مراقبون: خروج المصلين من مساجد إب بسبب الخطباء الحوثيين يعكس حجم الغليان الشعبي
تاريخ النشر: 23rd, September 2023 GMT
يتزايد أعداد المصلين الذين يغادرون المساجد بمحافظة إب، وسط اليمن، بسبب وجود خطباء حوثيين.
وأكد مراقبون لوكالة خبر، بأن المواطنين في إب ومناطق أخرى واقعة تحت سيطرة مليشيات الحوثي باتوا منزعجين جدا من تواجد خطباء حوثيين في المساجد حيث إن الكثير منهم يغادر المسجد بمجرد معرفتهم بتواجد خطيب حوثي.
وقالوا إن الكثير من المواطنين يتعمدون التأخر بالحضور إلى المساجد في محافظة إب ومحافظات أخرى لكي يتسنى لهم معرفة ما إذا كان هناك خطيب حوثي أم لا.
وبحسب المراقبين، فإن المصلين يتجمعون بأعداد كبيرة ليتنقلوا إلى أماكن بعيدة بهدف حضور خطبة الجمعة في المساجد التي لا يتواجد فيها خطباء حوثيون.
ووفقا للمراقبين، فإن الكثير من المصلين يضطرون للتنقل من مسجد إلى مسجد حتى يصلوا إلى أي مسجد لا يتواجد فيه خطيب حوثي، وذلك بسبب أن خطباء مليشيا الحوثي يبثون السموم الطائفية الدخيلة على المجتمع اليمني.
وتأتي ظاهرة مغادرة المصلين عن المساجد، بعد أن كثفت مليشيا الحوثي من استغلال المساجد لنشر سمومها الطائفية خصوصا في الآونة الأخيرة التي تتزامن مع فعالياتها، حيث تتعمد المليشيا الحوثية تغيير خطباء وأئمة عدد من مساجد مديريات محافظة إب وبقية المحافظات الخاضعة لسيطرتها المسلحة، وهو ما اغضب المواطنين.
يشار إلى أن المليشيات الحوثية أقدمت خلال السنوات والأشهر الماضية، على تغيير المئات من خطباء وأئمة المساجد، بعدد من مديريات محافظة إب، نتيجة رفضهم التماهي مع خطابها الطائفي المرفوض شعبيا ومجتمعيا.
إلى ذلك، تحدثت مصادر محلية، بأن قياديا في مليشيا الحوثي اشتكى خروج المصلين من المساجد بحضور خطباء المليشيا الذين تفرضهم بالقوة في مدينة إب، ومختلف مديريات المحافظة.
وقالت، إن قياديا في المليشيا أبدى انزعاجه من خروج المصلين أثناء إلقائه خطبة الجمعة يوم أمس في مسجد معاذ بن جبل بمنطقة "مفرق ميتم" بمدينة إب، في الوقت الذي باتت ظاهرة في جميع مساجد المحافظة تتمثل بمغادرة المصلين أثناء قدوم أو صعود أي خطيب من مليشيا الحوتي.
وبحسب شهود عيان، فإن الخطيب الحوثي بمجرد أن صعد منبر الجامع غادر غالبية رواد المسجد، الأمر الذي دعاه للتطرق للقضية والصراخ بأعلى صوته من منبر الجمعة والشكوى من عزوف المصلين عن المساجد بوجود المليشيا.
وأفاد مراقبون، بأن اعتراف الخطيب الحوثي صراحة بعزوف المصلين عن المساجد أثناء صعود خطباء المليشيا منابر الجمعة، يؤكد عدم وجود أي حاضنة للمليشيا ومدى الغليان الشعبي تجاهها والتي تحكم قبضتها على المحافظة.
وفي حادثة أخرى، غادر رواد مسجد مارح في مدينة إب، عاصمة المحافظة، المسجد بعد أن صعد خطيب من مليشيا الحوثي يدعى "ميمون فيروز".
وبينت مصادر مطلعة، بأن المليشيا أجبرت خطيب مسجد "مارح" عبدالواسع السعيدي على عدم إلقاء الخطبة وصعود خطيب حوثي يدعى "ميمون فيروز" والذي ظل خلال ما قبل الانقلاب في السجون حيث كان من عناصر تنظيم القاعدة الإرهابي.
المصدر: وكالة خبر للأنباء
كلمات دلالية: ملیشیا الحوثی خطیب حوثی
إقرأ أيضاً:
تقرير: طوباس والأغوار في خطر مباشر بسبب مخطط"الخيط القرمزي" الإستيطاني
الضفة الغربية - صفا
قال تقرير أعده المكتب الوطني للدفاع عن الأرض ومقاومة الاستيطان، إن محافظة طوباس والأغوار الشمالية في دائرة الخطر المباشر بسبب المخططات الاستيطانية، التي ازدادت وتيرتها في الآونة الأخيرة.
وأضاف المكتب في تقريره الأسبوعي، الذي يرصد الفترة من 27-11 إلى 5-12 الجاري، أنه رغم تعهد الرئيس الاميركي دونالد ترمب لقادة عدد من الدول العربية والاسلامية بمنع "إسرائيل" من ضم الضفة الغربية أو أجزاء منها، إلا أن التطورات الجارية في محافظة طوباس والأغوار الشمالية تؤكد أنها في دائرة الخطر المباشر، أكثر من أي وقت مضى.
وأشار إلى أن سلطات الاحتلال أصدرت مؤخرا كما هو معروف تسعة أوامر عسكرية جديدة تقضي بوضع اليد على مساحات كبيرة من الأراضي في المحافظة، تشمل أراضي ملكية خاصة وأخرى مصنفة كأراضي دولة، بهدف إنشاء طريق عسكري جديد يربط بين "عين شبلي" وقرية "تياسير"، بطول يزيد على 40 كيلومترًا، وتمتد من أراضي طمون، مرورًا بسهل البقيعة شرق قرية عاطوف، ومنطقة عينون في طوباس، وصولا إلى منطقة يرزا شرق طوباس، وحتى الأراضي الواقعة شرق قرية تياسير.
وأوضح أن قائد المنطقة الوسطى في جيش الاحتلال آفي بلوت قد شن مع قيادات المستعمرين فجر السادس والعشرين من الشهر الماضي حربا مفتوحة على المحافظة، أطلق عليها اسم "الحجارة الخمسة"، في إشارة إلى خمس مناطق تتركز فيها العملية، تشمل: مدينة طوباس، وبلدة طمون، وبلدة عقّابا، وبلدة تياسير، ومخيم الفارعة ومحيطه، بحجج أمنية واهية.
ونوه التقرير إلى أنه من الواضح وفق سير هذه الحرب على المحافظة، التي استمرت لأسبوعين، أن الاحتياجات الأمنية التي يطرحها جيش الاحتلال تُستخدم كغطاء لخطوات سياسية وميدانية توسعية تهدف إلى التضييق على الفلسطينيين وتدمير مقومات الزراعة الفلسطينية، إذ يمارس التضييق على المزارعين كأدوات ضغط تهدف من جهة إلى إضعاف القطاع الزراعي الفلسطيني، ومن جهة أخرى إلى تهيئة الأرض للاستيلاء عليها، وصولا إلى تهجير المواطنين من المنطقة برمتها.
وأوضح أن العمليات العسكرية الجارية في محافظة طوباس والأغوار الشمالية لا تمت بصلة للدواعي الأمنية التي تروّج لها سلطات الاحتلال، فليس من بين أهدافها ما يعبر عن أي مخاوف أمنية حقيقية، بقدر ما تأتي في سياق مشروع أوسع يتعلق بالتدريب العسكري، والتهيئة الميدانية لخطوات سياسية واستيطانية مستقبلية، وعلى رأسها ضم الأغوار الشمالية.
وحسب التقرير فقد ترافقت هذه العملية العسكرية مع حملة دهم وعمليات اقتحام لمنازل المواطنين، وتحويل بعضها إلى ثكنات عسكرية.
ونقلاً عن صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، فقد شاركت ثلاثة ألوية من جيش الاحتلال في العملية، هي: "منشي"، و"الشومرون"، و"الكوماندوز"، حيث بدأت بإغلاق الطرق الرئيسية في المحافظة، لتعزيز السيطرة على المنطقة، وفرض حظر تجول شامل على مدينة طوباس والبلدات المجاورة، واغلاق جميع المداخل بالسواتر الترابية والحواجز العسكرية، ما حوّل محافظة طوباس إلى "منطقة عسكرية مفتوحة"، بدلاً من أن تكون مجتمعا مدنيا.
وحسب ما أوردته صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، فقد شرع جيش الاحتلال بتنفيذ مقطع جديد من جدار فصل عنصري في عمق الأغوار الشمالية، في خطوة وصفها مواطنون وحقوقيون بأنها الأخطر منذ سنوات، كونها تُحوِّل عشرات التجمعات إلى مناطق محاصرة، وتقطع صلتها بمساحات واسعة من الأراضي الزراعية والرعوية.
وبحسب الصحيفة ذاتها، يمتد المقطع الحالي بطول 22 كيلومترًا، وبعرض يصل إلى 50 مترًا، ويقع على مسافة تزيد على 12 كيلومترًا غرب الحدود الأردنية، وتشمل الأعمال الجارية تجريف منشآت سكنية، وزراعية، وخيام، ومخازن، ومقاطع من شبكات المياه، ضمن ما يعرف بالمشروع العسكري "الخيط القرمزي".
وكانت سلطات الاحتلال قد أبلغت خلال الأيام الماضية عددًا من العائلات في منطقتي عين شبلي وخربة عاطوف بأوامر هدم فورية خلال أسبوع، تمهيدًا لشق المسار الجديد للجدار، ويخشى السكان من أن تتحوّل قراهم إلى جزر معزولة، خصوصًا خربة يرزة التي يقطنها نحو 70 فردًا يعتمدون على تربية المواشي في مساحة تقدّر بـ400 دونم سيتم تطويقها بالكامل.
وتشير الوثائق العسكرية إلى أن الجدار سيُستخدم كطريق دوريات ترافقه سواتر ترابية وقنوات عميقة، بينما يجري إنشاء سياج أمني في عدة مقاطع.
وفي هذا الصدد، يقدّر الخبير في شؤون الاستيطان درور أتكاس من جمعية "كرم نابوت" المتخصصة برصد الإجراءات الإسرائيلية للسيطرة على الأرض الفلسطينية، أن المرحلة الحالية من مشروع "الخيط القرمزي" ستؤدي إلى فصل المزارعين وأصحاب الأراضي في بلدات طمون وطوباس وتياسير والعقبة عن مساحات شاسعة من أراضيهم، تصل إلى نحو 45 ألف دونم، والتي ستقع بين شارع ألون والجدار الجديد.