شبكة انباء العراق:
2025-07-06@00:37:57 GMT

فقط 1 % من همومنا

تاريخ النشر: 27th, September 2023 GMT

بقلم: د. كمال فتاح حيدر ..

يحكى ان الفرعون (أمنحتب الثاني) قرر إعدام 99 من معارضيه وأعدم معهم حماراً واحداً فقط فاصبح العدد 100، فسأله الناس: ولماذا الحمار ؟. فهمس في إذن وزيره (آمون أم أبت): ألم أقل لك يا آمون أنهم سيسألون عن أسباب إعدام الحمار، ولن يسألوا عن إعدام المعارضين. بمعنى انهم يسألون عن الواحد بالمئة ولن يسألوا عن الـ 99%.

.
يقال ان العباقرة وحدهم يستخدمون عشرة بالمئة فقط من قدرات أدمغتهم.
اما عامة الناس فلا يستخدمون من أدمغتهم سوى 1% فقط. وربما اقل من هذه النسبة. .
حول هذا الموضوع أيضاً. يحكى ان الملك فرهود الخامس عشر من ملوك الدولة السربوتية سأل وزيره (قبقاب القباقيبي): لماذا أجد خادمي (مسرور) مرحاً مبتسماً، وهو لا يملك شيئاً، وأنا أملك كل شيء، ومع ذلك لا أشعر بالسعادة ؟.
فقال له الوزير (قبقاب): جرِّب معه قاعدة الـ 99. فقال الملك: وما هي قاعدة الـ 99 ؟. قال الوزير: ضع 99 ديناراً ذهبياً في صرة عند بابه في الليل، واكتب على الصرة (100 دينار هدية لك)، وأطرق بابه و أنظر ماذا سيحدث. .
فعل الملك ما قاله له الوزير، فأخذ الخادم الصرة، ولما عدّها قال في نفسه لا بد أن الدينار الباقي وقع خارج البيت. فخرج هو وعياله يفتشون عن الـ 1% فقط من المال المفقود، وذهب الليل كله وهم يفتشون. فغضب الخادم على أولاده لأنهم لم يجدوا الدينار المفقود. ثم ثار عليهم وفقد صوابه، وأصبح مهموماً مرهقاً من السهر، فذهب في اليوم التالي إلى الملك. وكان عابس الوجه متكدر المزاج غير مبتسم، ناقم على نفسه. فعلم الملك ما معنى قاعدة الـ 99. وهي أننا نهمل 99% من همومنا، ونقضي حياتنا كلها منشغلين في الجدل العقيم حول 1% من همومنا فقط. .
الا ترون ان معظم الفضائيات والمنصات الاعلامية منشغلة هذه الايام بواحد بالمئة من مشاكلنا فقط. بينما لا تعبء بما آلت اليه أحوالنا بنحو 99% من أزماتنا الموروثة والمتجددة والمستحدثة. .
يتعين عليك ان تستعمل كل ذكاءك لكي تعيش في العراق، وتستعمل كل غباءك لتتعايش مع الهموم والأزمات التي خلفتها لك المحاصصة السياسية. .

المصدر: شبكة انباء العراق

كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات

إقرأ أيضاً:

من منكم صحى مع الديك؟!

 

يونس بن مرهون البوسعيدي

قبل أكثر من عشرين سنة ربما، أجريتُ لقاء صحفيًا مع الشاعر الكبير أستاذنا سالم بن علي الكلباني لمجلة المعالم العمانية التي كانت تصدر من لندن، اللقاء لم يُنشر، لكن (أظن ) أحتفظ به مع لقاءات أخريات مع بعض الأدباء العمانيين مثل يحيى البهلاني، عبدالعزيز الفارسي، صالح الفهدي، ومسعود الحمداني ، واللقاء الوحيد الذي نُشر ليحيى رحمه الله وكان آخر لقاء إعلامي له.

في لقائي مع أستاذنا سالم بن علي الكلباني أذكر أني سألتُه سؤالا فحواه: كيف تقضي حياتك اليومية وأنت شاعر، أو أين الشعر في حياتك اليومية؟

طبعًا سؤالي انطلق يومها من فرط ما تشبّعنا في الملاحق الثقافية بصورة الأديب كث الشعر وربما يمسك قلما مع سيجارة -موضة الأديب والمثقف يومها - قبل أن يأتي الفيسبوك وإخوته ويكسرون سطوة حضور (النخب الثقافية في تلك الملاحق) وتقذف بكثير من تلك الأسماء في الكراسي الأخيرة من الجماهيرية .

ذلك السؤال انطلق من كينونتي حين ظنتتُ الشِعر هو الهواء والماء والإكسير الذي لا يُعاش بدونه ، وكان ظني أن الشاعر أو المثقف هو نائب الله في كل شيء، وأن عداوته مع السياسي نضال لأجل وطن ، وأن فقره وعوزه نيشانٌ عظيم في سيرته الأدبية وووو… إلى آخره.

العجيب أن سالم بن علي الكلباني صدم رأس ذلك الشاعر المتحمس والمتحفز يومها فقال لي: الشاعر مثل أيّ إنسان يعيش ويضحك وينازع ويخاصم ويفجر ويحتال وووو.. وبعض الصفات لم يقل بها سالم بن علي بل هي إضافات مني بعد العشرين سنة من عُمر اللقاء.

ربما أقترب من ثلاثين سنة من دخولي ما يُسمى بالوسط الأدبي العُماني والعربي ربما، أعترف أني حققتُ إنجازات وجوائز وصيتًا حسنا، وكذلك خيبات أكثر، وتحقيقات بوليسية ومحاكمات اقتربت من السجن، بل عداوات مع أدباء مستعد للاعتذار من أصحابها لو كنتُ أنا المبتدأ فيها، ولكن الذي لا أستطيع الاعتذار منه هو اصطناع الحكومة أو الحكومات (لمسيخٍ يخدم أجندتها مقابل تهميش مبدعي الوطن الحقيقين ، وكذلك لن أغفر لأحد تسطيح الثقافة والفكر حد التفاهة) وقد يكون السبب في ذلك موظف في وزارة الثقافة ولا يعرف من الثقافة حتى مسكة القلم.

بعد سنين طوال من ذلك اللقاء يعود سالم بن علي الكلباني وكتب تغريدة في تويتر فحواها (الوطن لا يعرف الأديب إلا لو فاز خارج الوطن) بعد هذه التغريدة بشهور كتب د. هلال الحجري تدوينة على الفيسبوك (يشكك فيها بالجوائز العربية  ليطرح السؤال نفسه: هل الوطن لا يعرفُ مبدعيه الحقيقيين؟ هل الإبداع الحقيقي خافٍ عن عيون الوطن؟

من بين الاشتغالات المجانية في خدمة الأدب والشعر في بلدي الحبيب إشرافي على ملحق قافية ، ضمن أعمال إدارات الجمعية العمانية للكتّاب والأدباء -وللعلم اشتغلتُ ربما مع خمس إدارات ولم أكن يومها عضوا في أي مجلس إدارة، ولكن الشغف هو الذي كان يدفعني للعمل الأدبي مع ذكريات باهتة للأسف مع بعض (الأشخاص) ولا أقول الأدب لفقدانهم الأدب بمعناه الأخلاقي؛ المهم اضطرني هذا العمل للإلمام بالكتّاب العمانيين فتوجهتُ لأحد الأهل العاملين في (وزارة الثقافة) أطلب قاعدة بيانات الأدباء العمانيين لأتواصل معهم لاستكتابهم نصوصا للملحق ، ليفاجأني الجواب: لا توجد قاعدة بيانات يومها، لأكتب قائمة بالشعراء والنقاد وأسلمها له ليؤسسوا قاعدة بيانات.

مرّ الزمن بأعاجيبه، وفتَرَ ذلك الغلام الذي سأل السؤال الصحفي لسالم بن علي الكلباني، وتيقّن أن الحياة مع الشعر مثل لحظة استمناء محدودة الزمن وتعقبها صحوة تؤكد محدودية جدواها أيضًا، وصار حُب الشعر والحياة معه مثل بيت قديم يسلح فيه من لا يجد كنيفًا مرموقا، خصوصا أن نصوص الشعراء تشابهت بسبب المسابقات الأدبية التي تعتريها شبهات كثيرة ، بل النذير الأشد خطورة أن الذكاء الاصطناعي يبشّر بإمكانية كتابة نص شعري موزون لمن يرغب، أو لمن يظن أن الشعر مهمٌ أمام فقاعات السوشل ميديا .

بعد هذا كله يرسل لي أحد الأحبة أن جهة رسمية تنوي تأسيس قاعدة بيانات لأدباء عُمان؟

من يتكرم بإخبارها أن الناس لم تعد تستيقظ على صياح الديك لو تأخر عن الفجر، بل ماذا تريد من قاعدة البيانات إذا كانت صلة رحمها مقطوعة بالأسماء المحشوة في قاعدة البيانات؟

 

مقالات مشابهة

  • غزة تجدد دروس ثورة الامام الحسين
  • رسامة دياكونان جديدان لكنيسة العذراء والشهيدة دميانة بالنزهة 2
  • إنقاذ عامل حاول التخلص من حياته بإلقاء نفسه في نهر النيل بإمبابة
  • ديوغو جوتا.. قدوته رونالدو وكان يعتبر نفسه مظلوما
  • حدث في المنوفية.. عاد بعد غربه 35 عاما فوجد نفسه ميت بـ دفاتر الحكومة
  • إعدام سعودي لأنه تلقى كمية من أقراص المخدرات.. والداخلية تكشف تفاصيل
  • قوات الاحتلال تحاصر منزلا في مدينة جنين – فيديو
  • إعدام 3.5 طن أغذية فاسدة وإنذارات غلق لـ22منشأة مخالفة في حملات لصحة البحيرة
  • من منكم صحى مع الديك؟!
  • التكبالي: الدبيبة في مأزق بعد تصريحاته حول جهاز الردع