جريدة الوطن:
2025-07-04@18:08:09 GMT

نحو إصلاح هيئة الأمم المتحدة

تاريخ النشر: 30th, September 2023 GMT

نحو إصلاح هيئة الأمم المتحدة

الاندلاق نَحْوَ الرغبة في الانضمام لمجموعة (بريكس) من قِبل عشرات الدوَل في العالَم، له جانب يتعلَّق بالتأفُّف الذي باتَتْ ترى فيه معظم دوَل العالَم، أنَّ اليَدَ الأميركيَّة، يجِبُ أن لا تتطاولَ أكثر فأكثر على مصالح الشعوب في العالَم، وفي استغلال المنبر الدولي الأوَّل لصالحها. وتاليًا في السَّعي لبناء نظام بديل للنظام العالَمي الأنجلوسكسوني المهيمن الآن، وانطلاقًا بإحداث إصلاحات جذريَّة في هيكليَّة وبنى وآليَّات اتِّخاذ القرارات الأُمميَّة في الأُمم المُتَّحدة.


وكانت الدَّعوة القديمة/الجديدة، من قِبل عشرات الدوَل ومنذُ أكثر من عقدَيْنِ من الزمن، تعتقد بضرورة إصلاح الأُمم المُتَّحدة، وإدخال التعديلات على أنظمتها، وتوسيع مجلس الأمن بدوَل دائمة العضويَّة، كألمانيا والهند وجنوب إفريقيا والبرازيل وإندونيسيا وجمهوريَّة مصر العربيَّة.
لقَدْ أبدَى أكثر من أربعين دَولة رغبتها في الانضمام إلى مجموعة (بريكس)، وهناك أكثر من عشرين دَولة من دوَل الجنوب قدَّمت طلبًا رسميًّا للانضمام إلى المجموعة. وتتنوَّع الدوَل الراغبة في العضويَّة لجهة الحجم والتأثير الاقتصادي، ولجهة السَّعي لعالَمْ آخر مُتعدِّد القطبيَّة مع إصلاح الأُمم المُتَّحدة وكسر الهيمنة على قراراتها، وخصوصًا قرارات مجلس الأمن، وعرفت بعض تلك الدوَل تقليديًّا بمجموعة (عدم الانحياز) مِثل إندونيسيا، أو بمناهضة الولايات المُتَّحدة مِثل إيران.
وإذا قمنا بتحليل نتائج توسيع مجموعة (بريكس) كما هو متوقَّع، فسنرى أنَّ كُلَّ دَولة من الدوَل المؤسِّسة لدَيْها إمكان تزكية ضمِّ مشارك واحدٍ من منطقتها: البرازيل ـ الأرجنتين، جنوب إفريقيا ـ إثيوبيا ـ روسيا ـ إيران، وهكذا… وبالتَّالي، يتوقَّع، أن يحدثَ المزيد من التوسُّع في عضويَّة مجموعة (بريكس)، انطلاقًا من الدوَل المؤسِّسة للمجموعة، في بناء تكتُّل دولي هو الأهم والأوسع منذ عقودٍ خلَتْ.
إنَّ توليد تكتُّل دولي مؤثِّر، يعني توليد قوَّة اقتصاديَّة، وبَشَريَّة، وصناعيَّة، وجغرافيَّة، تستطيع أن تَقُودَ المعمورة والنظام العالَمي باتِّجاه آخر أكثر عدالةً وإنصافًا، ونَحْو إعادة تطوير الأُمم المُتَّحدة وعموم مؤسَّساتها لِتكُونَ عادلةً ومنصفةً حقًّا، وترَى الأمور بعَيْنَيْنِ اثنتَيْنِ. إنَّ مستشار الأمن القومي الأميركي الشهير (زبينجيو بريجنيسكي) لدى الرئيس الأميركي الأسبق جيمي كارتر بَيْنَ 1977ـ1981. ومستشار مركز الدِّراسات الاستراتيجيَّة والدوليَّة، وأستاذ مادَّة السِّياسة الخارجيَّة الأميركيَّة في جامعة جون هوبكينز في واشنطن، والمعروف باستشرافه للأمور، كان قَدْ قال بعد سنواتٍ طويلة من تركه الموقع الحكومي وقَبل وفاته عام 2017، قال «يجِبُ أن تُلغى الأُمم المُتَّحدة بحلول عام 2030، واستبدالها بالعنوان القديم (عصبة الأُمم)». وبالتَّالي فإنَّ مجموعة (بريكس) بدأت تُشكِّل البديل لفكرة بريجنسكي التي ما زال البعض في الحزبَيْنِ الأميركيَّيْنِ يعتقدون بها، وأصبحت فكرة (بريكس) أكثر إثارة للإعجاب عِنْد شعوبٍ تتزايد في مواقفها، وتفترق عن مجموعة الأنجلوسكسون.
بالفعل، إنَّ (الجغراسيا/الجغرافيا السياسيَّة) بدأت تفعل فعلها وتسعى لتكريس حقائقها المُستجدَّة، وعلاماتها التي بدأت تظهر مع التهاب بؤر التوتُّر في أكثر مكان، وأبرزها الآن الحرب الأوكرانيَّة (الأميركيَّة في جوهرها) في مواجهة روسيا الاتِّحاديَّة، وبالتَّالي العالَم المؤتلف في إطار مجموعة (بريكس).

علي بدوان
كاتب فلسطيني
عضو اتحاد الكتاب العرب
دمشق ـ اليرموك
ali.badwan60@gmail.com

المصدر: جريدة الوطن

كلمات دلالية: العال م الدو ل

إقرأ أيضاً:

عاجل. واشنطن تعلّق شحنات أسلحة إلى كييف.. وأوكرانيا تستدعي القائم بالأعمال الأميركي

رحب الكرملين بقرار الولايات المتحدة، معتبراً أن خفض الدعم العسكري لكييف يجعل نهاية النزاع أقرب. اعلان

أعلنت أوكرانيا، الأربعاء، أنها استدعت القائم بالأعمال الأميركي في البلاد، وذلك عقب إعلان واشنطن تعليق بعض شحنات الأسلحة.

وفي بيان رسمي، حذّرت الخارجية الأوكرانية من أن "أي تأخير أو إرجاء في دعم القدرات الدفاعية الأوكرانية لن يؤدي سوى إلى تشجيع المعتدي على مواصلة الحرب"، في إشارة إلى روسيا، مضيفة أن "استمرار تسليح أوكرانيا هو عنصر حاسم لمنع موسكو من تصعيد هجماتها، والضغط نحو الحل السلمي بدلًا من مواصلة الترهيب".

وفي السياق نفسه، أكد مصدر عسكري أوكراني لوكالة "فرانس برس" أن الوضع الميداني سيزداد تعقيدًا في حال غابت الأسلحة الأميركية عن ساحة المعركة. وقال: "نحن نعتمد بدرجة كبيرة على الذخائر الأميركية. أوروبا تبذل جهدًا كبيرًا، لكن من دون الدعم الأميركي سيكون من الصعب مواصلة المواجهة".

من جانبه، أشار المستشار في الرئاسة الأوكرانية، دميترو ليتفين، إلى أن كييف تسعى للحصول على توضيحات مباشرة من واشنطن بشأن طبيعة القرار وحدوده. وقال في تصريح للصحافيين: "نعمل على استيضاح الأمر، وأعتقد أن الصورة ستتضح خلال الأيام القليلة المقبلة".

في المقابل، رحب الكرملين بقرار الولايات المتحدة، معتبرا أن خفض الدعم العسكري لكييف يجعل نهاية النزاع أقرب.

وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف للصحافيين ردا على سؤال من "فرانس برس": "كلما قلّت كمية الأسلحة التي تُسلّم إلى أوكرانيا، كلما باتت نهاية العملية العسكرية الخاصة أقرب".

Relatedهجوم روسيا الصيفي في أوكرانيا يترنّح: زخم ميداني دون مكاسب استراتيجيةأوكرانيا تنسحب من اتفاقية أوتاوا لحظر الألغام المضادة للأفرادلأول مرة كوريا الشمالية تكشف عن مقتل جنود لها في أوكرانيا

وكانت شبكة "CNN" نقلت عن مسؤول بارز في البيت الأبيض، أن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب قررت تعليق بعض شحنات الأسلحة إلى أوكرانيا، بما في ذلك صواريخ الدفاع الجوي، في إطار مراجعة أوسع للمساعدات العسكرية الأميركية ومخصصات الإنفاق على الدعم الخارجي.

ووفقاً للمسؤول، فإن وزير الدفاع بيت هيغسيث صادق على هذه المراجعة، التي بدأت منذ أشهر، دون أن يتضح ما إذا كانت ستشمل مساعدات عسكرية إلى دول أخرى.

وقالت نائبة المتحدثة باسم البيت الأبيض، آنا كيلي، إن القرار جاء "في إطار سياسة تضع مصالح الولايات المتحدة في المقام الأول".

تراجع الدعم بعد نداءات أوكرانية عاجلة

يأتي هذا التعليق في وقت كثّف فيه الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي دعواته إلى حلفائه الغربيين لتعزيز منظومة الدفاع الجوي في بلاده، عقب تصاعد الهجمات الجوية الروسية التي باتت شبه ليلية، وتشمل مئات الطائرات المسيّرة والصواريخ.

وكان سلاح الجو الأوكراني قد أعلن يوم الأحد مقتل طيّار بعد سقوط طائرته المقاتلة من طراز F-16 خلال إحدى الهجمات الروسية. وفي أعقاب الحادثة، أعلن زيلينسكي عبر وسائل التواصل الاجتماعي أن بلاده "مستعدة لشراء أنظمة دفاع جوي أميركية" لتعزيز قدراتها الدفاعية.

وتعدّ الولايات المتحدة، منذ بدء الغزو الروسي لأوكرانيا عام 2022، أكبر مزوّد منفرد للمساعدات العسكرية لكييف، حيث زوّدت الجيش الأوكراني بمنظومات دفاع جوي، وطائرات مسيّرة، وقاذفات صواريخ، ورادارات، ودبابات، وأسلحة مضادة للدروع. غير أن هذا "السخاء العسكري" أثار تساؤلات في واشنطن بشأن تآكل المخزون الأميركي الاستراتيجي.

التحول في التوجه الأميركي

منذ عودة ترامب إلى البيت الأبيض، شهد نمط الدعم الأميركي لأوكرانيا تغيراً ملحوظاً. ففي أبريل الماضي، تجاوزت أوروبا للمرة الأولى الولايات المتحدة في حجم المساعدات العسكرية المقدّمة لأوكرانيا، إذ بلغت مساهمات الدول الأوروبية 72 مليار يورو (84.9 مليار دولار)، مقابل 65 مليار يورو (76.6 مليار دولار) من الجانب الأميركي، وفق بيانات "معهد كيل للاقتصاد العالمي" في ألمانيا، المتخصص في تتبع المساعدات الحربية.

ويعود هذا التحوّل إلى تجميد ترامب الكامل لشحنات المساعدات العسكرية في مارس الماضي، عقب نقاش حاد مع زيلينسكي في المكتب البيضاوي، قبل أن يُعيد استئنافها بعد أسبوع.

وفي مؤشر على تغيير محتمل في الموقف الأميركي، لمح ترامب، خلال قمة حلف شمال الأطلسي (الناتو) الأخيرة في لاهاي، إلى احتمال تسليم أوكرانيا مزيداً من منظومات "باتريوت" الدفاعية، وهي من أكثر أنظمة الدفاع الجوي فعالية في مواجهة الصواريخ الباليستية والفرط صوتية.

خطر نفاد الذخيرة

ورغم امتلاك أوكرانيا نحو ست منظومات "باتريوت" أميركية الصنع، تلعب دوراً محورياً في الدفاع عن أجوائها وحماية الملايين من المدنيين، إلا أن مخزون الذخيرة الخاص بهذه المنظومات بات في خطر النفاد، ما يعرض البنية الدفاعية الجوية الأوكرانية لأزمة حادة، في ظل عدم وضوح الاستراتيجية الأميركية المقبلة.

وفي ظل هذه المعطيات، تزداد الشكوك حول استمرارية الدعم الأميركي لكييف، خاصة في ظل إدارة تسعى لإعادة صياغة أولوياتها الدولية ضمن شعار "أميركا أولاً"، وهو ما يثير قلق الحلفاء الأوروبيين ويزيد الضغط على المؤسسات الأميركية لإعادة تقييم التزاماتها الأمنية في شرق أوروبا.

المصادر الإضافية • AP

انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثة

مقالات مشابهة

  • خالد بن محمد بن زايد يرأس وفد الإمارات إلى قمة «بريكس» في البرازيل
  • نيابة عن رئيس الدولة.. ولي عهد أبوظبي يرأس وفد الدولة إلى القمة الـ17 لقادة دول مجموعة «بريكس»
  • عبر الوسيط الأميركي.. سوريا تفتح باب التهدئة مع إسرائيل
  • دبلوماسي: الأمم المتحدة تعيش أسوأ حالاتها.. ومن الصعب إصلاح مجلس الأمن
  • وزير الخارجية: توجت جهودنا برفع العقوبات ورفع علم سوريا في مقر الأمم المتحدة، سوريا التي نراها اليوم تشبه الشعب السوري، والرمزية السورية اليوم أكثر انفتاحاً ترمز إلى الإنسان السوري وثقافته وأرضه
  • الأمم المتحدة تتهم إسرائيل بارتكاب واحدة من أكثر عمليات الإبادة الجماعية وحشية في غزة
  • الخرطوم .. أكثر من 800 ألف سوداني عادوا إلى البلاد
  • زيلينسكي: كييف وواشنطن توضحان تفاصيل الدعم الأميركي
  • عاجل. واشنطن تعلّق شحنات أسلحة إلى كييف.. وأوكرانيا تستدعي القائم بالأعمال الأميركي
  • الأمم المتحدة ترحب بالقرار الأميركي بشأن رفع العقوبات عن سوريا