قيادي بالحركة المدنية لـعربي21: صهر السيسي قد يعلن ترشحه للرئاسة قريبا
تاريخ النشر: 24th, September 2023 GMT
قال قيادي في الحركة المدنية المصرية، مجدي حمدان، وهي أكبر كيان معارض داخل البلاد، إن "الانتخابات الرئاسية المقبلة ربما تشهد مفاجأة كبرى، خلال الأيام القليلة المقبلة"، مؤكدا أن "سيناريو ترشح شخصية عسكرية في تلك الانتخابات وارد بقوة، نتوقع حدوثه قريبا".
وأوضح حمدان، في تصريحات خاصة لـ"عربي21"، أن "هناك مداولات جارية بين الأطراف الحاكمة للتوافق على هذا الأمر المتعلق بترشح شخصية عسكرية، خاصة في ظل قناعة الجميع باستحالة استمرار المشهد الراهن كما هو".
ولفت حمدان إلى أن "رئيس أركان الجيش السابق، الفريق محمود حجازي، هو الأقرب لدعم المجلس الأعلى للقوات المسلحة، وربما يكون -من وجهة نظرهم- البديل المناسب للرئيس عبد الفتاح السيسي خلال الفترة المقبلة، وفي حال إعلانه الترشح رسميا للانتخابات، ستكون الأمور محسومة تماما لصالحه".
نفد رصيد السيسي
وتابع: "لو أدركت القوات المسلحة أن السيسي قد استنفد رصيده الشعبي والسياسي، سواء على المستوى الداخلي أو الخارجي، فإنها حتما ستدفع بمرشح عسكري آخر، وستبدأ معه مسيرة قد تكون مختلفة عما جرى خلال الـ10 سنوات الماضية، وستشهد البلاد تغيرات كثيرة وجذرية على مختلف الصعد".
ووصف حجازي (وهو صهر السيسي) بأنه "شخصية رزينة وعاقلة ووازنة ومسؤولة للغاية، وسوف يحدث فارقا مهما في المشهد المصري"، موضحا أنه التقى -مع آخرين- بالفريق حجازي في أحد الفنادق التابعة للقوات المسلحة بالقاهرة عام 2013، و"كان اللقاء بيننا مثمرا جدا، وأدركت عقب الاجتماع معه أنه شخصية متزنة جدا"، وفق وصفه.
واستطرد حمدان، وهو رئيس قطاع التخطيط والتطوير السياسي وعضو المكتب السياسي والهيئة العليا بحزب المحافظين، قائلا: ربما تكون الأوضاع الراهنة في ظل الإخفاقات التي لا حدود لها تتطلب وجود شخص كالفريق حجازي في المشهد".
وشدّد على أن "المصريين لن يتحملوا استمرار السيسي في سدة الحكم يوما واحدا بعد انتهاء فترة حكمه الحالية، لأن الناس فاض بها الكيل، وأعتقد أن هذا الشعور بدأ يتسرب بشكل أو بآخر إلى مؤسسات وأجهزة الدولة".
البديل المدني
بينما أكد القيادي بحزب المحافظين أن "البديل المدني هو الخيار الأفضل والأنسب بالنسبة لي وللقوى المدنية، لأن المرشح المدني هو الحل الوحيد لتغيير شكل الدولة المصرية بشكل حقيقي وكامل، ومن أجل الابتعاد عن التحكم الكامل من قِبل مؤسسات بعينها في إدارة المشهد السياسي والاقتصادي وكل شيء في مصر".
وهذه ليست المرة الأولى التي يُطرح فيها اسم الفريق محمود حجازي كمرشح محتمل في الانتخابات الرئاسية المقبلة، التي سيتم الإعلان عن جدولها الزمني، الاثنين، خلال مؤتمر صحفي تعقده الهيئة الوطنية للانتخابات.
جدل ترشح حجازي
وكان رئيس حزب "الإصلاح والتنمية"، محمد أنور عصمت السادات، قد كشف، في مقابلة سابقة مع "عربي21"، أن "مرشح المفاجأة" لانتخابات الرئاسة، والذي تحدث عنه لأول مرة دون إفصاح عن اسمه قبل نحو 3 أشهر، لن يتمكن على الأرجح من خوض الانتخابات، لافتا إلى أنه "من بين المشاكل التي واجهت هذا المرشح هي عدم موافقة المجلس الأعلى للقوات المسلحة على فكرة خوضه للانتخابات".
وكان رئيس حزب "الإصلاح والتنمية"، محمد أنور عصمت السادات، قد صرّح، في مقابلة تلفزيونية في 17 آذار/ مارس الماضي، أن هناك مرشحا "مفاجأة" قد يظهر مع اقتراب الانتخابات الرئاسية، مُلمحا إلى أنه قد يكون عسكريا أو ذا خلفية عسكرية، لمنافسة السيسي في الانتخابات الرئاسية.
وأثار حديث السادات حينها جدلا واسعا داخل مصر، خاصة أنه أصدر بيانا في 18 نيسان/ أبريل الماضي، أكد فيه أن "مرشح المفاجأة" أفاد بأنه "يعتزم في حال خوض الانتخابات الرئاسية أن يقوم باختيار وتعيين نائبين للرئيس، أحدهما امرأة والآخر شخصية مسيحية، على أن يتم الإعلان عنهما مع تقديمه أوراق ترشحه رسميا".
وكشف الرئيس السابق لحزب الدستور المصري والقيادي بالحركة المدنية الديمقراطية، علاء الخيام، في 22 حزيران/ يونيو الماضي، خلال مقابلة سابقة مع "عربي21"، أن "مرشح المفاجأة" في الانتخابات الرئاسية الذي تحدث عنه السادات هو الفريق محمود حجازي.
وقال المتحدث باسم التيار الحر (يضم عددا من الأحزاب الليبرالية المعارضة)، عماد جاد، في 13 أيلول/ سبتمبر الجاري، عبر بيان بعنوان "نداء من أجل الوطن": "مصر لن تتحمل استمرار السياسات الحالية فترة قادمة، لذلك أقول إن الفريق محمود حجازي هو الخيار الأمثل لإنقاذ البلد في الفترة المقبلة، وترشيحي له نابع من معرفة وثيقة، وأراه خير مَن ينقل مصر عبر مسار آمن ومستقر، ويمثل مرحلة انتقالية".
وفي 24 أيلول/ سبتمبر الجاري، كرّر عماد جاد دعوته لترشح محمود حجازي، قائلا، في تدوينة عبر حسابه بموقع "فيسبوك": "للمرة الثانية، وقبل فوات الأوان. ترشح الفريق محمود حجازي هو الحل لوقف التدهور الشامل وتوقف الاندفاع باتجاه نفق مظلم، وهو طوق النجاة لمصر مؤسسات وشعب، حاضر ومستقبل".
وأردف: "ترشح الفريق محمود حجازي يُمثل الأمل في استعادة الثقة بين الشعب ومؤسسات الدولة، يضع بلدنا على أول طريق التعافي من أزماتها ومشاكلها الراهنة، ويبدأ رحلة التحول إلى دولة مدنية ديمقراطية حديثة"، مضيفا: "أتمنى التحرك السريع قبل فوات الأوان، ومواجهة مخاطر جمة بعضها بدأ يلوح في الأفق".
موافقة المجلس العسكري
ووفق القوانين العسكرية المصرية، ليس من حق ضباط الجيش العاملين في الخدمة أو في فترة الاستدعاء الاحتياطي الترشح للانتخابات قبل تسوية أوضاعهم القانونية داخل الجيش، وبعد الحصول على موافقة المجلس الأعلى للقوات المسلحة بخوض تلك الانتخابات.
يُذكر أن مجلس النواب المصري أقرّ في تموز/ يوليو 2020، قانونا نص على عدم جواز ترشح أي من أفراد (ضباط) المؤسسة العسكرية للانتخابات الرئاسية أو النيابية أو المحلية، سواء من الموجودين بالخدمة أو الذين انتهت خدمتهم، إلا بعد موافقة المجلس الأعلى للقوات المسلحة.
ولم تعلن الهيئة الوطنية للانتخابات إلى الآن عن موعد فتح باب الترشح للانتخابات رغم ضيق الوقت. كما لم يعلن رئيس النظام المصري عبد الفتاح السيسي موقفه بشكل رسمي من الترشح لفترة رئاسية ثالثة.
ونشرت وسائل إعلام مصرية مختلفة، الأربعاء، بيانا، أصدرته الهيئة الوطنية للانتخابات بخصوص الجدول الزمني للعملية الانتخابية، لكن جرى حذفه سريعا، دون معرفة السبب، فيما أرجع مراقبون تلك الخطوة إلى ما وصفوه بارتباك وتخبط النظام في التعاطي مع الانتخابات الرئاسية المرتقبة.
وكان من المفترض أن تنتهي الفترة الثانية والأخيرة للسيسي في السلطة خلال حزيران/ يونيو 2022، إلا أن النظام مرّر في عام 2019 تعديلات دستورية مثيرة للجدل، جعلت مدة الولاية الرئاسية 6 سنوات بدلا من 4، مع إبقاء تقييدها بولايتين، مع السماح للسيسي وحده بفترة ثالثة، ما يسمح له بالبقاء رئيسا حتى 2030.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية المصرية الانتخابات الرئاسية عربي21 محمود حجازي مصر الانتخابات الرئاسية عربي21 محمود حجازي سياسة سياسة سياسة تغطيات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الانتخابات الرئاسیة موافقة المجلس
إقرأ أيضاً:
الصلابي لـعربي21: غزة تُذبح جوعًا.. والعدوان على قطر جريمة مرفوضة
أكد الدكتور علي محمد الصلابي، الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، أن غزة أصبحت "نسيًا منسيًا" في حسابات بعض الأطراف في خضم الصراع الإقليمي والدولي، إلا أن "حسابات الله لا تُغفل المظلومين"، محذرًا من أن "من خذل غزة ستمضي فيه سنة الله عدلاً ومكرًا".
وقال الصلابي في في تصريحات خاصة لـ"عربي21": إن "ما يحدث اليوم من أحداث جسام في المنطقة، ومن سيولة سياسية وفكرية، يكشف عن هشاشة النخب العربية، وضياع البوصلة، وفقدان المشروع الحضاري الجامع"، مضيفًا أن "أحداث الطوفان لم تنتهِ، وقد جرفت معها الكثير من الدول والأحزاب والنخب التي تجردت من إنسانيتها، وباتت عاجزة عن التماسك أو قول الحق".
وفي سياق تعليقه على الضربة الصاروخية الإيرانية التي استهدفت قاعدة العديد الأمريكية في قطر، شدّد الصلابي على أن "هذا العمل مرفوض ومدان من قبل كل عاقل وحرّ"، مشيرًا إلى أن "قطر كانت دومًا في طليعة المدافعين عن قضايا الأمة، وعلى رأسها القضية الفلسطينية، دعمًا إعلاميًا عبر منابرها الحرة، وسياسيًا في المحافل الإقليمية والدولية".
وأضاف: "في الوقت الذي كانت فيه بعض العواصم تغرق في الصمت، كانت قطر تقف بصلابة إلى جانب الشعب الفلسطيني، وتدعو لخفض التوتر ووقف التصعيد في كل الملفات الإقليمية، بما في ذلك مع إيران، حرصًا على أمن المنطقة وسلام شعوبها".
ورأى الصلابي أن "استهداف قطر في هذا التوقيت يُعد من أسوأ مظاهر التنكر للحق، ومحاولة لمعاقبة من وقف مع المظلومين"، معتبرًا أن "الهجوم على قطر أفقد إيران نصرة كثير من الشعوب والقيادات التي باتت تراها تمثل صوت العقل والحق".
وختم الصلابي حديثه بالدعاء لأهل غزة قائلاً: "غزة يا الله، انقطع رجاؤهم إلا منك، وخاب ظنهم إلا بك، اللهم فرّج همّهم، واجبر مصابهم، لقد طالت الغمة واشتدت المحنة وعظم البلاء، فكن لهم يا أرحم الراحمين".
وأضاف الدكتور الصلابي في حديثه لـ"عربي21"، أن ما جرى خلال الساعات الأخيرة من مجازر مروعة ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي بحق المدنيين المنتظرين للمساعدات في غزة، يمثل فصلاً جديدًا من فصول الإبادة الجماعية التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني، قائلاً: "أي جرم أكبر من أن يُقتل الجائع وهو ينتظر رغيفًا، وأي سقوط أخلاقي أشنع من هذا التواطؤ الدولي مع آلة القتل؟".
وأكد أن استهداف الأبرياء الذين يصطفون بحثًا عن الغذاء هو وصمة عار في جبين الصامتين، مشددًا على أن "هذه الدماء الطاهرة لن تذهب سدى، وستُكتب في سجل الظالمين والمتخاذلين، وتبقى لعنة على كل من تخلّى عن غزة، أو ساهم في تجويعها أو تبرير ذبحها".
وختم بالقول: "غزة اليوم لا تنتظر بيانات شجب، بل تنتظر رجالا يوقفون هذا الطوفان الدموي، ويعلّقون الجرس في وجه المعتدي.. ومن خذلها، ستمضي فيه سنة الله كما مضت في من قبلهم".
ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، ترتكب إسرائيل بدعم أمريكي إبادة جماعية بغزة، تشمل قتلا وتجويعا وتدميرا وتهجيرا، متجاهلة النداءات الدولية وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.
وخلفت الإبادة أكثر من 187 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين بينهم أطفال، فضلا عن دمار واسع.
وتحاصر إسرائيل غزة منذ 18 عاما، وبات نحو 1.5 مليون فلسطيني من أصل حوالي 2.4 مليون بالقطاع، بلا مأوى بعد أن دمرت حرب الإبادة مساكنهم.
إيران تقصف قاعدة العديد.. والدوحة تندّد
وكانت قاعدة العديد الجوية الأمريكية في قطر قد تعرضت، مساء الاثنين، لضربة صاروخية إيرانية غير مسبوقة، في تطور خطير للتوترات الإقليمية، بعد أيام من غارات أمريكية استهدفت منشآت نووية في إيران.
وأعلنت إيران عبر التلفزيون الرسمي إطلاق عملية عسكرية تحت اسم "بشائر الفتح"، استهدفت فيها القاعدة الجوية الواقعة جنوب غربي العاصمة القطرية الدوحة. وقد أكدت قطر أن القاعدة كانت قد أُخليت مسبقًا ضمن إجراءات احترازية، وأنه لم تقع أي إصابات بشرية جراء الهجوم.
الدوحة نددت بالاعتداء ووصفته بـ"الانتهاك الصارخ لسيادة البلاد"، مؤكدة على لسان المتحدث باسم وزارة خارجيتها أن لها الحق الكامل في الرد. وأظهرت صور للأقمار الصناعية، نشرتها شبكة "CNN"، خلوّ مدرجات القاعدة من الطائرات قبل الهجوم، ما يُشير إلى استعدادات مسبقة لتفادي الخسائر.
وتوالت الإدانات العربية والدولية ضد الضربة الإيرانية، واعتبرتها دول عدة تجاوزًا للقانون الدولي وتهديدًا لأمن الخليج، فيما عبّر مراقبون عن قلقهم من انزلاق المنطقة إلى مربع الفوضى الشاملة.
تجدر الإشارة إلى أن قاعدة العديد تُعد أكبر منشأة عسكرية أمريكية في الشرق الأوسط، وتضم أكثر من 13 ألف جندي أمريكي، وتُستخدم كمركز للعمليات الجوية في الخليج وسوريا والعراق وأفغانستان. وتاريخيًا، تمثل القاعدة أحد أعمدة التعاون العسكري بين قطر والولايات المتحدة منذ أوائل التسعينيات.
وفي مايو/أيار الماضي، زار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب القاعدة، وأشاد بالتعاون القطري، كما أعلن عن استثمارات جديدة في توسعة المنشأة بقيمة 10 مليارات دولار.