مع بداية العام اليهودي الجديد، تواجه علاقات إسرائيل الخارجية عدة أزمات متوازية، بما في ذلك ما يتعلق بالعلاقات مع الحلفاء الديمقراطيين الليبراليين في الغرب، والعلاقات مع الجيران العرب، وتدهور مكانة وسلوك وزارة الخارجية الإسرائيلية.

هكذا مهد "معهد الشرق الأوسط"، في تقرير ترجمه "الخليج الجديد"، لاعتلاء رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو المنصة في الجمعية العامة للأمم المتحدة هذا العام، في ظل أن عدداً أقل بكثير من الإسرائيليين سوف ينظرون إليه باعتباره المنقذ الدبلوماسي لبلادهم.

ويضيف: "بل سيقابل بمظاهرات غير مسبوقة في شوارع نيويورك، على غرار الاحتجاجات الأسبوعية ضد سياسات حكومته التي تعصف بإسرائيل منذ بداية العام، وسيظهر المشهد مدى قلق الإسرائيليين بشأن الضرر الذي تسببه حكومة اليمين المتطرف الحالية لديمقراطية بلادهم ومكانتها في العالم".

ويلفت التقرير إلى أنه في 2019، رفع نتنياهو شعار "دوري مختلف" لحملته، وانتشرت لوحات إعلانية تحمل صورته وهو يصافح زعماء العالم، في جميع أنحاء إسرائيل.

وفي سنواته الأولى كرئيس لوزراء إسرائيل، عمل نتنياهو جاهدا على وصف نفسه بأنه الشخص الذي سيمنع إيران من أن تصبح نووية، ومع ذلك، سعى لاحقًا إلى ترسيخ صورته كدبلوماسي كبير، وشخص يسعى أصحاب النفوذ في جميع أنحاء العالم لقضاء بعض الوقت معه، ويمكنه دائمًا توقع دعوات مفتوحة للعديد من العواصم الأجنبية، وقادر على تقديم صفقات ثنائية ومتعددة الأطراف على الرغم من ذلك.

وكانت زيارات نتنياهو السنوية في سبتمبر/أيلول إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة عادة ذروة هذه الجهود الدبلوماسية الرفيعة، مع خطابات مصقولة، واجتماعات جانبية مع القادة، ولقاءات مع مسؤولين من الولايات المتحدة.

اقرأ أيضاً

بضربة الكنيست للقضاء.. هل انتهت علاقة نتنياهو بإدارة بايدن؟

وتحظى عادة كل هذه الأمور بتغطية واسعة النطاق من قبل وسائل الإعلام العبرية، وسط إشادة من الناخبين.

ولكن من المفارقة، وفق التقرير، فإنه بينما كان نتنياهو يعمل على رفع موقفه العالمي، فقد أضعف بشكل حازم نفس الجهاز الحكومي الذي من المفترض أن يحقق النجاح الدبلوماسي.

وتحت قيادته، تضاءلت الخدمة الخارجية الإسرائيلية ولا تزال ضعيفة حتى يومنا هذا، بعدما جردها نتنياهو من العديد من مسؤولياتها الأساسية، بما في ذلك الدبلوماسية العامة والشؤون الاستراتيجية، فضلا عن مكافحة معاداة السامية في جميع أنحاء العالم وحركة المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات (BDS)، وإعادة توزيعها على وزارات أخرى، بما في ذلك الوزارات المبتكرة حديثًا.

كما تم خفض ميزانية وزارة الخارجية على مر السنين، مما أدى إلى انخفاض عدد العاملين فيها، ما أدى تباعا إلى تقليص تأثيرها على عملية صنع القرار في السياسة الخارجية بشكل متعمد.

على الرغم من انخفاض مستوى الرأي العام في عام 2015، بعد أن شكل نتنياهو ائتلافًا يمينيًا ضيقًا لم يعين فيه وزيرًا للخارجية بدوام كامل، شهد مستوى الرضا العام فيما يتعلق بقضايا السياسة الخارجية المختلفة زيادة معتدلة خلال فترة وجوده.

اقرأ أيضاً

هآرتس: نتنياهو لن يحسن صورة السعودية لدى أمريكا.. والرياض ليست حليفا له ضد إيران

ولكن في عام 2022، عندما جسدت الحكومة برئاسة نفتالي بينيت ويائير لابيد، نهجًا مختلفًا، أكثر احترافية وفعالية في السياسة الخارجية، أظهر مؤشر معهد "ميتفيم" زيادة متجددة.

ورأى الإسرائيليون أن أسلوباً آخر من السلوك الدبلوماسي أمر ممكن، وأنه من الممكن أن يؤدي إلى إنجازات أعظم.

تم نشر مؤشر السياسة الخارجية الإسرائيلية لعام 2023 في وقت سابق من هذا الشهر، بينما كان نتنياهو يستعد لزيارة أخرى للجمعية العامة للأمم المتحدة.

ووكانت النتائج مذهلة، وأكدت أن صورة نتنياهو "الدبلوماسي الكبير" لم يعد لها صدى.

فمنذ وصوله إلى السلطة في أواخر ديسمبر/كانون الأول 2022، أدت السياسات الداخلية والخارجية التي تبنتها حكومته الحالية إلى عكس كيفية تقييم الإسرائيليين لدبلوماسية بلادهم وسياستها الخارجية مرة أخرى.

وفي غضون أقل من عام، تحولت الأحكام إلى سلبية، وكادت أن تصل إلى أدنى مستوياتها في عام 2015.

اقرأ أيضاً

إسرائيل دولة أبارتيد.. صورة الاحتلال تهتز داخل أمريكا

وفيما يتعلق بالرأي العام الإسرائيلي، فإن تأثير الإنجازات الدبلوماسية التي حققتها البلاد في السنوات الأخيرة، فضلاً عن تمكين الخدمة الخارجية الإسرائيلية الذي قام به الحكومة السابقة، تم محوها بالكامل تقريبًا.

ففي عام 2023، يصنف الإسرائيليون مكانة بلادهم في العالم بـ5.03 من 10 (مقارنة بـ5.85 في عام 2022)، وأداء حكومتهم في مجال السياسة الخارجية بـ4.82 (مقارنة بـ5.53 في 2022)، ومكانة وزارة الخارجية بـ5.00 (مقارنة بـ5.40 في عام 2022).

ومع ذلك، فإن الانخفاض الأكثر إثارة للدهشة كان في تقييم جودة العلاقات الإسرائيلية الأمريكية، والتي تم تصنيف في عام 2022 عند 6.85 من أصل 10، قبل أن تنخفض هذا العام إلى 5.30.

علاوة على ذلك، يشير الاستطلاع إلى أنه بالنسبة لعدد كبير من المشاركين، فإن القلق بشأن تدهور علاقات إسرائيل مع شركائها الغربيين يؤثر بشكل كبير على المواقف تجاه الإصلاح القضائي الذي يجريه نتنياهو في الوقت نفسه.

لقد أراد الإسرائيليون تقليديا أن يتعامل رئيس وزرائهم مع التحالف المهم مع الولايات المتحدة بعناية مشابهة للعلاقات مع دول مثل ألمانيا وفرنسا والمملكة المتحدة، والتي تم تصنيفها في الاستطلاع على أنها من بين العلاقات الأكثر أهمية بالنسبة لإسرائيل.

لكن لا يُنظر إلى نتنياهو في الوقت الحالي على أنه يفي بهذا الأمر.

اقرأ أيضاً

نتنياهو يزيل صورة له مع ترامب على تويتر.. لماذا؟

كما أن إحدى المجالات التي لا يدفع فيها نتنياهو ثمن سياسات حكومته التي لا تحظى بشعبية هي القضية الفلسطينية.

فمن ناحية، تظهر النتائج التي توصل إليها معهد "ميتفيم"، أن الجمهور الإسرائيلي يرى وجود صلة بين التراجع الديمقراطي داخل إسرائيل والتقدم في الضم الفعلي للأراضي الفلسطينية، ويعتقد الإسرائيليون أن على بلادهم أن تطلب المساعدة من الدول العربية التي قامت بتطبيع العلاقات معها لتعزيز السلام مع الفلسطينيين.

ولكن من ناحية أخرى، في الذكرى الثلاثين لاتفاقيات أوسلو، يولي الإسرائيليون أهمية ثانوية نسبياً لتعزيز السلام الإسرائيلي الفلسطيني، خاصة عند مقارنتها بقضايا السياسة الخارجية الأخرى التي يمكن للحكومة الترويج لها.

وقد صنف 37% فقط من المشاركين هذه القضية على أنها مهمة (أي أعطوها تصنيفات بين 8 و10)، مقارنة بأكثر من 50% لكل من قضايا السياسة الأخرى التي شملها الاستطلاع.

ولذلك، وفق التقرير، فينبغي لأولئك في المجتمع الدولي الذين يسعون إلى إيجاد سبل لتعزيز السلام الإسرائيلي الفلسطيني، أن يحاولوا أيضًا الاستثمار بشكل أكبر في تعبئة الإسرائيليين التقليديين المؤيدين للسلام، الذين يبدون اليوم أقل حماسًا بشأن هذه القضية والذين لم يعد من الممكن قبول دعمهم لمبادرات السلام.

اقرأ أيضاً

الآلاف يتظاهرون بتل أبيب ضد نتنياهو بسبب كورونا (صورة)

المصدر | معهد الشرق الأوسط - ترجمة وتحرير الخليج الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: نتنياهو الخارجية الإسرائيلية لابيد إسرائيل صورة إسرائيل الخارجیة الإسرائیلیة السیاسة الخارجیة اقرأ أیضا فی عام 2022

إقرأ أيضاً:

الذهب يستقر محليًا رغم تراجع الأوقية عالميًا بعد خفض الفيدرالي للفائدة


شهدت أسعار الذهب في الأسواق المحلية حالة الاستقرار خلال تعاملات اليوم، رغم التراجع المحدود في الأوقية بالبورصة العالمية، وذلك في ظل تأثيرات متباينة تشمل ارتفاعًا طفيفًا للدولار وخفض أسعار الفائدة الأمريكية، إضافة إلى استمرار التوترات الجيوسياسية المرتبطة بالحرب الروسية الأوكرانية، وفق تقرير منصة «آي صاغة» لتداول الذهب والمجوهرات.


وقال سعيد إمبابي، المدير التنفيذي لمنصة «آي صاغة»، إن أسعار الذهب في السوق المحلية سجلت مستويات مستقرة نسبيًا، حيث بلغ سعر جرام الذهب عيار 21 نحو 5630 جنيهًا، فيما سجل عيار 24 حوالي 6434 جنيهًا، وعيار 18 نحو 4826 جنيهًا، بينما استقر سعر الجنيه الذهب عند 45040 جنيهًا.


عالميًا، هبطت الأوقية بنحو 13 دولارًا مسجلة 4217 دولارًا، رغم مكاسب تجاوزت 61% منذ بداية العام. 
واستعاد الدولار الأمريكي بعض خسائره التي أعقبت اجتماع الفيدرالي الأخير، مقتربًا من أدنى مستوى له منذ 24 أكتوبر، ما حدّ من استفادة الذهب من مكاسبه اليومية.


وبرغم ارتفاع الدولار، يرى محللون أن فرص صعوده تبقى محدودة في ظل توقعات متزايدة بخفض أسعار الفائدة الأمريكية، وهو ما يشكّل دعمًا مباشرًا للذهب خلال الفترة المقبلة، إلى جانب استمرار حالة عدم اليقين الجيوسياسي.

وفي خطوة كانت متوقعة على نطاق واسع، خفض مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي سعر الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس، متوقعًا خفضًا واحدًا فقط في عام 2026، رغم أن الأسواق تترقب خفضين إضافيين خلال العام نفسه، بعدما لمح رئيس الفيدرالي جيروم باول إلى توجه أكثر مرونة في السياسة النقدية.
وأشار باول إلى مخاطر تباطؤ سوق العمل الأمريكي، مؤكدًا أن الفيدرالي لا يرغب في أن تتسبب سياساته في كبح نمو الوظائف، وأسهمت تصريحات باول في هبوط الدولار لأدنى مستوى في أكثر من شهر، ما دفع الذهب إلى تسجيل أعلى مستوى أسبوعي.
ومع ذلك، لم يقدم باول أي توجيهات بشأن موعد الخفض المقبل للفائدة، في ظل معارضة بعض أعضاء الفيدرالي لأي تيسير إضافي، ما يعزز حالة عدم اليقين ويُقيّد قوة الذهب الذي لا يحقق عائدًا لحامليه.

أسعار الذهب اليوم في مصر.. عيار 18 بالمصنعية الآناكتشاف بئر غاز جديد “شمال البسنت-1”في الدلتا بإحتياطي 25 مليار قدم


مخاطر جيوسياسية وحركة أموال تحفّزان الملاذ الآمن

ورغم توجه المستثمرين نحو الأصول عالية المخاطر، فإن بطء التقدم في محادثات وقف إطلاق النار بين روسيا وأوكرانيا يجعل الذهب محتفظًا بجاذبيته كملاذ آمن، ويحدّ من الهبوط الحاد لأسعاره، في وقت يتجه فيه المشاركون إلى ترقب بيانات البطالة والميزان التجاري الأمريكي المنتظر صدورها الخميس.
الفيدرالي يثبت توقعاته الاقتصادية ومخطط النقاط دون تغيير


ولم يُدخل الفيدرالي تعديلات جوهرية على توقعاته الاقتصادية، بينما بقي «مخطط النقاط» دون تغيير، مع توقع خفض الفائدة إلى 3.4% خلال العام المقبل، واحتمال خفض إضافي في 2027، وتوقعات نمو اقتصادي معتدل يصل إلى 2.3% في العام القادم، وارتفاع طفيف في معدلات البطالة إلى 4.4%.


ويُتوقع تراجع التضخم تدريجيًا إلى مستهدف الفيدرالي البالغ 2% خلال عام 2028، مع انخفاض التضخم الرئيسي إلى 2.4% العام المقبل مقابل 3% في تقديرات أكتوبر.


توقعات ويلز فارجو: الذهب إلى مستويات قياسية في 2026
وفي سياق متصل، رجّح بنك ويلز فارجو أن يواصل الذهب صعوده في 2026، مدفوعًا بعوامل تشمل، مشتريات قوية من البنوك المركزية، وضعف الدولار الأمريكي، وخفض إضافي لأسعار الفائدة، واستمرار التوترات الجيوسياسية.


ويتوقع البنك ارتفاع أسعار الذهب بنسبة تتراوح بين 5.8% و10% خلال العام المقبل، لتتراوح بين 4500 و4700 دولار للأوقية، مؤكدًا أن الاتجاه الصاعد طويل الأمد للمعدن لا يزال قائمًا.


وأشار البنك إلى أن الذهب سيظل عنصرًا محوريًا في محافظ الاستثمار، خاصة في ظل الضغوط التضخمية العالمية، وتراجع جاذبية العملات الرقمية، وتحول المستثمرين إلى أدوات أكثر أمانًا لحفظ القيمة.

طباعة شارك أسعار الذهب الذهب أسعار الفائدة الفائدة التوترات الجيوسياسية

مقالات مشابهة

  • معكم حكومة بريطانيا.. المكالمة التي تلقتها الجنائية الدولية بشأن نتنياهو
  • المدعي العام للجنائية الدولية يكشف ضغوطا بريطانية لوقف ملاحقة نتنياهو
  • صحف عالمية: الإسرائيليون يرفضون العفو عن نتنياهو ولندن تبتز الجنائية لحمايته
  • متحدث الخارجية لـ فوربس: السياسة الخارجية المصرية تستند لمعايير أخلاقية وقانونية
  • رويترز: الولايات المتحدة تستعد لاعتراض السفن التي تنقل النفط الفنزويلي
  • الخارجية الفنزويلية: السياسة الأمريكية العدوانية تستهدف ثروات الطاقة لبلادنا
  • المركزي التركي يخفض أسعار الفائدة وسط تراجع ملحوظ في التضخم
  • الذهب يستقر محليًا رغم تراجع الأوقية عالميًا بعد خفض الفيدرالي للفائدة
  • الخارجية ترد على غوتيريتش
  • السيّد: هل تكفي الدولارات القليلة التي تحال على القطاع العام ليومين في لبنان ؟