هيئة الأرصاد الأمريكية: من المرجح أن تصبح أوفيليا إعصارا
تاريخ النشر: 24th, September 2023 GMT
قال المركز الوطني الأمريكي للأعاصير، إن العاصفة المدارية أوفيليا عبرت إلى جنوب شرق ولاية فرجينيا.
وأشارت هيئة الأرصاد الجوية، أن أوفيليا تتحرك شمالا بسرعة 19 كيلومترا في الساعة تقريبا.
أخبار متعلقة تصاحبه أمواج خطيرة..الإعصار "لي" يقترب من كندا"الأرصاد المصرية" تتوقع انتهاء العاصفة "دانيال" الخميس المقبلمحملا برياح قوية.. الإعصار لي يدمر الأشجار ويقطع الكهرباء في كنداالعاصفة أوفيليا
وذكرت أنه من المتوقع أن تستمر العاصفة المدارية في التحرك، فوق جنوب شرق فرجينيا خلال الساعات المقبلة ثم فوق شبه جزيرة دلمارفا بحلول صباح الأحد.
ولفت المركز الوطني الأمريكي للأعاصير اليوم الأحد، إن أوفيليا، التي كانت عاصفة مدارية، تحولت الآن إلى منخفض مداري.
وجرى إيقاف جميع التحذيرات من هبوب العواصف والعواصف المدارية المتعلقة بأوفيليا، مضيفة أنه من المرجح أن تصبح أوفيليا إعصارا ما بعد المداري اليوم مع توقع المزيد من الضعف.
المصدر: صحيفة اليوم
كلمات دلالية: اليوم الوطني السعودي 93 اليوم رويترز المركز الوطني الأمريكي للأعاصير أوفيليا الأرصاد الأمريكية المركز الوطني الأمريكي للأعاصير أمريكا أعاصير
إقرأ أيضاً:
«Superman: Legacy».. حين تصبح القوة عبئاً
علي عبد الرحمن
منذ عرضه في صالات السينما، بدا فيلم «Superman: Legacy»، أكثر من مجرد إعادة إطلاق لواحدة من أشهر أيقونات الثقافة الشعبية، لقد جاء محمولاً على وعيٍ سردي جديد، يبتعد عن الاستعراض البصري، ليغوص في البنية النفسية والوجودية لشخصية البطل الخارق، ولا يسعى مخرجه جيمس غَن إلى تمجيد القوة، بل إلى تفكيكها، ولا يُعيد إحياء المجد الأسطوري لسوبرمان، بل يعرّيه من زيف الصورة، ويضعه وجهاً لوجه مع هشاشته الداخلية.
إنه ليس بطلاً تقليدياً يحلّق في السماء بحثاً عن خطر ليقضي عليه، بل شخصية قلقة، يسكنها الشك أكثر مما تحركها القدرة، ويقف على تخوم الهويّة وهو يسأل نفسه: من أكون؟، وما الذي يُنتظر مني؟، بهذا المعنى، يتحول الفيلم إلى سردية تأملية عميقة، تنظر إلى البطل لا كحلّ، بل كعلامة استفهام في عالمٍ يزداد تعقيداً.
جاء اختيار عنوان الفيلم بدقّة واعية، لا بوصفه تسمية شكلية، بل كبوابة دلالية تُفضي إلى عمق الحكاية فـ«Legacy»، لا يُحيل ببساطة إلى «الإرث» في معناه الوراثي أو التاريخي، بل إلى المأزق الثقيل المتضمَّن فيه، وما الذي يعنيه أن يرث الإنسان لا مجرد قوة هائلة، بل رمزاً متضخماً، وتاريخاً مكتظاً بالتوقعات، وصورة مسبقة عن البطولة لم يصنعها بنفسه.
«كلارك كينت»، أو من سيُعرف لاحقًا بسوبرمان، لا يدخل الحكاية كبطل مُكتمل، بل كوريث لحكاية لم يخترها، ولدور كُتب له مسبقاً قبل أن يعي رغبته الخاصة، وكأن العالم قد قرر من يكون، من دون أن يسأله عمّا يريد أن يكونه.
الهاجس الأخلاقي
في الفيلم، لا يقوم البطل على أكتاف القوة، بل على ثقل السؤال الذي يطارده في كل حركة: هل يجب أن أتدخل؟، المسألة لا تتعلق بالقدرة، بل بالواجب، لا بما يستطيع فعله، بل بما ينبغي عليه أن يمتنع عنه. هنا، تتحوّل البطولة من فعلٍ خارجي إلى أزمة داخلية، ومن ردّ فعل إلى مواجهة مع الضمير، في عالم تتداخل فيه المصالح، وتختلط فيه النيات بالنتائج، يصبح التدخل حتى حين يكون بدافع الخير فعلاً محفوفاً بالشك، ويقترب الفيلم من الفلسفة الوجودية في مقاربته فـ«كلارك» ليس بطلاً بمقاييس جاهزة، بل إنساناً حُرّاً تُلقى على عاتقه قرارات بلا خرائط، ويُترك وحيداً أمام احتمالات لا يمكن التنبؤ بعواقبها.
في أحد أكثر مشاهد الفيلم صمتاً، نراه يتأمل مدينة نجاها من الدمار، لكن تعابير وجوه سكانها لا تحتفل، بل تتساءل. وعندما تُواجهه بطلة العمل «لويس لاين» تؤدي دورها الأميركية راشيل بروسنان بالسؤال: «أنقذت المدينة، لكن ماذا عن الفكرة؟»، يتكشّف التوتر الأخلاقي الحقيقي: هل تُقاس الأفعال بما تحققه من نتائج؟، أم بما تتركه من أثر رمزي؟، وهل يمكن للقوة، حتى لو كانت في جانب الخير، أن تُحدث توازناً من دون أن تخلق شرخاً أعمق؟.
صمت بين الجمل
عرف الجمهور المخرج جيمس غَن من خلال أفلام تمزج بين الفانتازيا والكوميديا والمفارقة البصرية، لكن «Superman: Legacy» يكشف عن جانب آخر من صوته الإخراجي، أكثر نضجاً وتأملاً. ولا يعتمد غَن، في هذا العمل على التفجيرات أو المعارك الضخمة، بل يستبدل الضجيج بالصمت، والحركة بالثقل الرمزي، والمباشرة بالتماهي البصري، ويقود الكاميرا لتراقب لا لتُلاحق، لتسكن في المشهد لا لتُحرّكه. اللقطات طويلة، مُحمّلة بالانتظار، تُركّز على ما لا يُقال، على الملامح قبل الحدث، وعلى الصمت بين الجمل.
الإضاءة أيضاً ليست حيادية، بل تشارك في بناء ازدواجية البطل، فالمَشاهد «الكريبتونية» تغمرها الإنارة الباردة، الحادة، المعدنية، في حين تتسم لحظاته الأرضية بضوء دافئ، متردد، يتسلل كما لو أنه يبحث عن معنى داخل العتمة، هكذا لا يصنع المخرج فيلمًا عن بطل، بل عن ما يعنيه أن تكون بطلًا في زمن ينهار فيه المفهوم من الداخل.
في آخر المطاف، لا يتعامل الفيلم مع «سوبرمان» كشخصية فردية فقط، بل كأيقونة ثقافية تحمل في داخلها أسئلة حضارية كبرى، والبطل هنا ليس شخصية فوقية، بل استعارة للذات المعاصرة التي تواجه قلق السلطة والمسؤولية والمعنى في آن، ونحن أمام شخصية لم تعد تمثل الحلّ، بل تُجسّد الحيرة، أمام عالم تتلاشى تتحوّل فيه الأسطورة إلى عبء رمزي.
معضلة العدالة
لم يعُد «سوبرمان» في هذا الفيلم تجسيداً مطلقاً للعدالة، بل حاملاً لتناقضاتها، لقد غادرت العدالة منطقة النقاء الأخلاقي، ودخلت حيز الجدل، حيث تتنازعها التأويلات والمعايير المتضاربة، هو الآن شخصية تتحرك بين قيم موطنه الأصلي «كريبتون»، التي تقوم على التفوّق والصرامة، وتقاليد أميركية مشحونة بالإرث السياسي، وسياقات أممية تتطلّب الحياد، وذاكرة عائلية إنسانية تربّى في ظلّها على اللطف والرحمة، ولم يعُد الصواب واضحاً، ولا يكون الشر مجرّد عدوّ خارجي، بل يصبح كل قرار مساحة اشتباك بين وعيه الشخصي وتوقّعات العالم من حوله.
لا يكتفي «Superman: Legacy» باستعراض القوة عبر مشاهد الحركة، رغم إتقانها وتصاعد إيقاعها، بل يؤسّس عمقه الحقيقي على التوتر النفسي، الذي يسكن الجسد الخارق، في أول تجسيد له لشخصية «سوبرمان»، يبتعد الممثل الأميركي ديفيد كورينسويت عن نمط الأداء البطولي المعتاد، ويختار بناء شخصية محكومة بثقلٍ داخلي، لا بالقوة الاستعراضية، ويتحرك جسده ببطء محسوب، خطاه مثقلة، ونظراته غائرة، كما لو أن القوة نفسها أصبحت عبئاً لا منحة.
مرآة البطل
لا تظهر شخصية «لويس لاين» وتلعب دورها في الفيلم الأميركية راشيل بروسنان، بوصفها تابعاً عاطفياً أو حضوراً هامشياً، كما جرت العادة في كثير من النسخ السابقة، بل تتقدّم كمرايا حادة للبطولة ذاتها، تؤدي الدور ببراعة هادئة، وهي ليست المرأة التي تنتظر منقذها، بل التي تطرح على المخلّص نفسه الأسئلة الصعبة، إنها صوت الواقع، وعين الصحافة، وضمير العالم، لا تجامل، ولا تتورّع عن الشك، ولا تخاف من مواجهة الهيبة.