السودان يسجل 13 ألف إصابة بالملاريا في دارفور
تاريخ النشر: 25th, September 2023 GMT
سجلت وزارة الصحة السودانية نحو 13 ألف إصابة بالملاريا، في مدينة الفاشر (ولاية شمال دارفور)، مع تفشي المرض بالولاية، وسط "نقص كبير" في الأدوية.
ونقلت وسائل إعلام محلية عن نائب مدير عام وزارة الصحة بولاية شمال دارفور أحمد الدومة، القول إن هناك "زيادة كبيرة" في عدد المصابين بالملاريا في الفاشر.
وأضاف أن النقص الكبير في أدوية الملاريا وقلة الدعم من المنظمات لمواجهة الأوبئة وعدم صرف مستحقات العاملين لفترة طويلة "فاقم" الوضع الصحي بالولاية.
كذلك، قال المسؤول السوداني إن توقف المصارف عن العمل "يحول دون التزام المنظمات بتعهداتها المالية تجاه دعم القطاع الصحي".
وذكر أن منظمة (أطباء بلا حدود) تخطط لفتح أربعة مراكز بمدينة الفاشر لعلاج حالات الملاريا.
اقرأ أيضاً
الصحة السودانية: المرافق الصحية في الخرطوم تواجه انهيارا كاملا
وكان مدير منظمة الصحة العالمية تيدروس غيبريسوس، قال إن هناك أنباء عن تفشي الملاريا وحمى الضنك والحصبة في السودان.
وحذر غيبريسوس، في تصريحات نشرتها المنظمة من أن ملايين الأطفال والسيدات الحوامل في السودان يعانون من سوء التغذية الحاد.
وذكر أن إمدادات المياه والغذاء والأدوية والكهرباء تتراجع في ظل القصف المستمر، مضيفا أن 70% من المنشآت الصحية في المناطق المتأثرة بالقتال خرجت عن الخدمة، وفقًا لما نقلته وكالة أنباء العالم العربي.
والملاريا مرض يُسببه طفيل، وينتقل الطفيلي إلى البشر عبر لدغة البعوض حامل العدوى. ويَشعُر الأشخاص المصابون بالملاريا بإعياء شديد عادةً مع ارتفاع في درجة الحرارة وقشعريرة مصحوبة برجفة.
على الرغم من أن المرض غير شائع في المناخات المعتدلة، فلا تزال الملاريا شائعة في البلدان الاستوائية وشبه الاستوائية حيث يصاب ما يقرب من 290 مليون شخص بالملاريا كل عام، ويموت أكثر من 400 ألف شخص بسبب هذا المرض.
ويشهد البلد الأفريقي منذ أبريل/نيسان الماضي، اشتباكات عنيفة بين الجيش بقيادة عبدالفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي)، أدت إلى تفاقم المعاناة الإنسانية في المناطق التي تشهد القتال.
اقرأ أيضاً
الصحة العالمية: 20 مليون يمني معرضون للإصابة بالملاريا
المصدر | الخليج الجديدالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: السودان الملاريا دارفور
إقرأ أيضاً:
خبير عسكري: سقوط هجليج يمهد لفصل غرب السودان عن شرقه
قال الخبير العسكري والإستراتيجي العميد إلياس حنا إن سقوط مدينة هجليج النفطية في ولاية كردفان بيد قوات الدعم السريع يشكّل محطة حاسمة في اندفاعها من دارفور (غربي السودان) نحو النيل الأبيض، معتبرا أن السيطرة على المدينة تمهد لفرض فاصل جغرافي قد يعزل غرب السودان عن شرقه.
وتقع هجليج في ولاية غرب كردفان وتضم أحد أكبر حقول النفط في البلاد، وقد أكد الجيش انسحابه منها "لحماية المنشآت الحيوية" فيها، بينما حمّلت الحكومة قوات الدعم السريع مسؤولية انسحاب الشركات الصينية من قطاع النفط بسبب تدهور الوضع الأمني.
وأوضح حنا أن امتداد المعارك من الفاشر بشمال دارفور إلى بابنوسة وصولا إلى هجليج بغرب كردفان يعكس مسعى الدعم السريع للسيطرة على المساحات الحيوية والثروات، مؤكدا أن المدينة تمثل نقطة تؤدي عمليا إلى الطريق نحو النيل الأبيض وما يشكله من خط فاصل طبيعي.
وأضاف أن الحرب الحالية تدور في مساحة تتجاوز مليونا و800 ألف كيلومتر مربع، ما يجعل السيطرة على المواقع الغنية بالنفط والذهب عاملا مركزيا في ميزان القوة، وسط صعوبات لوجستية كبيرة تعاني منها قوات الجيش في الجبهات الممتدة.
ويعد حقل هجليج محطة رئيسية لضخ وتكرير ونقل النفط، وقد تعرض خلال الفترة الماضية لهجمات بطائرات مسيّرة نفذتها قوات الدعم السريع، في حين تحدثت مصادر حكومية عن انهيار سلاسل الإمداد وتضرر الاستثمارات الأجنبية بفعل التوتر الأمني المتصاعد.
عزلة ميدانيةوعن انسحاب الجيش، رأى العميد إلياس حنا أنه نتيجة "العزلة الميدانية" وضعف القدرة على التموين في مسارح العمليات الواسعة، موضحا أن القتال التقليدي بين الدبابة والطائرة يتطلب ثباتا لا يتوفر حاليا للجيش، بخلاف قدرة الدعم السريع على الحركة والمناورة.
وأشار إلى أن تطور العمليات في الفاشر وبابنوسة يعكس نمطا متكررا من الضغط على مواقع الجيش، لافتا إلى أن اختبار المرحلة المقبلة سيكون في كادوقلي بجنوب كردفان، باعتبارها مركز قيادة عسكرية سيحدد مدى قدرة الجيش على تثبيت خطوط دفاعه جنوبا.
إعلانوكان مصدر عسكري قد قال للجزيرة إن هدف الانسحاب من هجليج هو حماية حقول النفط من الخراب، في حين أكدت مصادر حكومية أن الشركات الصينية أنهت شراكتها بعد 3 عقود بسبب المخاطر الأمنية وتعطل الإمدادات في غرب كردفان.
وبشأن المقارنة بين دارفور وكردفان، أوضح حنا أن دارفور تختلف في طبيعة الحدود والتمويل، إذ تحصل قوات الدعم السريع على دعم عبر الحدود الليبية، غير أن الهدف النهائي اليوم يتجاوز دارفور نحو الوصول إلى النيل الأبيض كخط عازل يعيد تشكيل الخريطة الميدانية.
واعتبر الخبير العسكري أن سيطرة الدعم السريع على مناطق النفط تتيح إمكانية تمويل الحرب عبر التهريب، محذرا من أن إبقاء هذه الثروة خارج سلطة الدولة يعزز التشظي (الانقسام)، ويمنح القوى المسيطرة غربا قدرة إضافية على فرض واقع جغرافي منفصل عن شرق السودان.