعات السكنيه الجديده والرائعه( كومباوندز !!)
كما أن النمط فى الاستثمار ورجال الاعمال متمتعين بحب مصر منهم أعضاء فى مجالس نيابية ورؤساء لجانوأصحاب صحف خاصة ومحطات فضائيهووصلوا بحب البلد إلى أن يتملكوا هواء الوطن وأراضيه وبحاره وإحتموا بالقوانين المشجعة للإستثمار بغية التشغيلوهذا شييء "محمود" جدًا وأشجعه وأتفق معه100% إلا أن حبهم لوطنهم وحبهم لمصر ينحصر فى التنمية- وذلك لا يمنع من بناء قلاع لهم وإنشاء روؤس كبارى فى الضفة الشمالية من البحر المتوسط فى عواصم وضواحى الإتحاد الأوروبى وفى الولايات المتحدة الأمريكية فالحب للبلد ولمصر حب غير مضمون الاستمرار فى تبادله مع الوطن !! وهناك نمط من الحب لمصر هو أنه لا مفر من الحب فهذه أرضى وهذه سمائى وهذا هوائى وهنا بيتى وهنا مقبرتى فلا شيىء قريب إلى قلبى إلا مصر الحبيبة !!
باحبك يا مصر يا أغلى إسم فى الوجود يا مصر مصر الغالية مصر أم الدنيا على باب مصر تدق الأكف مصر العروبة ومصر الحرة ومصر المستقلة ومصر الكرامة والأرض والعرض كما قالها الرئيس "السيسى" فى بداية تولى المسئولية،مصر فى دم كل مصرى وكلنا بنحب مصر بس كل واحد بطريقته
[email protected]
.المصدر: بوابة الفجر
إقرأ أيضاً:
عند لحظات الفراق..لا نقول وداعًا ولكن!
اعتدنا عند لحظات الفراق أن نقول لمن نحب: "إلى اللقاء"، حتى وإن لم يكن هناك ثَمّة أمل في لقاء قريب، نقولها ليطمئن قلب الآخر بأن في عقولنا وقلوبنا وأمنياتنا نتركها على طاولة القدر، أملٌ ربما يأتي من الغيب ولو بعد حين من الزمن، قد يأتي ولو لمرة واحدة ليخالف أقدارنا المعهودة، وهو أن "بعض الفراق" لا يكون بعده لقاء!.
من المؤسف جدًا أن بعض الأمنيات لا تتحقق، ويصبح "الوداع" هو آخر لحظة نلملم فيها بقايا الواقع لنجعله في حقيبة الذكريات، والعجيب في أمر البشر أن البعض يبحث عن الفرص الجديدة فلا يجدها متاحة له، كل شيء ذهب في طريقه، وكأن الطيور طارت بأرزاقها... لذا لا تتعجب إذا بحث البعض عن أصوات مسافرة نحو البعيد وأصبح يفتقد نبرتها بعمق الحب الذي يحمله في جوفه، هناك في الفضاء وجوهٌ مسافرة اختفت ملامحها، أما هيئتها فقد ذهبت هي الأخرى نحو أفق لا يعود إلى الوراء ولا يهبط على أرض الواقع!.
الواضح لدينا أن مجرد نفورنا من أجواء المكان يجعلنا لا نعود إليه ثانية كما كنا أول مرة، وكأن ما حدث بالأمس ما هو إلا محطة النهاية التي انقضت سريعًا وأصبحت شيئًا من الماضي الذي يلفّه وجه الغياب الحزين.
دائمًا وأبدًا تعدّ لحظات الوداع من أصعب اللحظات التي تمرّ على الإنسان على وجه الأرض، تذكّر دائمًا أن الوداع ما هو إلا تنازل منك أمام سطوة القدر، فعندما تفارق زملاءك في العمل في آخر يوم لك بينهم، ستجيش في نفسك الكثير من الأحزان، وتفيض من عينيك وإن لم تفضحك الدموع، ولكن ثَمّة شيء غير عادي يتجلّى في داخلك، حتى وإن هبطت إلى الأرض أحزانك وعبراتك إلا أن قلبك لن يطاوعك أن تغلق الباب خلفك راحلًا عن مكان عشتَ فيه طويلًا.
الفراق علّمنا الكثير من الدروس الصعبة التي لا تُنسى، علّمنا أن الوجع قد يكون أكثر لمن سيكون مكانه خاليًا في المكان، علّمنا أن الشمس ستشرق كعادتها بدون الوجوه الراحلة بالأمس.
عند الوداع ستأخذك "العَبْرة" نحو من تُودّعهم بنظرات اليأس والأمل، تُسلّم عليهم وفي رأسك سؤالٌ حائر: هل سنراهم ثانية؟
في أرض المطار، يتجلّى موقف آخر، وأنت تودّع صديقًا أو عزيزًا عليك ذاهبًا نحو أرض جديدة أو عالم آخر، قد تبكي وأنت الأقوى لأنك ربما لن تراه مرة أخرى.
بعض الذين عاشوا معنا يغادرون لسنوات طويلة، يحزمون حقائب سفرهم عائدين إلى أوطانهم وذويهم، ودّعناهم بألم، ومع الزمن ظلّت ذكراهم في القلب حاضرة، لكن الذاكرة سرعان ما أخفت هذا الاشتياق في تربة النسيان.
إن أكبر الخسائر التي نخسرها في حياتنا تأتي عندما تجمعنا الصدف مع أشخاص رائعين في "مناسبة معينة"، أشخاص يأتون من أماكن متفرقة، يقضون معنا فترة زمنية محددة، واليوم الأخير لنا في هذا المكان ينتهي بمجرد انتهاء تلك الفعالية، ثم يعود كل منا إلى مكانه القديم، وربما هذا الفراق سيدوم طويلًا جدًا وقد لا يتكرر مع الزمن.
كثير من أصحابنا الذين درسنا معهم أو عشنا إلى جوارهم، فرّقتنا ظروف الحياة ولم نعد نلتقي بهم أبدًا، قد تكون ذكراهم الشيء الوحيد الذي تبقى لنا، أما أصواتهم القديمة أو ملامحهم فهي حتمًا قد تغيّرت مع الزمن، وقد لا نعرفهم إن التقينا بهم ذات يوم.
إذن عند الوداع تسقط وعود اللقاء مجددًا، قد يكون هناك لُقْيا لبعض الناس، لكن ليس في كل مرة تصدق اللقيا بمن نعرفهم أو التقينا بهم لفترة زمنية معيّنة، فربما لن يُسمح لنا أن نراهم مرة أخرى في حياتنا.
ذات مرة كنتُ في مهمة عمل خارجية لفترة زمنية ليست قصيرة، كان المشاركون في تلك الفعالية قد قدموا من دول مختلفة، كنا نرى بعضنا لفترات طويلة من اليوم، حياتنا كانت أشبه بعائلة واحدة، التقينا في مكان واحد ولهدف واحد، مرّت الأيام سريعًا دون أن نعرف أن لحظات الوداع للعودة إلى أوطاننا هي لحظة موت حاسمة، وبداية لافتقاد مشاعر إنسانية عظيمة، تفرّقنا ولم نلتقِ ثانية، لكن الذكريات القديمة تخبرنا أن أصعب الأشياء تأتي عندما نودّع بعضنا البعض، وأمل اللقيا قد يكون معدومًا أو مستحيلًا.