معارك ضارية في منطقة كردفان "الاستراتيجية".. ماذا يحدث في السودان؟
تاريخ النشر: 8th, December 2025 GMT
تشهد منطقة كردفان الاستراتيجية في السودان قتالًا عنيفًا بين الجيش وقوات الدعم السريع التي شجعها تقدّمها في إقليم دارفور وسيطرتها الكاملة عليه.
وحشدت قوات الدعم السريع وحداتها في هذه المنطقة الخصبة والغنية بالنفط والذهب الواقعة في وسط السودان، وصعّدت هجماتها فيها مع الميليشيات المتحالفة معها بعد سيطرتها على الفاشر، آخر معاقل الجيش في دارفور.
أخبار متعلقة يضم مناجم ذهب.. "الدعم السريع" تسيطر على أكبر حقل نفطي في السودانمصر.. مقتل الفنان المصري سعيد مختار أمام أحد النوادي الرياضية بالجيزةويرى المحللون أن تركيز قوات الدعم السريع على هذه المنطقة يرمي إلى كسر القوس الدفاعي الأخير للجيش حول وسط السودان، سعيا إلى استعادة العاصمة الخرطوم وسواها من المدن الكبرى.
وفي ظل تَناقُض تصريحات الأطراف المتحاربة، يتعذر التحقق بدقة من المعلومات الواردة من منطقة كردفان بسبب صعوبة الوصول إليها وانقطاع الاتصالات.
لكنّ مسؤولين محليين وعاملين في المجال الإنساني، إضافة إلى الأمم المتحدة، يشيرون إلى تكثيف القصف والضربات بالطائرات المسيّرة، ويتحدثون عن نزوح للسكان وخطر وقوع فظائع.
لماذا كردفان؟
يشكّل إقليم كردفان الشاسع المقسّم إلى ثلاث ولايات والمعروف بالزراعة وتربية الماشية، صلة وصل استراتيجية لحركة الوحدات العسكرية وعلى المستوى اللوجستي، إذ يقع بين المناطق التي يسيطر عليها الجيش في الشمال والشرق والوسط ومنطقة دارفور في الغرب والتي باتت قوات الدعم السريع تسيطر عليها.
ويشتهر كردفان اقتصاديًا بإنتاج الصمغ العربي وبزراعة السمسم والذرة الرفيعة وحبوب أخرى، تُسهم، إلى جانب الماشية، في الثروة الزراعية للسودان.
وتضم المنطقة مناجم ذهب ومنشآت نفطية حيوية، تُشكّل مصادر دخل مهمة للمجهود الحربي.
وسيطرت قوات الدعم السريع الإثنين على حقل هجليج الذي يُعَدّ المنشأة الرئيسية لمعالجة صادرات جنوب السودان النفطية، وفقا لتأكيدات متقاطعة من قوات الدعم السريع، ومصدر في الجيش، ومهندس اتصلت به وكالة فرانس برس.من هي الأطراف المتقاتلة؟
يمتلك الجيش الذي يقوده عبد الفتاح البرهان، دبابات صينية وطائرات سوفياتية ومسيّرات تركية أو إيرانية الصنع، بحسب موقع "أفريكان سيكيورتي أناليسيس" المستقل في ستوكهولم.
أما قوات الدعم السريع بقيادة حليفه السابق وخصمه الحالي محمد حمدان دقلو، فانبثقت من ميليشيات الجنجويد العربية التي استعان بها الرئيس المخلوع عمر البشير لسحق تمرّد لمجموعات عرقية غير عربية في دارفور.
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } صراع الدعم السريع مع الجيش السوداني - موقع dw
وتحالفت قوات الدعم السريع في الآونة الأخيرة مع الحركة الشعبية لتحرير السودان - شمال بقيادة عبد العزيز الحلو. ومكّنها هذا التقارب من تعزيز عديدها ومواقعها في جبال النوبة وفي بعض مناطق ولاية النيل الأزرق الواقعة بالقرب من إثيوبيا، والتي تقع منذ مدة طويلة تحت سيطرة هذا الفصيل المتمرد.على أية جبهات تدور المعارك؟
يتركز القتال على مدن الأبيض وكادوقلي والدلنج وبابنوسة التي يتمركز فيها الجيش بكثافة.
وتقع الأبيض، المحاصرة منذ أشهر، وهي عاصمة ولاية شمال كردفان، على طريق استراتيجية تربط دارفور بالخرطوم، وتضم مطارا استُخدم مدة طويلة لأغراض لوجستية عسكرية.
واستعاد الجيش أخيرا مدينة بارا، الواقعة على بُعد 60 كيلومترا شمالا على الطريق نفسها.
وأكدت قوات الدعم السريع الأسبوع الفائت أنها "حررت" بابنوسة، في ولاية غرب كردفان، لكنّ الجيش نفى ذلك.
وفي جنوب كردفان، يحرم الحصار المطول لكادوقلي والدلنج آلاف المدنيين من الغذاء والدواء.
وإلى الجنوب، تتعرض جبال النوبة لضغط متزايد حول كاودا، معقل الحركة الشعبية لتحرير السودان - شمال، إذ يسعى الجيش إلى إضعاف هذا الفصيل المتحالف مع قوات الدعم السريع.
وضع المدنيين
أكدت الأمم المتحدة في نوفمبر المنصرم حال المجاعة في كادوقلي، وصنفت الدلنج على أنها معرضة لخطر المجاعة. ومنذ عام 2024، أُعلِنَت أجزاء من جبال النوبة مُعرّضة للمجاعة.
ويدفع المدنيون العالقون وسط المعارك ثمنا باهظا.
وأعلنت منظمة الصحة العالمية الاثنين أنّ 114 شخصا بينهم 63 طفلا، قُتلوا الخميس بضربات مسيّرات نُسبت إلى قوات الدعم السريع على روضة أطفال ومستشفى في كلوقي، على بُعد نحو 70 كيلومترا شرقي كادوقلي.
والأربعاء، قُتِل ستة أشخاص على الأقل في ناما بولاية غرب كردفان جرّاء هجوم بطائرة مُسيّرة نُسب إلى الجيش.
وفي 29 نوفمبر، أسفر هجوم بطائرة مُسيّرة أطلقها الجيش على كاودا عن مقتل 45 شخصا، بينهم طلاب، في جنوب كردفان.
وفي 3 نوفمبر، أدى هجوم بطائرة مُسيّرة نُسب إلى قوات الدعم السريع عن مقتل 45 شخصا في جنازة بمدينة الأبيض، وفقًا للأمم المتحدة.
وأشارت المنظمة الدولية إلى أن أكثر من 45 ألف شخص نزحوا من كردفان منذ نهاية أكتوبر المنصرم.
المصدر: صحيفة اليوم
كلمات دلالية: بورت سودان كردفان الحرب في كردفان الحرب في السودان قوات الدعم السريع الجيش السوداني قوات الدعم السریع
إقرأ أيضاً:
الجيش السوداني ينسحب من حقل هجليج النفطي والدعم السريع تهاجم
قال مصدر في الجيش السوداني للجزيرة، إن الجيش انسحب من حقل هجليج بغرب كردفان لتجنيب حقول النفط الخراب والتدمير، حيث قالت مصادر عسكرية، إن قوات الدعم السريع شنت هجوما على اللواء تسعين التابع للجش بمدينة هجليج.
وبحسب المصدر فقد أُجلي العاملون المدنيون من حقل هجليج وفُعلت احتياطات السلامة في الحقول النفطية، في حين قالت وكالة الصحافة الفرنسية، إن الحقل هو الأكبر في السودان.
وكانت مصادر عسكرية قالت للجزيرة، في وقت سابق، إن قوات الدعم السريع هاجمت اللواء تسعين التابع للجيش في هجليج، مضيفة أنها تسعى للسيطرة على المدينة التي تضم عددا من حقول النفط وتعمل فيها شركات أجنبية انسحبت نحو جنوب السودان بعد هجمات استباقية بمسيرات الدعم السريع.
وفي تطور ميداني آخر أعلن الجيش السوداني أنه حقق تقدما في الجنوب وسيطر على مواقع لقوات الدعم السريع في ولايات كردفان الثلاث.
في الأثناء أعلن مصدر أمني مقتل 4 أشخاص في قصف لقوات الدعم السريع على مدينة الرَهَد بولاية شمال كردفان.
أما جنوبا، فقال الجيش إنه صد هجوما بالمسيّرات شنته قوات الدعم السريع في مدينة الدمازين عاصمة ولاية النيل الأزرق. في المقابل، اتهمت قوات الدعم السريع الجيش السوداني بقصف معبر أدري الحدودي مع تشاد.
من جانبها، اتهمت قوات الدعم السريع الحكومة السودانية بجلب مواطنين أبرياء من ولايات مختلفة إلى ما يسمى بمخيم العَفّاض بمدينة الدّبة بالولاية الشمالية، لأغراض سياسية.
وقالت في بيان إنها ظلت تتابع من كثب تحركات مريبة لما سمتها عصابة بورتسودان وكيانات مرتبطة بالاستخبارات العسكرية التابعة لجماعة الإخوان المسلمين تهدف إلى نسج مؤامرة ونشر تقارير ملفقة عن اغتصاب جماعي، وفقا للبيان.
ووصف البيان شبكة أطباء السودان بأنها واجهة لدوائر أمنية معروفة، روجت لتعرض نساء للاغتصاب أثناء نزوحهن من الفاشر مطلقة الاتهامات جزافا. وكانت الشبكة قالت أمس، إن فرقها بمخيم العَفاض وثقت تعرض 19 حالة اغتصاب من جانب قوات الدعم السريع.
نزوح جماعي
على الصعيد الإنساني أعلنت منظمة الهجرة الدولية أمس الأحد، نزوح قرابة 450 شخصا الجمعة الماضية فقط، من مدينة كادوقلي عاصمة ولاية جنوب كردفان جنوبي البلاد بسبب تفاقم انعدام الأمن مع تصاعد انتهاكات قوات الدعم السريع.
إعلانوتعاني كادوقلي من حصار تفرضه الدعم السريع والحركة الشعبية لتحرير السودان– شمالا بقيادة عبد العزيز الحلو منذ الشهور الأولى للحرب، وهجمات متكررة بالمدفعية والطائرات المسيرة.
ولا توجد إحصائيات عن عدد الأهالي في كادوقلي، لكنها شهدت موجات نزوح كبيرة على فترات إلى الأطراف والمناطق المحيطة.
ووفق تقديرات أممية، فرّ أكثر من 41 ألف شخص من العنف المتصاعد في ولايتي شمال كردفان وجنوب كردفان خلال الشهر الماضي.
ومن أصل 18 ولاية بعموم البلاد، تسيطر الدعم السريع على جميع ولايات إقليم دارفور الخمس غربا، عدا بعض الأجزاء الشمالية من ولاية شمال دارفور في قبضة الجيش، الذي يسيطر على معظم مناطق الولايات الـ13 المتبقية، بما فيها العاصمة الخرطوم.