تقدم دولة الإمارات العربية المتحدة نفسها لاستضافة قمة المناخ السنوية الثانية للأمم المتحدة، حيث لا تزال المفاوضات حول من سيقود الجولة التالية من المناقشات الحاسمة حول ظاهرة الانحباس الحراري العالمي متوقفة بسبب التوترات الجيوسياسية في أعقاب حرب روسيا في أوكرانيا.

 

وبحسب الفاينانشال تايمز، من شأن هذه الخطوة أن تمنح الإمارات، التي ستستضيف مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ (COP28) في دبي في وقت لاحق من هذا العام، تأثيرًا كبيرًا على سياسة المناخ العالمية خلال فترة عامين رئيسية يحتاج فيها العالم إلى الاتفاق على الجهود المبذولة لوقف تغير المناخ.

 

كان من المقرر أن تستضيف إحدى دول أوروبا الشرقية مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ (COP29) العام المقبل، كجزء من التناوب الذي يشهد ترؤس مناطق وبلدان مختلفة لهذا الحدث، الذي حضره في السنوات الأخيرة عشرات الآلاف من الأشخاص.

 

يتعين على الدول الـ 23 التي تشكل مجموعة مؤتمر الأطراف المعروفة باسم دول أوروبا الشرقية أن تتفق بالإجماع على الدولة المضيفة.

 

ومع ذلك، رفضت روسيا أي دولة عضو في الاتحاد الأوروبي تستضيف القمة في أعقاب حرب أوكرانيا. وكانت أرمينيا وأذربيجان في المقدمة حتى هذا الشهر، لكن استيلاء باكو على جيب ناجورنو كاراباخ أدى إلى تصعيد التوترات بين البلدين، ومع روسيا.

 

ستكون ألمانيا، باعتبارها موطن اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ، هي المضيف الافتراضي إذا لم تتمكن الدول من الاتفاق على خيار آخر، في حين ستظل الإمارات العربية المتحدة تتولى الرئاسة.

 

لكن العديد من الأشخاص المطلعين على المناقشات قالوا، لفاينانشال تايمز، إن الإمارات كانت مترددة في رئاسة المفاوضات ما لم تتمكن أيضًا من استضافة الحدث.

 

قال مكتب رئاسة COP28 إن البلد المضيف لقمة الأمم المتحدة المقبلة للمناخ يحتاج إلى الاتفاق بموجب الإجراءات المناسبة. وأضاف هذا ليس حتى على رادارنا. ما زلنا نركز على تقديم عمل مناخي طموح في مؤتمر الأطراف الثامن والعشرين. 

 

في الوقت نفسه، لم تكن ألمانيا "حريصة" على استضافة القمة في مقر اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ في بون، حسبما قال شخصان مطلعان على المناقشات، على أساس أن المدينة ليست كبيرة بما يكفي لاستيعاب الحشد الضخم الذي سيتوافد عليها لمدة اسبوعين.

 

قالت وزارة الخارجية الألمانية: "من المهم التواصل إلى قرار بشأن رئاسة مؤتمر الأطراف وفقًا لإجراءات اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ. 

 

جدير بالذكر أنه تم تسجيل أكثر من 45 ألف شخص لحضور مؤتمر الأطراف العام الماضي في شرم الشيخ بمصر، وحضر حوالي 40 ألف شخص العام السابق في جلاسكو.

 

في مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ (COP28) هذا العام، ستترأس دولة الإمارات العربية المتحدة محادثات بين ما يقرب من 200 دولة تهدف إلى التوصل إلى اتفاقيات بشأن ما يسمى بالجرد العالمي للانبعاثات، وإبرام ترتيبات لإنشاء صندوق للخسائر والأضرار المتعلقة بتغير المناخ.

 

يأمل بعض المفاوضين من الدول في إدراج صياغة وجدول زمني للتخلص التدريجي من الوقود الأحفوري، وأهداف جديدة بعد عام 2030، في الاتفاق النهائي.

 

أثناء وضع جدول أعمال مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ (COP28)، وضع سلطان أحمد الجابر، الرئيس المكلف، جدولاً زمنياً للحد من الوقود الأحفوري المنتج دون احتجاز الانبعاثات.

 

قال الاتحاد الأوروبي إنه سيدفع أيضًا من أجل التخلص التدريجي مما يسمى بالوقود الأحفوري بلا هوادة، أو تلك التي يتم حرقها دون احتجاز الانبعاثات، قبل عام 2050 بوقت طويل. 

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الامارات الأمم المتحدة أجندة COP28 مؤتمر الأطراف تغیر المناخ

إقرأ أيضاً:

«أوتشا» لـ«الاتحاد»: الإمارات شريك أساسي في العمل الإنساني العالمي

سامي عبد الرؤوف (أبوظبي)

أكد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في دولة الإمارات (أوتشا)، أن الأمم المتحدة تعتبر الإمارات شريكاً أساسياً وفاعلاً في العمل الإنساني العالمي، فلقد أثبتت الإمارات التزامها القوي بالمبادئ الإنسانية من خلال دعمها المستمر للعمليات الطارئة، وتمويلها المرن، واستثماراتها في الحلول المستدامة.

أخبار ذات صلة الرئيس العراقي السابق برهم صالح رئيساً لمفوضية اللاجئين الإمارات تؤكد الالتزام بمواصلة العمل لمواجهة الاحتياجات الإنسانية المتزايدة

وقال في تصريح لـ«الاتحاد»: إن «التعاون مع الإمارات خلال السنوات الماضية كان مثمراً وبنّاءً، حيث أسهم في تعزيز تأثير الاستجابة الإنسانية، ودعم جهود التعافي المبكر، وتمكين المجتمعات من بناء قدراتها على مواجهة الصدمات المستقبلية.
وأشار إلى أن الدعم الذي أعلنت عنه دولة الإمارات لخطة الاستجابة الإنسانية العالمية لعام 2026 يمثل خطوة بالغة الأهمية، فهو يأتي في وقت يواجه فيه العالم مستويات غير مسبوقة من الاحتياجات الإنسانية. 
وكانت بتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، أعلنت دولة الإمارات عن تعهد جديد بقيمة 550 مليون دولار أميركي لدعم خطة الاستجابة الإنسانية الشاملة التي أطلقتها الأمم المتحدة، والتي تهدف إلى جمع 33 مليار دولار في عام 2026 لتقديم الإغاثة لما يقارب 135 مليون شخص في 23 عملية إنسانية حول العالم، بالإضافة إلى خطط مخصصة لدعم اللاجئين والمهاجرين.
ووصفت ساجدة الشوا، مديرة مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في الإمارات، في تصريح لـ«الاتحاد»، هذا الدعم، بأنه «نموذج للشراكات الفاعلة» التي تربط بين العمل الإنساني والاستدامة، ويستشرف الاحتياجات المستقبلية بطريقة مسؤولة وشاملة.
وقالت: «يعكس الدعم التزام الإمارات الراسخ بالعمل الإنساني الدولي، ويتيح لمنظومة الأمم المتحدة تعزيز قدرتها على توفير المساعدات المنقذة للحياة والتدخلات العاجلة في المناطق الأكثر تضرراً بالأزمات، كما أن هذا النوع من التمويل المرن والمبكر يسمح لـ«أوتشا» وشركائها بالتحرك السريع والاستجابة بفعالية قبل تفاقم الأوضاع». 
وأضافت: «نوجّه تقديراً كبيراً لدولة الإمارات العربية المتحدة على ريادتها الإنسانية ودورها البارز كأحد أكبر المانحين عالمياً وشريكاً أساسياً في الميدان. فبدعمها المتواصل، تُعزّز الإمارات قدرة الأمم المتحدة على الوصول إلى الفئات الأكثر ضعفاً، وتؤكد مجدداً مكانتها كنموذج عالمي في التضامن الإنساني والمسؤولية المشتركة».
وحول تأثير الدعم الذي تقدمه دولة الإمارات على تنفيذ خطط وبرامج المنظمة حول العالم، بما في ذلك تنسيق العمل الإنساني، ذكرت الشوا، أن الدعم السخي الذي تقدمه دولة الإمارات يمثل دفعة قوية لقدرة الأمم المتحدة على تنفيذ خطط وبرامج العمل الإنساني حول العالم. 
وأفادت أنه يتيح لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية تعزيز فعالية الاستجابة للأزمات الطارئة، وتوسيع نطاق التدخلات في القطاعات الحيوية، مثل الصحة والغذاء والحماية والمياه والتعليم، كما يعزز هذا الدعم تنسيق العمل الإنساني بين وكالات الأمم المتحدة والشركاء المحليين والدوليين، مما يضمن وصول المساعدات إلى الفئات الأكثر ضعفاً بكفاءة وسرعة أكبر، ويعزز قدرة المنظومة الإنسانية على التخطيط الاستراتيجي وتنفيذ العمليات بصورة متكاملة ومتسقة.
وعن تقدير عدد المستفيدين من الدعم الإماراتي من بين 135 مليون شخص تستهدفهم الأمم المتحدة في 23 عملية إنسانية، أجابت الشوا: من المبكر تحديد رقم دقيق للمستفيدين من مساهمة الإمارات إلى أن يتم توزيع التمويل على الخطط القطاعية والعمليات الميدانية».

آليات التعاون
تحدثت عن آليات التعاون بين الإمارات والأمم المتحدة خلال عام 2026، مشيرة إلى أنه يعتمد تعاوننا مع دولة الإمارات على شراكة استراتيجية طويلة الأمد، وخلال عام 2026، ستواصل «أوتشا» العمل بشكل وثيق مع وزارة الخارجية والهيئات الإماراتية المعنية لتعزيز تنسيق التمويل الإنساني وضمان تخصيصه وفقاً لأولويات خطة الاستجابة العالمية.
وأفادت أن التعاون يشمل تبادل المعلومات، وتنظيم إحاطات مشتركة حول الاحتياجات، وتسهيل مشاركة الإمارات في آليات التمويل مثل الصندوق المركزي لمواجهة الطوارئ وصناديق الاستجابة المشتركة في الدول المتأثرة، ونسعى أيضاً لتعزيز التعاون الفني في مجالات البيانات الإنسانية والإنذار المبكر، وبناء القدرات الإنسانية.

مقالات مشابهة

  • تركيا تستضيف 3 قمم عالمية كبرى خلال 2026
  • وسط انتقادات واشنطن لقرار أممي.. مؤتمر دولي لبحث إنشاء «قوة غزة»
  • مسراتي تشارك بقطر في مؤتمر الدول الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الفساد
  • ليبيا نائبًا لرئيس جمعية الأمم المتحدة للبيئة في دورتها الثامنة
  • الخارجية الأمريكية: قرار الأمم المتحدة بشأن غزة “غير جاد ومنحاز ضد إسرائيل”
  • الرياض تستضيف منتدى تحالف الأمم المتحدة للحضارات غدا
  • تركيا تستضيف 3 قمم دولية كبرى عام 2026
  • «أوتشا» لـ«الاتحاد»: الإمارات شريك أساسي في العمل الإنساني العالمي
  • رويترز: الولايات المتحدة تسعى لنشر قوات دولية في غزة مطلع العام المقبل
  • نيابةً عن رئيس الدولة.. نهيان بن مبارك يرأس وفد الإمارات في مؤتمر ومنتدى السلام والثقة 2025 بتركمانستان