DW عربية:
2025-12-10@10:17:49 GMT

مخدر الحرب.. ماذا نعرف عن الكبتاغون المُنتج في سوريا؟

تاريخ النشر: 24th, September 2023 GMT

باتت حبوب الكبتاغون المخدر المفضل بين الشباب في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا

 باتت حبوب الكبتاغون التي تُعرف باسم "كوكايين الفقراء"، بمثابة  المخدر المفضل  بين الشباب في جميع أنحاء الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

مختارات عقوبات أوروبية على اثنين من أقارب الأسد لتهريب الكبتاغون تقرير: "الكبتاغون" حوَّل سوريا إلى دولة مخدرات في سابقة من نوعها.

. ضبط أول مصنع لإنتاج الكبتاغون بالعراق شرطة دبي تضبط أكثر من مليون قرص كبتاغون في شحنة ليمون مصادر: الأردن يقصف "هدفي مخدرات" داخل سوريا مرتبطين بإيران تحقيق: كيف توّرط نظام الأسد في تجارة مخدرات بأرباح خيالية؟

يعود حظر الكبتاغون في معظم البلدان إلى عام 1986 مع منع شرائه أو بيعه في الصيدليات والأسواق الطبية، لكن في مطلع القرن الحالي، ظهرت نسخة غير مشروعة من حبوب الكبتاغون في أوروبا الشرقية والشرق الأوسط.

ما هو الكبتاغون؟

الكبتاغون هو  عقار اصطناعي  جرى تصنيعه في بداية الأمر في ألمانيا في مطلع ستينيات القرن الماضي لعلاج فرط الحركة وتشتت الانتباه. بيد أنه انتشر مؤخرا بين الشباب في الشرق الأوسط حيث يعد رفيق الحفلات الخاصة التي تنتشر في دول الخليج الثرية.

وتشير تقارير إلى أن المقاتلين والمسلحين المنخرطين في القتال بسوريا يستخدمون الكبتاغون عادة لتعزيز قدرتهم على القتال وتقليل أي شعور بالإرهاق والتعب.

يحتوي فينيثيلين، وهو الاسم العلمي لحبوب الكبتاغون، على  مادة الأمفيتامين الاصطناعية  المعززة والكافيين ومنشطات أخرى إلى جانب مادة "الثيوفيلين" التي تنشط المخ.

الإدمان على الكبتاغون؟

وآثار الكبتاغون على الجهاز العصبي مشابهة لما يتسبب فيه الأمفيتامين من تأثيرات حيث يحفز النشوة  ويعمل على زيادة اليقظة والأداء البدني والعقلي، لكن تعاطيه المفرط يؤدي إلى تغييرات وظيفية في الدماغ ويتسبب في أمراض في القلب والأوعية الدموية فيما يمكن أن يؤدي إلى الإدمان.

وتكمن المشكلة الرئيسية في أن بعض حبوب الكبتاغون يتم إنتاجها في معامل غير قانونية فيما يتم زيادة كميات الفينثيلين في المخدر حتى أنه يُقال إن تركيبة الكبتاغون قد تختلف على مدار الأيام فضلا عن أن نقص البيانات يزيد من خطر احتواء هذه الحبوب على مواد كيميائية سامة.

أين يصنع الكبتاغون؟

أصبحت سوريا أكبر منتج ومصدر للكبتاغون في العقد الماضي حتى أشارت بعض التقارير إلى أنها أضحت بمثابة "دولة المخدرات" في الشرق الأوسط. وتشير بيانات الحكومة البريطانية إلى أن سوريا تنتج قرابة 80% من الإنتاج العالمي من الكبتاغون.

ارتفعت شعبية الكبتاغون  بشكل كبير في سوريا بعد موجة الربيع العربي عام 2011 فيما كشفت تقارير استقصائية عن  تسهيل صناعة الأدوية السورية جميع مراحل إنتاج الكبتاغون وتهريبه.

ورغم ذلك، تنفي الحكومة السورية انخراطها في أي عمل منظم لتحقيق أرباح من وراء تجارة وصناعة مخدر الكبتاغون. بيد أنه في المقابل، قالت تقارير إن الكبتاغون أصبح شريان الحياة الاقتصادية  للحكومة السورية في ظل العقوبات الدولية الصارمة منذ عام 2011.

وفي هذا السياق، ذهبت تقديرات إلى أن قيمة تجارة مخدرات الكبتاغون في سوريا بلغت قرابة 5.7 مليار دولار عام 2021، فيما يتم تصدير المخدر في الغالب إلى العراق والأردن في الجوار السوري وإلى دول الخليج العربية.

ويُقال إن حزب الله يعد أيضا منتجا رئيسيا في تصنيع الكبتاغون.

تقول تقارير إن الحكومة السورية متورطة في إنتاج وتصدير الكبتاغون بشكل غير مشروع.

إلى أين يتم تصدير الكبتاغون؟

أصبح الكبتاغون مصدر قلق كبير لدول الشرق الأوسط مثل الأردن والسعودية والإمارات. ورغم أن دول الجوار السوري سنت  قوانين صارمة  لمحاربة ومكافحة تهريب المخدرات والاتجار بها، إلا أن الكبتاغون ما زال يجري تهريبه بكميات كبيرة من سوريا ولبنان.

ويعد الأردن عنصرا رئيسيا في محاربة تجارة الكبتاغون حيث أعلن وزير الخارجية أيمن الصفدي في يوليو /تموز الماضي عن ضبط أكثر من 65 مليون حبة كبتاغون خلال العامين الماضيين.

أفادت تقارير بأن الجيش الأردني يطبق في حربه ضد الكبتاغون سياسة إطلاق النار بقصد القتل ضد  شبكات تهريب المخدرات على طول حدوده مع سوريا.

وفي أغسطس/ آب العام الماضي، ضبطت السلطات في السعودية أكثر من 46 مليون حبة تم تهريبها في شحنة دقيق في ما اعتبرته "أكبر محاولة تهريب في عملية واحدة" لهذا النوع من المخدرات.

ونقلت وكالة الأنباء السعودية "واس" عن هيئة الزكاة والضريبة والجمارك في حينه أنها تمكنت من ضبط أكثر من "46,9 مليون قرص من مادة الإمفيتامين المخدر مخبأة داخل شحنة طحين" بعد وصولها إلى "الميناء الجاف في مدينة الرياض ونقلها إلى أحد المستودعات".

وتعلن المملكة بانتظام عن مضبوطات حبوب الكبتاغون التي تأتي بشكل أساسي من سوريا ولبنان عبر شحنات، لا سيما الفواكه والخضر. وقالت الجمارك إنها ضبطت 119 مليون حبة عام 2021.

انتشار الكبتاغون خارج الشرق الأوسط؟

لا توجد إحصائيات موثوقة حول  استخدام الكبتاغون  عالميا فيما لاتزال دول عديدة في العالم غير حازمة حيال انتشار هذا المخدر على أراضيها رغم تزايد المخاوف من أن هذه الحبوب أصبحت تؤرق الكثير من الدول الأوروبية.

يُقال إن المقاتلين والجنود السوريين يستخدمون الكبتاغون لتعزيز القدرة على التحمل في جبهات القتال.

وفي ذلك، أشار تقرير صدر عن مركز المراقبة الأوروبي للمخدرات والإدمان إلى أن أوروبا يمكن أن تصبح منطقة عبور رئيسية للكبتاغون صوب الشرق الأوسط حيث أفادت تقارير بأن دول الاتحاد الأوروبي ضبطت حوالي 127 مليون قرص من حبوب الكبتاغون بين عامي 2018 و 2023 فيما بلغت أكبر عملية مصادرة للمواد المخدرة في أوروبا قرابة 84 مليون قرص في ساليرنو الإيطالية في عام 2020.

يُشار إلى أنه يتم تصنيع الكبتاغون في الاتحاد الأوروبي خاصة في مختبرات غير قانونية في هولندا حيث يتم الاعتماد في التصنيع بشكل كبير على مادة الأمفيتامين.

وفي هذا السياق، شدد مركز المراقبة الأوروبي للمخدرات والإدمان على الحاجة إلى تعزيز التنسيق بين دول التكتل  لمحاربة عمليات تصنيع الكبتاغون  والحيلولة دون أن يصبح الاتحاد الأوروبي نقطة عبور للكبتاغون إلى الشرق الأوسط.

فريد شفالر/ م.ع

المصدر: DW عربية

كلمات دلالية: الكبتاغون سوريا المخدرات حبوب الكبتاغون حزب الله العربية السعودية إنتاج المخدرات الكبتاغون سوريا المخدرات حبوب الكبتاغون حزب الله العربية السعودية إنتاج المخدرات حبوب الکبتاغون الشرق الأوسط الکبتاغون فی ملیون قرص أکثر من إلى أن

إقرأ أيضاً:

هجمات إسرائيل تتمدد في الشرق الأوسط

ترجمة: بدر بن خميس الظفري -

من الواضح اليوم أن وقف إطلاق النار في غزة ليس سوى «خفضٍ للنار»، لا أكثر؛ فالعدوان مستمر، والهجمات على القطاع تتكرر شبه يوميًّا.

ففي يوم واحد فقط في نهاية أكتوبر قُتل نحو مائة فلسطيني. وفي 19 نوفمبر قُتل 32، وفي 23 نوفمبر قُتل 21، وهكذا دواليك؛ فمنذ بدء وقف إطلاق النار تجاوز عدد القتلى 300، وارتفع عدد الجرحى إلى ما يقارب الألف، وسترتفع هذه الأرقام بلا شك.

التحول الحقيقي الذي حدث مع الهدنة هو تراجع الاهتمام العالمي، وتخفيف الرقابة الدولية فيما تتضح ملامح المخطط الإسرائيلي شيئًا فشيئًا، وهي فرض سيطرة دامية لا تقتصر على غزة وحدها، بل تشمل فلسطين بأكملها، وتمتد إلى المنطقة المحيطة.

وصفت الأمينة العامة لمنظمة العفو الدولية أمنستي إنترناشونال أنييس كالامار ما بعد الهدنة بأنه «وهم خطير يوحي بأن الحياة تعود إلى طبيعتها في غزة». وقالت: إن السلطات الإسرائيلية قلّصت الهجمات وسمحت بدخول بعض المساعدات، «لكن لا ينبغي للعالم أن يُخدع. فالإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل لم تنتهِ»؛ فلا مستشفى واحدا في غزة عاد إلى العمل بكامل طاقته.

ومع هبوط الأمطار وانخفاض درجات الحرارة باتت آلاف العائلات مكشوفة الأسقف في خيام متهالكة. ومنذ وقف إطلاق النار في 10 أكتوبر مُنعت أكثر من 6,500 طن من المساعدات التي تنسقها الأمم المتحدة من دخول القطاع.

ووفق منظمة أوكسفام فقد مُنعت في الأسبوعين التاليين للهدنة شحنات مياه وغذاء وخيام وإمدادات طبية تعود لسبع عشرة منظمة دولية.

والنتيجة أن سكانًا فقدوا منازلهم وأرزاقهم ومأوى آمنًا ما زالوا عاجزين عن الحصول حتى على خيام أفضل أو غذاء كافٍ. وتمسك السلطات الإسرائيلية سكان غزة في وضعية عقاب جماعي مؤلم تمنع فيها بروز أي مظهر من مظاهر الحياة الطبيعية، وتترسخ من خلالها إسرائيل كقوة منفردة لا يُحاسبها أحد تمتلك سلطة مطلقة على أرواح الناس.

غزة ليست سوى رأس الحربة في توسّعٍ واضح للنزعة الإمبريالية الإسرائيلية توسّع يمتد إلى الضفة الغربية وما بعدها.

ففي الأراضي المحتلة يتحول القمع الذي تصاعد منذ 7 أكتوبر 2023 إلى حصار عسكري شامل. وقد أُجبر عشرات آلاف الفلسطينيين هذا العام على مغادرة منازلهم في نمط قالت عنه منظمة هيومن رايتس ووتش إنه يشكل «جرائم حرب، وجرائم ضد الإنسانية، وتطهيرًا عرقيًا يوجب التحقيق والمحاسبة».

وفي الأسبوع الماضي ظهرت لقطات مصورة لقيام جنود إسرائيليين بإعدام فلسطينيَّين في جنين بعد أن بدت عليهما نية الاستسلام. وزير الأمن القومي المتطرف إيتمار بن غفير منح العناصر المتورطة دعمه الكامل قائلاً إنهم تصرفوا كما يجب.

الإرهابيون يجب أن يموتوا. وما هذه إلا نافذة صغيرة في لحظة موثقة نادرة وسط نزيف مستمر؛ فقد قُتل أكثر من ألف فلسطيني في الضفة الغربية خلال العامين الماضيين على يد قوات الاحتلال والمستوطنين خمسهم من الأطفال، وأكثر من 300 حالة يشتبه بأنها «إعدامات خارج القانون».

وفي أكتوبر سجّل مكتب الأمم المتحدة مئتين وستين هجومًا للمستوطنين، وهو أعلى رقم منذ بدء توثيق هذه الاعتداءات قبل عشرين عامًا. وأكثر من 93 في المائة من التحقيقات تُغلق بلا توجيه تهم. كما تُسجّل وفاة عشرات الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية بسبب الضرب أو الإهمال الطبي، ويخرج من ينجون منها ليحكوا عن جحيم من التعذيب وسوء المعاملة.

وعلى الرغم من ذلك ما تزال دائرة التفويض الإسرائيلي في القتل والاستيلاء على الأرض تتوسع.

فالأسبوع الماضي نفّذت القوات الإسرائيلية عملية توغل برّي في جنوب سوريا أسفرت عن مقتل 13 سوريًا بينهم أطفال. ورفض الجيش الإسرائيلي تقديم أي معلومات عن الجهة المستهدفة مكتفيًا بالتذكير بحقّه في ضرب الأراضي السورية، وهو ما يكرره منذ احتلاله مناطق واسعة من الجنوب السوري سابقًا.

وقد اتُّهمت القوات الإسرائيلية هناك، وفق تحقيقات هيومن رايتس ووتش باتباع الأساليب الاستعمارية نفسها المستخدمة في فلسطين، وهي التهجير القسري، ومصادرة منازل، وهدم بيوت، وقطع مصادر رزق، ونقل غير قانوني لمعتقلين سوريين إلى إسرائيل. وتعتزم إسرائيل البقاء هناك بلا أفق للانسحاب.

وفي لبنان حيث ما يزال 64 ألف شخص نازحين منذ حرب العام الماضي تتصاعد الاعتداءات الإسرائيلية رغم المفاوضات التي جرت في نوفمبر. فقد واصلت إسرائيل قصفها شبه اليومي للأراضي اللبنانية كان آخره الأسبوع الماضي فقط، وما تزال تحتل خمس نقاط استراتيجية تستخدمها لشن هجمات على أهداف تزعم أنها لحزب الله.

ووفق قوات الأمم المتحدة لحفظ السلام في لبنان؛ ارتكبت إسرائيل أكثر من 10 آلاف خرق جوي وبري للهدنة قُتل خلالها مئات الأشخاص. وفي هذه الفوضى يُطرد المدنيون مجددًا من أراضيهم، ويُتركون تحت رحمة الضربات الإسرائيلية، وكأنهم رعايا خاضعون لسيادة إسرائيلية فائقة تتجاوز كل حدود القانون.

وبحسب تقرير حديث من صحيفة نيويورك تايمز؛ فإن «الوضع في لبنان يقدم مثالًا صارخًا على شرق أوسط جديد باتت فيه اليد الإسرائيلية ممتدة في كل مكان».

فكيف يمكن وصف كل ذلك بأنه «وقف إطلاق نار»؟ وما هذا «الوضع القائم» سوى واقع متفجر لا يمكن أن ينبت فيه أي سلام حقيقي، لا في فلسطين ولا في المنطقة.

فالساسة والوسطاء والدبلوماسيون قد يكررون مفردات «الهدنة المرحلية» و«خطط إعادة الإعمار»، لكن الحقيقة أن هذه أفكار لمستقبل لن يتحقق ما دامت الانتهاكات الإسرائيلية متواصلة في أراضٍ لا حقّ لها فيها.

والوهم الخطير الذي يصوّر أن الحياة تعود إلى طبيعتها لا ينطبق على غزة وحدها، بل يمتد إلى فلسطين كلها والمنطقة بأسرها. ولن يلبث أن يتبدّد.

نِسْرين مالك كاتبة في صحيفة الغارديان

مقالات مشابهة

  • سوريا تُحيل وسيم بديع الأسد للمحاكمة: أبرز تجار المخدرات و«رجل الكبتاغون»
  • زيلينسكي: أثق في رئيسة وزراء إيطاليا فيما يخص مفاوضات السلام
  • نتنياهو ينفي التوصل إلى اتفاق مع سوريا ويصف الأنباء بـ"الكاذبة"
  • غوغل ستطلق نظارات الذكاء الاصطناعي في 2026: ماذا نعرف؟
  • ماذا نعرف عن غسان الدهيني؟.. وكيف أصبح زعيما لمليشيا أبو شباب؟
  • بين صور وصور
  • ضبط أخطر تجار المخدرات بالسويس وبحوزتهما 1.7 طن مواد مخدرة بـ111 مليون جنيه
  • قبل عام 2026.. ملامح الشرق الأوسط في ثوبة الجديد
  • هجمات إسرائيل تتمدد في الشرق الأوسط
  • الموقع الجغرافي يعرض المنطقة لمزيج معقد من الظروف المناخية.. ماذا يحدث فى الشرق الأوسط؟