من بينها مدينة مغربية.. دراسة دولية تحذر من حدوث فيضانات عارمة في 3 مدن عربية
تاريخ النشر: 4th, October 2023 GMT
كشف عالم الفضاء المصري عصام حجي عن دراسة دولية بين جامعتي كاليفورنيا في الولايات المتحدة وميونخ في ألمانيا، تحذر من الضغوط المناخية والبيئية المتزايدة لحدوث فيضانات في الإسكندرية.
وجاء في الدراسة وفقا لما نشره عصام حجي المشارك بها إن العالم يواجه موجات حرارية غير مسبوقة، ذلك بالإضافة إلى الانهيارات الأرضية وحرائق الغابات الأكثر دموية حتى الآن، حيث ترسل لنا المناطق القاحلة علامات تحذير.
وقد نشر حجي مؤخرا سلسلة من الدراسات الجديدة التي تتناول مخاطر التغييرات المناخية المتزايدة في المدن الساحلية بشمال إفريقيا والشرق الأوسط، حيث يقول: "نحن نخسر المعركة ضد التغيرات المناخية التي تهدد الموارد المائية".
وتسلط تلك الدراسة الضوء على المخاطر التي تواجه مدينة الإسكندرية في مصر، والمنامة في البحرين وطنجة بالمغرب.
ويقول حجي إنه على الرغم من أن هذه المناطق تبعد عن بعضها البعض آلاف الأميال، إلا أنها تواجه جميعها تهديدات مناخية مقلقة نتيجة قلة الوعي العام بهذه التهديدات المتزايدة، كما يحذر حجي من أن المخاطر التي تواجهها المدن الساحلية في المناطق الجافة تحدث في وقت أقرب بكثير مما كان متوقعا.
وتمثل هذه المدن أهمية كبيره حيث تصدر موانئها موارد الطاقة الحيوية والسلع على مستوى العالم الي جانب كونها بوابة للإمدادات الغذائية الحيوية.
يحذر حجي من أن التدهور السريع لتلك المدن يمكن له عواقب إقليمية وعالمية. تشرح جامعة ميونخ التقنية في دراسة نشرت في مجلة سيتيز كيف أصبحت مدينة الإسكندرية ،التي تضم العديد من المواقع الأثرية التابعة لليونسكو و يقتنها ستة ملايين نسمة ، عرضة بشكل متزايد للفيضانات و تآكل السواحل.
ويرجع الباحثون السبب في تلك التهديدات إلى سلسلة من مشاريع العمرانية التي نفذت على مدى العقد الماضي حيث أعطيت الأولوية لتوسيع الطرق السريعة والمناطق التجارية من خلال ردم القنوات المائية المهمة التي كان لها دورا اساسيا في تنظيم حركة المياه خاصة عند حدوث العواصف أو السيول.
وتقول سارة فؤاد عضو الفريق العلمي، إن الإسكندرية لطالما كانت قادرة على "البقاء لآلاف السنين و مقاومة الزلازل، وارتفاع مستوى سطح البحر، وأمواج تسونامي، والعواصف الضارية، لكن إدارة الممرات المائية في المدينة، وتجاهل دور العناصر الطبيعية في المشروعات الحضرية على مدى السنوات العشر الماضية، أدى إلى تدهور قدرة المدينة علي مواجهة الاثار البيئية المتزايدة. وأضافت أن المدينة أصبحت "واحدة من أقل المدن قدرة علي مواجهة الفيضانات وارتفاع مستوى سطح البحر".
واستخدم الباحثون صور الأقمار الصناعية، والاستبيانات في الموقع مع سكان المدينة لتقييم التأثير المجتمعي لهذا التحول العمراني علي تصورات السكان للتغيرات المناخية المترتبة عليه.
وتشرح الدراسة المنشورة الاثار السلبية المترتبة علي ردم القنوات المائية و نتائجه السلبية علي قدرة المدن الساحلية على التخفيف من الظواهر المناخية المتزايدة. كما يوضح الباحثون، الدور المحوري لتلك القنوات في تبريد المناخ بالمدينة وفي عملية تدفق المياه المحملة بالطمي إلى البحر، والتي تعمل بدورها علي نقل الرواسب على الساحل و التي من شأنها أن تخلق حصنا طبيعيا ضد التآكل المستمر. بدون هذه القنوات المائية، فإن سواحل الإسكندرية تستنفد بشكل متزايد هذه الحواجز الطبيعية ضد ارتفاع مستوى سطح البحر وزيادة هبوب العواصف. هذه التطورات في المدن الساحلية مثل الإسكندرية تسرع من تدهور السواحل وتزيد من المخاطر المرتبطة علي الظواهر المناخية الخطيرة.
ووجد الباحثون أن تصور جيل الشباب للمخاطر المناخية قد تغير بشكل خاص بسبب التحولات المتعددة في المدينة، بالاضافة إلى تغيير الواجهة البحرية للمدينة ، وأن هذا يعيق الجهود المبذولة للتخفيف من المخاطر الساحلية المتزايدة، وهو ما يفسر الزيادة في الوفيات التي لوحظت في هذه الأحداث على مدى العقد الماضي. يقول حجي أن التفاعل المعقد بين التغيرات المناخية والبيئية وتصورها العام في المناطق الحضرية الكثيفة يتطلب نهجا تصميميا متكاملا و متعدد الأوجه للتكيف المفقود في العديد من الدول النامية، وفق ما أورده موقع "روسيا اليوم".
المصدر: أخبارنا
إقرأ أيضاً:
ما الذي نعرفه عن العلاقة بين التغيرات المناخية وموجات الحر؟
مع بلوغ درجات الحرارة في أوروبا مستويات غير مسبوقة، تبحث "يوروفيرفاي" فيما إذا كان التغير المناخي الناتج عن نشاطات الإنسان هو العامل المباشر وراء هذه الظاهرة. اعلان
من المتوقع أن تسجّل عدة دول أوروبية ارتفاعًا إضافيًا في درجات الحرارة يوم الأربعاء، مع استمرار ضغط جوي عالٍ، ويحذّر الخبراء من أن الطقس الحار لم يعد استثناءً، بل أصبح القاعدة الجديدة.
وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في وقت سابق من هذا الأسبوع: "لم تعد الحرارة الشديدة حدثًا نادرًا، بل أصبحت الوضع الطبيعي الجديد".
موجة الحر غير المسبوقة التي تشهدها أوروبا سببها "القبة الحرارية"، وهي ظاهرة تحدث عندما يستقر ضغط جوي مرتفع فوق منطقة واسعة، فيحبس الهواء الساخن ويمنعه من التحرك، مما يؤدي إلى تراكم الحرارة وارتفاعها بشكل كبير.
إلا أن الاحتباس الحراري الناجم عن نشاطات الإنسان، وعقود من التلوث الذي يسببه الوقود الأحفوري، يزيد من وطأة هذه الموجات، التي أصبحت أيضًا محور اهتمام.
ويلفت العلماء إلى أن ربط كل ظاهرة جوية بشكل مباشر بتغير المناخ أمر غير دقيق، لأن موجات الحر قد تحدث حتى بدون تغير المناخ.
لكن هناك اتفاق علمي على أن الاحتباس الحراري يجعلها أكثر تكرارًا وشدةً ومدةً، مما قد يسبب مشاكل صحية خطيرة للناس.
موجات الحر الأكثر حرارة ستبقىقام باحثون في موقع "كاربون بريف" مؤخرًا برسم خريطة لجميع الدراسات العلمية المنشورة، بهدف إيضاح كيفية تأثير التغير المناخي على الطقس المتطرف.
شمل هذا التحليل 116 حدثًا مرتبطًا بالحرارة في أوروبا، ووجد العلماء أن 110 منها (أي ما يعادل 95%) أصبحت أكثر وتيرةً أو شدةً بسبب تغير المناخ.
وتشير تقديرات العلماء في مؤسسة "World Weather Attribution" إلى أن احتمال حدوث موجات الحر في شهر يونيو ازداد بحوالي عشرة أضعاف الآن مقارنةً بعصر ما قبل الثورة الصناعية بسبب تأثير التغير المناخي.
ويقول آخرون إن الأحداث الجوية التي تؤدي إلى موجات الحر قد تضاعفت ثلاث مرات تقريبًا من حيث القوة والمدة منذ خمسينيات القرن الماضي.
وتُعرّف الموجات الحارة بأنها فترة طويلة — تدوم عادةً ثلاثة أيام على الأقل — من درجات حرارة أعلى من المعتاد. لكن عتبتها تختلف بين الدول، وحتى داخل البلد نفسه.
على سبيل المثال، يجب أن تصل درجات الحرارة إلى 39 درجة مئوية على مدى فترة طويلة في أثينا حتى تُصنّف كموجة حارة، أما في هلسنكي فلا يلزم سوى 25 درجة مئوية فقط لاستيفاء المعايير.
تحدث هذه الظواهر بمعدّل أكبر لأن متوسط درجات الحرارة ارتفع عمومًا بسبب تغيّر المناخ، مما يزيد من احتمال حدوث موجات حر.
ويشرح فاليريو لوكاريني، عالم المناخ في جامعة ليستر، أن الشذوذات المناخية أصبحت الآن أكثر ثباتًا واستمرارية.
ويضيف: "نظرًا لتغيّر ديناميكية الغلاف الجوي، فإن احتمالية حدوث ما يُعرف بـ'التدفّقات المحظورة' أصبحت أعلى"، في إشارة إلى أنظمة الضغط المرتفع التي تستمرّ لفترة طويلة وتتسبّب في موجات حرارة مطوّلة.
ويتابع: "هذه الأنماط تؤدي إلى شذوذات حرارية قويّة تدوم لفترات أطول".
وفقًا لدراسة أجراها لوكاريني وفريق من الباحثين الأوروبيين ضمن مشروع ClimaMeter، فإن موجات الحر الحالية في أوروبا قد تكون أكثر سخونة وجفافًا بما يصل إلى 2.5 درجة مئوية مما كانت عليه في السابق بسبب التغيّر المناخي.
وفي السياق نفسه، تقول سامانثا بورجيس، نائبة مدير خدمة كوبرنيكوس لتغيّر المناخ التابعة للاتحاد الأوروبي، في تصريح لـ"يورونيوز": "نحن نمرّ بموجة حر غير مسبوقة على مستوى القارة، كانت لتكون أقل حرارة لولا تأثير تغيّر المناخ".
وتوضح قائلةً: "هذه الموجة الحارة لافتة لثلاثة أسباب: شدة درجات الحرارة القصوى المتوقعة على مناطق واسعة، والمدى الجغرافي للشذوذ الحراري وأنها أتت في أول فترات الصيف".
وتضيف بورجيس أن موجات الحر الشديدة التي تحدث في أوائل الصيف أو نهايته أصبحت أكثر تكرارًا، ما يعني أن الفترة السنوية التي تزداد فيها مخاطر الإجهاد الحراري آخذة في التمدّد.
Relatedموجة حر غير مسبوقة تجتاح شرق روسيا: حرارة قياسية وحرائق تهدد السكان والمنشآتتوقعات بوفاة أكثر من 4,500 شخص خلال اليومين المقبلين في أوروبا بسبب موجة الحرحديقة حيوان براغ تستخدم أطنانًا من الثلج لتبريد الحيوانات أثناء موجة الحرلماذا أوروبا أكثر تأثرًا بشكل خاص؟تُعدّ أوروبا القارة الأسرع ارتفاعًا في درجات الحرارة، حيث تسجّل زيادة في المتوسط بنحو 0.5 درجة مئوية كل عقد، مقارنة بـ0.2 درجة على المستوى العالمي.
ويساهم قربها من القطب الشمالي – المنطقة الأسرع احترارًا على الكوكب – في تسارع هذا الارتفاع، مما يجعلها أكثر تأثرًا من غيرها.
فمن بين أشدّ 30 موجة حارة ضربتها بين عامي 1950 و2023، وقعت 23 منها منذ عام 2000، وفقًا لمركز المناخ الإقليمي لأوروبا التابع للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية (WMO).
ويعتقد العلماء أن جنوب القارة ومنطقة البحر الأبيض المتوسط معرضان بشكل خاص، نظرًا لموقعهما الجغرافي بين المناطق شبه الاستوائية الجافة في شمال أفريقيا والأجزاء الأكثر رطوبة في شمالها.
وخلصت دراسة أُجريت عام 2020 إلى أن هذا الموقع يجلب ضغطًا سطحيًا مرتفعًا غير معتاد فوق حوض المتوسط، بالإضافة إلى تدفّق هواء حار وجاف من الصحراء الكبرى نحو المغرب وجنوب غرب أوروبا، مما يؤدي إلى زيادة تواتر الينابيع الجافة، ويُفضي إلى الجفاف الصيفي وموجات الحر.
ويرى العلماء أيضًا أن السلوك المتغير للتيار النفاث – وهي تيارات هوائية سريعة تدور حول الأرض من الغرب إلى الشرق – يمكن أن يفسّر سبب تعرّض أوروبا وأمريكا الشمالية لموجات حر متزايدة، أحيانًا في الوقت نفسه.
وفي عام 2022، قال باحثون ألمان إن الظاهرة المعروفة باسم "التيار النفاث المزدوج" – حيث ينقسم التيار الهوائي، تاركًا الهواء الساخن محاصرًا فوق المنطقة – تُعدّ مسؤولة إلى حدّ كبير عن تزايد موجات الحر في غرب القارة.
ماذا عن موجات حرارة المحيطات؟ترتفع درجات حرارة المناطق البرية في أوروبا بشكل أسرع من المحيط، لكن البحر الأبيض المتوسط يشهد حاليًا درجات حرارة قياسية على سطح مياهه، بما في ذلك خلال شهر يونيو.
ويوضح البروفيسور لوكاريني أن "عندما تكون مياه البحر دافئة، فإنها تتبخر أكثر، ما يؤدي إلى تسخين الغلاف الجوي فوقها. وهذا التبخر يولد مزيدًا من الطاقة الكامنة للعواصف. لذا، هناك تغذية راجعة مستمرة بين الغلاف الجوي والمحيط".
ويشير إلى أن الموجة الحارة الحالية تزامنت مع فترة من درجات الحرارة المرتفعة بشكل غير طبيعي — تجاوزت المتوسط بـ4 إلى 5 درجات مئوية — في أجزاء من حوض المتوسط.
ويضيف: "نحن نشهد شذوذًا حراريًا كبيرًا في درجات حرارة سطح البحر في غرب البحر الأبيض المتوسط وشرق المحيط الأطلسي".
ويتابع: "خذ مثلًا فرنسا، فهي محاطة بمياه شديدة السخونة، ما يجعلها أكثر عرضة لحدوث شذوذات حرارية طويلة الأمد ومستمرة على اليابسة، إضافة إلى عواصف رعدية قوية جدًا".
عواقب بعيدة المدىتشير التقديرات إلى أن الطقس البارد يتسبب حاليًا في عدد وفيات بأوروبا يفوق بعشرة أضعاف تلك الناجمة عن الحرارة. لكن تغيّر المناخ قد يعكس هذا الاتجاه، ويزيد من الوفيات المرتبطة بالحرارة.
وتقدّر دراسة للمفوضية الأوروبية أنه في حال عدم التخفيف من آثار التغير المناخي أو التكيف معها، فقد يتضاعف عدد الوفيات الناتجة عن الحرارة الشديدة في الاتحاد الأوروبي وبريطانيا بمقدار ثلاثين مرة بحلول نهاية هذا القرن.
وبحلول الفترة نفسها، يُتوقّع أن ترتفع الوفيات المرتبطة بالحرارة في جنوب أوروبا بمقدار 9.3 مرات مقارنة بشمال القارة، علمًا بأن الفارق الحالي يبلغ نحو ست مرات.
وقد تؤدي الحرارة الشديدة أيضًا إلى ظواهر مناخية قاسية أخرى، مثل العواصف شبه الاستوائية، والجفاف، وحرائق الغابات.
ويوضح لوكاريني: "كلما ارتفعت درجات الحرارة، زاد التبخر من رطوبة التربة. وكلما جفّت التربة، ازداد جفاف الغطاء النباتي، مما يرفع خطر نشوب الحرائق بشكل كبير".
ويضيف: "لكن هذا لا يعني بالضرورة أننا سنشهد حريقًا، إذ ما زلنا بحاجة إلى مصدر للاشتعال".
انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثة