منال الشرقاوي تكتب: أجمل شعور بالعالم
تاريخ النشر: 3rd, October 2023 GMT
في غرفة مكتبي الهادئة وعلى أصوات رذاذ المطر، والتي تُبشر بقدوم الشتاء ،اقتربت من شباك الغرفة كطفل صغير يود اللحاق بالمنظر كي يستمتع به، ورددت مع نفسي جملة بسيطة "أجمل شعور بالعالم". وللحظة تسمر ذهني وسرحت في هذه الجملة، وهنا، جاء السؤال الذي دفعني لأجلس مرة ثانية على كرسي المكتب وابدأ به مقالي: ما هو أجمل شعور بالعالم ؟
ووجدت أن الإجابة على هذا السؤال تعتمد على الأشخاص وتفضيلاتهم الشخصية، فهناك العديد من الأشياء التي يمكن أن تكون أجمل شعور في العالم بالنسبة للأفراد.
نعم ، الأمان في نظري هو أجمل شعور بالعالم ، فهو أساس السعادة والإستقرار.إنه الأساس الذي يمكن أن يؤثر بشكل كبير على نوعية حياتنا وسعادتنا، وإذا نظرنا إلى حياتنا من حولنا، سنجد أن معظم الأمور التي نتوقعها من أجل حياة مثمرة ومستدامة تتوقف في الأساس على وجود هذا الشعور القوي بالأمان.
والأمان لا يرتبط بالمكان فقط ، إنما يعتمد في جزء كبير منه على العلاقات الاجتماعية، فعندما نثق في الأشخاص الذين حولنا ونعرف أننا في مكان آمن حيث يمكننا التعبيرعن أفكارنا ومشاعرنا دون خوف من الانتقاد أو الرفض، فإننا نشعر بالارتياح والثقة. وهذا يعزز العلاقات الاجتماعية القوية ويساهم في تعزيز التواصل وفهم الآخرين، سواء كانت هذه العلاقات قرابة أو صداقة وحتى في مجال العمل أو الدراسة، وهنا يأتي دور الأمان "العاطفي" ، فالأمان العاطفي يعني أننا نشعر بأننا محبون ومهمون لشخص ما، وعندما نكون في علاقة سوية نشعر فيها بالدعم والاهتمام والحب، يصبح لدينا القدرة على التعامل مع تحديات الحياة بشكل أفضل. الأمان العاطفي يعني أنك تعلم أن هناك شخصًا يقف بجانبك في أوقات الصعاب. والعلاقات العاطفية الصحية تعزز من الشعور بالأمان والاستقرار الداخلي.
ولكن يبقى سؤال : هل الشعور بالأمان معنوي فقط ؟
بالطبع لا ، فالأمان المادي إذا لم يتوفر سيبقى الأمان العاطفي والاجتماعي دون ضلع يغلق المثلث
فالاستقرار المادي يلعب أيضًا دورًا مهمًا في الشعور بالأمان. عندما نملك وظيفة أو موارد كافية لتلبية احتياجاتنا الأساسية، نشعر بالاستقرار المالي والأمان من الضغوط المالية، وعندما نشعر بالأمان المادي، نستطيع التفكير والتصرف بوضوح وثقة.
وهذا يأخذنا إلى الأمان الذاتي والذي ينبع من داخلنا، فالثقة بالنفس هي أساس الأمان الشخصي، وعندما نكون واثقين من قدرتنا على تحقيق أهدافنا والتعامل مع الضغوط اليومية، نشعر بالأمان الذاتي والثقة في أنفسنا. إذا كنت تثق بنفسك،هنا ستكون قادرًا على التغلب على تحديات الحياة. ولا يمكن تحقيق النمو والتطور دون الأمان الذاتي والقبول الذاتي لنفسك، فالثقة بالنفس والأمان تشكلان قاعدة قوية لبناء علاقات صحية ومثمرة فيما بعد.
في النهاية، يعتبر الشعور بالأمان محركاً أساسيًا للسعادة والاستقرار في حياتنا. إن الاهتمام ببناء هذا الشعور من خلال العلاقات الاجتماعية الصحية والرعاية الذاتية والاستقرار المادي يمكن أن يسهم بشكل كبير في تحسين نوعية حياتنا وجعلها أكثر رضاً وسعادة.الأمان هو الشعور بأن الحياة تسير في الاتجاه الصحيح، وأنك تعيش "أجمل شعور بالعالم".
المصدر: صدى البلد
إقرأ أيضاً:
برلماني: المواطن يحتاج شعورًا مباشرًا بتحسن الوضع الاقتصادي
أكد النائب محمد يحيى، عضو مجلس النواب، أن التحديات الاقتصادية التي تمر بها الدولة المصرية تفرض علينا ضرورة التركيز على تحقيق نتائج ملموسة يشعر بها المواطن في حياته اليومية، مشددًا على أن تحسين معيشة المواطن هو المعيار الحقيقي لنجاح أي إصلاح اقتصادي.
وقال "يحيى" في تصريحات خاصة لـ"صدى البلد"، إن الفترة الماضية شهدت تنفيذ العديد من المشروعات القومية الكبرى، وهو أمر لا خلاف عليه، لكن ما يحتاجه المواطن الآن هو تحسين مباشر في دخله الحقيقي، وانخفاض الأسعار، وتوفير السلع والخدمات بجودة عالية، معتبرًا أن الأثر الاجتماعي للإصلاحات لا يزال دون المستوى المتوقع.
واختتم النائب تصريحه بالتأكيد على أن المرحلة القادمة تتطلب شفافية حكومية كاملة، وبرامج إصلاحية واضحة الأهداف، ومتابعة برلمانية دقيقة لأداء الأجهزة التنفيذية، قائلاً: "من حق المواطن أن يرى نتائج الإصلاح.