اجمل مافي الأمر ان قيادات المجلس المركزي لقوى الحرية والتغيير مجبرة على فضح موقفها المستتر كحاضنة مدنية للتمرد، رغم انكارها المستمر، وان شعار “لا للحرب” ماهو الا محاولة لتجنيب المليشيا تكتيك الاستنزاف الذي انتهجه الجيش السوداني في معركة الكرامة، بهدف المحافظة على القوة البشرية والاقتصادية للدعم السريع، بعد فشل محاولة الاستيلاء على السلطة عبر السلاح، وتبقت فقط فرصة التفاوض، وبطبيعة الحال هذه الفرصة ايضا اصبحت ضئيلة.

مجموعة من المراهقين السياسيين، شاءت الاقدار ان يصبحون حكاماً، اثناء غفلة تاريخية اصابت الشعب السوداني، بعد اربع سنوات من التدمير الممنهج، أورثونا الخراب والدمار، وبكل وقاحة يجوبون العالم للتضييق على السودان والسودانيين، عطالى، بلا مواهب، بلا افكار، يجمعهم حلم الوصول الى السلطة حتى وان كان الطريق معبدا بأشلاء ودماء وعروض السودانيين.

عضو مجلس سيادة، ما زال يحتفظ بصفته الدستورية، وكل مخصصات الوظيفة العامة من رواتب وتسيير تسدد من اموال الشعب الذي هجر من ارضه ونهبت ممتكاته وهتكت اعراضه، مثل الدكتور “الهادي ادريس”، هرب خارج البلاد اثناء اندلاع القتال، ويقوم بجهود دبلوماسية لصالح المليشيا المتمردة، يقيم بهوتيل فخم ب “اديس ابابا” يسدد فاتورته “عبدالرحيم دقلو” قائد ثاني التمرد.

اذا ليس هناك غرابة، ان كتبوا خطاباً ركيكاً للأمم المتحدة، يشبه ضحالة نهجهم السياسي التدميري، وطعنوا في الجيش الوطني وقائده، هؤلاء الناس جبلوا على التآمر، والخيانة، وكذلك الدكتور “عبدالله حمدوك” مِرسال النظام العالمي الذي دمر إقتصاد بلادنا وافقرت سياساته الشعب، واستجلب البعثة الأممية التي لعبت دورا بارزا في اندلاع الحرب.

قوى الحرية والتغيير_المجلس المركزي، اصبحت عدواً للشعب السوداني لأنها حاضنة التمرد السياسية، والشريك الأساسي في عملية التدمير الممنهج للبنى التحتية وتهجير السكان، هؤلاء الناس يجب تقديمهم للعدالة الدولية، ان كان المجتمع الدولي صادقا في شعارات حماية المدنيين.

خسرت ق. ح. ت الشعب الذي وثق بها وقدمها كقيادة للبلاد بعد ثورة ديسمبر، اصبح رصيدها الجماهير صفراً كبيراً، وانتهى بهم الحال موظفون مطيعون لمليشيا “آل دقلو”.

رشان اوشي

المصدر: موقع النيلين

إقرأ أيضاً:

الأردن في قلب العاصفة: سياسة الحكمة بدل التهور والمغامرة

صراحة نيوز -وسط أجواء إقليمية مشتعلة وتصعيد عسكري غير مسبوق بين إسرائيل وإيران، يختار الأردن أن يتمسّك بموقفه الثابت والهادئ، بعيدًا عن الضجيج السياسي والانفعالات الإعلامية. وهو موقف لم يأتِ من فراغ، بل ينبع من قراءة دقيقة للواقع، واستشراف واضح لمآلات الأمور، ومن إيمان راسخ بأن الحكمة في زمن الفوضى ليست ضعفًا، بل شجاعة وطنية من طراز خاص.

ففي الوقت الذي تتسابق فيه بعض الأطراف نحو الاصطفاف الأعمى، يرفض الأردن الانجرار خلف أي محور عسكري أو سياسي، واضعًا مصالحه الوطنية العليا فوق أي حسابات خارجية. وهذا ليس حيادًا سلبيًا، بل موقف عقلاني متوازن يهدف إلى تجنيب البلاد نيران حرب ليست طرفًا فيها، لكنها ان لم تحسن التصرف بعقلانية قد تكون أول من يدفع ثمنها
منذ عقود، عُرفت القيادة الأردنية بالحكمة والرؤية الاستراتيجية، وها هو الملك عبدالله الثاني يواصل هذا النهج، مؤكدًا أن الأردن يقف مع أمن واستقرار المنطقة، لكنه لا يسمح بأن يُستغل أو يُزج في حروب وكالة لا تخدم الشعوب.

موقف الأردن لا يعني الصمت، بل هو صوت العقل في زمن العاصفة، يرفض المغامرات، ويُبقي الباب مفتوحًا للحلول الدبلوماسية.

الأردن اليوم يواجه تحديات اقتصادية واجتماعية كبيرة متمثلة بالفقر والبطالة ويحتضن ملايين اللاجئين، ويعاني من شحّ الموارد. ومن هنا، فإن أي تصعيد خارجي قد يعصف بالأمن الداخلي والاقتصاد الوطني. فهل المطلوب أن نغامر بأمن المواطن الأردني من أجل تسجيل موقف عاطفي؟ الاردن لم يتخلّ يومًا عن القضيةالفلسطينية بل هو الداعم الأول للقدس والمقدسات، سياسيًا وعمليًا. ومن يُزايد على الأردن في هذا الملف، يتجاهل تضحيات الأردنيين وتاريخهم الطويل في الدفاع عن فلسطين
لكن اليوم، حين تتحوّل القضية إلى ساحة صراع إقليمي بين قوى تتصارع على النفوذ، يرفض الأردن أن يُستخدم كأداة أو كجسر لعبور المصالح، ويُصر على أن تكون فلسطين قضية العرب الأولى، لا وقودًا لحروب
الآخرين.

موقف الأردن من الحرب الحالية موقف متقدّم نحو حماية الدولة والشعب، وثبات على المبادئ دون أن يُضحّى بالمصلحةالوطنية.

ان ما ينشر ضد الأردن في بعض مواقع التواصل ليس مجرد رأي مخالف بل هو في احياناً كثيرة حملات موجهة ومنسقة هدفها تقويض ثقة الناس بالدولة والقيادة وان الرد على كل هذا لا يكون بالصمت بل بالوعي الوطني وبالحضور الإعلامي الكبير الذي لم نراه حتى هذه اللحظة وشفافية ومصداقية تعزز من تماسك الجبهة الداخلية
في زمنً تُقاس فيه المواقف بالحكمة لا بالصوت العالي، يثبت الأردن أنه الرقم الصعب في معادلة الشرق الأوسط، القادر على أن يقول كلمته متى شاء، لكن دون أن يخسر نفسه أو مستقبله.
النائب السابق
المحامي محمد ذياب جرادات

مقالات مشابهة

  • السودان والحرب
  • محاولة اغتيال عبدالرحيم دقلو
  • جريمة هزت مصر القديمة.. سبب تخفيف الحكم على المهندس السوداني الذي قتل والدته
  • احكام بالإعدام والسجن والغرامة على متعاونين مع قوات التمرد بولاية سنار
  • تحديات تشكيل مجلس تشريعي انتقالي في سوريا
  • هؤلاء الأشخاص ممنوعون من القيادة الآن في تركيا
  • السوداني يؤكد على أهمية الشراكة بين القطاعين العام والخاص
  • إعلام إيراني: استهداف إسرائيلي لمحيط ساحة الحرية قرب نصب آزادي بطهران
  • ما علاقتهم بالسودان أليسو هم مثل العمالة الآسيوية في الخليج
  • الأردن في قلب العاصفة: سياسة الحكمة بدل التهور والمغامرة