تعرف على الصحبة في القرآن الكريم
تاريخ النشر: 4th, October 2023 GMT
يقف المسلم بين يدي الله عز وجل في اليوم سبع عشرة مرة أو اكثر يردّد أمَّ القرآن فاتحةَ الكتاب يسأل الله الهداية إلى الصراط المستقيم الموصل إلى مرضاة الله وجنته. وإن الله عز وجل أمرنا بتكرار هذا الطلب والإلحاح فيه، وعرّفنا هذا الصراط بأن دلّنا على من سلكوه وخبروا وُعُورته وعقباته. والحقيقة أن صراطَ الله مستقيمٌ لا اعوجاج فيه ومحجة بيضاء ليلها كنهارها، لكن رعونات النفس وأهوائها ونزغات الشيطان ووساوسه وزخارف الحياة الدنيا وغرورها قد يعصف بالمسلم فيزيغ عن هذا الصراط فيكون من الهالكين.
جاءت هذه الوصية الإلهية في ثنايا وصايا لقمان لابنه ـ بعد أن حثت على برّ الوالدين والإحسان إليهما وطاعتهما في غير معصية الله ـ لتؤكد ضرورة اتباع سبيل المؤمنين المنيبين إلى الله الموصولة قلوبُهم به سبحانه، خصوصا عندما تنعدم شروط المحافظة على الفطرة في الأسرة.
إن في لفظي “الاتباع” و”السبيل” الواردين في الآية يعطيان إشارة واضحة إلى أن ثمة سير إلى الله وطريق تسلك إليه أولا بالقلوب “ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب” 3 ثم تأتي أعمال الجوارح ليتواطأ كيان الإنسان كله على السير الحثيث صعدا إلى ذرى الإحسان. وهذا السير يقتضي أن يكون ثمة تابعا ومتبوعا ـ كما تشير إليه الآيات ـ ولن يكون اتباع كامل إلا بمحبة صادقة، وتلك هي دعائم الصحبة وركائزها.
ج- «ويوم يعضّ الظالم على يديه يقول يا ليتني اتخذت مع الرسول سبيلا يا ويلتى ليتني لم أتخذ فلانا خليلا…»
مشهد آخر يصوره لنا القرآن الكريم لمن كانت صحبته للغافلين عن الله المُضلين عن ذكر الله، يوم يستبد به الندم فيعَض على يديه أسفا وحسرة على ضياع فرصة الصحبة الصالحة في الدنيا التي ترقى به إلى الدرجات العليا في الآخرة. فإذا كانت هذه حال من كانت خُلّته لمن يُلهيه عن ذكر الله ويصده عن طريق الله، فكيف تكون فرحة وسعادة من ظفر بخِلٍّ يدُلّه على الله ويُعينه على ذكر الله. قال سيدي ابن عطاء الله السكندري رضي الله عنه لا تصحب من لا ينهضك حاله، ولا يدلك على الله مقاله. ولأمر ما أمرنا القرآن الكريم بصبر النفس على صحبة الداعين الله عز وجل المريدين وجهه قال تعالى: وَٱصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ ٱلَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِٱلْغَدَاةِ وَٱلْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلاَ تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ ٱلْحَيَاةِ ٱلدُّنْيَا وَلاَ تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَٱتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطاً.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الله عز وجل
إقرأ أيضاً:
عبادات مستحبة في شهر المحرم .. تعرف عليها
يعتبر الصوم من العبادات المستحبة في شهر المحرم، فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ : «أَفْضَلُ الصِّيَامِ، بَعْدَ رَمَضَانَ، شَهْرُ اللهِ الْمُحَرَّمُ، وَأَفْضَلُ الصَّلَاةِ، بَعْدَ الْفَرِيضَةِ، صَلَاةُ اللَّيْلِ» أخرجه مسلم.
ويشتمل شهر المحرم، علىٰ يوم عاشوراء، الذي أخبر النبيُّ أن صيامه يكفر صيام سنة ماضية، وكان يتحرىٰ صيامه؛ فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: «ما رَأَيْتُ النبيَّ يَتَحَرَّى صِيَامَ يَومٍ فَضَّلَهُ علَى غيرِهِ إلَّا هذا اليَومَ، يَومَ عَاشُورَاءَ...» أخرجه البخاري.
عبادات مستحبة في شهر المحرمنصح مركز الأزهر العالمي للفتوى، المسلمين في شهر محرم بـ6 أعمال من العبادات المستحبة في شهر المحرم ينبغي على المسلم الحرص والمداومة عليها خلال الأشهر الحرم، ومنها هذا الشهر محرم.
أوضح «مركز الأزهر» خلال صفحته بموقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، أن أول هذه الأعمال في شهر محرم، الإكثار من العمل الصالح، والاجتهاد في الطاعات.
وتابع: وثاني هذه الأعمال في شهر محرم المبادرة إليها والمواظبة عليها ليكون ذلك داعيًا لفعل الطاعات في باقي الشهور، وثالث هذه الأعمال في شهر محرم أنه على المؤمنُ أن يغتنمَ العبادة في هذه الأشهر التي فيها العديد من العبادات الموسمية كالحج، وصيام يوم عرفة، وصيام يوم عاشوراء.
وأضاف: ورابع هذه الأعمال في شهر محرم أن يترك الظلم في هذه الأشهر لعظم منزلتها عند الله، خاصة ظلم الإنسان لنفسه بحرمانها من نفحات الأيام الفاضلة، وحتى يكُفَّ عن الظلم في باقي الشهور، ورابع هذه الأعمال في شهر محرم الإكثار من إخراج الصدقات، وسادسًا الإكثار من الصيام.
الصيام في شهر الله محرمقال الشيخ محمد وسام أمين الفتوى بدار الإفتاء إن فضل الصيام في شهر المحرم كبير جدا للصائم فيه منزلة كبيرة عند الله عز وجل حتى أن النبي صلى الله عليه وسلم قال فيه : " أفضل الصلاة بعد الصلاة المكتوبة الصلاة في جوف الليل وأفضل الصيام بعد رمضان صيام شهر الله المحرم".
وأضاف وسام خلال البث المباشر بصفحة دار الإفتاء" أنه سمي «محرّم» بذلك لكونه شهرًا محرّمًا، فهو أحد الأشهر الحُرُم الأربعة، وهي التي لا يستحلّ فيها المسلمون القتال، قال الله تعالى فيها: «إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَأوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً ۚ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ».