هل نبالغ حقا في المخاوف بشأن "استحضار الأرواح الرقمية"؟!
تاريخ النشر: 23rd, September 2023 GMT
يشحن الذكاء الاصطناعي التوليدي، الذي يشمل نماذج لغوية كبيرة (LLMs) مثل ChatGPT ومولدات الصور والفيديو مثل DALL·E 2، "استحضار الأرواح الرقمية".
وانتشرت المناقشات حول استحضار الأرواح الرقمية لأول مرة في عام 2010، من خلال التقدم في عرض الفيديو (تقنية "التزييف العميق")، الذي أدى إلى إعادة إحياء بروس لي ومايكل جاكسون وتوباك شاكور (رقميا).
وفي البداية، ظل الذكاء الاصطناعي التوليدي حكرا على شركات إنتاج الأفلام والموسيقى ذات الموارد الكبيرة، ما أدى إلى توسيع نطاق الوصول إلى التقنيات التي استُخدمت لإعادة إحياء المشاهير.
وقبل ظهور ChatGPT في أواخر عام 2022، استخدم أحد المستخدمين بالفعل LLM الخاص بـ OpenAI، للتحدث مع خطيبته المتوفاة بناء على نصوصها ورسائل البريد الإلكتروني الخاصة بها.
وبالنسبة للبعض، تتخطى هذه التكنولوجيا الحدود الأخلاقية وربما الثقافية، حيث يشعر الكثيرون بعدم الارتياح من فكرة أننا قد نتفاعل بشكل روتيني مع المحاكاة الرقمية للموتى. ونتيجة لذلك، يُنظر إلى السحر الأسود لاستحضار الأرواح بمساعدة الذكاء الاصطناعي بعين الريبة.
هل هناك داع للقلق حقا؟
يعد استمرار الروابط مع الموتى من خلال النصوص والصور والمصنوعات اليدوية، أمرا شائعا.
ووضع الناس منذ فترة طويلة قيمة عاطفية على التشابهات والآثار كوسيلة لتذكر الموتى. وعلى الرغم من أن رسم الصورة الشخصية لم يعد وسيلة معتمدة على نطاق واسع لإحياء ذكرى صور الأحباء في ذلك الوقت، إلا أن انتشار التصوير الفوتوغرافي في القرن التاسع عشر سرعان ما أصبح وسيلة بديلة لتذكر الموتى.
وتحدّث الخبراء عن السرعة التي تم بها استغلال إمكانات الذكاء الاصطناعي في استحضار الأرواح، ما يدل على مدى نجاح التكنولوجيا في التعامل مع ممارساتنا الحالية المتمثلة في الحزن والتذكر وإحياء الذكرى.
إقرأ المزيدوتعتمد شركات الذكاء الاصطناعي الناشئة في هذا المجال على مشاريع سابقة. وباستخدام الكتابة (على سبيل المثال، على وسائل التواصل الاجتماعي ورسائل البريد الإلكتروني)، والتسجيلات الصوتية للكلام والصور ومقاطع الفيديو الخاصة بالأحباء التي يرسلها العملاء، يجري تدريب نماذج الذكاء الاصطناعي على إمكانية تحقيق التفاعل مع المتوفى بشكل مطوّر، من خلال الصور والصوت والنص.
وأشارت ديبرا باسيت، التي درست الحياة الرقمية على نطاق واسع، إلى مخاوف البعض من إجبار المتوفى على قول أشياء لم يرغب بقولها (رقميا) عندما كان على قيد الحياة، مع تمثيل نص شخص آخر.
وفي لحظات الأزمة أو الفرح، نفكر في ما قد يقوله لنا من فقدناه، والمواقف التي ربما كانت لديه والتشجيع الذي ربما يقدمه فيما يتعلق بالتحديات والإنجازات في الحاضر.
ويجادل آخرون، عند تأملهم في غرابة اللقاءات مع الموتى الذين بعثوا إلى التفاعل الرقمي معنا، بأن أولئك الذين يتواصلون ليسوا في الواقع أمواتا على الإطلاق، بل محتالون.
وعندما يتم ذلك بطريقة استغلالية وخفية، فإن هذا بالطبع يمثل مشكلة كبيرة.
ومع ذلك، يجب أن نتذكر أننا لا نتعامل عادة مع رسائلنا الشخصية أو صورنا الفوتوغرافية أو مقاطع الفيديو الخاصة بالموتى كما لو كانت التسجيلات نفسها تخص أحباءنا. وينبغي استخدامها كقنوات للوصول إلى الذاكرة.
ولهذا السبب فإن المخاوف العامة بشأن استحضار الأرواح الرقمية مبالغ فيها إلى حد كبير.
التقرير من إعداد مايكل ماير، أستاذ علم الاجتماع، وديبانجان ساها، المرشح لدرجة الدكتوراه في علم الاجتماع، وفيليب ديفيد بروكر، محاضر في علم الاجتماع، وتيرينس هينغ، محاضر أول في علم الاجتماع، من جامعة ليفربول.
المصدر: ساينس ألرت
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: كورونا بحوث مواقع التواصل الإجتماعي الذکاء الاصطناعی علم الاجتماع
إقرأ أيضاً:
الذكاء الاصطناعي يدخل عالم التسوق
تستعد مجموعات عملاقة في مجال التكنولوجيا لطرح أدوات مساعدة في التسوق الرقمي تتيح للمستخدمين تجربة السلع افتراضيا بعد البحث عن أفضل الأسعار والنماذج التي تناسب مختلف الأذواق، حتى أن في استطاعتها، بحال السماح لها، دفع ثمن المشتريات.
يقول أنجيلو زينو المحلل في شركة "سي اف ار ايه" للبحوث CFRA Research إن "هذه هي المرحلة التالية في عالم التسوق".
وأصبحت هذه الثورة ممكنة بفضل ظهور برامج الذكاء الاصطناعي التي لم تعد تكتفي بالإجابة على الأسئلة أو إنشاء محتوى على غرار مساعدي الجيل الأول، بل أصبحت قادرة على أداء الكثير من المهام عند الطلب بلغة الحياة اليومية.
كشفت شركة "غوغل"، الأسبوع الماضي، عن ميزات تسوق في محرك البحث المُحسّن بالذكاء الاصطناعي، "إيه آي فاشن" AI Fashion الذي "يُقلل وقت البحث من أيام إلى دقائق"، بحسب فيديا سرينيفاسان رئيسة قسم الإعلان والتجارة في المجموعة .
في حالة الملابس، بات يُمكن للذكاء الاصطناعي إنشاء صورة للشخص المعني مرتديا بدلة أو قميصا يُفضّله، مع مراعاة القياسات والشكل بناءً على الخامة والقصّة.
يمكن للمستخدم، بعد ذلك، تحديد الحد الأقصى للسعر والسماح لمحرك "غوغل" بالبحث في الإنترنت حتى يجد عرضا مُطابقا، حتى لو استغرق الأمر ساعات أو أياما.
يمكن للعميل بعد ذلك إتمام عملية الشراء باستخدام منصة الدفع "غوغل باي" Google Pay.
وقال المحلل في شركة "تكسبوننشل" آفي غرينغارت "إنهم ينافسون أمازون قليلاً"، معتبرا أن التسوق "وسيلة لتحقيق الربح" من الذكاء الاصطناعي، إذ يمكنه زيادة عدد الزيارات وإيرادات الإعلانات.
في نهاية أبريل، أضافت "أوبن إيه آي" ميزة تسوق إلى "تشات جي بي تي" تستجيب لطلب يتضمن أفكارا للمنتجات وتقييمات المستهلكين وروابط لمواقع التجار.
وبحسب موقع "تك كرنش" المتخصص، لن تحصل الشركة الناشئة، التي تتخذ مقرا في كاليفورنيا، على نسبة من إيرادات التجارة الإلكترونية المُحققة عبر هذه القناة.
الشراء "نيابة" عن المستخدمين
قدّمت شركة "بربلكسيتي إيه آي" Perplexity AI الناشئة أيضا في نوفمبر عرضا لمشتركي خدمتها المدفوعة يتيح لهم إكمال عمليات الدفع من دون مغادرة التطبيق.
يتوقع أنجيلو زينو أن "المنصات الأخرى ستحتاج إلى أن تحذو حذوها، وسيصبح هذا الوضع الطبيعي".
أطلقت "أمازون" مساعدها الرقمي "روفوس" في سبتمبر، تلاه في أوائل أبريل وضع "Buy for Me" ("اشترِ نيابة عني") الذي يتيح إجراء عملية شراء مباشرة من موقع بائع تجزئة خارجي، خارج منصة أمازون.
في منتصف مايو، أشار هاري فاسوديف كبير مسؤولي التكنولوجيا في مجموعة "وول مارت" إلى وصول وكيل الذكاء الاصطناعي إلى منظومتها، لكنه أوضح أن الشركة ترغب أيضا في العمل مع منصات أخرى ليتمكن مساعدوها من التوصية بمنتجاتها.
في نهاية أبريل، كشفت كل من "فيزا" و"ماستركارد"، أكبر شركتي دفع في العالم، عن بنية تقنية جديدة تُمهد الطريق للشراء المباشر من جانب وكيل رقمي عبر شبكتيهما.
تتوقع إليز واتسون من شركة "كلاركستون" للاستشارات أن "على تجار التجزئة الآن التفكير في كيفية تحسين" مكانتهم من خلال أداة مساعدة عاملة بالذكاء الاصطناعي، وفهم "المعلومات التي ستجعل المنتج أكثر جاذبية لكل وكيل رقمي".
وتضيف "لا يتعين على أدوات المساعدة هذه الكشف عن أنواع المعلومات التي تعطيها الأولوية. لذا، سيُجبَر التجار على تجربة الخوارزمية واختبارها".
لا يتوقع أنجيلو زينو تحولا في هيكلية التجارة الإلكترونية. ويرى أن هذا النموذج الجديد سيفيد غوغل، وكذلك ميتا التي يتوقع دخولها عالم أدوات المساعدة على التسوق.
ويقول المحلل "ربما جمعوا معلومات عن المستهلكين أكثر من أي شركة أخرى. ولهذا، يُعتبرون منذ زمن بعيد بأنهم من الرابحين المحتملين في هذا التحول نحو الذكاء الاصطناعي".
ستُحسّن غوغل ملفات المستهلكين بناءً على عمليات البحث السابقة التي أجروها، لكنها تُؤكد أن المستخدمين سيُضطرون إلى الموافقة صراحةً على استخدام معلومات إضافية مثل رسائل البريد الإلكتروني أو التطبيقات الأخرى.
ويتساءل كريس جونز من شركة "بي اس اي كونسلتينغ" PSE Consulting "هل يمكننا الوثوق بالآلات لتشتري نيابة عنا؟"، مضيفا "ستعتمد المرحلة التالية من التجارة الإلكترونية على هذا السؤال".