لجريدة عمان:
2025-12-04@21:36:03 GMT

من يريد أن يحكم العالم؟

تاريخ النشر: 25th, September 2023 GMT

مرة أخرى يتكلم الاتحاد الأوروبي عن دخول أعضاء جدد، بعد سنين من الإعراض عن الجيران في البلقان. وتقوِّي الولايات المتحدة علاقاتها الأمنية مع زعيم الهند ومجموعة متنوعة من «المستبدين» في منطقة آسيا والمحيط الهادئ.

تتودد الصين إلى بلاد أفريقية وعربية وإلى «الجنوب العالمي» بحديث غواية عن عالم جديد شجاع عديد الأقطاب، فوسعت بريكس ومجموعة العشرين القائمة على المساواة.

وتزداد روسيا المنبوذة تشبثا يائسا في بكين وكوريا الشماليا والدول المارقة الشبيهة.

رحِّبوا معي بالنسخة الجديدة من «النظام العالمي الجديد»، أي إعادة الهيكلة الراديكالية الجارية للهيكل الاستراتيجي القانوني المالي في العالم، ليصبح الهيكل المعدل فوضويا مربكا خطيرا مليئا بالغموض والمراءاة والتناقض.

وقولوا، على سبيل الاستشراف، وداعا لتوافق مع بعد عام 1945الذي أرساه مجلس الأمن الأممي، ومحكمة العدل الدولية، والبنى غربية القيادة من قبيل صندوق النقد والبنك الدوليين، وبلاد مجموعة السبع الثرية القابعة على قمة العلاقات العالمية. باختصار، ما يجري حولنا هو تنافس ذو ثلاث شعب. يضع النظام القائم أمريكي الهيمنة (الديمقراطي الليبرالي فاقد المصداقية) في مواجهة نظام عالمي ناشئ تقوده الصين.

أما الخيار الثالث، الأقل قتالية، المفضل بصفة عامة من «الدول المتأرجحة» سريعة النمو من قبيل نيجيريا والبرازيل وإندونسيا فيتمثل في إصلاح التعددية ذات المركزية للأمم المتحدة ـ ومثال ذلك الساطع هو مبادرة بريدجتاون لتخفيف الديون ـ بما يضمن ملعبا ممهدا للجميع، وبخاصة البلاد الأكثر فقرا والأقل تطورا. وهذه هي النتيجة بعيدة المدى.

لم يستقر بعد أي شيء. ولم يزل السؤال مفتوحا عن كيفية إدارة القرن الحادي والعشرين وعمن يديره. لذلك، في الوقت الراهن، ثمة اندفاع هائل من الحكومات إلى إقامة أو الانضمام أو توسيع تحالفات أمنية، وائتلافات وكتل اقتصادية ومالية تلائم متغيرات الاحتياجات والمخاوف والأولويات. لقد كتب جون إيكنبيري الأستاذ بجامعة برينستن أن « الحرب الروسية الأوكرانية سلطت الضوء على تدافع القوى العظمى اليوم ـ بل كان سببا جزئيا في إثارة هذا التدافع» وأضاف أن «نجاح السياسة الخارجية أو فشلها يتوقف على مقدرة كل بلد على ضمان تحالفات ضخمة في جانبه».

وقال الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي أمام الأمم المتحدة الأسبوع الماضي إن «العالم ينتقل إلى نظام دولي جديد. وإن مشروع أمركة العالم قد فشل». ونبَّه أنطونيو جوتيريش أمين الأمم المتحدة العام إلى أن «صدعا كبيرا» يلوح في الأفق.

وكما هو متوقع فإن رد الاتحاد الأوروبي على التفسخ هو المزيد من التكامل. فالحديث عن استيعاب بلاد البلقان فضلا عن أوكرانيا ومولدوفا، وعن الإصلاحات الداخلية الكاسحة لـ«الدائرة الداخلية» للاتحاد الأوروبي، وليس دافع هذا الحديث الإيثار وإنما القلق من مواجهة النفوذ الروسي والصيني. فـ«التوسعة ليست عملا بيروقراطيا...إنما هي تتعلق بتصدر وتأمين نموذج معين من حياة الديمقراطيات الغربية الحرة» حسبما قال ألكسندر شالنبرج وزير خارجية النمسا. ولقد كانت الدعوة العاجلة الموجهة من أورسولا فون دير لاين ـ رئيسة المفوضية ـ هذا الشهر إلى توسيع الاتحاد الأوروبي بما يضمن «التزامات أمنية ذات مصداقية» انعكاسا لاضطراب آخر، هو توسع الناتو وإعادة تنشيطه.

لقد ضم الحلف أخيرا فنلندا والسويد. وأوكرانيا ومولدوفا والبوسنة وجورجيا باقية في غرفة الانتظار. وقد تتزايد الضغوط من أجل انضمام دول محايدة أخرى من خارج حلف شمال الأطلسي في الاتحاد الأوروبي، من قبيل أيرلندا. تمثل التحالفات الجديدة في أوروبا انعكاسا لخطوط القتال المتشددة على مستوى العالم. ترفض الولايات المتحدة وجود «ناتو آسيوي». لكنها عززت بشكل كبير الروابط الأمنية مع اليابان وكوريا الجنوبية والفلبين. وقامت واشنطن بتحديث المجموعة الرباعية - الولايات المتحدة والهند وأستراليا واليابان - وأطلقت اتفاق أوكوس مع لندن وكانبيرا. وثمة اقتراح بأن تنضم بريطانيا إلى الرباعية أيضا.

تدليل جو بايدن للرئيس الهندي ناريندرا مودي، ولقاءاته الأخيرة الترحيبية بالشيوعيين في فيتنام، وسعيه إلى إيجاد أرضية مشتركة مع إيران بعد تبادل الرهائن الأسبوع الماضي، وتعاملاته البارجماتية مع السعوديين والإسرائيليين، تكشف جميعا عن قائد عازم على تطهير فوضى «اللانظام العالمي» الموروثة عن دونالد ترامب وإبقاء الصين تحت السيطرة.

قد تقولون إن بايدن ينتمي إلى الطراز القديم، لكن مجموعة السبع - الولايات المتحدة وألمانيا وفرنسا والمملكة المتحدة وكندا وإيطاليا واليابان - هي بالنسبة لبايدن بمثابة «اللجنة التوجيهية للعالم الحر».

تتبنى الصين رؤية بديلة، وتطبقها بالقوة. ولقد تعزَّز تحالفها الاستراتيجي الرئيسي مع روسيا على الرغم من أوكرانيا (أو ربما بسببها). وتروج بكين لنفسها باعتبارها نصيرة للسلام في عالم متعدد الأقطاب لا يهيمن عليه الغرب.

وقد نجحت الصين في حملة هذا الصيف لقبول عضوية الاتحاد الأفريقي في مجموعة العشرين وتوسيع مجموعة بريكس المكونة أصلا من خمس دول لتشمل إيران والمملكة العربية السعودية والأرجنتين وإثيوبيا ومصر والإمارات العربية المتحدة. وتأسيسا لنفوذها في العالم العربي، احتفت بالديكتاتور السوري الزائر بشار الأسد الأسبوع الماضي.

وهي تستضيف تحالفها الإقليمي الخاص ــ أي منظمة شنغهاي للتعاون المؤلفة من تسعة أعضاء وتضم روسيا والهند وباكستان. انضمت إيران إلى النادي في يوليو. ويبدو أن بكين عازمة أيضا على إعادة تشكيل البنية المالية العالمية، وبخاصة عبر البنك الآسيوي للاستثمار في البنية الأساسية - وهو البديل الصيني لـ»البنك الدولي». ومع ذلك فإن العرض الصيني، بمختلف مظاهره، يشوبه الافتقار إلى المساءلة الديمقراطية. وما من شك في الحاجة إلى إجراء تغيير هيكلي. فنظام الأمم المتحدة يتصدع. ومجلس الأمن في حالة احتضار. ومؤسسات من قبيل منظمة الصحة العالمية ليست سوى ساحات معارك سياسية.

لكن لنكن واضحين. إن هذا التعديل التنافسي للحزمة الجيوسياسية لا يهدف إلى خلق عالم أفضل وأكثر أمانا أو تكافؤا للفرص للجميع. فمن المرجح أن تتعرض البلاد الناشئة ومتوسطة التصنيف إلى التلاعب والاستغلال على أيدي اللاعبين الكبار، كما حدث في الماضي. فهذه المنافسة العالمية الجديدة مدفوعة في المقام الأول بالتنافس على السلطة والنفوذ والموارد. ومدفوعة كذلك بالخوف المتبادل وهو أعظم القواسم المشتركة.

والمؤسف في الأمر كله هو أن العالم الذي أصبح أكثر انقساما من أي وقت مضى إلى كتل وتحالفات متعارضة سيكون أقل تجهيزا مما هو الآن للتعامل مع التحديات الجماعية والوجودية المتمثلة في المناخ والفقر والاستدامة والصحة. ولقد حذر جوردون براون، رئيس وزراء المملكة المتحدة السابق، أخيرا من أن «التصدعات في النظام العالمي أصبحت وديانا عميقة مع فشلنا في تصميم حلول عالمية للتحديات العالمية. ودونما تعددية جديدة، يبدو أن عقدا من الفوضى العالمية أمر لا مفر منه».

سيمون تيسدال معلق في الشؤون الخارجية وكان كاتبًا أجنبيًا بارزًا ومحررًا أجنبيًا ومحررًا أمريكيًا لصحيفة الجارديان

عن الجارديان البريطانية

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: الاتحاد الأوروبی الولایات المتحدة من قبیل

إقرأ أيضاً:

«ترامب» يصف المهاجرين الصوماليين بـ«القمامة».. وحملة لترحيلهم من الولايات المتحدة

وصف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أمس الثلاثاء، المهاجرين الصوماليين بـ"القمامة"، وقال إنه يجب إعادتهم إلى ديارهم، في هجوم غاضب جاء في الوقت الذي أفادت فيه التقارير بتشديد الإدارة الأمريكية إجراءات الهجرة ضد الصوماليين غير المسجلين في مينيسوتا.

ترامب يهاجم المهاجرين الصوماليين

في هجوم غاضب معادٍ للأجانب خلال اجتماع وزاري، انتقد ترامب الصوماليين وإلهان عمر، عضو الكونجرس الصومالية الأصل والتي تحمل الجنسية الأمريكية وقال إن الصومالي "كريه الرائحة" و"ليس صالحًا لسبب وجيه".

مساعد «بوتين»: مشاورات مفيدة لإنهاء الحرب الأوكرانية.. وطريق السلام مليئ بالألغامبأغلبية 151 صوتًا.. الأمم المتحدة تصوّت على قرار يدعو لانسحاب إسرائيل من فلسطين

وأضاف ترامب : "إنهم لا يساهمون بشيء.. لا أريدهم في بلدنا، سأكون صريحًا معكم"، ووصف عمر بـ"الحثالة"، وقال: "سنسلك الطريق الخطأ إذا استمررنا في جلب القمامة إلى بلدنا"، بحسب ما أفادت به صحيفة الجارديان البريطانية.

وقال: "هؤلاء أناس لا يفعلون شيئًا سوى الشكوى" إنهم يشتكون، ومن حيث أتوا، لم يحصلوا على شيء... عندما يأتون من الجحيم ويشتكون ولا يفعلون شيئًا سوى التذمر، لا نريدهم في بلدنا. فليعودوا إلى حيث أتوا وليصلحوا الأمور.

ترحيل الصوماليين من مينيابوليس

أفادت صحيفة نيويورك تايمز أمس الثلاثاء أن منطقة مينيابوليس-سانت بول الحضرية، حيث يقيم معظم الصوماليين، ستشهد جهود ترحيل مكثفة هذا الأسبوع، مع التركيز بشكل أساسي على الصوماليين الذين صدرت بحقهم أوامر ترحيل نهائية. 

وذكرت الصحيفة أن المنطقة ستستخدم "فرقًا ضاربة" من عملاء دائرة الهجرة والجمارك وضباط فيدراليين آخرين، حيث سيحضر حوالي 100 عميل من جميع أنحاء البلاد. 

وأكدت وسائل إعلام أخرى، بما في ذلك وكالة أسوشيتد برس، هذا التقرير.

تأتي هذه الخطوة بعد أن استولى اليمين على عدة قضايا احتيال، امتدت لسنوات عديدة، وشملت عشرات الصوماليين الذين زعم ​​المدعون العامون أنهم كذبوا على الدولة للحصول على تعويضات عن صرف وجبات الطعام والرعاية الطبية والسكن وخدمات التوحد. 

هددت إدارة ترامب سابقًا بإلغاء وضع الحماية المؤقتة للصوماليين في مينيسوتا، معتبرةً الولاية "مركزًا لأنشطة غسيل الأموال الاحتيالية".

استمر 5 ساعات.. انتهاء اجتماع بوتين مع ويتكوف وكوشنر في موسكوتسريبات .. الكشف عن تفاصيل المكالمة الحادة بين ترامب ونتنياهو عن اتفاق غزة

كما أعلن سكوت بيسنت، وزير الخزانة الأمريكي، يوم الاثنين أن وكالته ستحقق فيما إذا كانت أموال دافعي الضرائب من سكان مينيسوتا "قد حُوِّلت إلى منظمة الشباب الإرهابية"، ناقلًا قصةً حديثةً نشرتها إحدى المنافذ اليمينية التي زعمت ذلك.

عقد جاكوب فراي، عمدة مينيابوليس، ومسؤولون آخرون في المدينة مؤتمرًا صحفيًا يوم الثلاثاء للرد على "التقارير الموثوقة" حول زيادة إنفاذ القانون. 

الجالية الصومالية في مينيابوليس

مينيابوليس موطنٌ لأكبر جالية صومالية في البلاد، حيث يعيش فيها حوالي 80 ألف شخص معظمهم مواطنون أمريكيون أو مقيمون قانونيون.

قال فراي: "إن استهداف الصوماليين يعني انتهاك الإجراءات القانونية الواجبة، وارتكاب أخطاء، ولنكن واضحين، هذا يعني احتجاز المواطنين الأمريكيين لمجرد مظهرهم الصومالي".

طباعة شارك المهاجرين الصوماليين ترامب القمامة الرئيس الأمريكي مينيسوتا إلهان عمر ترحيل الصوماليين الجالية الصومالية في مينيابوليس

مقالات مشابهة

  • ترامب: الولايات المتحدة ستدعم السلام بين رواندا والكونغو الديمقراطية
  • هل تتراجع إيران عن المقاطعة وتحضر قرعة كأس العالم 2026؟
  • هل يريد ترامب ضمان سلامة السودانيين أم الحصول على استثمارات السعوديين ؟
  • البوابة العالمية.. أوروبا تدخل سباق النفوذ مع الصين في قلب أفريقيا
  • الولايات المتحدة تعلق طلبات الهجرة من 19 دولة بينها السودان
  • الاتحاد الأوروبي يطلق استراتيجية بـ3 مليارات يورو لتقليل الاعتماد على الصين في المواد الخام الحيوية
  • الولايات المتحدة تبدأ وقف طلبات الهجرة للأفراد من 19 دولة
  • الولايات المتحدة تعلّق جميع طلبات الهجرة لرعايا 19 دولة
  • «ترامب» يصف المهاجرين الصوماليين بـ«القمامة».. وحملة لترحيلهم من الولايات المتحدة
  • أشرف حلمي يشيد بهنا جودة ببطولة العالم.. ويؤكد: نبني جيلا قويا استعدادًا للبطولات العالمية