خبير عسكري: سقوط هجليج يمهد لفصل غرب السودان عن شرقه
تاريخ النشر: 9th, December 2025 GMT
قال الخبير العسكري والإستراتيجي العميد إلياس حنا إن سقوط مدينة هجليج النفطية في ولاية كردفان بيد قوات الدعم السريع يشكّل محطة حاسمة في اندفاعها من دارفور (غربي السودان) نحو النيل الأبيض، معتبرا أن السيطرة على المدينة تمهد لفرض فاصل جغرافي قد يعزل غرب السودان عن شرقه.
وتقع هجليج في ولاية غرب كردفان وتضم أحد أكبر حقول النفط في البلاد، وقد أكد الجيش انسحابه منها "لحماية المنشآت الحيوية" فيها، بينما حمّلت الحكومة قوات الدعم السريع مسؤولية انسحاب الشركات الصينية من قطاع النفط بسبب تدهور الوضع الأمني.
وأوضح حنا أن امتداد المعارك من الفاشر بشمال دارفور إلى بابنوسة وصولا إلى هجليج بغرب كردفان يعكس مسعى الدعم السريع للسيطرة على المساحات الحيوية والثروات، مؤكدا أن المدينة تمثل نقطة تؤدي عمليا إلى الطريق نحو النيل الأبيض وما يشكله من خط فاصل طبيعي.
وأضاف أن الحرب الحالية تدور في مساحة تتجاوز مليونا و800 ألف كيلومتر مربع، ما يجعل السيطرة على المواقع الغنية بالنفط والذهب عاملا مركزيا في ميزان القوة، وسط صعوبات لوجستية كبيرة تعاني منها قوات الجيش في الجبهات الممتدة.
ويعد حقل هجليج محطة رئيسية لضخ وتكرير ونقل النفط، وقد تعرض خلال الفترة الماضية لهجمات بطائرات مسيّرة نفذتها قوات الدعم السريع، في حين تحدثت مصادر حكومية عن انهيار سلاسل الإمداد وتضرر الاستثمارات الأجنبية بفعل التوتر الأمني المتصاعد.
عزلة ميدانيةوعن انسحاب الجيش، رأى العميد إلياس حنا أنه نتيجة "العزلة الميدانية" وضعف القدرة على التموين في مسارح العمليات الواسعة، موضحا أن القتال التقليدي بين الدبابة والطائرة يتطلب ثباتا لا يتوفر حاليا للجيش، بخلاف قدرة الدعم السريع على الحركة والمناورة.
وأشار إلى أن تطور العمليات في الفاشر وبابنوسة يعكس نمطا متكررا من الضغط على مواقع الجيش، لافتا إلى أن اختبار المرحلة المقبلة سيكون في كادوقلي بجنوب كردفان، باعتبارها مركز قيادة عسكرية سيحدد مدى قدرة الجيش على تثبيت خطوط دفاعه جنوبا.
إعلانوكان مصدر عسكري قد قال للجزيرة إن هدف الانسحاب من هجليج هو حماية حقول النفط من الخراب، في حين أكدت مصادر حكومية أن الشركات الصينية أنهت شراكتها بعد 3 عقود بسبب المخاطر الأمنية وتعطل الإمدادات في غرب كردفان.
وبشأن المقارنة بين دارفور وكردفان، أوضح حنا أن دارفور تختلف في طبيعة الحدود والتمويل، إذ تحصل قوات الدعم السريع على دعم عبر الحدود الليبية، غير أن الهدف النهائي اليوم يتجاوز دارفور نحو الوصول إلى النيل الأبيض كخط عازل يعيد تشكيل الخريطة الميدانية.
واعتبر الخبير العسكري أن سيطرة الدعم السريع على مناطق النفط تتيح إمكانية تمويل الحرب عبر التهريب، محذرا من أن إبقاء هذه الثروة خارج سلطة الدولة يعزز التشظي (الانقسام)، ويمنح القوى المسيطرة غربا قدرة إضافية على فرض واقع جغرافي منفصل عن شرق السودان.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: دراسات حريات قوات الدعم السریع
إقرأ أيضاً:
السودان.. الجيش يقصف شرياناً حيوياً للمساعدات و«الدعم السريع» يدعو للتحرك فوراً
اتهمت قوات الدعم السريع في السودان الجيش بقصف معبر أدري باستخدام طائرات مسيّرة من طراز “أكانجي” التركية الصنع، مستهدفة بوابة “أدكون” الحيوية، في خطوة اعتبرتها تهديدًا مباشرًا للمدنيين وعرقلة لجهود الإغاثة الإنسانية.
وأوضحت قوات الدعم السريع أن المعبر يعد ممرًا رئيسيًا يربط السودان بجمهورية تشاد، ويشكل شريانًا حيويًا لنقل المساعدات والإمدادات التجارية إلى المدنيين المتضررين من الصراع المستمر منذ عام 2023.
وأكدت أن الهجوم يهدف إلى تعطيل تدفق المساعدات الإنسانية وعرقلة عمل المنظمات الإغاثية، مشيرة إلى أن استمرار الانتهاكات يفاقم معاناة المدنيين ويعرض حياة العاملين في المجال الإنساني لمخاطر جسيمة.
ودعت قوات الدعم السريع دول الرباعية والمنظمات الدولية، وعلى رأسها الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي، إلى ممارسة مسؤولياتهم القانونية والأخلاقية واتخاذ إجراءات عاجلة لوقف هذه الانتهاكات ومحاسبة المسؤولين عنها.
وشددت على أن الصمت الدولي يشجع الجيش على مواصلة ارتكاب الانتهاكات بحق المدنيين والبنية التحتية الإنسانية، مؤكدة قدرتها على حماية المعبر وضمان تدفق المساعدات رغم الهجوم.
واختتمت البيان بتجديد إدانتها الشديدة للهجوم، معربة عن استغرابها من غياب موقف دولي حازم في وقت يواصل فيه الجيش ارتكاب الانتهاكات دون رادع.